مدن سورية تتعرض للقصف مع اقتراب المهلة النهائية للهدنة

في الثلاثاء ٠٣ - أبريل - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً

مدن سورية تتعرض للقصف مع اقتراب المهلة النهائية للهدنة

Tue Apr 3, 2012 2:53pm GMT
 

بيروت (رويترز) - اتهم ناشطون معارضون القوات السورية بقصف مدينتين يوم الثلاثاء في حملة لاضعاف القوات التي تقاتل حكومة الرئيس بشار الاسد قبل الموعد النهائي لوقف اطلاق النار الاسبوع المقبل.

وقال الناشطون ان مقاتلي المعارضة واصلوا هجماتهم ايضا فقتلوا ثلاثة جنود في عمليات بشمال البلاد.

ووافق الاسد على وقف لاطلاق النار توسط فيه مبعوث السلام الدولي كوفي عنان اعتبارا من العاشر من ابريل نيسان في احدث مسعى لانهاء اراقة الدماء المستمرة منذ نحو عام.

وقال متحدث باسم عنان في جنيف ان فريقا من ادارة حفظ السلام التابعة للامم المتحدة سيصل الى دمشق خلال اليومين المقبلين لتحديد كيفية مراقبة الهدنة.

لكن شخصيات معارضة سورية بالاضافة الى حكومات غربية اوضحوا بالفعل انهم ليسوا مقتنعين بأن الاسد الذي لم يف بتعهدات سابقة سيلتزم بكلمته هذه المرة.

وقال الناشط المعارض وليد فارس "انه كاذب". وكان يتحدث من داخل مدينة حمص التي اصبحت رمزا لمعارضة الاسد مع تعرض المناطق التي سيطرت عليها المعارضة لعمليات قصف ونيران القناصة على مدى اسابيع.

وقال فارس ان الاسد يسعى لكسب الوقت حتى تكون له اليد العليا في مواجهة قوات المعارضة ضعيفة التسليح والتي طردتها قواته من معاقلها بالمدينة في الشهرين المنصرمين.

واضاف ان اهدافا في المدينة تعرضت للقصف اليوم. وابلغ ناشط اخر بالمعارضة يدعى مرتضى الرشيد لرويترز من دمشق ان بلدة الزبداني على الحدود الغربية لسوريا تتعرض للقصف ايضا.

وقال "لا يظهر النظام اي اشارة على التوقف. الناس يتعرضون للقصف الان في الزبداني. اين كلام كوفي عنان.. لم نرها مطلقا في الشوارع."

وفي اعمال عنف اخرى قال المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره بريطانيا والذي يجمع تقارير من داخل سوريا ان مقاتلي المعارضة قتلوا جنديا في اشتباك بمحافظة ادلب في الشمال.

واضاف المرصد ان مسلحين هاجموا ايضا منزل مدير لعمليات الامداد والتموين بالجيش في حلب فقتلوا اثنين من حراسه.

وقالت الوكالة العربية السورية للانباء الرسمية ان عشرة من الجنود ورجال الشرطة دفنوا يوم الاثنين.

ويصعب التحقق من الروايات بشأن العنف بسبب القيود التي تفرضها الحكومة السورية على دخول الصحفيين الاجانب.

لكن تقديرات الامم المتحدة تشير الى ان قوات الاسد قتلت اكثر من 9000 شخص خلال الانتفاضة التي بدأت قبل أكثر من عام في حين تقول دمشق ان 3000 من افراد الامن لاقوا حتفهم على يد من تصفهم بالعصابات الارهابية المدعومة من الخارج.

وقالت الوكالة السورية ان وزير الخارجية وليد المعلم التقى برئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر جاكوب كلينبرجر ووافق على الية للتعاون بشأن المساعدات الانسانية.

ولم تطرق الوكالة الى دعوة الصليب الاحمر الى وقف يومي لاطلاق النار مدته ساعتان لتقديم المساعدات واجلاء الجرحى.

ووافق المجلس الوطني السوري المعارض على خطة عنان للسلام المكونة من ست نقاط لكنه لم يصدر تعليقا رسميا بشأن هدف وقف اطلاق النار في العاشر من ابريل نيسان. ويقول مقاتلو الجيش السوري الحر المعارض انهم سيوقفون اطلاق النار اذا انسحبت الدبابات والمدفعية من المدن.

لكن رئيس الوزراء التركي طيب اردوغان اتهم مجلس الامن الدولي بدعم "قمع" الشعب السوري بصورة غير مباشرة بتقاعسه عن تبني موقف موحد بشأن سوريا.

وقال اردوغان خلال اجتماع لحزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه "من خلال عدم اتخاذه قرارا دعم مجلس الامن التابع للامم المتحدة بشكل غير مباشر القمع. الوقوف مكتوف الايدي بينما يموت الشعب السوري كل يوم هو دعم للقمع."

وابلغ عنان مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية مجلس الامن يوم الاثنين انه كان يود ان يرى وقفا لاطلاق النار في اقرب من ذلك. ويساور بعض اعضاء المجلس القلق من ان يستغل الجيش الاسبوع المقبل لتكثيف عملياته.

وفي جنيف قال أحمد فوزي المتحدث باسم عنان ان الهدف انهاء الاعمال القتالية بشكل كامل في 12 ابريل نيسان.

واضاف ان من المقرر وصول فريق من ادارة حفظ السلام بالامم المتحدة الى دمشق خلال اليومين المقبلين لمناقشة نشر المراقبين. ومن المتوقع نشر فريق يضم ما يصل الى 250 مراقبا وسيتطلب ذلك قرارا من مجلس الامن.

واكد سفير سوريا لدى الامم المتحدة بشار جعفري أن دمشق وافقت على مهلة العاشر من ابريل نيسان لكنها تريد التزاما من المعارضة.

وقال الجعفري للصحفيين ان حكومة بلاده ملتزمة بالخطة لكنها تتوقع من عنان وبعض الاطراف في مجلس الامن ايضا أن يحصلوا على نفس التعهدات من المعارضة. واضاف أن الخطة لن يكتب لها النجاح الا اذا التزم بها الجميع.

ويخشى عدد من الحكومات الغربية ان يتحول الصراع الى حرب اهلية شاملة تنجرف اليها اطراف اخرى في الشرق الاوسط اذا استمر لفترة اطول.

لكن الدول العربية تراجعت عن مطالب سابقة بتنحي الاسد على الفور وتركز على مبادرة عنان التي لا تفرض شروطا على الرئيس.

وتريد السعودية تسليح المعارضة. غير ان وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو قال امس ان ذلك يمكن ان يؤدي الى حرب اهلية شاملة.

واضاف انه يأمل "في أن يكون هناك حل غير عسكري للازمة من خلال مبادرة الدول العربية".

من اوليفر هولمز

(اعداد علي خفاجي للنشرة العربية - تحرير مصطفى صالح)

اجمالي القراءات 4173