نظرات فى حكاية قارئة فنجان تروي تجربتها

رضا البطاوى البطاوى في الأحد ٢١ - يناير - ٢٠٢٤ ١٢:٠٠ صباحاً

نظرات فى حكاية قارئة فنجان تروي تجربتها
صاحبة الحكاية س أ من الأردن كما جاء فى تقديمها فى الموقع الذى قدم الحكاية فقال :
" كانت للآنسة س. أ تجربة في قراءة رموز الفنجان فرأت أن تروي لنا ما تعرفه عن هذا "الفن""
وقراءة الفنجان هى ضرب من ضروب ادعاء العلم بالغيب كضرب الرمال وضرب الودع والعلم بالغيب محال لأن الله وحده هو من اختص به كما قال :
" إنما الغيب لله"

وقال :
" وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو "
فهيا بنا نتابع أقوالها لمعرفة الباطل فيها :
"روايتي كقارئة للفنجان
قارئة الفنجان، هكذا أصبح لقبي بين أصدقائي و أقاربي منذ عامين أو أكثر .. هواية استهوتني منذ أعوام وبدأت أتعمق فيها من باب الفضول وأصبحت أتقنها بعد قراءات عدة من الكتب و المراجع من مختلف اللغات و الثقافات، لأضع بين أيديكم خبايا هذه المهنة و أسرارها
قد يتبادر الى أذهانكم انني أمرأة كبيرة في السن وعرّافة متمرسة،،لكن الواقع غير ذلك، فأنا فتاة عمري 24 عاما، أعمل في مجال طبي كأخصائية تغذية وأعيش في الأردن، بدأ هوسي بهذا الموضوع و أنا فتاة جامعية قبل 5 أعوام، كان عمري وقتها 20 عاماً، ولأنني فتاة متعلمة و مثقفة فأنا لا أصدق الخرافات و الخزعبلات التي يمارسها المشعوذون أو العرّافات،، لكنني وصلت إلى اقتناع بأن قراءة الفنجان مبنية على أسس علمية نوعا ما و هي فن أكثر من كونها علم أو خرافات وذلك بعد أبحاث وقراءات طويلة، لكن يجب مزاولتها باحتراف و خلفية علمية واسعة المدى."
هنا تحاول المرأة اثبات أن قراءة الفنجان علم ناتج عن الدراسة دون أن تنتبه إلى أنه ادعاء العلم بالغيب بطرق غريبة وتحدثت عن انتشار الخرافة فى العالم فقالت:
"انتشار الفن
تعتبر قراءة الفنجان ظاهرة انتشرت في الأردن كما انتشرت في مناطق أخرى عديدة في الشرق الأوسط، أو الأصح أن نقول بدأت هنا في (بلاد الألبان) كما كانت تسمى هذه المنطقة قديماً، وهي منطقة الوطن العربي وتركيا والدولة العثمانية قديماً، من هنا انطلقت قراءة الفنجان، فهم من اشتهروا في تقديم القهوة التركية الأصيلة والتي لا يجوز فتح الفنجان ومعرفة البخت الا فيها،، لكنني و من خلال أبحاثي أدركت ان هذه الظاهرة انتشرت أيضا في بلاد الغرب و أوروبا وانتشرت الى باقي أنحاء العالم."
