أية القرءان وهل هي آية النبى عليه السلام؟؟
أثبتنا في المقالين السابقين (هل كان للنبى عليه السلام معجزات وهل القرءان معجزته) و(هل كانت للنبى عليه السلام آيات حسية) أن مُصطلح (مُعجزة)ليس مُصطلحا قرءانيا ، وأن النبى عليه السلام لم تكن له آيات حسية وإنما كان مُبلغا لآية الرسالة الخاتمة رسالة القرءان الكريم .
والآن إكتشفنا أن مُصطلح (آية) فى القرءان الكريم جاء في بعض معانيه كتعبيرعن القرءان الكريم وآياته وتشريعاته .
ولنا أن نسأل هل هذه الأية(القرءان الحكيم) هي آية النبى محمد عليه السلام أم انها آية رب العالمين جل جلاله للنبى عليه السلام وللعالمين معه ومن بعده؟؟
فهيا بنا نتدبر الآيات ونستخرج ونستخلص حقائقها .
-1- هُناك وعد من الخالق جل جلاله للبشرية بأن يُنزل لهم رسائل هدى تهديهم للإيمان به سُبحانه وتعالى ولتذكيرهم بالعهد الذى أخذه عليهم بالإيمان بلا إله إلا الله (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ.أَوْ تَقُولُواْ إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ).
،وليُنجيهم بها في الدنيا ،ويفوزون بها برحمة الله ورضوانه في الآخرة .فنزلت آيات الهدى على المُرسلين ،وكانت آخرها ما على قلب النبى محمد بن عبدالله عليه السلام ليُبلغها لقومه وللعالمين معه ومن بعده .فقال ربنا سُبحانه وتعالى عن هذا(قُلۡنَا ٱهۡبِطُواْ مِنۡهَا جَمِيعٗاۖ فَإِمَّا يَأۡتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدٗى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ) (38)البقرة.
2- دعى الخليل إبراهيم عليه السلام ربه بأن يُرسل رسولا بآيات الله وكتابه وحكمته (وكلهم أسماء للقرءان )لأحفاده من أهل الجزيرة العربية فأخبرنا القرءان الكريم بهذا في قوله (رَبَّنَا وَٱبۡعَثۡ فِيهِمۡ رَسُولٗا مِّنۡهُمۡ يَتۡلُواْ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَيُزَكِّيهِمۡۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ) (129البقرة).
3- متى نزلت الأيات للنبى عليه السلام ؟؟
نزل على قلب النبى عليه السلام ليلة القدر في رحلة الإسراء من البيت الحرام إلى المسجد الأقصى بالواد المقدس بجبل الطور بسيناء مصر .
(قُلۡ مَن كَانَ عَدُوّٗا لِّـجِبۡرِيلَ فَإِنَّهُۥ نَزَّلَهُۥعَلَىٰ قَلۡبِكَ بِإِذۡنِ ٱللَّهِ مُصَدِّقٗا لِّمَا بَيۡنَ يَدَيۡهِ وَهُدٗى وَبُشۡرَىٰ لِلۡمُؤۡمِنِينَ (97) مَن كَانَ عَدُوّٗا لِّلَّهِ وَمَلَٰٓئِكَتِهِۦ وَرُسُلِهِۦ وَجِبۡرِيلَ وَمِيكَىٰلَ فَإِنَّ ٱللَّهَ عَدُوّٞ لِّلۡكَٰفِرِينَ (98) وَلَقَدۡ أَنزَلۡنَآ إِلَيۡكَ ءَايَٰتِۭ بَيِّنَٰتٖۖ وَمَا يَكۡفُرُ بِهَآ إِلَّا ٱلۡفَٰسِقُونَ) (99البقرة).
(هُوَ ٱلَّذِي يُنَزِّلُ عَلَىٰ عَبۡدِهِۦٓءَايَٰتِۭ بَيِّنَٰتٖ لِّيُخۡرِجَكُم مِّنَ ٱلظُّلُمَٰتِ إِلَى ٱلنُّورِۚ وَإِنَّ ٱللَّهَ بِكُمۡ لَرَءُوفٞ رَّحِيمٞ)(9الحديد).
