قراءة فى مقال هل تعكس بلورات الماء حالتنا الواعية؟

رضا البطاوى البطاوى في الجمعة ٢٣ - فبراير - ٢٠٢٤ ١٢:٠٠ صباحاً

قراءة فى مقال هل تعكس بلورات الماء حالتنا الواعية؟
يدور المقال حول استخدام الماء للتعبير عن الحالة النفسية والجسدية للفرد وقد استهله صاخبه بالكلام عن أهمية الماء فى الكون فقال :
"ارتبط وجود الماء دائماً بالحياة، فلا حياة دون ماء وجسمنا يتركب بمعظمه من الماء وكذلك يغطي الماء أكثر من 70% من كوكب الأرض، الكوكب الوحيد الذي عرفنا فيه الحياة لحد الآن، قال الله تعالى في القرآن الكريم:"وجعلنا من الماء كل شيئ حي أفلا يؤمنون"-سورة الأنبياء 30"
والخطأ هو أن الأرض كوكب فالأرض هى أساس الكون فالسماء مبنية فوقها كما قال تعالى :
" وبنينا فوقكم سبعا شدادا"

وقال :
"ولقد خلقنا فوقكم سبع طرائق"
ومن المعلوم أن المبنى فوقه يكون القرار وهو الأساس وما فوقه هو البناء ولذلك سمى الله السماء بناء والأرض المقر أو المستقر فقال :
"الله الذى جعل لكم الأرض قرارا والسماء بناء"
والخطأ الثانى أن النجوم وهو الكواكب السماوية ليس فيها ماء وهو كلام يتناقض مع تقرير الله أن أصل نور كل كوكب هو شجرة زيتون مباركة كما قال تعالى :
"كأنها كوكب درى يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضىء ولو لم تمسسه نار"
وتحدث الرجل عن استخدامات الماء فى الأديان المختلفة موضحا بعضها فقال :
"استخدم الماء قديما وحديثاً من قبل الشعوب في طقوسهم الدينية للطهارة أو التخلص من الآثام أو للاستشفاء فالهندوس يغتسلون بنهر الغانج في رحلة حجهم للتخلص من الذنوب
وكثيراً ما يستخدمه الصابئة في طقوسهم لدرجة أنهم سموا به إذ يطلق عليهم المندائيون
وكذلك يستخدمه المسيحيون بتعميد الأطفال في الكنائس ويستخدمه المسلمون في الوضوء للطهارة قبل كل صلاة. "
وتحدث عن أن الكثيرون يستخدمونه كقوة للشفاء فقال :
وبعض الناس يعتقد أن للماء قوة شفائية عند تلاوة نصوص دينية معينة كعدد من الآيات القرآنية ومن ثم شربها، وتهدف بعض الطقوس الرومانية القديمة إلى طرد الأرواح الشريرة من خلال قراءة كلمات معينة على الماء فيصبح مقدساً ويرشونه على الممسوس أو المكان المسكون بالشياطين لكي تحرقهم به أو تبعدهم عن المكان "
قطعا هذا من ضمن التخريف فكون الماء قوة شافية كان معجزة إلهية وليس للماء العادى ذلك وهو الماء الذى شفى أيوب(ص) عندما قال الله له :
" اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب"