التاريخ المعروف للقهوة من خلال الغرب يبين لنا أن القهوة عرفت متأخرا فى الغرب وحتى كلمة القهوة لم تكن تطلق على مشروب البن فى بلادنا وإنما كانت تطلق على الخمر فى الأشعار والمنثورات القديمة
وهو ما يعنى أن الخرافة مستحدثة وأنها قادمة من بلاد الألبان مع أن الألبان فى أوربا وهم لم يعرفوا شرب البن وهو القهوة إلا من قرون قليلة
قطعا هذا التاريخ كاذب فشراب البن معروف من بداية البشرية وهو معروف فى اليمن والحبشة وسواهم من قديم الزمان
وحاولت قارئة الفنجان أن توحى إلينا أن قراءة الفنجان ليست معرفة للغيب فقالت :
"ليست قراءة في المستقبل:
قد يكون الكثير منا قد سمع أو تعرض في حياته لأن يجلس و يحتسي القهوة التركية فيُعرض عليه أن يُفتح في فنجانه، فأغلبنا يوافق من منطلق السخرية أو الفضول، لكننا لا نصدق شيئاً مما نسمعه، حتى لو كان الكلام صحيحاً و كما يقولون:"كذب المنجمون ولو صدقوا"، وأنا من أشد الموافقين على هذا الموضوع، فقد حُرم التنبؤ بالمستقبل في جميع الديانات فهو يعتبر من الغيبيات المحرم الدخول إليها أو التنبؤ بها"
وتأخذنا القارئة إلى أن العملية ليست سوى دراسة لشخصية المقروء له فتقول :
" لكن ما أود أن أشير اليه هنا هو ان ما أستخلصه عادة من قراءتي للفنجان لا يكون من الغيبيات، فأنا أقرأ للشخص أمامي شخصيته، شخصية من حوله، ماضيه و حاضره، و هذه أمور ليست غيبية، فهو يعرفه، و معنى الغيب هو ما لا يعرفه أحد قط."
قطعا القارئة إما تضحك على نفسها أو عينا فالكثير منا يعلمون أن قارئات الفنجان يتنبئن بالغيب وهذا هو كلامهم قدامك سكة سفر قدامك عريس قادم قدامك حاجة سيئة ستحدث
هذا ما عاصره الكثيرون وسمعوه من الأمهات والجدات عندما كن يذهبن لقارئات الفنجان وكانت مهنة من المهن الموجودة فى المجتمع ككودية الزار وسواها
تتحدث القارئة عن تجربتها التى تسميها بقراءة شخصية المقروء له فتقول :
" قد يتساءل المرء:"لماذا يهمني أن أسمع ماضيي أو شخصيتي طالما أعرفها في الأصل؟! "، ولكن عندما أفتح لك بالفنجان ولا أعرفك ولم أرك قط في حياتي، فأنا أعرف انك لن تصدق شيئا مما أقول فأبدأ بسرد قصص ماضيك التي تعرفها حتى تصدق انني لا أؤلف قصصاً أو أتقول خرافات، وأيضا أبين لك أموراً من الماضي لم تكن على علم بأنها جرت معك بهذه الطريقة، وأربطها بحاضرك الذي قد يساعدك في معرفة خبايا الأمور، أبين لك الناس الذين كانوا معك و ماذا كانت انطباعاتهم عنك او عن موقفك. قد أتطرق أحيانا الى المستقبل القريب، كأن أقول لك سوف تعرف بعد ساعتين أو بعد يوم عن الموضوع الفلاني، هل أكون دخلت في الغيبيات؟ كلا .. فمثلا انت موظف في شركة و تقرر نعينك بمنصب أعلى،، صدر هذا القرار منذ البارحة، لكن موعد اخبارك هو غدا، فانا ارى في فنجانك هذا القرار الذي أخذه المسئول و لكنه لم يخبرك به بعد،، اذا هذا ليس غيبا الآن،، و كذلك أيضا قد أخبرك بأنه سوف يزورك و يفاجأك صديق قادم من مسافات بعيدة مساء اليوم،، انت لا تعرف هذا الخبر لكن صديقك الآن في طريقه اليك،، اذا في ذلك المكان البعيد يعرفون انه قادم اليك و هو يعرف كذلك،، اذا ليس موضوعا غيبيا .. و هكذا .."
