لعلني أكثر شحص تعرض ويتعرض للهجوم علي صفحات بعض المواقع وخاصة شباب مصر والذي يتعدي الحدود أحيانا ويصل الي تأليف القصائد والاتهام في الدين والوطنية .. ورغم ذلك استمر في الكتابة والتعليق علي صفحاتها ..لماذا ؟
سألت نفسي هذا السؤال ..والإجابة واضحة ..مساحة الحرية التي تتيحها .. والعشرة ..فقد بدأت الكتابة علي صفحاتها .. وشهدت تطور الجريدة وبداية ظهور حزب شباب مصر ..
ما أسهل أن أدغدغ مشاعر قرائها ..وأن أدعي الدفاع عن الثوابت ..سواء الدينية والوطنية أو القومية .. ولكنني لا أومن بالثوابت .. أومن أن التطور الانساني ديناميكي وليس ثابتا .. الاسلام نفسه وأي دين آخر بدأ ثورة ضد الثوابت ..
يتهمني البعض أنني ألهب الريالات ..ولو كنت أومن بالنفاق ..لنافقت أصحاب الريالات .. ولكن كما هو واضح لا أفعل .. بل أكتب دفاعا عما يتعارض تماما مع فكر أصحاب الريالات ..
أكتب دفاعا عن حقوق الانسان وحقوق المواطن ..
حق الانسان في حرية الاختيار .. وحرية العقيدة .. وحق المواطن في أي دولة في المساواة ..
أدافع عن حق المسلم السني في دولة أغلبها شيعة مثل إيران ..
وحق الانسان الشيعي في دولة أغلبها سنيون مثل السعودية ..
وحق الانسان المسلم في أي دولة أغلب سكانها مسيحيون مثل الغرب ..وحق الانسان المسيحي في دولة أغلبها مسلمون مثل دولنا الشرقية ..
حق هذا الانسان أن يؤمن بما يرتاح له قلبه وعقله ..وأن يقيم شعائر عقيدته بحرية ...بل وأن يدعو الي عقيدته طالما يفعل ذلك بطريقة سلمية دون استخدام العنف أوالتحريض عليه ..
حقوق الانسان تعدت مرحلة الدولة القطرية .. وأصبحت قضية دولية في يد الأمم المتحدة ..وهذا للأسف ما لاتستطيع أن تفهمه شعوبنا وأحيانا حكومات دول الشرق الأوسط ..
أدافع وأكتب عن حقوق المواطن المصري .. أن تكون له نفس الحقوق وعليه نفس الواجبات بصرف النظر عن دينه وجنسه ولون بشرته أو اسم عائلته .. وهذا لن يحدث إلا في دولة مدنية ديمقراطية ..دولة مواطنة وسيادة القانون علي الجميع بدون تمييز ..
ولهذا السبب أيدت التعديلات الدستورية الأخيرة ومازلت أؤيدها ...فهي خطوة هامة وإن لم تكن كاملة نحو هذه الدولة .. في دولة المواطنة الحقيقية لا توجد خانة للديانة ..
لست عضوا في الحزب الوطني أو حزب شباب مصر .. الحزب الوحيد الذي تشرفت بعضويته كان حزب مصر الأم تحت التأسيس .. لأنني كنت أومن أنه يدافع عن نفس ما أدافع عنه .. ويعتز في نفس الوقت بالهوية المصرية مثلما أعتز بكوني مصريا .. تشكلت ثقافتي وهويتي من لقاء الحضارات وليس تصادمها .. الحضارة الفرعونية والقبطية والإغريقية(أساس الحضارة الغربية) والحضارة العربية الاسلامية .. أومن تماما أنه في داخلي مثل أي مصري مهما ادعي العكس ..جزء من جميع هذه الحضارات .. الفرق بيني وبين البعض أنني أفخر بذلك .. ولا أدعي كوني أي شيء آخر غير كوني مصريا ..في أي مكان ذهبت إليه أو عملت به ..في الشرق أو الغرب ..
