أين أمن الدولة من تجار المخدرات؟
من انحطاط الثقافة في مصر وعدم الوعي الديني أصبح الأغلبية من الشعب وخاصة الأغبياء يتعاملون مع المخلصين إلى مصر وشعبها بنغمة التجسس عليهم، فحيثما ذهب أحد هؤلاء المخلصين أو تحدث في أي موضوع سوءا كان في الدين أو غير ذلك من الأمور اليومية التي يتعرض لها أي إنسان، تجد الأغلبية وبدون تردد يتسابقون على الإبلاغ بأن فلان من الناس رأيته يذهب للمكان الفلاني ورأيته يأكل كذا ويشرب كذا ويقول كذا و... الخ، علماً أيها المسلمون الذين تEcirc;تبعون الإسلام أن الله قد نهى عن التجسس، حيث يقول الله تعالى:
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ)) الحجرات، أية 12.
ومع تدني الثقافة والفكر والبعد عن الحق يفعل الناس عكس ما أمر به الله، على حساب أنفسهم لأجل إرضاء أشخاص يغضبون الله بما يفعلون، تجاه أبرياء لا يملكون إلا القلم والقول الحق والدفاع عن المظلومين، وتذكير الناس لوجه الله، ونحن ليس لدينا ما نخفيه أو نخاف منه إلا الله، فيكون جزاءنا التآمر علينا من كل ما هب ودب، وتصبح أجهزة الدولة ليس لها عمل إلا تلقي البلاغات أن فلان من الناس يمسك قلم نوع كذا، واحذروا هذا النوع من الأقلام لأنه لا يوجد لدينا أسلحة مضادة لهذا النوع، تاركين تجار المخدرات يدمرون في شباب مصر وتجار الآثار يبيعون تاريخ مصر، جهاراً نهاراً، أين أمن الدولة من هؤلاء؟!.. وإذا كان أمن الدولة يسعى إلى أمن مصر كما يقولون فليسعى أولاً أن يكون هناك عدل للجميع، بغض النظر عن الخلاف في الفكر أو العقيدة أو الديانة، فكل مصري له الحق أن يعيش في بلده دون اضطهاد من أي جماعة، سواء أكان مسلم أو مسيحي أو غير ذلك، ومن المفروض أن أمن الدولة لا يتدخل في عقيدة أي إنسان، لأن العقيدة لكل إنسان بين العبد وربه، وكل إنسان هو حر فيما يعتقد لنفسه، وسوف يحاسب من الله على هذا يوم القيامة، فلماذا اضطهاد أشخاص لا يخططوا لأي شيء ولا يملكون أي شيء؟!.. وتتركون الذين يخططون لكل شيء ولا قدر الله لو نجحوا فيما يخططوا له أنتم أول من يحكم عليكم بالجلد من هؤلاء، وأتمنى أن ينجحوا فيما يخططون له ولو ليوم واحد لكي يجلدوا الشعب بأكمله، ليعلم الشعب من الذي يدافع عن الحق ممن يسعى للسيطرة تحت حجج الدفاع عن الحق.
رمضان عبد الرحمن علي