الصِّيام و سَماحة الاسلام :
مقال أكثر من رائع للدكتور - مأموى سحارى.
( يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِيْنَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ١٨٣- أَيَّامَاً مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيْضَاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرٍ وَ على الَّذيْنَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِيْنٍ فَمَنْ تَطَوَّعً خَيْرَاً فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَ أَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ١٨٤ )- البقرة .
كَتبَ اللهُ علينا الصِّيامَ كما كَتبَهُ على الذين من قبلنا ، و الصيام ليس هو الغاية بحدِّ ذاته إنما هو شعيرة تَعبُّدية لتحقيق غاية عظيمة و هي التقوى ( لعلَّكُم تتَّقُون ) .
# - والصيام هو : الامتناعُ عن الطعام و الشراب و العلاقة الزوجية من وقت يتبين لنا الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر إلى الليل ، قال الله تعالى : ( وَ كُلُوا وَ اشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبَيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِّمُّوا الصِّيَامَ إِلَى الَّيْلِ - ١٨٧ ) البقرة .
#- ( فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَريضاً أو على سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أيَّامٍ أُخَرٍ ) : الذي يُصبِحُ في يوم رمضان مريضاً أو مُسافراً فقد أباح الله تعالى له الافطار على أن يصوم الأيام التي أفطرها في شهر رمضان أثناء مرضه او سفره بعد شهر رمضان .
#- ( و على الَّذين يُطيقُونهُ فِديَةٌ طَعامُ مِسْكِينٍ ) : الأشخاص الذين يكون عليهم الصيامُ شاقَّاً إما : ١)- بسبب طبيعة عملهم الشاقة ( كالفرَّان الذي يقف أمام فرن النار --- عُمَّال المناجم --- الأشخاص الذين يعملون في فرش الطرقات --- عمَّال البناء .....الخ ) .
٢)- الذين لديهم أمراض مزمنة خفيفة أو معتدلة الشدَّة يكون الصيام معها شاقا عليهم ( مثل أمراض الجهاز الهضمي : التهاب المعدة و قرحة المعدة : ulcer - و قرحات الأمعاء - ارتفاع الضغط الدموي - الصداع الدوري العصبي " الشقيقة : migraine " - الربو القصبي : asthma .....
هؤلاء الصنف ( و على الذين يُطيقونه ) : يفطرون و يدفعون فدية طعام مسكين عن كل يوم يفطرونه في شهر رمضان ، أو اذا كانت حالتهم ( المرضية مثلا هجوع المرض او لم يعد عملهم شاقا ) تسمح لهم بالصيام : فالصيام بعد شهر رمضان خير لهم من الفدية .
#- الأشخاص الذين لديهم أمراض مزمنة شديدة : هؤلاء الأشخاص يجب أن لا يصوموا أبدا لما يسببه الصيام لهم من ضرر صحي كبير قد يؤدي إلى اعاقة صحية أشد أو إلى الوفاة و من يصوم منهم و يتسبب في ضرر نفسه صحيا فهو مجرم بحق نفسه و سوف يحاسبه الله على ذلك . ومن هذه الأمراض : الداء السكري diabetis بنوعيه النمط الأول المعتمد على الأنسولين و النمط الثاني المعتمد على خافضات سكر الدم الفموية - الأمراض القلبية : كنقص التروية القلبية و احتشاء العضلة القلبية infarction و اضطرابات النظم و قصور القلب - أمراض الغدد الصم جميعها : كقصور الغدة النخامية و قصور الغدة الدرقية او فرط نشاطهما .... - الأمراض الكلوية : القصور او الفشل الكلوي kidney fialure - أمراض الكلية التي تسبب زيادة في الادرار البولي - أمراض الجهاز الهضمي : التهاب القولون التقرحي المنتشر و داء كرون - أمراض الكبد : تشمع الكبد و قصور الكبد و أمراض الكبد الاستقلابية جميعها .... - الأمراض السرطانية cancers .....
هؤلاء الصنف ليس عليهم صيام و ليس عليهم فدية لانتفاء ( كُتِبَ ) شعيرة الصيام عنهم برحمةٍ من الله تعالى .
#- الأطفال :
الأطفال الذين أعمارهم تحت عمر السبع سنوات : يجب أن لا يصوموا أبدا .
الأطفال من عمر سبع سنوات إلى عشر سنوات : هؤلاء يسمح لهم بصيام جزئي إذا أرادوا الصيام بصيام جزءا من النهار فقط كي يتعودوا على الصيام .
الأطفال من عمر عشرة سنوات إلى سن البلوغ : هؤلاء يسمح لهم بصيام كامل نهار رمضان إذا أرادوا بشرط ان يفطروا مباشرة عند شعورهم بدوار أو دوخة أو اقياءات او تعب شديد او بداية تجفاف او أي عرض خطير على صحتهم .....
ملاحظة : الأمثلة الطبية التي ذَكرتُها في المقال اعْتَمدْتُ فيها على علمي و خبرتي الطبية و الصحة العامة و معتمدا قبل ذلك على سماحة الاسلام و حرصه على الحفاظ على حياة النفس البشرية ، قال الله تعالى : (هُوَ اِجْتَبَاكُمْ وَ مَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ في الدِّيْنِ مِنْ حَرَجٍ ) ٧٨- الحج .