حدث ترسيم السنة الامازيغية في يوم 14 يناير 2024 بين المكاسب الهوياتية و رسائل السلفيين المسيئة لديننا الإسلامي أولا و أخيرا

مهدي مالك في الأربعاء ١٧ - يناير - ٢٠٢٤ ١٢:٠٠ صباحاً

 

حدث ترسيم السنة الامازيغية في يوم 14 يناير 2024 بين المكاسب الهوياتية و رسائل السلفيين المسيئة لديننا الإسلامي أولا و أخيرا

مقدمة متواضعة                                                  

لا شك ان الحركة الامازيغية ببعدها الثقافي و المدني و السياسي قد انتظرت ترسيم السنة الامازيغية منذ اكثر من 20 سنة من التنظير و إقامة الاحتفالات داخل القاعات العمومية بين الاسر و العائلات بهدف احياء تقاليدنا الممتدة الى مئات القرون و الأجيال و الحقب التاريخية ما قبل نزول الديانات الابراهيمية لان المغرب هو مهد البشرية حسب الأبحاث العلمية ...

لا شك انكم استمعتم الان الى فيديوهات الدكتور عبد الخالق كلاب المختصة و الرائعة في تاريخ المغرب و الى فيديوهات الأستاذ احمد عصيد الأخيرة و الداعية الى وعي إسلامي معاصر و سارجع الى هذه النقطة الجوهرية لاحقا اثناء هذا المقال .

 منذ 24 سنة فقط كان حصار السلطة التام و الفضيع على الامازيغية بشموليتها و على تاريخ المغرب حيث مازلت أتذكر في يناير 2000 ذهبت مع مركز وردة الجنوب لاستقبال الأطفال المعاقين الى مسرح هواء الطلق بغية مشاهدة سهرة فن الروايس حيث كان هذا الحفل يتزامن مع شهر رمضان المبارك و مع البرد القارس و هطول المطر ..

و كنت مجرد مراهق معاق غارق في مشاكله العميقة ما اسميه الان بايديولوجية التخلف القروي أي هناك فرق شاسع بين المهدي مالك سنة 2000 و المهدي مالك سنة 2024 و نفس الشيء بالنسبة للامازيغية بشموليتها بمعنى ان التطور و التطوير من سنن الله في هذا الكون  ..

 ان هذا الترسيم للسنة الامازيغية لم يأتي هكذا بل جاء بعد عقود من النقاش العمومي حول المسالة الامازيغية لان حين بدا ما يسمى بالنضال الوطني في ثلاثينات القرن الماضي قد اختزل الهوية المغربية في العروبة و في الإسلام فقط و تم ابعاد الامازيغية عن ميزان الثوابت الوطنية و الدينية عبر اختراع اكذوبة الظهير البربري التي تحولت بعد استقلال المغرب الشكلي الى أيديولوجية حقيرة فصلت بشكل نهائي بين الامازيغية و الإسلام على مستوى السلطة و حقلها الديني الرسمي  كما شرحته مطولا في كتابي تحت عنوان الامازيغية و الإسلام و أيديولوجية الظهير القامعة لهما أي ان السلطة في العقود الأولى من الاستقلال الشكلي كانت تقمع الامازيغية بشموليتها بشكل علاني تحت ذرائع كاذبة من قبيل الوحدة الوطنية او الدين الإسلامي حيث لم نسمع قط بامازيغيين قد أرادوا الانفصال عن المملكة المغربية منذ سنة 1956 الى الان او انهم اعلنوا التنصير امام الجميع مع العلم ان الدين هو شان شخصي ......

غير اننا نتواجد الان في مجتمع يميل اغلبيته الى نمط تدين وهابي متشدد و مخالف مع تديننا السمح و المعتدل بحكم الوهابية التي دخلت الى المغرب رسميا باوامر عليا منذ سنة 1979 أي اكثر من 40 سنة من التاطير السلبي داخل المساجد و داخل تيارات الإسلام السياسي و داخل البرامج الدينية في وسائل الاعلام العمومية من الإذاعة و التلفزة ..