==
4-من الذى علّم النبى عليه السلام آيات الله نُطقا وكتابة؟؟
(تِلۡكَ ءَايَٰتُ ٱللَّهِ نَتۡلُوهَا عَلَيۡكَ بِٱلۡحَقِّۚ وَإِنَّكَ لَمِنَ ٱلۡمُرۡسَلِينَ).
(لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ.إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ.فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ.ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ).
5--القرءان ليس آية للنبى عليه السلام وإنما هو أية الرحمن جل جلاله .
((رَبَّنَا وَٱبۡعَثۡ فِيهِمۡ رَسُولٗا مِّنۡهُمۡ يَتۡلُواْ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتِكَ رَبَّنَا وَٱبۡعَثۡ فِيهِمۡ رَسُولٗا مِّنۡهُمۡ يَتۡلُواْ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتِكَ)).
(((تِلۡكَ ءَايَٰتُ ٱللَّهِ نَتۡلُوهَا عَلَيۡكَ بِٱلۡحَقِّۚ وَإِنَّكَ لَمِنَ ٱلۡمُرۡسَلِينَ)
(تِلۡكَ ءَايَٰتُ ٱللَّهِ نَتۡلُوهَا عَلَيۡكَ بِٱلۡحَقِّۗوَمَا ٱللَّهُ يُرِيدُ ظُلۡمٗا لِّلۡعَٰلَمِينَ) (108آل عمران).
(رَّسُولٗا يَتۡلُواْ عَلَيۡكُمۡ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ مُبَيِّنَٰتٖ لِّيُخۡرِجَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ مِنَ ٱلظُّلُمَٰتِ إِلَى ٱلنُّورِۚ وَمَن يُؤۡمِنۢ بِٱللَّهِ وَيَعۡمَلۡ صَٰلِحٗا يُدۡخِلۡهُ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدٗاۖ قَدۡ أَحۡسَنَ ٱللَّهُ لَهُۥ رِزۡقًا) (11الطلاق).
(يَٰمَعۡشَرَ ٱلۡجِنِّ وَٱلۡإِنسِ أَلَمۡ يَأۡتِكُمۡ رُسُلٞ مِّنكُمۡ يَقُصُّونَ عَلَيۡكُمۡ ءَايَٰتِي وَيُنذِرُونَكُمۡ لِقَآءَ يَوۡمِكُمۡ هَٰذَاۚ)
(﴿تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ﴾ [الجاثية6):
ومن كُل ما سبق من آيات كريمات نستنتج أن آية القرءان الكريمة هي آية الله ورسالته للبشرية كُلها وليست آية النبى محمد بن عبدالله عليه السلام ، فلايجب أن ننسبها للنبى عليه السلام.لأن نسبتها للنبى عليه السلام سننجعله هومؤلفها،وهذا غير صحيح(وَمَا كُنتَ تَتۡلُواْ مِن قَبۡلِهِۦ مِن كِتَٰبٖ وَلَا تَخُطُّهُۥ بِيَمِينِكَۖ إِذٗا لَّٱرۡتَابَ ٱلۡمُبۡطِلُونَ) (48).
فلم يكن النبى عليه السلام مؤلفا لكُتب ولا أديبا روائيا ولا شاعرا ،لأنه لو كان كذلك فستكون تُهمة إنتساب آيات القرءان الكريم له عليه السلام تُهمة حقيقية ومن الصعوبة بمكان نفيها .فكان النبى عليه السلام شخصا عاديا (في القراءة والكتابة )وليس مؤلفا. هذا فضلا عن أننا لو نسبناها للبى عليه السلام فسنكون دون أن ندرى وقعنا في إشراكه مع الله جل جلاله في رسالته(القرءان الحكيم ) وآياته سُبحانه وتعالى فيها.وفى هذا خطر كبير وعظيم على إيماننا ،بل رُبما يُحبط أعمالنا يوم القيامة دون أن ندرى .