هل الإسلام هو سبب تخلف المنطقة العربية علميا؟؟

عثمان محمد علي في الأحد ٠٤ - فبراير - ٢٠٢٤ ١٢:٠٠ صباحاً

 

هل الإسلام هو سبب تخلف المنطقة العربية علميا؟؟

يردد بعض الملاحدة عبارات  إتهام للدين ويقصدون به الإسلام هو سبب تخلف العالم العربى والإسلامى ، وأن أوروبا تقدمت بالفلسفة. ،ويروجونها ويتشدقون بها على أنها حقائق راسخة ،وبناءا عليه لابد ان تتحول المُجتمعات العربية والإسلامية إلى مجتمعات مُلحدة لكى تنهض بركب العلم والحضارة. فهل الإسلام هو السبب في تخلف المجتمعات الإسلامية وتأخرها عن ركب التقدم العلمى ومُنجزاته ؟؟

==

التعقيب .

الرد عليهم بهدوء وببساطة نُلحصه في النقاط التالية :

 -1- فى الحقيقة هم مخطئون ولم يتحروا الدقة ولا المنهج العلمى في حديثهم عن الإسلام . ولو كانوامنصفين ومُتبعين للمنهج العلمى فى نقدهم للإسلام لأتوابامثلة وادلة قرءانية تعيق التعلم وحركة التعليم والتقدم العلمى وتدعوا للتواكل. ولكنهم لم يفعلوا ولو فعلوا ما استطاعوا،لأنهم لن يجدوا حرفا قرءانيا واحدا يغيثهم فى هجومهم هذا على الإسلام،بل على العكس تماما. فلو قرأوا القرءان بعيون متدبرة وقلوب وعقول حيادىة موضوعية لوجدوا فيه ولإستخرجوا منه مئات الآيات الكريمات التى تحث على العلم التطبيقى وتأمر به وتجعله فريضة قرءانية ربما اقوى  في فرضيتها من فريضة الصلاة. ولعلموا أن القرءان قال للبشرية انكم مستخلفين فى الأرض ،وأن كل مافى باطنها وما فوقها وما في غلافها الجوى مسخرلكم فعليكم بالسير والسعى فيها لإعمارها ،ومن ثم تحيون فيها حياة طيبة. ولكن المُلحدين والكارهين للإسلام والقرءان  يستسهلون كيل الاتهامات للاسلام بدون علم ولا دليل  ولا وجه حق ولا انصاف ولا منهج علمى.

على كل حال ما زالت الفرصة امامهم ليتحفونا بادلة وأمثلة قرءانية  تُعيق وتمنع وتدعوا لتحريم العلم والتعلم والسعى في الأرض واعمارها واكتشاف الكون وفك شفرات قوانين حركته وتسييره.

 2- للحق والحقيقة والإنصاف نقول أن أوروبا لم تتقدم بسبب (الفلسفة ولا الفذلكة ) ولكنها تقدمت بعد قرون من الحروب الأهلية راح فيها ضحايا وسُفكت دماء ملايين في سبيل  إنتزاع الحُرية وللتخلص من (استبداد ) و(طغيان وديكتاتوريات الملوك والأُمراء والنبلاء) ،ولإقرار (العدل ) و(الأمن ).فإستطاعوا بعد هذه الحروب الطاحنة إلى تحييد إستبداد العائلات الملكية وجعلوهم مُجرد رموز مركونة في زوايا جانبية وهامشية من السياسة العامة لأوطانهم ،وأجروا عليهم أرزاقهم وهم عاطلون في قصورهم ،وأصبحت ملكياتهم مجرد ملكيات شرفية (ملكية دستورية) يمُسكون بأختام الحكم للتوقيع فقط (رغما عنهم ) على ما يُقرره الشعب في سياساته وتشريعاته وإختياراته وقراراته ( عامل زى الماذون الشرعى  هههههه وظيفته يجى يكتب الكتاب ويوقع العروسان أمامه ويشرب الشربات ،ويوثق العقد في المحكمة ويلهف المعلوم ،لكن ليس له أي دور في قرارات إختيار العروسين لبعضهما البعض ولا في تسيير شئون عرسهما أو حياتهما هههههه ).ومن هنا ومنذ أن تخلصت أوروبا من الإستبداد والطغيان والديكتاتورية وبدأت في أولى خطوات الحُرية بدأت معها بشائر وخطوات التقدم العلمى والتكنولوجى . وزاد وإزدهر هذا التقدم في أوروبا الغربية ،ولكن بعد الحرب العالمية الأولى والثانية وتقسيم أوروبا إلى (شرقية وغربية ) ووقوع (أوروبا الشرقية) في أحضان (الإستبداد والديكتاتورية السوفيتية) مرة أُخرى تخلفت أوروبا الشرقية علميا وحضاريا عن أوروبا الغربية ولولا سقوط الإتحاد السوفيتى وتفككه وإنفصالها عنه  لعادت لعصور الظلام مرة أُخرى.

