صُحف أمريكية: "الإخوان" تدفع مرشح للرئاسة خوفًا من أبو الفتوح.. وخسارتها ضربة قاصمة
كتبت ـ رضوى جمال وشيماء عمرو | 23-03-2012 16:31
قالت صحف أمريكية إن تلويح "الإخوان المسلمين" بالدفع بأحد أعضائها فى الانتخابات الرئاسية المقبلة للمرة الأولى جاء على خلاف تعهداتها غداة الإطاحة بنظام حسنى مبارك فى العام الماضى، مشيرة إلى الضغوط الداخلية التى تواجهها الجماعة من قبل المؤيدين للدكتور عبد المنعم أبو الفتوح من أجل دعمه فى المعركة الانتخابية القادمة.
واعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز"، أن مؤشرات تراجع محتمل من قبل الجماعة عن موقفها السابق بعدم الدفع بمرشح من داخلها للانتخابات الرئاسية يعكس الضغوط المتنوعة التي تتعرض لها الجماعة مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية المقررة في مايو المقبل.
وأشارت إلى أنه على الرغم من فوز الإخوان بأغلبية المقاعد البرلمانية، إلا أن الجماعة تخشى خسارة نفوذها في حالة فوز رئيس معادٍ لمصالح جماعة الإخوان المسلمين.
ولفتت إلى أن قيادات الجماعة تخشى من فوز عبد المنعم أبو الفتوح، الذي أقالته في العام الماضي لإصراره على الترشح في الانتخابات الرئاسية، لما سيتسبب فيه فوزه من أضرار بالغة على مصداقية الجماعة وانضباطها، مما دفعها للتهديد بفصل أي عضو في الجماعة يقوم بتأييده.
ويرى محللون أن قرار الجماعة بدفع مرشح من داخلها لانتخابات الرئاسة يحمل عدة مخاطر، إذ قال سمير شحاتة أستاذ السياسات العربية بجامعة "جورج تاون" الأمريكية، أنه في حال خسارة مرشح الإخوان فإن ذلك سيشكل ضربة قاصمة للجماعة.
وقال إن خيرت الشاطر الذي يعد خيار الجماعة الأول سواء لمنصب رئيس الوزراء أو رئيس الجمهورية لا يمكنه منافسه عبد المنعم أبو الفتوح في بلاغته و قوة حضوره، كما أنه من الناحية الفنية لا يمكنه الترشح للرئاسة بسبب إدانته سابقاً في قضايا، إلا أن محاميه قال بأنه يتوقع إلغاء الإدانات التي تمت في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك.
وأشار إلى أن مصالح الجماعة الحقيقية أصبحت على المحك، فعلى الرغم من أن الجماعة نكثت بوعودها من قبل، إلا أن الأمر هذه المرة أكثر جدية، وقال "لا أعتقد أن الأمر يستحق ذلك بالضرورة"، مضيفاً "إنهم ليسوا في حاجة إلى الرئاسة".
من جهتها، اعتبرت صحيفة "واشنطن بوست" تصريحات الناطق باسم "الإخوان" بأن الجماعة تدرس تسمية مرشح للانتخابات الرئاسية من بين صفوفها أوضح مؤشر حتى الآن على أن الجماعة تسعى للحصول على أكبر منصب فى الدولة بعد هيمنتها على مجلسى الشعب والشورى.
وأشارت الصحيفة إلى أن محادثات مجلس شورى الجماعة تركز بشكل كبير على تسمية خيرت الشاطر نائب مرشد الجماعة وفقًا لما صرح به مسئولون مقربون من الجماعة. ورأت أن الشائعات التى دارت حول مرشح يحظى بدعم كل من المجلس العسكرى والإخوان لم "تأت أُكلها".
ولفتت إلى تصريح محمود حسين الأمين العام للجماعة بأن "الإخوان مضطرون لاختيار مرشح رئاسى من تلقاء أنفسهم"، وهى الخطوة التى قالت إنها قد تتسبب فى توجيه النقد للجماعة خاصة على ضوء فشلها فى أن تفى بتعهدها بالمنافسة على ثلث مقاعد البرلمان بعدما هيمنت على أكثر من نصف المقاعد الآن.
وقالت إن الجماعة تراجعت عما تعهدت به قبل عام بعدم تسمية أى مرشح لسباق الرئاسة فى محاولة منها لتهدئة مخاوف الجماعات الليبرالية من هيمنتها على الحياة السياسية بعدما تمت الإطاحة بديكتاتورية حسنى مبارك قبل عام؛ لكن "غياب المرشح الجدير بدعم الجماعة هو ما دفعها لتدرس إعادة النظر فى تعهدها والتفكير فى تسمية مرشح للرئاسة من بين صفوف الجماعة" بحسب ما صرح به غزلان.
وذكرت أن الشباب المؤيد لحملة الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح القيادى السابق فى الجماعة يضع الإخوان تحت "ضغط مكثف"، بعد أن فصلته الجماعة لخروجه عن قرار مجلس شورى الجماعة بإعلانه الترشح للانتخابات الرئاسية وفصل المؤيدين لحملته من شباب "الإخوان" فى الوقت الذى تعهدت فيه الجماعة بعدم تسمية مرشح رئاسى من بين صفوفها.
ونقلت فى هذا الإطار عن عمر عاشور، الخبير فى الحركات الإسلامية فى جامعة "إكستر" البريطانية، وزميل زائر فى معهد "بروكنجز" قوله إن "الإخوان يواجهون تمردًا داخليًا قد يتصاعد فى حال عدم تأييد الجماعة لأى مرشح غير إسلامى مثل عمرو موسى، أو منصور حسن الرئيس السابق للمجلس الاستشارى العسكرى؛ فليس أمامها أى خيار سوى تسمية مرشح لإنقاذ نفسها من الانشقاق".