كتاب ( ماهية الدولة الاسلامية ). الباب الخامس : كيف نقيم دولة اسلامية علمانية
الثقافة الإسلامية للتغيير الاصلاحى : قهر الخوف بالتقوى

آحمد صبحي منصور في الأربعاء ٢٤ - يناير - ٢٠٢٤ ١٢:٠٠ صباحاً

الثقافة الإسلامية للتغيير الاصلاحى : قهر الخوف بالتقوى

 كتاب ( ماهية الدولة الاسلامية ). الباب الخامس  : كيف نقيم دولة اسلامية علمانية 

الفصل الثالث : الثقافة الاسلامية للتغيير الاصلاحى : قهر الخوف بالتقوى

مقدمة

1 ـ مرحلة الدعوة للتغيير السلمى يجب أن يقودها مجموعة تتقى الله جل وعلا ، لا تخشى غيره ، تعمل على تغيير ما بالأنفس من خضوع وخنوع الى شجاعة وعزة يعنى قهر الخوف .

2 ـ من خلال تجاربنا فى الجهاد السلمى الدعوى بالقرآن فإن الأعداء هم ( أكابر المجرمين ) من المستبدين ورجال الدين الأرضى . المستبد لا بد أن يستند الى الكهنوت ، فالفرعون المصرى يركب شيخ الأزهر والبابا . وهناك من يرفعون شعارات دينية يزايدون بها على الفرعون المتألّه ، ينازعونه سلطانه . وهو الصراع بين العسكر والاخوان من عام 1954 . ومع هذا الصراع فهم سرعان ما يتحدون ضدنا ، الاخوان وتنظيماتهم السرية والعلنية والأزهر يصدرون ضدنا فتاوى التكفير ، والمستبد يسارع بإضطهادنا لارضاء أعوانه وتهدئة خصومه ، ثم هو ضدنا لأننا ضد الاستبداد والفساد وحقوق الانسان . هذا مع إننا لا ننازعهم سلطانهم ، ولا نطلب منهم أجرا . إلا إن وجودنا هو الخطر الأكبر عليهم . وفى تحقيق فى أمن الدولة معى سألت ضابط الأمن : لماذا هذا الاضطهاد وأنا مُسالم وضد الاخوان ؟ فقال ـ وكان صادقا ـ : أنت أخطر علينا من الاخوان .".

3 ـ الفرعون يتهم خصومه بالارهاب ، وهو أكثر من يرهب الناس . إذا كانت التنظيمات السرية الدينية تقتل الآلاف فإن الفرعون يقهر الشعب كله بالسجن والتعذيب والحبس الاحتياطى والاختفاء القسرى والتشريد والقتل ، وإذا كانت إمكانات الجماعات الارهابية بسيطة فالمستبد يحتكر القوة العسكرية والأمنية ما ظهر منها وما بطن ، ومعه القضاء والنيابة وميليشيات البلطجية ، وميليشيات إعلامية ودينية .

4 ـ ومع هذا فهو لا يشعر بالأمن . هنا قضية الخوف الذى يصل به الى الرعب . هو ينتظر القصاص ، ويتحسب له بالخوف والشّكّ من كل الناس ، حتى أقربهم اليه ، وعليه أن يدافع عن وجوده فوق الكرسى ، وهو يعرف أن الطامعين فى الكرسى حوله أكثر من الطامعين فيه البعيدين عنه . من رُعبه لا بد أن يتمادى فى البطش ويتطرف فى الظلم ليخيف الناس جميعا ، وكلما إزداد ظلما إزداد رُعبا . وفى النهاية ينتهى موتا أو قتلا بعد معاناة من الخوف زرعها فى نفسه وفى شعبه .

5 ـ هذا بينما يتصدى للدعوة يتعامل بواقعية مع الخوف . لا ينكره فى داخله ، ولكن يتغلب عليه بالتقوى .

6 ـ ونعطى تفصيلا قرآنيا :

أولا : فى القصص القرآنى

قصص الماضين :  

 1 ـ لا بد أن تتأكّد أن المستبد و جنوده وقومه هم الأشدّ خوفا ، وهم يعتمدون على تخويف الناس بقوتهم ليداروا خوفهم ، وإنهم يعرفون أنه لو أظهروا شيئا من الرأفة والرحمة ستكون علامة ضعف تشجع الناس على إنتقادهم ، وهذه بداية السقوط . لذا لا بد من الحرص بكل حزم على النظام الاستبدادى القائم ، فهو دين يتزعمه الفرعون المتألّه .