نلاحظ أن القارئة تعترف بأنها على بغيب الماضى الذى لا يعرفه صاخبه وبالمستقبل القريب فى قولها :
"وأيضا أبين لك أموراً من الماضي لم تكن على علم بأنها جرت معك بهذه الطريقة، وأربطها بحاضرك الذي قد يساعدك في معرفة خبايا الأمور، أبين لك الناس الذين كانوا معك و ماذا كانت انطباعاتهم عنك او عن موقفك قد أتطرق أحيانا الى المستقبل القريب"
وتحدثن عن كون القراءة نظرية مبنية على أسس من الكيمياء والفيزياء فقالت :
"نظرية مبنية على قوانين فيزيائية وكيميائية:
سأشرح لكم بطريقة مبسطة طريقة تكون الرسومات في الفنجان وما الذي يتميز به كل فنجان عن سواه من حيث الرموز المرسومة على جوانبه وقعره وكيف انها معتمدة على طرق علمية، فهي مزيج من قوانين فيزيائية و كيميائية بسيطة وسوف أقتبس لكم بعضاً مما قرأت حول هذا الموضوع خصوصا من كتاب (البيان في علم الكوتشينة والفنجان) للأستاذ عبد الفتاح الطوخي، كتاب قديم جداً يمكنكم تحميله من الانترنت و قراءته صفحة بصفحة، حيث أعجبني بهذا الكتاب انه كتب في مقدمته عن آليه ما يحدث عند قراءة الفنجان بطريقة علمية بحته ومقنعة جدا، فيقول:
"استدل علماء الفلك في كشف البخت في فنجان القهوة على ان جسم الانسان يتركب من ذرات صغيرة تمتزج بالدم الذي يجري في الشرايين امتزاجا كلياً، ومن هذه الذرات يتركب العالم الطبيعي المحيط به، ولما كانت الجاذبية أمرا طبيعيا كان من الضروري خضوع هذه الذرات الطبيعية الى الذرات الانسانية وصار من السهل المعقول ان ذرات الدم الكائنة في الانسان تجذب الذرات الطبيعية المحيطة به وتمتزج بها تماماً، وبواسطة هذا الامتزاج تتضح الخفايا في علم الغيب، وتظهر الاسرار المحيطة بهذا الانسان، وعليه فمن الطبيعي إن امتزجت ذرات القهوة التي يشربها الانسان بذراته المخلوقة فيه بواسطة الشهيق والزفير، ارتسم على اثرها الأشكال والرسوم التي تظهر داخل الفنجان، كان هذا ما اقتبسته من الكتاب، اما ما سيلحق الآن فهو كلامي (من اجل صحة نقل المعلومات)."
نقل لا معنى له فمن أين تخرج الأخبار ؟
هل ستخرج من ذرات الجسم أم ذرات القهوة؟
وكيف تتحول الذرات إلى أخبار يعلمها فقط البعض وهذه آية معجزة وقد انتهى زمان الآيات المعجزات كما قال تعالى :
" وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون"؟
تتحدث القارئة عن أوهام فك رموز الفنجان فتقول :
"فك رموز الفنجان:
هنا تأتي مهارة فك هذه الرموز في الأشخاص الذين يعرفون معاني الرموز، وهذا يتبع علماً آخر قائماً بذاته وهو علم الرموز،، فلا يستطيع اي أحد فك هذه الرموز لمجرد التخمين والاعتقادات الشخصية، كما أن للرموز أيضاً علمها الخاص الذي يحتاج أيضا الى قراءة من مصادر معروفة وموثوقة والتعمق فيه كي تعرف معنى كل رمز مهما اختلفت الثقافات فهي واحدة و متقاربة بجميع اللغات، ومن هنا يبدأ الشخص المتمكن من ربط هذه الرموز بحياتنا والواقع الذي نعيش فيه، فمعاني هذه الرموز واحد على مر الأزمنة وهذا يؤكد صحتها في أغلب المراجع.