فالمر آية معجزة وليس للماء العادى أى قوة شفاء لأن هذا يتعارض مع منع الله للآيات وهى المعجزات منذ عهد محمد(ص) بقوله:
" وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون"
وطرح الرجل تساؤلات متعددة عن تغير تركيب الماء طبقا لحالتنا النفسية وعن قدرة الماء على معرفة حالاتنا فقال :
"وما دام للماء أهمية كبرى في حياة الشعوب ومعتقداتها فهل تتغير تركيبته فعلاُ تبعاً لمشاعرنا؟ وهل للماء وعيه الخاص به؟
كما نعلم يتكون الماء من ذرتي هيدروجين وذرة أوكسيجين ويرمز لها اختصاراً بـ H2O ولكن عندما يبدأ الماء بالتجمد تتشكل فيه بلورات Crystals لها أشكال متنوعة ومتعددة ويبقى السؤال هنا:
هل تتغير تركيبة الماء البلورية تحت تأثيرات قراءة كلمات أو سماع موسيقى أو حتى صور منقوعة فيه؟"
قطعا الاجابة كلا فالماء لا يشعر بحالاتنا النفسية ولا يتغير تركيب مكوناته ولكن حالته هى التى تتغير من سائل إلى صلب إلى بخار
وتحدث الكاتب عن نظرية جنونية عن تبلور الماء تبعا لأصوات الناس أو ما يفكرون فيه فقال :
"نظرية تبلور الماء
حاول الباحث الياباني ماسارو إيموتو الإجابة عن تلك الأسئلة عبر إجراء سلسلة من التجارب على بلورات الماء زعم فيها أن تلك البلورات تأخذ أشكالاً إما جميلة أو بشعة اعتماداً على على كلام أو أفكار الشخص فيما إذا كانت إيجابية أو سلبية ويتم ذلك عبر توجيه كلام أو أفكار الشخص إلى قطيرات الماء قبل تجميدها بسرعة وبعدها تفحص تحت المجهر (المايكروسكوب) فيتم تصوير البلورات المائية المتشكلة. يدعي إيموتو أيضاً أن هذا يمكن أن يحدث بإلصاق كلمات مكتوبة أو موسيقى أو صلوات إلى جانب وعاء ماء.
ألّف إيموتو العديد من الكتب حول الماء منذ عام 1999، من أشهرها أعماله المنشورة تحت مسمى رسائل من الماء ويعمل حالياً كرئيس لمؤسسة "الماء من أجل الحياة" الدولية وهي منظمة غير ربحية مقرها في مدينة أوكلاهوما تأسست عام 2005م ويرأس أيضاً معهد هادو للبحوث العلمية في طوكيو."
وأرجع صاحب المقال أبحاث أيموتو لفلسفة يابانية والمراد معتقد دينى يسمى فلسفة الهادو فقال :
"فلسفة الهادو و" الرسالة" التي يحملها الماء
لاحظ إيموتو أن أشكال بلورات الماء لا تتكون بأشكال هندسية منتظمة قبل القيام بالصلوات أو التراتيل الدينية ولكن بعد قراءتها على الماء تتشكل بلورات هندسية جميلة، وهو يرى أن البلورات تأخذ تلك الأشكال البديعة رغم اختلاف النصوص والصلوات الدينية التي تقرأ عليها كالهندوسية والبوذية والمسيحية أو الإسلام،
يقول إيموتو:
"هادو تصنع الكلمات والكلمات هي نبضات الطبيعة لذلك تصنع الكلمات الطيبة الطبيعة الجميلة ولا تصنع الكلمات الخبيثة إلا القبيح منها، هذه هي جذور الكون".
وللإيضاح تعني كلمة هادو Hado الموجة أو الإنتقال باللغة اليابانية وبهذه الكلمة وصف إيموتو تلك الظاهرة التي اكتشفها في طبيعة الماء. و تعني من منظور إيماتو: النموذج التذبذبي الجوهري في المستوى الذري في كل المادة، وهي أصغر وحدة من الطاقة وأساسها هو طاقة الإنسان الواعية". وفي محاضرة ألقاها إيماتو في مدينة جدة السعودية يتبين لنا جوانب من فلسفته التي تدعو لوحدة الأديان فقد عرض على الجمهور المسلم صور بلورية مائية جميلة يقول أنه توصل إليها من خلال ذكر البسملة أو تقريب كوب الماء من سورة الفاتحة أو أسماء الله الحسنى أو صورة الكعبة المشرفة"
قطعا عندما تتكلم بالقرب من الماء فإن الصوت الصادر له قوة تخرج من الفم تغير وضعية الماء وأى حركة للقرب منه تجعل الهواء نتيجة حركة الإنسان يحركه ويغيره ولو حركة بسيطة ومن ثم من العادى أن تتغير وضعية الماء ولكن تغير مكوناته محال
وتحدث الكاتب عن الماء الواعى بالكلام الطيب والخبيث فقال :
"فمن منظور إيموتو تعكس الأديان العالمية الكبرى (البوذية و الهندوسية و المجوسية و اليهودية و المسيحية و الإسلام) نفس الجمال الهندسي في بلورات الماء فيما وصفه برسالة الماء الواعي. إيموتو أيضاً يقود حملة لنشر السلام حول العالم فيما يعرف بمشروع إيماتو ليعرف الناس بقيمة الأرض والطبيعة واهمية الحفاظ على مصادر الماء على كوكبنا."
وهذا قطعا ليس كلاما علميا وإنما هى نظرية بلا دليل
وأخيرا حدثنا الكاتب عن ماء زمزم فقال :
"ماء زمزم
خلال عام 2008 قامت صحيفة الثورة اليمنية بنشر خبر عن الخصائص الفريدة لماء زمزم مفاده أن إيموتو أجرى بحوثاً علمية على عينة ماء زمزم حصل عليها من شخص عربي بتقنية "النانو "ووجد فيها أن عينة ماء زمزم لم تغير أياً من خصائصها على الرغم من إضافة 1000 قطرة من الماء العادي إلى العينة كما اكتسب الماء العادي خصائص الماء المبارك وخلص للقول أن زمزم ماء مبارك وفريد ومتميز ولا يشبه في بلوراته انواع المياه العديدة وان كل المختبرات والمعامل لم تستطع تغيير خواصه. وأوضح أن البسملة لها تأثير عجيب على بلورات ماء زمزم حيث تتحول إلى اشكال فائقة الجمال وأكد أن من ابرز تجاربه إسماع زمزم شريطاً يتلى فيه القران الكريم تكونت على اثره بلورات ذات تصميم رمزي غاية في الصفاء والنقاء. "
وما ذكرته الصحيفة اليمينة هو مجرد أكاذيب لأن الماء الأرضى كله مبارك كما قال تعالى :
" وأنزلنا من السماء ماء مباركا"