2 ـ فرعون موسى هو المثل الكلاسيكى :

2 / 1: وصل جبروته الى ذبح الأطفال المواليد من بنى إسرائيل ، وتطرّف فى أضطهادهم بعد مجىء موسى الى درجة أرعبت بنى إسرائيل حول موسى فأصبحوا يخافون الاقتراب منه ، قال جل وعلا : ( فَمَا آمَنَ لِمُوسَى إِلاَّ ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ عَلَى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَنْ يَفْتِنَهُمْ وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنْ الْمُسْرِفِينَ (83) يونس )

2 / 2 : وأراد فرعون أن يقتل موسى ، وكان هذا سهلا عليه أن يقتله ولكن منعه الخوف المتأصّل فى قلبه ، فطلب من قومه أن يدعوه ليقتل موسى ، وهو كلام مضحك ، ولكنه يعبر عن خوفه ، فهو يخاف أن تؤدى دعوة موسى للخروج بقومه من مصر الى تبديل دين فرعون وملء مصر بالفساد ، وهذا دليل على أن المستبد يقلب الحقائق ، كان ـ ولا يزال . قال جل وعلا : ( وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الأَرْضِ الْفَسَادَ (26) غافر )

2 / 3 : ومع ذلك إشتد فى إضطهاد بنى إسرائيل الى درجة أن إستعان عليه موسى وهارون وقومهما بالصلاة والدعاء على فرعون وقوم ، فجاءت الاستجابة من الرحمن جل وعلا ثم كان غرق فرعون ونظام حكمه : ( يونس 84 :  (92).

2 / 4 : تأثير الارهاب الفرعونى يظهر فى الحديث القرآنى عن موسى ، فيتكرر فيه خوف موسى ، وأندفاعه غضبا وردأ للفعل وتوقّعا للشّر لأنه تربى على الخوف .

2 / 5 ـ ظلّ تأثير الارهاب الفرعونى فى قلوب بنى إسرائيل بعد غرق فرعون وجنده ودولته . الله جل وعلا وهو الذى أنجاهم من فرعون ، وأكرمهم بالسقيا والغمام والمنّ والسلوى ، فساروا من مصر الى الأرض التى كتبها الله جل وعلا لهم ، وكان المطلوب منهم فقط أن يدخلوها فرفضوا خوفا ، إلا بعد ان يخرج منها أهلها الجبارون ، وطلبوا من موسى أن يذهب وربه ليقاتلا ( الجبارين ). خوف متطرف يساوى الارهاب الفرعونى المتطرّف الذى عاشوه فى مصر . لذا حكم الله جل وعلا عليهم بالتيه فى الأرض أربعين عاما حتى ينقرض هذا الجيل المرعوب الذى لا خير فيه ( المائدة 20 : 26 ).

2 / 6 : مات موسى عليه السلام وانتهت فترة التيه ، ورجع بنواسرائيل مع نبى لهم الى جنوب الشام فإعتدى عليهم جالوت وطردهم من مساكنهم فطلبوا من النبى أن يعين عليهم ملكا يقودهم ، وكان طالوت ، وبعد رفض رضوا به ، وقادهم طالوت للحرب ، وكان الخوف لا يزال فى قلوب الأغلبية الى درجة ان طالوت عقد لهم إختبارا رسب فيه الأغلبية ، وصمدت أقلية نزعت الخوف واستعانت بالله جل وعلا فانتصرت . ( البقرة 246 : 251 )

 فى القصص المعاصر : فى حياة النبى محمد

1 ـ بعض من أسلم فى مكة كان صادق الايمان ، وبعضهم أسلم بالاسلام السلوكى بمعنى السلام ، إذ رأى فى القيم الاسلامية ما يخالف الثقافة القرشية المتعدية الظالمة . ولأنهم يؤثرون السلام سلوكا فقد كانوا يخافون الحرب ويكرهون القتال . تعرض المؤمنون فى أول عهدهم فى المدينة الى غارات هجومية : ( وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنْ اسْتَطَاعُوا)(217) البقرة )

، ولم يكونوا قد إستعدوا للحرب ، فكان التشريع هو ( كفُّ اليد ) .  أمرهم الله جل وعلا بالاستعداد الحربى (الأنفال 60 )، ثم جاءهم الإذن بالقتال ردا للعدوان وما حدث من قبل ( الحج 39 : 40 ). كرهوا القتال مع إنه الخير لهم ( البقرة 216 ) وطلبوا مُهلة خوف الموت ، وجاءهم الرفض الالهى ( النساء 77 )

2 ـ كان لا بد من كسر حاجز الخوف فى نفوسهم ، ولذلك كانت موقعة الأنفال التى سماها رب العزة جل وعلا : ( يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ ) (41) الأنفال ). كانوا يتوقعون الهجوم على قافلة ، وكان إستعدادهم مناسبا لهذا ، ففوجئوا بقدوم جيش من قريش يفوقهم عددا ، فانفجر الخوف فى قلوب طائفة منهم ، أخذوا يجادلون النبى محمدا فى الحق الذى تبين ، وأنه لا مفرّ من المواجهة ، فكانت المواجهة وكان النصر ( الأنفال 5 : 8 ) 

3 ـ إختلف الوضع بعد يوم الفرقان . قبله وفى أول ما نزل فى المدينة جاءهم الوعد الالهى المشروط بأن يبدلهم بعد خوفهم أمنا : ( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ (55) النور ). كانوا فى أول عهدهم فى المدينة فى خوف دائم ، كان أصدق تعبير عنه قوله جل وعلا بعد إنتصار بدر : ( وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمْ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنْ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (26) الأنفال ).