علم الرموز
"علم الرموز"أو" Symbologie" وهو علم يتناول دراسة بعض العلامات المستخدمة ضمن ثقافة أو دين معين مع الرجوع إلى مصدرها الرئيسي، أما الرمزية هي مجموع الرموز أو الإشارات التي ترسل رسالة ما، سواء كانت مخفية أو مدسوسة أو ظاهرة، وتكون عادة مرتبطة بفكرة دينية أو منهجية يتبعها الافراد ويؤمنون بها، وهناك العديد من الرموز التي انتقلت عبر التاريخ وأصبحت تعبر عن فكرة مختلفة تماما عن الفكرة التي وجدت من اجلها و يمكنكم البحث أكثر في موضوع علم الرموز فهو حقيقي و ليس متعلقا فقط بالأمور اللاطبيعية مثل الفنجان وهذه الاشياء فهو ايضا قاعدة اساسية في تفسير العديد من العلوم الاخرى كعلم المصريات Egyptology و هو تخصص يبحث اللغة الهيروغليفية و الفراعنة ومصر القديمة مثلاً كما يستخدم في علم التاريخ و فك الرموز القديمة و الحديثة كما و يستخدم في علم التصميم الجرافيكي كأساساً للرموز الحديثة المركبة و المؤلفة حديثاً."
نلاحظ هنا أن القارئة تجرنا لموضوعات أخرى تجعلها ضخمة كى نصدق أن علم المصريات كقراءة الفنجان سواء بسواء مع أن المصريات شىء موجود ملموس وأما الفنجان فلا شىء فيه ملموس أو موجود بالفعل وإنما هو ايهامات ممن يزعمون القراءة
وأعطتنا القارئة رموز ودلالاتها فى القراءة فقالت :
وسوف أتطرق باختصار شديد لبعض الرموز الشائعة التي تظهر دائماً في الفنجان و دلالاتها، وهي أساسيات في قراءة الفنجان، لكن هذه الرموز بحر واسع لا يسعني ذكر الا بعضا منها على سبيل المثال لا الحصر ..
- الكلب: صديق مخلص
- القطة: وجود عمل أو سحر
- الزهرة: وجود زواج قريب لصاحب الفنجان- الحية: امرأة خبيثة تنوي الشر
- البومة: وفاة أحد المقربين
- السمكة: رزق قريب
- خطوط طويلة: طريق أمامك تنوي السير فيه كصفقة أو مشروع قد يكون مفتوح أمامك أو منتهي
- نقاط: دلالة على أيام حدوث الخبر
- أرقام: دلالة على ديون يجب تسديدها لك أو عليك
- أحرف (قد تكون بالإنجليزية أو العربية): تدل على حرف من اسم شخص تعرفه، وهو يمكن أن يكون في منتصف الاسم لا يشترط يكون في أول الاسم الا الأحرف الصوتية كالألف و الياء و الواو فهي عادة تكون بداية الاسم
- الحصان: الهروب من مشكلة أو أمر ما.
- الأرنب: الخوف من شيء معين.
و تعتمد هذا الرسمات على حجمها ان كانت كبيرة أو صغيرة و هي جميعا مرتبطة ببعضها."
والرموز أو الصور التى قالت بوجودها معظمها توهمات أنها على شكل كذا أو كذا ولذا عندما تطلب القارئة من المقروء لهم النظر فهم لا يشاهدون ما تشاهده
وتحدثت عما سمته أصول قراءة الفنجان فقالت :
"أصول قراءة الفنجان
لقراءة الفنجان أصولاً لا بد من إتباعها نذكرها فيما يلي:
1 - لا بد أن تكون القهوة تركية فلا يجوز استخدام القهوة الأمريكية أو العربية أو الايطالية فحبيباتها كبيرة أكبر من اللازم، ولا يهم ان كان السكر مضافا اليها أم لا كما يدّعي البعض (انه لا بد أن تكون خالية من السكر) فذلك لا يؤثر قطعاً.
