نظرات فى مقال هل كان القدماء يستعملون الحاسبة؟

رضا البطاوى البطاوى في الخميس ٠٤ - يناير - ٢٠٢٤ ١٢:٠٠ صباحاً

نظرات فى مقال هل كان القدماء يستعملون الحاسبة؟
صاحب المقال اياد العطار وهو يدور حول العثور على آلات حاسبة فى آثار القدماء وهو ما اعتبره أمرا غريبا فقال فى مقدمته :
"جهاز غريب يكتشفه العلماء وسط حطام سفينة رومانية قديمة غارقة قرب احدى الجزر اليونانية، جهاز سيقلب جميع المفاهيم التي تصورها علماء التاريخ والباحثون عن العالم القديم و يثير الكثير من التساؤلات و علامات الاستفهام"
والعطار هنا يبدو كما يؤمن بنظرية التطور وعليها الإنسان الأول كان جاهلا بلا لغة ولا لباس ولا شىء مع أنه كان الأعلم كما قال تعالى :
" وعلم آدم الأسماء كلها"
وعلمه صناعة الملابس وأعطاه لباس كما قال تعالى "
"يا بنى آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يوارى سواءتكم وريشا"
وأخذنا العطار فى رحلة للآلة الحاسبة الاغريقية فقال :
"تعال معي عزيزي القارئ للتعرف على احد الالغاز الذي عجز العلماء عن التوصل الى حل لها، لغز جهاز "الكمبيوتر" الاغريقي الذي عمره 2150 سنة
قصتنا لهذا اليوم بدأت في عام 1900 م حينما كان "الياس ستادياتوس" اليوناني يقوم بعمله اليومي والروتيني في الغطس الى قاع البحر لجمع الاسفنج، في ذلك اليوم لم يحالف الحظ الياس في الحصول على الكثير من الاسفنج لذلك قرر ان يجرب حظه في مكان جديد لم يسبق له الغطس فيه وقد كان لقرار هذا الصياد اليوناني البسيط الاثر الاكبر في اماطة اللثام عن احد الالغاز التاريخية التي حيرت علماء التاريخ والباحثين لقرن من الزمن، فقد شاء القدر ان يكتشف صياد الاسفنج هذا حطام سفينة اغريقية قديمة على عمق اكثر من 200 قدم تحت سطح الماء، سفينة احتفظت في جوفها و لمدة الفين عام على الكثير من الكنوز الفنية والتاريخية التي اعطت للعالم صورة واضحة عن مدى الازدهار والرقي الذي بلغته الحضارة الاغريقية في تلك الفترة من التاريخ و قد قام الباحثون بنقل تلك الكنوز الى اثينا لغرض تنظيفها ودراستها.
في عام 1902 م كان احد الباحثين يعكف على دراسة قطع الكنز عندما اثارت انتباهه قطعة متأكلة من المعدن وجدت مع الحطام، كانت عبارة عن دولاب مسنن كذلك المستعمل في المكائن الحديثة و بمزيد من التدقيق اكتشف الباحث بأنه جزء من جهاز ما وانه مرتبط بمجموعة اخرى من الدواليب المسننة المختلفة الاحجام والمشابهة نوعا ما للدواليب الصغيرة الموجودة داخل الساعة، لقد جلب هذا الاكتشاف اهتمام العلماء و قاموا بمزيد من الابحاث والدراسة و توصلوا الى نتيجة كانت عبارة عن صدمة حقيقية قلبت رأسا على عقب جميع المفاهيم التاريخية عن مدى التقدم التقني والعلمي الذي كان سائدا في العالم القديم، فقد توصل الباحثون الى ان الدولاب المسنن هو جزء من جهاز حاسبة آلي يقوم بحساب مواقع الشمس والقمر والافلاك والبروج في فترة معينة من الزمن تحددها المعلومات التي يقوم مستعمل الجهاز بإدخالها عن طريق عتلة معينة، اي انه يقوم بنفس عمل اجهزة الكمبيوتر المبسطة و لكن مع فرق واحد غريب ومحير و هوان الجهاز عمره 2150 عام!!!
