إن الحكم إلا لله

ناعسة محمود في الأحد ٠٢ - سبتمبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

إن الحكم إلا لله


عندما يجبر الإنسان على ترك دياره وأهله ووطنه لا لشيء سوى لأنه يريد أن يحيى بحرية يفكر بحرية يعيش بحرية يعبد الله كيفما يشاء دون رقيب عليه إلا الله سبحانه وتعالى ،فهل هذا ضرر على باقى البشر ؟؟؟
الله سبحانه وتعالى كفل لكل إنسان الحرية فى الاختيار ، كفل له أن يختار بين النور والظلام ، بين الكفر والإيمان "{وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ : الكهف 29" ، تركه ربه ليقرر مصيره &Egrring; بنفسه ويختار، وحسابه وعقابه أمام الله سبحانه وتعالى يوم القيامة ، فهل بعد ذلك يحكم البشر على العباد بالكفر أوالإيمان ؟ من أعطاهم هذه السلطة وكيف وصلوا وفتشوا فى قلوب البشر وعلموا من منهم مؤمن ومن منهم كافر؟ فلا يعلم ما فى القلوب إلا الله سبحانه وتعالى "{يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ }غافر19".
إن المنافقين خير دليل على هذا الكلام ، فكلنا يعلم أن المنافق يظهر عكس ما يبطن ، ولا يعلم هذا إلا الله سبحانه وتعالى فكيف بالبشر أن يحكموا عليهم ؟ وقد قال الله سبحانه وتعالى فيهم
" {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلاَّ قَلِيلاً }النساء142"
" {وَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنَافِقِينَ }العنكبوت11"
" {إِذَا جَاءكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ }المنافقون1"
فهل بعد هذا يستطيع أى إنسان مهما نال من درجات علمية أن يحكم على هؤلاء المنافقين ويعرف ما فى قلوبهم ؟ فليقوم الشيوخ إذن بالحكم على المنافقين والحكم معروف مسبقا بأنهم مؤمنين _لأنهم يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر _ والبشر يحكمون بالظاهر ولا يعلمون الباطن ، ولكن الله يعلم ما فى قلوب المنافقين من كفر وفى هذه الحالة سوف يكون حكم الشيوخ خطأ .
وفى الأيام القليلة الماضية حكم الكثير من الشيوخ على أهل القرآن بالكفر والردة فكيف علم هؤلاء الشيوخ بما فى قلوب أهل القرآن ؟ وهذا الحكم كان نتيجة اختلاف أهل القرآن مع الشيوخ فى بعض الأفكار وبعض الأمور الدينية والمسائل الفقهية فهل كل من يختلف معهم يقومون بتكفيره ؟ وكل من ينافقهم بإظهاره الإيمان ـ من أجل سلطة أو مال أو أى مصلحة دنيوية ـ يؤكدون على إيمانه، هل أعطاهم الله تلك السلطة ؟ وأين إذن حرية الفكر والعقيدة والتعبير التى هى من سمات الدين الإسلامي العظيم ؟
لذا وجب علينا أن نترك الحكم لله سبحانه وتعالى هو وحده يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور .
هم يعلمون بأن هذا التكفير يعرض هؤلاء القرآنيين للخطر وهدر الدماء من قبل المتطرفين ومع ذلك يقومون بالتكفير كل يوم ولا يخشون الله ، وهذا يعد تحريضا على القتل ، ألم يقرأو قوله تعالى
{وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً }النساء93
سيقول لى البعض ومن أين علمت أن هؤلاء القرآنيين مؤمنين ؟
سأرد عليه وأقول ومن أين علمت أنهم غير ذلك ؟
والله سبحانه وتعالى هو الحكم والفيصل على هؤلاء وهؤلاء
" إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ }الأنعام57"
يكفى أن القرآنيين أناس مسالمون لا يضرون أحد، يدعون لأفكارهم بسلام ، ولا يجبرون أحد على أعتناق فكرهم وإنما يعرضونه ويتركون لكل عقل أن يقرأ الفكر و يحكم عقله فيما قرأ والحساب عند الله يوم القيامة ، فهل هذا يدعوا لتكفيرهم وإهدار دمهم ؟
فنحن( أهل القرآن ) لا نريد إلا الحرية التى كفلها الله تعالى لنا ، لكى نحيا بسلام ونعبد الله كيفما نشاء ، دون أن نضر أحد أو يضرنا أحد وهل هذا كثير ؟!!

اجمالي القراءات 42916