ثانيا : بين خوف المؤمنين وخوف الكافرين :

1 ـ قوم نوح أخافوه من غضب آلهتهم وشركاءهم ، فتحدّاهم ، قال جل وعلا : ( وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلا تُنْظِرُونِ (71)  يونس ).

2 ـ وتكرر نفس الموقف مع خاتم النبيين عليهم السلام ، خوّفوه من آلهتهم وأوليائهم المقدسة ، فقال له ربه جل وعلا : ( أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ ) (36) الزمر ).

وأمره ربه جل وعلا أن يتحدى أولياءهم المقبورين : (  إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (194) أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا قُلْ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلا تُنظِرُونِ (195) الأعراف ) تهمنا الآية التالية : ( إِنَّ وَلِيِّي اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ (196) الأعراف ). فالله جل وعلا وحده هو الولى الذى يتولى ويحمى من يواليه ، أو كما قال جل وعلا : ( ( أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ ) ؟

3 ـ حدث جدال بين أبراهيم عليه السلام وقومه ، أخافوه من غضب آلهتهم ، فردّ عليهم بأنه لا يخاف إلا الله جل وعلا ، وتعجب إذ إنهم لا يخافون الله جل وعلا ، وأن الأحق بالأمن هم المؤمنون الصادقون . قال جل وعلا :  ( وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِي وَلا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئاً وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ (80) وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ وَلا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (81) الأنعام ) يهمنا الآية التالية :( الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمْ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ (82) الانعام ). المؤمن التقىّ الذى لا يظلم أحدا ( ولا يظلم نفسه ) هو المستحق للأمن .

4 ـ أحرز الكفار نصرا سريعا فى موقعة ( أُحُد ) بسبب عصيان الرُّماة ، خافوا أن يفقدوا هذا النصر فأسرعوا تاركين موقع الموقعة . طائفة من شجعان المسلمين الجرحى صمّموا على ملاحقتهم ، خوّفهم الآخرون فلم يخافوا معتمدين على الله جل وعلا ، طاردوهم ولم يلحقوا بهم ، فرجعوا وقد قهروا خوفهم ، وهذا إنتصارـ لو تعلمون ـ عظيم . إستحقوا أن يقول عنهم الله جل وعلا : ( الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمْ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ (172) الَّذِينَ قَالَ لَهُمْ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنْ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (174) آل عمران ). يهمنا ما جاء فى الآية التالية : (  إِنَّمَا ذَلِكُمْ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِي إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (175) آل عمران ).

إنها قاعدة ذهبية :

إذا خفت الله جل وعلا وإتقيته فلا يمكن أن تخاف من مخلوق ، لأنك فى حماية ربك جل وعلا ، وكل المطلوب منه أن تستعين بالصبر والصلاة ، وأن تذكره جل وعلا ، فبذكره تطمئن القلوب .

إذا لم تخف الله جل وعلا أخافك الشيطان من كل شىء ومن لاشىء . بل يصل بك الخوف الى درجة الرعب . قال جل وعلا : (  سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَمَأْوَاهُمْ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ (151) آل عمران ).

5 ـ خاتم النبيين عليهم جميعا السلام أمره ربه جل وعلا أن يعلن خوفه من ربه إن عصى ربه : ( قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (15) الأنعام )( إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (15) يونس ) ( قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (13)  الزمر ).

أصحاب الجنة موصوفون بأنهم كانوا يخافون عذاب الجحيم : ( وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً (7) الانسان ). والذين يجاهدون سلميا فى الاصلاح وصفهم رب العزة جل وعلا فقال : ( يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ) (54) المائدة  ).

أخيرا

إنتزاع الخوف من القلب لا يكون إلا بالتقوى ، أو خوف الرحمن جل وعلا . قال جل وعلا : ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً (3) الطلاق )  ، ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً (4) ذَلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنزَلَهُ إِلَيْكُمْ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراً (5)  الطلاق ).

ودائما : صدق الله العظيم .!

اجمالي القراءات 1815