في الحقيقة ان هذا الجهاز اثار الكثير من التساؤلات و غير العديد من المفاهيم المتعلقة بالتطور العلمي للبشرية، بل ان البعض من الباحثين ذهب بخياله بعيدا ليثير نظريات قديمة عن وجود حضارة متطورة في جزء من البحر الابيض المتوسط تدمرت واختفت في ظروف غامضة تاركة خلفها مجموعة من الاثار التي يقف العلماء عاجزين عن معرفة اسرارها، فمثلا حتى بدايات القرن العشرين لم يكن العلماء يظنون ان القدماء عرفوا الية استعمال الدواليب المسننة لصنع الاجهزة المعقدة (استعملت فقط في مجالات بسيطة مثل دواليب الماء في السواقي والانهر) وان هذه التقنية ظهرت في القرن الثامن عشر ولم يكن احد يتخيل وجود جهاز كهذا في العالم القديم الا في روايات الخيال العلمي، الغريب ان الجهاز كان يعطي نتائج حسابية مذهلة و يستخدم عدة تقاويم زمنية لاعطاء نتائج دقيقة فعلى سبيل المثال فأن عدد ايام السنة في هذا الجهاز هو 365.25 يوما اي انه عرف السنة الكبيسة وهو أمر لم تعرفه التقاويم القديمة الا عند ظهور التقويم الرومي أو اليولياني سنة 46 قبل الميلاد والذي استغرق تطويره قرنا كاملا ليحصل على نتائج دقيقة اي ان الجهاز قد سبقه بما يقارب الثلاثمائة سنة، و كما ان التقنية نفسها تثير الاستغراب فالجهاز يعطي مجموعة دقيقة من المعلومات عن طريق تحريك 30 الى 72 دولابا مسننا متشابكة مع بعضها بطريقة لطيفة و دقيقة وهو أمر لم يعرف له العالم مثيلا حتى القرن الثامن عشر"
وكل ما قاله العطار هو اعتماد العلم الغربى وكأن القرىن لم يتحدث عن تقدم الأمم السابقة تقدما عظيما حتى أن الناس فى عصر الرسالة الخاتمة لم يبغوا عشر ما كان عليه السابقون كما قال تعالى :
" وما بلغوا معشار ما آتيناهم "
ومن ثم الحديث عن الحواسيب والحاسبات والصواريخ والطائرات وغيرها هو حديث عن امور قديمة تك اختراعها سابقا ونسيت بعد اهلاك الله الأقوام أو بعض الأقوام فى عصور الاحتلال عملت على اخفاء كل تلك المخترعات لتعلم أنها من اخترعتها فيما بعد
وطرح الرجل سؤالا عن كيفية التوصل للاختراع وحاول الإجابة فقال :
"كيف توصل القدماء في عام 150 قبل الميلاد الى صنع جهاز كهذا؟ سؤال محير لازال العلماء لا يعلمون على وجه الدقة جوابه، بعض العلماء يرون ان الجهاز هو خلاصة لعلوم القدماء وان العالم القديم لم يكن متخلفا و بدائيا بصورة مطلقة كما يتخيله البعض بل ان هناك العديد من الحضارات التي عرفت رقيا و تطورا كبيرا مثل الحضارة الفرعونية والبابلية والاغريقية والصينية، فالهندسة المصرية وعلم التنجيم والرياضيات البابلي والنظريات العلمية والفلسفية الاغريقية والتقنيات العلمية الصينية كلها تؤكد ان القدماء وصلوا في زمن ما الى تقدم ورقي كبير، وفي كتب التاريخ القديم وجد العلماء اشارة الى جهاز مشابه صنعه العالم اليوناني العبقري ارخميدس الذي درس في الاسكندرية ونبغ في علم الهندسة والرياضيات ورغم ان جهاز ارخميدس هذا لم يصل الى ايدي العلماء ابدا و كان الكثيرين يظنون انه مجرد اسطورة الا ان وصفه المذكور في كتب المؤرخين يشبه الى حد كبير طبيعة ومواصفات الجهاز اليوناني، فجهاز ارخميدس كان يصور حركة الافلاك والكواكب و بطريقة عمل مشابهة، اذن جهاز ارخميدس لم يكن اسطورة