2 - أن تكون القهوة في فنجان فخاري أو زجاجي معتم، فلا يجوز قراءة فنجان شفاف أو بلاستيكي، كما يستحسن أن يكون الحجم الطبيعي ليس الكبير.
3 - يجب التأكد من حجم القهوة المتبقية بعد الشرب فلا تكون ناشفة تماما أو سائلة جدا حتى تتكون الرسوم بطريقة صحيحة و واضحة و يفضل أن يقلبها من يقرأها و ليس شاربها لأنه عادة لا يتقن حركة اللف و القلب فلا تتكون الرسومات واضحة.
4 - يفضل أن يفكر الشخص بالموضوع الذي يهمه و يريد الاستفسار عته و هو يشرب القهوة (يضمُر) كما يسمى بالعامية، مع العلم بانه ليس ضروريا دائماً.
5 - يتم قلب الفنجان بعد عدة لفات خفيفة حتى تصل ذرات القهوة الى جدران الفنجان و يتم توزيعها بالتساوي، ثم يترك فترة بعد القلب حتى يجف تماماً"
قطعا هذه الأصول تبين الباطل فالعملية فالقهوة لابد أن تكون تركية وكأن الأمر لا يزيد عن كونه دعاية لتركيا التى لا تنتج البن أساسا ومن ثم لا وجود لقهوة تركية لأن البن مصدر بلاد أخرى كاليمن والحبشة والهند والبرازيل وأما تركيا فلا وجود لزراعة البن فيها بكون بلاد باردة
وعدم القراءة فى الفنجان الشفاف والبلاستيكى تكشف أنه لا يوجد صور مما يوهمنا القارىء أو القارئة به
أن العملية تعتمد على جهد بشرى أى صنعة فى لف بقايا القهوة وكل هذا كلام لا يعطينا أى أسس
وتحدثت عن أسلوب القراءة فقالت:
"أسلوب القراءة:
تبدأ قراءة الفنجان من عند اليد، يد الفنجان، فيُمسك باليد اليمنى و يلف عكس ****ب الساعة اثناء القراءة، فيعبر الجزء الداخلي لجدار الفنجان عن الماضي، بينما يبين الجزء الوسط الواضح عن الحاضر، و الجزء العلوي المكشوف على الأطراف عن المستقبل القريب المعروف،، و في بعض الحالات النادرة يبين القاع الماضي البعيد. اذا كان الفنجان لا زال مبللا بعد التأكد من مكوثه فترة كافيه (يدمع) كما يقال له بالعامية فيعني هموم قادمة أو موجودة في الوقت الحالي."
تؤكد القارئة هنا ما نفته من كون القراءة هى قراءة للغيب بقولها فى الفقرة السابقة"فيعبر الجزء الداخلي لجدار الفنجان عن الماضي، بينما يبين الجزء الوسط الواضح عن الحاضر، و الجزء العلوي المكشوف على الأطراف عن المستقبل القريب المعروف"
وتحدث عن وضع المقروء له بصمته داخل الفنجان فقالت:
"إنهاء القراءة
في نهاية القراءة يقوم صاحب الفنجان بالبصم داخله، أي وضع بصمة اصبعه (يفضل الابهام) داخل الفنجان في أي مكان، ولا يشترط البصم في قاع الفنجان كما يدّعي البعض. و يفضل عادة من أخلاقيات المهنة بعد الانتهاء من قراءة الفنجان صب الماء فيه ولا يحبب تركه كما هو لحين غسله، ليست خرافة أو خوف من شيء لكن قد يكون هناك من يجيد قراءة الفنجان غيرك فيقوم بقراءته من دون علمك أو علم صاحب الفنجان و اعتبرها اختراق لخصوصيات الغير خصوصاً عندما تقرأ الفنجان لاحدهم في مكان عام فيُأخذ بعدها الفنجان الى المطبخ فلا تدري من قد يراه.