و تصوروا معي لقد كان المغاربة يصومون و يفطرون مع المملكة العربية السعودية في تسعينات القرن الماضي حسب قول الدكتور الفايد الذي اتابعه باهتمام بالغ مؤخرا في يوثيوب بالمناسبة ..

 ان الوهابية قد دخلت الى المغرب سنة 1979 بقيم التخلف و الرجعية و محاربة كل ما هو جميل في حياتنا العامة و الخاصة باسم الدين الإسلامي الطاهر و المساير للإنسانية الى يوم القيامة فلا يعقل ان الله سبحانه و تعالى قد انزل كتابه العزيز صالح لكل زمان و مكان دون ضمان الاستمرارية بالاجتهاد و ليس النقل عن ما يصطلح عليه بالسلف الصالح.....................

الى صلب الموضوع                

ان المكاسب الهوياتية لترسيم السنة الامازيغية هي كثيرة على مستوى الوعي الجمعي للمغاربة قاطبة بتاريخهم الغابر و بهويتهم الاصيلة بمختلف تفاصيلها الثقافية و الدينية و السياسية باعتباري لازلت ادافع عن مطلب تأسيس حزب ذو المرجعية الامازيغية الإسلامية كما اسميها عاجلا او اجلا لان لا يوجد شيء مستحيل في الحياة فمنذ 24 سنة كانت الامازيغية بشموليتها خارج ميزان ثوابت الدولة المغربية الوطنية و التاريخية الخ بحكم ارث ما يسمى بالحركة الوطنية الثقيل و المعادي لاسلام الامازيغيين منذ سنة 1930 الى الان بدون اية مبالغة حيث ساضرب لكم مثال حي الا و هو لدينا وزارة تسمى بالاوقاف و الشؤون الإسلامية و الساهرة على الامن الروحي للمغاربة و هي تسمع يوميا دون ان ترد او ان تقوم بالمحاسبة على ما يقوله فقهاء اخر الزمان من السباب الغريض و الاهانات الحقيرة في حق الامازيغية و في حق ثقافتها و فنونها كاننا  لسنا مسلمين بالمرة منذ 14 قرن من الجمع بين الامازيغية و الإسلام و ك ان الامازيغية ليست هوية إسلامية على الاطلاق.

و رجوعا الى نقطة الوعي الإسلامي المعاصر التي طرحها الأستاذ عصيد مؤخرا حيث لا يمكن لي الا اساند هذه النقطة الجوهرية طبعا مع دفاعي عن اسلامنا الامازيغي في المقام الأول لان فقهاء اخر الزمان يجتهدون الان عبر وسائل التواصل الاجتماعي في تحريم الاحتفال بالسنة الامازيغية في الأيام الأخيرة رغم ترسيمها من طرف امير المؤمنين حسب الوثيقة الدستورية الحالية و حسب تراثهم السياسي الخ من هذه المرجعيات التاطيرية لمجموع تيارات الإسلام السياسي بالمغرب بمعنى انني انادي بالتنوير الإسلامي حسب المتاح اجتماعا بالتدرج و حسب ايماني الشخصي مع احترامي للأستاذ عصيد  و الأستاذ ايلال الذي ظلمته كثيرا من خلال مقالاتي لان الاعتراف بالخطا فضيلة....

ان رسائل الإسلاميين المسيئة للاسلام أولا و أخيرا في الأيام الأخيرة هي دليل إضافي على انهم غرباء عن وطنهم الأصلي و عن تاريخهم ما قبل الإسلام و ما بعده حتى اليوم و انهم لا يهتمون بقرارات الدولة المغربية لصالح الهوية الامازيغية منذ خطاب اجدير التاريخي في يوم 17 أكتوبر 2001 الى قرار ترسيم السنة الامازيغية في ماي الماضي بصريح العبارة .....

توقيع المهدي مالك

اجمالي القراءات 1496