ردا على انتهاك أبو إسماعيل لحرمة المساجد.. وزير الأوقاف: المساجد تستصرخ الأمة جميعا للابتعاد بها عن المهاترات السياسية.. مدير أوقاف الجيزة: لا نستطيع منعهم.. ونقابة الدعاة المستقلة تدرس رفع دعوى
الإثنين، 9 أبريل 2012 - 00:41
كتب لؤى على
قال الدكتور محمد عبد الفضيل القوصى، وزير الأوقاف تعليقا على شيوع ظاهرة، انتهاك حرمة المساجد والاستيلاء على المنابر عنوة واستخدامها للدعاية الانتخابية والسياسية بأن الوزارة تشعر بالأسف، والآسى لما آل إليه حال المسلمين من غياب للمفاهيم الإسلامية، عند جميع المشاركين فى هذه الظاهرة، أيا كانت أقدارهم وانتماءاتهم على حد قوله.
وأضاف القوصى، أن الوزارة التى لا تملك قوة تنفيذية تتمكن بها من إزالة ما وصفه بالانحراف الشائن الذى أصاب احترام المسلمين لبيوت الله تعالى، على حد وصفه.
وقال القوصى "إن المساجد تستصرخ الأمة جميعا أن تكون عونا لها على استعادة المهابة المفقودة إلى بيوت الله، والابتعاد بها عن المهاترات السياسية وصخبها".
من جانبه قال الشيخ محمد عبد الرحمن، مدير مديرية أوقاف الجيزة "مش قادرين عليهم ده مفيش حد بيحترم لا مسجد ولا قانون ولا أى حاجة خالص"، معبرا عن غضبه العارم من استخدام مسجد أسد بن فرات بحى الدقى من قبل الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل، كمنبر للدعاية الانتخابية له وللهجوم على الحكومة والمجلس العسكرى.
وأكد الشيخ محمد عبد الرحمن، أن الشيخ أبو إسماعيل يذهب للمسجد بجيش جرار من مؤيديه، يرهب بهم القائمين على المسجد، مضيفا "ونحن لا نملك أن نمنعه خوفا من بطش مؤيديه"، مؤكدا أن تواجده فى المسجد ليس له أى صفه، مضيفا "ولا يحق له أو لغيره استخدام المسجد للمصالح الشخصية والسياسية أو فى الدعاية الانتخابية".
وعن الحق القانونى لإمام المسجد فى أن يبلغ الشرطة أو يحرر محضرا حال حدوث تعدٍّ أو تجاوزات داخل المسجد، قال الشيخ محمد عبد الرحمن "ومن سيستجيب إلى هذه البلاغات"، مضيفا "ما يحدث فى هذا المسجد وباقى المساجد يقع أمام جميع الجهات الأمنية"، منتقدا الصمت وعدم التحرك فى ظل الانفلات الأمنى الذى تعانى منه البلاد.
وأشار الشيخ عبد الرحمن إلى أن البلاد تعانى من انفلات أمنى عارم وانفلات قيمى، مطالبا الجميع بضرورة احترام القوانين، وتجنيب المصالح الشخصية والسياسة.
وقال، إن المساجد يجب أن تقتصر رسالتها السامية على نشر الدعوة الإسلامية الرفيعة وترسيخ المفاهيم الدينية الصحيحة.
وقال المتحدث الإعلامى لنقابة الأئمة والدعاة المستقلة الشيخ عبد الغنى هندى، إن النقابة أصدرت قبل أسبوعين، بيانا من قبل أكدت فيه على أن للمسجد حرمة، كما قال الله فى كتابه "وأن المساجد لله فلا تدعو مع الله أحدا"، مضيفا "ولا يصح أن يستخدم المسجد فى الدعاية الانتخابية لمرشح بعينه أى كان هذا المرشح، وأى كان ظاهرا شعبيته لأن مصر تدخل فى تجربة جديدة، تقوم على التعددية وتقوم على الاختلاف"، مطالبا بابتعاد المسجد عن هذا الاختلاف، وأوضح هندى أن المسجد كما علمنا الإسلام لا يعلو فيه الصوت على المصلى حتى ولو كان بقراءة القرآن، "فما بالنا نتحدث فيه عن أمور سياسية فيرتفع صوت هذا وذاك".
وأوضح هندى، أن إمام المسجد لا بد أن يكون على مسافة واحدة من الجميع، وأن يبعد نفسه عن سباق السلطة، لافتا إلى أن هناك فارقا بين أن يلعب إمام المسجد دورا وطنيا وأن يسابق السلطة، مضيفا "ونحن ننطلق من قواعد حاكمة فى المسجد نفاذها الله، وسنة رسول الله"، محذرا من أن يخرج أو يحيد المسجد عن هذا المسلك.
وأضاف هندى باسم نقابة الدعاة المستقلة "ونحن نحذر فى حالة قيام البعض بأن الجلوس فى مسجد أسد بن فرات من أنصار أبو إسماعيل وقيامهم بالتعدى على المسجد، وعلى ملحقاته بالاستخدام بدون إذن الإمام، يعرضهم للمسئولية أمام الله والقانون، فلا يصح حتى أن يؤم أى شخص المصلين بالمسجد إلا بإذن الإمام"، مؤكدا أن ما حدث فى المسجد هو مخالف لتعاليم الإسلام.
وأضاف هندى "الأولى بأبو إسماعيل أن يلتزم بالقانون وبالضوابط وأن يكون نموذجا يحتذى به، ولا يكون أول الخارقين للقانون"، مؤكدا أن النقابة ستدرس الأمر مع إمام مسجد أسد بن فرات لتحريك دعوى قضائية ضد من اعتدى على المسجد، "لأننا لا نخاف إلا من الله".
وأكد هندى أن الموضوع ليس شخصيا بالمرة، لكن أبو إسماعيل أكثر الأشخاص الذين استخدموا المساجد فى الدعاية لهم، لافتا إلى أنه لو ثبت أن استخدم أى مرشح رئاسى آخر المساجد للدعاية سيأخذون نفس الموقف منه، مضيفا "هناك وسائل وقنوات عديدة للمرشحين يسلكونها من أجل دعايتهم بعيدا عن المساجد، وأطالبهم بالالتزام بها بعيدا عن دور العبادة سواء المساجد أو الكنائس".
وكانت وزارة الأوقاف قد أصدرت بيانا حذرت فيه من استخدام المساجد فى الدعاية الانتخابية لمرشحى رئاسة الجمهورية، مؤكدة أن للمساجد رسالة سامية وهى عبادة الله وذكره، وليس التنافس بين المرشحين داخلها من أجل الوصول للسلطة.
وقال الدكتور محمد عبد الفضيل القوصى، وزير الأوقاف، إن الوزارة أعطت توجيهات صارمة لجميع مديرى المديريات بجميع المحافظات بالتنبيه على الأئمة وخطباء المساجد بعدم السماح باستخدام المساجد فى أى دعاية انتخابية لمرشحى الرئاسة، حتى لا تتحول المساجد عن غايتها السامية إلى غاية أخرى، مضيفا: على الجميع احترام القانون، واللوائح، وحرمة المساجد والحفاظ على هويتها وخصوصياتها المقدسة.