ونروح بعيد ليه .. إنظروا إلى مصر :: مصر في عهد الليبرالية منذ (محمد على ) إلى (إنقلاب 1952) كانت تتنسم نسيم الحرية فإزدهرت معه الحضارة ،وبنى (محمد على) وأولاده وأحفاده مصر الحديثة التي يعيش المصريون على خيراتها حتى يومنا هذا .وما أن وصل العسكر إلى حكمها وبدأ معهم الخراب والإنحدار والتدهور نتيجة لإستبدادهم وديكتاتوريتهم وحماقتهم وجهلهم وغبائهم ... فحاكم مصر الحالي مثلا يحكم مصر بالحديد والنار،ويتوسع في بناء السجون والمعتقلات ،وسن تشريعات لقمع الحريات ،وأدخلها في ديون عجز المصريون عن سداد فوائدها ،وسترهق كاهل أبنائها لمدة 100عام قادمة وأدخلها في أزمة إقتصادية طاحنة وغلاء أسعارلم يحدث مثله في تاريخ مصر القديم ولا الحديث ويُنذر بثورة جياع قريبة جدا جدا ستُهلك الحرث والنسل والأخضر واليابس .وكل هذا بسبب إستبداده وطغيانه،وتفرده بالحكم وسرقته ونهبه للسلطة والثروة ،وغروره ورفضه التام للإستماع لنُصح الناصحين ،وكراهيته للعلم والمُتعلمين ، ويرى في نفسه أنه نبى مُلهم يوحى إليه من رب العالمين وأنه في خطاب دائم مع رب العالمين.

فكيف بالله عليكم تتقدم (مصر) وهى أكبر دولة عربية وقاطرة العلم والتعليم في الوطن العربى في ظل هذا الحكم الإستبدادى وتحت حكم رئيس جاهل أحمق غبى حمار يتسابق مع الزمن في دمارها وتدميرها وخرابها ؟؟؟

 فما دخل الإسلام فيما يحدث في مصر،هل قال له الإسلام إفعل هذا بشعبك ،أو هل قال لهم الإسلام والقرءان إنتخبوا هذا الجاهل الجهول الحقير ليكون رئيسكم ؟؟؟؟  بالطبع لا .

 -3 – ولو أخذنا بالقياس . فبلاد أمريكا اللاتينية ،وكثير من بلدان افريقيا وأسيا ليست بلادا إسلامية ومع ذلك لم تتقدم علميا وحضاريا وتكنولوجيا ؟؟؟؟؟؟؟؟

 تعرفوا ليه ؟؟؟

 لأنهم يعيشون في  نفس مناخ الإستبداد والديكتاتورية وتسلط الحكام وعصاباتهم عليهم ،وفى نهبهم لثرواتهم ومواردهم ومُقدراتهم .

وفى مثال مُشرق خرج عن قطيع الإستبداد نرى دولة(رواندا) عندما تخلصت من الإستبداد والديكتاتورية والحروب الأهلية ،وسارعت للتصالح والسلام الإجتماعى والحريات العامة لمواطنيها جميعا ووضعت قدمها على طريق الديمقراطية والعدل ،خطت معها خطوات كبيرة  في  طريق التقدم العلمى والمُنافسة في مجالات التكنولوجيا والحضارة ورفاهية مواطنيها حتى أصبحت حُلما لمن يُريد الهجرة ،وجعلت بريطانيا تُفكر جديا في إرسال اللاجئين إليها ،وحصلت على مركزأفضل دولة إفريقيا تسير في طريق الرُقى والإزدهار والنمو الإقتصادى .

 - 4- فموضوع التخلف في وطننا العربى التعيس ليس بسبب وجود الإسلام.      ولا وجود المسيحية والإلحاد كان سببا فى تقدم الغرب ودول المهجر لا لا لا .وإنما هوالإيمان بالحريات والعدل والأمن والديمقراطية والتطبيق العملى لهم .فأينما حل الإستبداد حل الخراب والدمار والإنحدار والتدهور والفقر والديون والإستدانة والمجاعات وإنتشارالأمراض ووووو والعصابات والحروب الأهلية العلنية أو المُستترة بين الحاكم المُستبد وعصاباته من (الجيش والشرطة) وبين الشعب الأعزل .

===

الخلاصة :

 أن الإسلام  برىء من الإتهامات الظالمة التي تتهمه بأنه السبب في تخلف العرب والمُسلمين .ونقول للمُلحدين ولكارهى الإسلام بأنه باق بعظمته وقرءانه الحكيم الى يوم القيامة حتى لو ظلمه وتخلى عنه وافترى عليه اهل الارض جميعا.  فلتبحثوا أيها المُلحدون ومن معكم من الظالمين للإسلام عن  حلول للأسباب الحقيقية المُتمثلة في الإستبداد والديكتورية والطغيان وغياب الحريات والأمن والعدل التي تُعيق حركة العلم والنهضة في عالمنا العربى وتحاولوا إلقاء الضوء عليها وعلى خطورتها على المُجتمع و كيف يواجهها ،وكيف ينتزع حقوقه وحرياته من بين أسنان حُكامه وجلاديه.

اجمالي القراءات 2043