تدرس الحركة المصرية من أجل التغيير (كفاية) تقديم بلاغ رسمي للنائب العام المصري تتهم فيه الحكومة بحجب موقعها الإلكتروني، في حين أدانت منظمات حقوقية هذا الإجراء الذي يتزامن مع استضافة القاهرة أكبر مؤتمر للاتصالات في أفريقيا.
وقال المنسق العام المساعد للحركة جورج إسحاق في حديث مع الجزيرة نت إن مسؤولي كفاية يجرون بحثا دقيقا لمعرفة الجهة المتسببة في حجب الموقع منذ ليلة إضراب 4 مايو/ أيار الجاري، تمهيدا لتقديم بلاغ رسمي للنائب العام.
وأشار إلى وقوف الحكومة ومركز المعلومات التابع لمجلس الوزراء خلف حجب الموقع، ولكنه أكد أن الحركة تريد أن تتأكد أولا.
وفوجئ زوار موقع كفاية بحجبه أثناء الدعوة إلى إضراب 4 مايو/ أيار، سواء ممن يستخدمون خدمات شركة "تي.إي.داتا" أو شركة "لينك" العاملتين في السوق المصرية. وبينما تراجعت الشركة الأخيرة عن حجب الموقع فيما بعد، استمرت الشركة الأولى التي تملك الحكومة المصرية أسهما بها، في حجب الموقع حتى الآن عن مستخدميها.
واعتبر إسحاق هذا الإجراء خرقا لحرية التعبير التي يكفلها الدستور المصري والمواثيق الدولية التي وقعت عليها مصر. وذكر أن هذا الأسلوب التقليدي لن يجدي نفعا، معتيرا أن هناك جهلا في التعامل مع المعارضة.
واستغرب القيادي بكفاية حجب موقع الحركة في حين لم يتعرض الموقع الإلكتروني لجماعة الإخوان المسلمين -الخصم السياسي الأول للنظام المصري- إلى إجراء مشابه، وقال إن "هذا موقف غريب يدعو للدهشة.. هل يعتقد النظام الحاكم أننا أقوى من الإخوان؟!".
إدانة حقوقية
من جانبها أدانت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان حجب موقع حركة كفاية، وقالت في بيان تلقت الجزيرة نت نسخة منه "إنها مفارقة أن يحجب موقع أهم حركة سياسية في مصر في نفس الوقت الذي تستضيف فيه القاهرة أكبر مؤتمر للاتصالات في أفريقيا هذه الأيام وهو مؤتمر أفريقيا تليكوم".
وأوضح البيان أن تقنيين من المنظمة حاولوا تصفح الموقع عبر العديد من الحواسيب ومن أماكن مختلفة، إلا أن كل محاولاتهم باءت بالفشل عند استخدام الأرقام المجانية لشركة "تي.إي.داتا" وكذلك خدمة الإنترنت فائق السرعة (أي.دي.أس.أل)، واعتبرت أن ذلك "يوضح بجلاء عودة الحكومة المصرية لممارسة حجب مواقع الإنترنت الذي تخلت عنه في السابق".
وقال رئيس تحرير موقع كفاية سامر جاد إن الموقع يعمل شكل طبيعي عند استخدام الشركات الأخرى التي تقدم خدمة الإنترنت، لكن المسؤول التقني للموقع "أخبرنا أن شركة تي.إي.داتا قد حجبت الموقع".
وقال المتحدث باسم كفاية عبد الحليم قنديل للجزيرة نت "لا أستبعد تورط الأمن في هذا الحجب، حيث قمنا بالاتصال بالشركة التي تزودنا بالخدمة ولكنها لم ترد".
وشرح قنديل أن "هناك سوابق في الحجب، لكن المصريين في الخارج يمكنهم الدخول على الموقع بسهولة حيث لم تردنا شكاوى من الخارج".
وفي الوقت نفسه انتشرت عدة عناوين إلكترونية على المنتديات والمواقع المتضامنة مع حركة كفاية تسهل على المستخدمين الدخول إلى الموقع والتحايل على الحجب، إلا أنه بعد دخول هذه المواقع البديلة يبدو الموقع خاليا من أي تحديث.