تسبب اعلان لأحد أنواع الخمور على قميص نادي "سيون" السويسري الذي يرتديه حارسه الدولي عصام الحضري في موجة انتقادات جديدة له، من منطلقات دينية.
ففي حين اعتبر المفكر الاسلامي جمال البنا أن الحضري لم يخطئ، وارتداؤه قميصا يحوي اعلانا عن الخمور لا يجعله آثما في مجتمع يشكل فيه المسلمون أقلية، ويحكمهم بالتالي فقه الاقليات، أكد أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر وعضو مجمع البحوث الاسلامية محمد رأفت عثمان أن الحرام واحد، ولا يختلف في الداخل عنه في الخارج، ومن ثم لا يجوز له ارتداء هذا القميص، وفي حالة اصرارهم، فيجب أن يفسخ تعاقده.
وكانت انتقادات سابقة وجهت للحضري لظهور زوجته "صابرين" في مدرجات نادي "سيون" حاسرة الرأس بدون الحجاب الذي اعتادت ارتداءه في مصر، واعتبر اسلاميون ذلك اساءة للاسلام، فيما بعث حينها المحامي نبيه الوحش بانذار على يد محضر إلى وزير الداخلية يطالبه بسحب الجنسية المصرية من الحضري.
لا مسؤولية على الحضري
وقال البنا تعليقا على ذلك "أحسنت زوجته بخلع حجابها، فما حدث مكانه سويسرا، ووضع المسلمات في الغرب يختلف عن الوضع في البلاد المسلمة، وفقه الاقليات يحتم عليها عدم الفصل بينها وبين المجتمع الذي اندمج فيه زوجها وقرر العمل والاقامة فيه، وإذا وجدت في حجابها حرجا فهي ليست ملزمة به".
وأضاف "لا مسؤولية دينية اطلاقا على الحضري بسبب اعلان الخمور على قميصه. فالشركة المنتجة له هي الراعي الرسمي لناديه وتنفق على أنشطته الرياضية وفق عقد يلتزم به الطرفان، ويسري على جميع اللاعبين وعلى عقودهم بالتوازي".
وتابع: لا يمكن أن نطلب منه أن يلغي تعاقده والعودة بسبب ذلك. ليس عليه اثم، وحاله يقاس على حال أي موظف مسلم يعمل في مكان يباع وتشرب فيه الخمور، فهو لا يجب أن يترك عمله ويجلس في بيته بسبب ذلك، خصوصا إذا كان يعمل في الغرب وفي مجتمعات تتناول الخمور كأي شراب عادي".
واستطرد البنا "ارتداء الحضري لهذا القميص ليس حراما. الاسلام يسر لا عسر، الله تعالى يقول "والذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صماً وعمياناً". من الجهل تحميله مسؤولية دينية على قميص ناديه، ومطالبته بأن يرفض ذلك اساءة للاسلام، فهو واحد ضمن فريق، ويعرف مقدماً أنه سيلعب في الغرب وبموجب ثقافة مختلفة عن ثقافته الأصلية. ما يثار ضده كلام فارغ وتلويث لسمعته ومحاولة لوقفه عن تأمين مستقبله الكروي، وهذا حقه الشخصي".
لا يجوز الترويج لسلعة محرمة
لكن د. محمد رأفت عثمان، وهو أيضا عضو مجمع البحوث الفقهية بأمريكا، اعتبر أنه "لا يجوز أن يعمل أي مسلم لرواج شيء يحرمه الله عز وجل، واللاعب بهذه الصورة يحمل اعلانا يروج لسلعة محرمة وهي الخمور، ولا عبرة بكون أن الشركة المنتجة هي الراعي لانشطة النادي او تنفق عليه".
وأشار إلى أنه، في هذه الحالة، يجب أن يفسخ عقده "لأن المسلم إذا خير بين الحلال والحرام، عليه أن يختار الحلال حتى لو كان سيخسر أموال الدنيا كلها. هذا هو حكم الشرع ولا التفاف حوله".
وكان الحضري حارس المنتخب الوطني المصري الأول، وأفضل حارس في افريقيا في بطولة الأمم الأفريقية التي حصلت عليها مصر في غانا في شباط الماضي، ترك ناديه والتحق بصفوف النادي السويسري دون أن يحصل على اذن من ناديه السابق "الأهلي" المرتبط معه بعقد رسمي يتبقى منه عامان، مما أثار غضب مسؤوليه وجماهيره.
وحسم الاتحاد الدولي لكرة القدم انتقاله مؤقتا لصفوف "سيون" في الشهر الماضي انتظارا لقرار المحكمة الرياضية.
وفي اتصال مع "العربية.نت" أكد مدحت قلادة، المتحدث الرسمي باسم منظمة أقباط متحدون في سويسرا، أن قميص الحضري يحمل اعلان ثلاث شركات راعية، واحدة منها متخصصة في صناعة "النبيذ"- أحد أنواع الخمور - وهي غيرود فلز
Jiroudvils والثانية شركة كهرباء Axpo والثالثة شركة أعمال مساعدة Pam.
وأضاف أن الشركات الثلاث هي الراعية للنادي وتملك امتياز الاعلان على شعاره، أي قميص اللاعبين، وهذا معمول به في الأندية السويسرية، ولا علاقة له بإرادة الحضري أو رفضه، ولا يستطيع تغييره، لأنه سيعتبر حينئذ متدخلا في شؤون النادي، وأيضا سيزج بذلك بأمور دينية في نشاط كرة القدم وهو ما تمنعه لوائح الفيفا الذي يوجد مقره في سويسرا.
ونقلت بعض المواقع الالكترونية عن مسؤول باتحاد الكرة المصري، التأكيد أن الاتحاد لا يملك فرض عقوبات على حارس منتخبه الأول لأنه لا يلعب لناد مصري، فيما نقلت عن أحد المحامين ويدعى طارق عبدالقادر أنه سيرفع دعوى قضائية ضد الحضري يتهمه فيها بالتحريض على ارتكاب الفسق والفجور، وهي تهمة تعرضه لعقوبة الحبس في حالة ثبوتها.