عيد الأُم والأُم المثالية :
فى نظرى أن كُل أُم تستحق كل إحترام من أبنائها ،وأن يُقبلوا يداها صباح مساء ،ومهما قدموا لها من بر وطاعة ومحاولات لرضاها لن يوفوها حقها ،ولذلك قال القرءان الكريم فارضا فريضة من الله بُحسن معاملتها ومعاملة (الأبوين عموما وهى خصوصا ) ومُحذرا من أن ينهرهما أبنائهما فقال فى تلك الفريضة الواجبة مثلها مثل الصلاة والصيام (وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعۡبُدُوٓاْ إِلَّآ إِيَّاهُ وَبِٱلۡوَٰلِدَيۡنِ إِحۡسَٰنًاۚ إِمَّا يَبۡلُغَنَّ عِندَكَ ٱلۡكِبَرَ أَحَدُهُمَآ أَوۡ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَآ أُفّٖ وَلَا تَنۡهَرۡهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوۡلٗا كَرِيمٗا (23) وَٱخۡفِضۡ لَهُمَا جَنَاحَ ٱلذُّلِّ مِنَ ٱلرَّحۡمَةِ وَقُل رَّبِّ ٱرۡحَمۡهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرٗا (24)) الإسراء .....
وقل جل جلاله (وَوَصَّيۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ بِوَٰلِدَيۡهِ حَمَلَتۡهُ أُمُّهُۥ وَهۡنًا عَلَىٰ وَهۡنٖ وَفِصَٰلُهُۥ فِي عَامَيۡنِ أَنِ ٱشۡكُرۡ لِي وَلِوَٰلِدَيۡكَ إِلَيَّ ٱلۡمَصِيرُ (14) لقمان .
((وَوَصَّيۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ بِوَٰلِدَيۡهِ إِحۡسَٰنًاۖ حَمَلَتۡهُ أُمُّهُۥ كُرۡهٗا وَوَضَعَتۡهُ كُرۡهٗاۖ وَحَمۡلُهُۥ وَفِصَٰلُهُۥ ثَلَٰثُونَ شَهۡرًاۚ حَتَّىٰٓ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُۥ وَبَلَغَ أَرۡبَعِينَ سَنَةٗ قَالَ رَبِّ أَوۡزِعۡنِيٓ أَنۡ أَشۡكُرَ نِعۡمَتَكَ ٱلَّتِيٓ أَنۡعَمۡتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَٰلِدَيَّ وَأَنۡ أَعۡمَلَ صَٰلِحٗا تَرۡضَىٰهُ وَأَصۡلِحۡ لِي فِي ذُرِّيَّتِيٓۖ إِنِّي تُبۡتُ إِلَيۡكَ وَإِنِّي مِنَ ٱلۡمُسۡلِمِينَ (15))) الأحقاف .
فالوالدين وخاصة الأُم هما رقم 1 و2 و3 و4 و10 ..وإوعى تسمح ايها الإبن وخاصة الأبناء الذكور لزوجتك أن تُهينهما أو تُبعدك عنهما أو توسوس لك بشيطانها بالتقصير فى حقهما مهما حصل ... فهذه هى جائزة وهدية عيد الأُم والأب معا أن يكون الأبناء بارين بآبائهم ،بالسؤال المُستمر عليهما ،بالإهتمام بهما فى سنواتهما الأخيرة ،بأن يجدونكم معهما وبجانبهما وقت الحاجة (قدر المُستطاع ) وإذا كنت أو كنتى - تسكن بعيدا عنهما فليكن إتصالك بهما يوميا صباحا ومساءا ،ولو معهم فى نفس البلد أو المدينة فلابد من قضاء يوما كاملا معهم إسبوعيا (مراتك عايزة تروح معاك أهلا وسهلا مش عايزة تخبط دماغها فى أتخن حيطة ) لأنك بهذا تؤدى فريضة إسلامية فرضها عليك رب العالمين مثلها مثل الصلاة تماما ،ولكنها فريضة فى المعاملات وفى تأدية ما عليك من حقوق للأقربين و أولى القربى ،وستُسأل عنها وستُحاسب عليها يوم القيامة .
أمك لا تنتظر منك هدية يوم عيد الأُم ،ولا تبقى حضرتك مقاطعها بقالك سنة بسبب الغندورة وتيجى تضحك عليها بورد أو بهدية مالهاش لازمة وتسلم عليها وتمشى ... أمك محتاجة ألا تشعر بأنك بعيد عنها حتى لو بينك وبينها 30 الف كيلومتر .
==
يرحم الله من توفى ومات من الأُمهات وبارك فى الأحياء ،وهدى الأبناء للبر بهن .
===
وفى نظرى الأُم المثالية ليست من تعبت وربت وخرجت ابناء فى مهن كذا وكذا كذا . لا لا لا ...... ولكن من زرعت فيهم الخوف من الله ،والخوف من أن يظلموا الآخرين ،وأن يتقوا الله فى كل شىء فى حياتهم .
والأُم المثالية هى من تتخذ من (إمرأة فرعون ،ومن أُم موسى ،ومن مريم عليهن السلام جميعا ) أسوة وقدوة لها ،تقتدى بهن فى إيمانهن بالله ،وثقتهن الكاملة فى الله جل جلاله . وفى تربية أولادهن كما فعلن فى تربية موسى عليه السلام ،فقد تربى على يد أُمه ويد إمرأة فرعون على تقوى الله والخوف منه سُبحانه وأنه جل جلاله معه ويراه أينما يكون . فهكذا تكون الأُم المثالية التى ربت وعلمت مهنيا (أيا كانت مهنته ووظيفته )يخاف الله ويتقيه فى مهنته وفى مُعاملاته مع الناس ،ويؤمن بأن الله جل جلاله سائله عن هذا يوم القيامة .