أنا لا أنافق ولم أفعل في يوم من الأيام رئيس تحرير شباب مصر ..لأنني لا أحتاج ذلك وهو أيضا لا يحتاج لهذا النفاق .. هو يعرف وإدارة التحرير أن ما أكتبه ينشر في أماكن عده ..وأن ما أكتبه علي صفحات شباب هو نفس ما أكتبه في أي مكان آخر ..لا أغير أفكاري أو أتلون وأتبدل مثل البعض ..
ولا أنافق رئيس الجمهورية أو الحزب الوطني أو لجنة السياسات .. رغم اقتناعي التام وهو ما سيخالفني فيه الكثيرون ..أنه في المرحلة الحالية .. التشكيل السياسي الوحيد القادر علي الوصول بمصر الي الدولة المدنية التي أحلم بها ...هو لجنة السياسات بالحزب الوطني وليس الحزب الوطني ككل وخاصة من يطلق عليهم الحرس القديم .. ..أعضاء هذه اللجنة وأمينها من الشباب.. وهم مجموعة أغلبها تعلم في الغرب و تؤمن فعلا بقيم الدولة المدنية والليبرالية السياسية والثقافية .. وإن كنت أتمني التقليل من غلواء الليبرالية الاقتصادية والاهتمام أكثر بالعدالة الاجتماعية .. وأتمني أن يحدث الانتقال السلمي للسلطة في مصر بطريقة حضارية وسلمية وأن ينتخب الشعب المصري رئيسا مدنيا بحرية .. رئيسا مدنيا لا يخلط الدين بالسياسة ..
أكتب دفاعا عن حق المواطن المصري في المساواة وخاصة في مجال التعليم الإلزامي ..ماقبل الجامعي .. ألا يكون في مصر إلا التعليم الذي تشرف عليه وزارة التعليم .. سواء في المدارس الحكومية أو الخاصة ..تعليم ينتهي بشهادة الثانوية العامة المصرية ..وليس بشهادة ثانوية أجنبية ..امريكية كانت أو انجليزية .. أو شهادة ثانوية أزهرية .. تقلل من تكافؤ الفرص بين أبناء الشعب المصري ..
أكتب عن حق المواطن المصري في المساواة في العلاج ... أن يحصل أي مواطن مصري علي نفس العلاج الطبي ..سواء كان في مستشفي عام أو خاص .. وأن تخضع جميع المستشفيات خاصة أو عامة لرقابة صارمة من وزارة الصحة وعلي أساس نفس المعايير الطبية .. وأن تمتد مظلة التأمين الصحي الي كل مواطني مصر .. وأن لا يسمح بتدخل المسجد أو الكنيسة في أمور العلاج وأن تغلق جميع المستوصفات التي تقيمها المساجد او الكنائس أو يعطي الاشراف عليها الي وزارة الصحة والتأمين الصحي .. وتقبل المرضي بصرف النظر عن دين المريض وانتمائه العقائدي والسياسي ..المرض لا يفرق بين مسلم ومسيحي .. وهكذا يجب أن يكون من يكافحون هذا المرض ..
هذا ما أدافع عنه ..وسأظل أدافع عنه .. وطالما تنشر لي شباب مصر فسأظل أكتب وأعلق علي صفحاتها .. وإن قررت ألا تنشر لي فسأظل أكتب وأدافع عن حقوق الانسان والمواطن المصري في أي مكان ينشر لي ..
يتساءل البعض ممن لا يستطيع أن يرد ردا منطقيا . ..كيف أملك الوقت والجهد ..وعليه أرد ...إنها نعمة من الله .. أشكره عليها .. نعم أملك الوقت والجهد للعمل لكسب رزقي .. والكتابة في نفس الوقت في محاولة بسيطة من عبد غلبان لتشكيل مستقبل مصر .. مستقبل أولادي وأحفادي ..
ولن تمنعني تهديدات أو انتقادات أو يمنعني أي تشكيك أو حتي طولة لسان أحيانا .. من المواصلة .. فأنا الحمدلله ..أثق في نفسي وفي نظافة يدي وتاريخي ..
تحياتي للجميع ..
عمرو اسماعيل