فماء زمزم ماء عادى وكل الروايات عنه كاذبة فلو كان له أى خصائص شافية لاستعمله الرسول(ص) فى مرض موته وأمراضه الأخرى قبل ذلك كما تحكى الروايات
ولو كان شافيا من كل الأمراض فلماذا وصف الله عسل النحل كدواء شافى لبعض الأمراض؟
وتحدث الرجل أنه بحث فى موقع إيموتو وكتبه عما يثبت قول الصحيفة اليمنية فلم يجد شيئا فقال :
"نشر الباحث في موقعه الإلكتروني صوراً لبلورات تشكلت بصلوات الشنتو اليابانية والصلوات السنسكريتيه إلا أنني لم أوفق في العثور على أي صور لبلورات تشكلت من ماء زمزم والبسملة. أنصح القراء بقراءة مقالة الدكتورة عبير الجهيني مديرة إحدى المراكز الطبية في المملكة العربية السعودية والتي تكشف إشاعة إيموتو حول ماء زمزم وإدعاء تأثر بلورات الماء. "
وتحدث الرجل عن مزاعم إيموتوا عن تشكل بلورات الماء على وقع أصوات الموسيقى والأناشيد الوطنية فقال :
"يزعم إيموتو أن بلورات المياه تختلف بحسب مصدره ونقائه، ويفضل دائماً العينات النقية من الينابيع العذبة وقد وضع شروطاً لقبول تلك العينات يمكن الإطلاع عليها في موقعه الإلكتروني على الانترنت، وبإمكان أي شخص إرسال عينات من الماء بعد قراءة كلمات عليها وبعد أن تستوفي الشروط المطلوبة يقوم إيموتو أو من يوكلهم بتجميد تلك العينات وتصوير بلوراتها ومن ثم يرسل الصورة إلى طالبها وطبعاً يتم ذلك مقابل رسوم الخدمة وفي نفس الموقع تجد روابط تقود إلى مواقع تبيع كؤوساً مرسوم على كل منها أشكال بلورة تخص كلمة من الكلمات ويطلق على تلك الكؤوس مجموعة الإنسجام Harmony Set. كما تجد أيضاً تصويراً بالفيديو لطريقة تشكل البلورات أثناء سماع السلام (النشيد) الوطني لعدد من دول العالم كالمملكة العربية السعودية ودولة الكويت لاحظ أشكال البلورات المختلفة عند سماع سيمفونيات موزار رقم 40 وسيمفونية بحيرة البجع لتشايكوفسكي."
قطعا اختلاف الماء هو نتيجة اختلافات الأصوات التى تقترب من الماء فتحركه ولكنه لا تغير تركيبه الأساسى
وأخيرا أعطانا صاحب المقال رأيه فى أبحاث إيموتو وهو أنها مزاعم بلا أساس فقال :
"أبحاث مشكوك بصحتها!
مزاعم إيموتو واجهت الكثير من النقد كما تم اعتبارها علوما زائفة. معلقون انتقدوه بسبب عدم توضيحه بما فيه الكفاية لطرقه العلمية، وأيضا تصميمه لتجاربه بطرق تجعل من السهل التأثير على نتائجها وتوجيهها حسب النتيجة المرغوبة.
كما تحدى جيمس راندي وهو مؤسس مؤسسة جيمس راندي التعليمية إيموتو بمبلغ مليون دولار فقط إن تم إثبات نتائج تجاربه بدراسة محايدة ولحد الآن لم يحدث لك فهل أيموتو على صواب أم أنه يقوم بخداع الناس ليسوق خدماته ومنتجاته التي تتضمن صوراً لأشكال البلورات؟.
راندي يقول أيضا أنه لا يتوقع أبدا أنه سيضطر إلى دفع هذا المبلغ كما أن إيموتو تخرج من جامعة في مدينة يوكوهاما بشهادة في العلاقات الدولية، وفي عام 1992 حصل على شهادة دكتوراه في الطب البديل من الجامعة الدولية المفتوحة للطب البديل في الهند وهي جامعة غير معترف بها أصلاً مع متطلبات أكاديمية قليلة"
وكل ما سبق يثبت أنها ليست أبحاث وأن كل من يريد الشهرة والمال عليه أن يقول أقوالا غريبة بعيدة عن العقل والأجهزة الأمنية فى مختلف دول العالم تشجع هذا الخبل من أجل تضليل شعوبها وابعادهم عن المشاكل الحقيقية التى تواجههم

اجمالي القراءات 1178