وهو الأمر الذي دفع العلماء الى النظر بجدية الى مجموعة من الاساطير المذكورة عن هذا العالم العبقري واحدها هي قصة حرق سفن العدو عن طريق مرايا كبيرة على الساحل توجه اشعة الشمس لتشعل النار في بدن السفينة الخشبي، وقد قام العلماء بتجربة للتحقق من هذه الاسطورة عام 1973 عن طريق تثبيت 70 مرآة على الساحل و توجيه اشعة الشمس المنعكسة منها الى سفينة خشبية في عرض البحر وقد نجحت التجربة في اشعال النار في السفينة."
إذا العطار هنا يعترف بتقدم القدامى ولكن ستظل نظرية التطور حائلا بين الناس وبين معرفة تقدم العلماء لأنها لم تكن مجرد نظرية فى علمى الإحياء وطبقات الأرض وإنما تمت اضافتها إلى كل العلوم الموجود فى الغرب الاجتماعية واللغوية والتاريخية وغيرها
وتحدث العطارعن أعمال ابن الجزرى وكتابه الجامع بين العلم والعمل وهو كتاب فى علم الحركة وفيه ذكر اختراعات كثيرة قامت عليها الاختراعات ألأوربية فيما بعد وفى هذا قال الرجل:
"و في عالمنا العربي والاسلامي نبغ العالم الجزري (بديع الزمان أبو العز بن إسماعيل الرزاز) في القرن الثاني عشر في صنع مجموعة من الآلات والساعات الترفيهية التي تعمل عن طريق حركة الماء أو الدواليب المسننة واساليب اخرى فيزيائية وهندسية لطيفة، كانت الآلات الجزري تحتوي على تماثيل وشخصيات تتحرك وتحدث اصواتا لذلك يعده البعض مؤسس تقنية الروبوت أو الانسان الالي (الاصح دمى متحركة و ليس روبوت لأن التقنية تختلف فالروبوت يمتلك القدرة على اتخاذ بعض القرارات والأعمال بدون تدخل الانسان اما الدمى المتحركة فلا تملك هذه القدرة و لكن على العموم الفكرة متشابهة)"
وعاد العطار مرة أخرى للاقرار بتقدم القدامى تقنيا فقال :
"وبعيدا عن الخرافات والاساطير فالعلماء يعتقدون بأن القدماء كانوا في كثير من الاحيان قاب قوسين أو أدنى من تحقيق قفزة نوعية في تطور الحضارة البشرية لولا الحروب البربرية المستمرة والوحشية التي كانت دائما تقضي على اسس الحضارة و تسوق الانسانية نحو مهاوي الجهل والتخلف (على سبيل المثال حرق مكتبة الاسكندرية في مصر ومكتبات بغداد على يد المغول)."
وأنهى المقال بأن الجهاز المذكور كان يحدد تاريخ الألعاب الأولمبية الوثنية والتى لم تكن مجرد رياضة وإنما طقوس دينية فقال :
"أخر اخبار الجهاز عزيزي القاريء ان هيئة بحث علمية لدراسته متكونة من علماء امريكان و بريطانيين و يونانيين توصلوا عام 2008 الى انه كان يستعمل ايضا لتحديد تاريخ اجراء بعض الالعاب في الاولمبياد اليونانية القديمة"

اجمالي القراءات 1161