تبدو الأيام القامة على المصريين إقتصادياً سيئة لدرجة أننا لن نبالغ إن قلنا عنها أنها الأسوأ في التاريخ منذ أن خلق الله مصر.
خاصة بعدما تم إستنزاف مدخرات المصريين لتواجه زياة الأسعار التي إرتفعت لدرجة أنها حولت مصر من دولة كانت تعدُ من أرخص دول العالم، لتصبح في مطلع العام 2024 من أغلى دول العالم، بل وقد تصبح أغلى دولة في العالم مع نهاية العام 2024.
إن التضخم في مصر يسير بشكل مجنون، لا يعرف العقل له سبيلاً.
والأسباب متعددة، ولكن أهمها هو فرض سيطرة أهل الثقة على كافة مقاليد الأمور لأنهم فقط أهل ثقة، بينما ليست لديهم أي خبرات في كافة المقاعد التي جلسوا عليها، أو حتى التي سلطوا عليها.
ها هو الدولار يتبخر من البلاد، لأسباب متعددة قد تكون ممنهجة، ولكن حتى وإن كان .. فقد كان من واجبات نظام الحكم وضع خطة لمواجهة الأزمة.
بل إن النظام لم يفكر يوماً في تأمين إحتياجات الدولة الأساسية، فأصبح خاضعاً لقوى أجنبية متعددة تتلاعب به كيفما تشاء.
كما فقدت مصر وزنها الدولي، حتى في القضية الفلسطينية، حلت محلها دول أخرى مثل المملكة العربية السعودية، ودولة قطر، وحتى مضيق باب المندب الذي سبق وخاض جمال عبدالناصر حرب اليمن من أجله ليظل تحت السيطرة المصرية، أصبح قراره اليوم بيد دول أخرى غير مصر، التي تخسر ملايين الدولارات الآن بسبب مشاكل المضيق، وتبخر أرباح قناة السويس.
فـ الوضع الراهن الآن : أن مصر بلا إقتصاد قادر على مواجهة هروب الدولار، والعملات الصعبة، وغير قادرة على توفير إحتياجاتها الأساسية، وفي ذات الوقت باتت غير ذات تأثير دولي.
كما تضاءل وزن رئيس مصر في الداخل والخارج.
وها هي قوى دولية تتكاتف الآن ضد نظام الحكم، متحسبة لحدوث أول هزة في الشارع، والتي تبدو في الأفق قريبة جداً.
فالمصريون الآن يجاهرون بإنتقاد النظام، بل ويتناولون الرئيس بالنقد اللاذع، من دون خوف، وهم من كانوا من قبلُ يرتعدون لو ذُكر إسمه.
إن الإستقرار السياسي الموجود حالياً يقف على المحك، فقد شارفت مدخرات المصريين على الفناء.
لقد زادت الضغوط على الشعب، وبخاصة الرجال الذين باتوا غير قادرين على سد إحتياجات ذويهم، كما إضطجرت النساء من تدهور أوضاعهن الإقتصادية.
إنها مسألة وقت فقط، ففي مطلع العام 2024، بات طموح المصريين البحث عن مواد غذائية مفقودة مثل السكر، والزيت، والأرز .. إلخ.
وهذا ليس بالأسوأ لأن القادم سيكون ظلامه شديد السواد، فـ لازال غاز التضخم ينتشر، بل ويتوسع في الإنتشار، مع أن مصر ليست في حرب، ولا تمر بظرف إستثنائي يدعو إلى هذا العبث.
لقد إنتشر غاز التضخم ليخنق المصريين، والذين لن يسلموا أرواحهم للموت من دون مواجهة محتملة، وفي تلك اللحظة الحاسمة سيموت نظام ليولد آخر.
يبدو أنه كتب على مصر التغيير، حتى وإن كان كرهاً على المصريين.
وعلى الله قصد السبيل
شادي طلعت
#شادي_طلعت
#اقتربت_النهاية