وأخيراً ... أود التذكير بأن شرب القهوة متعة و اتقان عملها أعتبره فن لا يجيده الا الشخص الصبور الذي ينتظر غليان القهوة جيداً عند اعدادها و يصنعها بروح و نفس طيبة فتتكون قهوة لذيذة لتعطي مزاج رائع عند شربها."
وقد طرح مقدم المقال على القارئة أسئلة انتقادية لأقوالها وعدته بالاجابة عليها ولم تجب وهى :
"أسئلة تنتظر إجابات
طرحت عدداً من الأسئلة على الآنسة س. أ تتعلق بما ذكرت في رسالتها ولكنها وعدت في الإجابة عنها في مقالات قادمة إذ لا يتسع المقال المذكور هنا لها. وهذه الأسئلة كانت:
1 - لنفرض جدلاً بأن نظرية الذرات صحيحة، وأن هناك تفاعلاً ما لم يدرس بعد بين الإنسان وذرات البن والماء في الفنجان:
1 - 1 فكيف يستطيع هذا التفاعل أن يقوم عن غير وعي بإظهار تلك الرموز على جدار الفنجان الداخلي؟ فهل مثلاً فكر الشخص بالثعبان والبومة فارتسمت على هذا النحو في فنجانه؟
1 - 2 - وكيف يخبر هذا التفاعل عن ما سيأتي وما هو يحدث فعلياً؟ أفترض أنه تفاعل ذاتي في الأساس فكيف يخبر عن علاقته بالأناس الآخرين المحيطين حوله؟ أو عن مستقبله القريب، إن قررنا أنه صحيح فالواجب أن يخبر عن أسرار شخصية الإنسان أو ما يفكر فيه في لحظة شربه ولا تخبره عن وفاة قريبة أو غيره من الأحداث ... فكيف تفسرين ذلك؟
2 - عندما تقرئين الفنجان لشخص ما، هل تنظرين في الفنجان فقط أم تنظرين في عيني الشخص وملابسه وحركات جسده؟ وهكذا تأتي روايتك متماشية مع ما خمنت أنه يفكر فيه وتعطيك سيلاً من المعلومات خصوصاً أنه رضخ لكشف حاله، لأن ذلك يعطيك موقعاً مهيمناً عليه، فمثلاً افترضي أنك لا تعرفين أي شئ عني وسلمت لك فنجاني فهل تستطيعين أن تأتي بالرواية أو يصعب عليك أن تأتي بشيء لخوفك من عدم انطباقه علي فهناك نقص في المعلومات لا تعلمين من أين تأتي به فربما يأتي سردك عمومياً جداً وبعيداً عن التفاصيل كما هو الحال مع الذين يكشفون الطالع؟ أم يتطلب منك الأمر أن تجلسي أمامي وتكشفي لغة الجسد أو المظهر؟ (المظهر يكشف جانباً عن حالة الإنسان لا يستهان به، كذلك الصوت)، و ربما ينطبق مقال "أساليب العراف في الإقناع" على ما تفعلينه أيضاً."
قطعا المعروف أن قارئات أو قراء الفناجين يكونون على معرفة بمن يقرئون لهم وإذا كانوا لا يعرفونهم فإنهم يدردشون معهم أثناء الشرب ويعلمون من الدردشة مشاكلهم ومن ثم يركزون فى كلامهم على تحقيق رغباتهم فى الحل والبعض منهم أو منهن والغالبية نساء قد يجعلن لهن مساعدة تستقبل الزبائن قبل خروج القارئة وبعد أن تعرف المساعدة المعلومات تذهب لحجرة القارئة وتخبرها بما عرفت وبناء على الك المعلومات تخرج فتقول لهم ما يريحهم نفسيا وإذا لم يدفعن أو يجلبن الهدايا تدخل بهن القارئة فى سكة أخرى فتخبرهم بأخبار سيئة وأنها قادرة على منع تلك الأخبار بشرط ارضاء الأسياد وسواهم وتطلب منهم ما تريد

اجمالي القراءات 1109