سؤال عن ملك اليمين في مفهوم شحرور.
السلام عليكم :
يقول الدكتور – محمد شحرور – عن (ملك اليمن ) أن الإسلام ألغى الرق، وقدم نظاما بديلا. والنظام البديل كان عليه أن يقوم بالوظائف التي كان يقوم بها الرق ويشمل ثلاث وظائف: عقود العمل جميعها: 1-فالموظف لدى الدولة هو ملك يمينها .
2 - عقود الخدمة المنزلية: فالخادمة أو مربية الأطفال هي ملك يمين ربة البيت.
3- عقود النكاح: وهي القائمة على العلاقة الجنسية ولا يدخل فيها ما يتضمنه زواج الميثاق من مودة ورحمة وعيش مشترك وسكن وأولاد وإرث، وهذه العقود يجب أن تتم وفق أعراف وقوانين المجتمع.
فهل هذا صحيح؟؟
==
التعقيب ::
مع إحترامى الكامل للدكتور – محمد شحرور يرحمه الله .إلا أنه أخطأ في هذا وإتبع هواه ووصل به لمرحلة الشطط .وهذه نتيجة طبيعية لنتائج من لا يتدبر القرءان من القرءان ولا بالقرءان حتى لو كان مُتمردا على التراث والروايات وفقه أئمة الضلال .فدراسة القرءان وتدبره شيئ آخر ولها قواعد أُخرى تتلخص في أن تمشى دُبر آيات القرءان لتستخرج معانيها منها هي ،ومفاهيم وحقائق مُصطلحاتها منها هي، وبالتالي تشريعاتها ومقاصد تشريعاتها وكيفية تطبيقها منها هي .فالدكتور شحرور لم يلتزم بهذا المنهج ولم يتخذه سبيلا،وإنما إعتمد على هواه هو وعلى بعض من معانى المصطلحات في القواميس العربية فأخطأ وشطت نتائجه في كثيرمن أقواله عن آيات القرءان العظيم وتشريعاته ومنها مسألة (ملك اليمين).
ونعود لموضوع ملك اليمين ..فمصطلح ملك اليمين يعلمه القاص والداانى بأنه يعود على (العبيد والإماء والجوارى ) فقط ، وأن الإسلام أوجد له حلولا ليقضى عليه سلميا من خلال (العتق المباشر ككفارة أو كصدقة) أو(بالمُكاتبة ) اى بالإتفاق المكتوب بين المالك والرقيق على أن يقوم الرقيق (عبدا أو جارية ) بتسديد ثمنه إلى مالكه على أقساط ثم يحصل على حُريته مباشرة بعد سداد كامل المبلغ .
ومنع الإسلام وحّرم مصادر الإسترقاق التي كانت موجودة قبل نزوله داخل الدولة الإسلامية من خلال الحروب ووووو.بأن حرّم السبى والغصب والخطف وووو وجعل عقوبةعلى مرتكبيهم تصل للقتل أو السجن أو النفى والإبعاد بعيدا عن الدولة كُلها (حد الحرابة ).
وأن الإسلام لم يخلط بين (الحرية وتحريرالعبيد ) وبين العمل العادى والتوظيف والإستخدام والإستئجار . فتحرير العبيد والإماء شيء وعمل وتوظيف موظفين وعمال وخدم لتنفيذ عمل شيء آخر.
فالعامل والموظف والخادم والخادمة يمتلكون حُريتهم الكاملة في أن يقبلوا العمل لدى الولة أو الشركات أوالأفراد أوأن يرفضوا ،وفى أن يقبلوا بالعمل في هذه المهنة والحرفة وفى أن يرفضوا العمل في تلك المهنة والحرفة ،ولهم الحرية في أن ينتقلوا للحياة في مدينة أو دولة أُخرى يجدون فيها فرصة عمل أفضل ومُناسبة لهم اكثر مما هي موجودة في مدينتهم أو دولتهم.أما (الرقيق ) فلا يملكون هذه الحُرية .. فالخلط بين(الرقيق والعامل )ومساواة العمل بالرق هو قصور في الفهم ،بل هو هذيان عظيم .
ولكم أن تُراجعوا قصص القرءان الكريم عن موسى ويوسف عليهما السلام .فموسى طلب منه الرجل الصالح أن يعمل معه 8 سنوات ثم يُزوجه إبنته بعدهم فلم يقل له (أمتلكك 8 حجج ) ولكن قال (تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ)
(قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ.قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِندِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ.قَالَ ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلا عُدْوَانَ عَلَيَّ وَاللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ.)
وعن يوسف عليه السلام قال القرءان الكريم (قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ) .. أي وظفنى وشغلنى وزير مالية وتموين .
فهناعلاقة عمل بين موسى والرجل الصالح ،وبين يوسف والملك ،ولم تكن علاقة عبودية. فالعبودية والرق والإسترقاق شيء والعمل والتوظيف شيء آخر .
==
وكذلك من قال أن الزواج ملك يمين فقد وقع في تخريف كبير.
الزواج قائم على الرضا والقبول بين الطرفين بداية ،ثم على العدل والمساواة في الحقوق والواجبات بين الطرفين (ولهن مثل الذى عليهن بالمعروف ) ،وقائم على الإنفصال بالحق والمعروف لو إستحالت العشرة بينهما .فأين (العبودية والرق وملك اليمين فيه ؟؟؟).
فالزوج له الحق أن يُطلق زوجته ،وهى لها الحق في طلب الطلاق الفوري إذا وصلا معا إلى طريق مسدود وفشلت كُل طرق الإصلاح بينهما ،فلا هو يستعبدها ويجعلها ملك يمينه ،ولا هي تستعبده وتسترقه وتجعله ملك يمينها .وينفصلان أحرارا كما كانا ويبدءا حياتهما الجديدة أحرارا ،كل منهما في طريق جديد آخر.فلاهما عبيدا لبعض ولا عبيدا للمُجتمع ..
=
فما خلط به الدكتور شحرور - من مساواته للتوظيف والزواج مع العبودية وملك اليمين هو مزج وخلط لا محل له من الإعراب ،ولا يقترب من دين الله في شيء. فعلينا أن نتعامل مع المُصطلحات بمُسمياتها وكما هي ..ف(ملك اليمين ) شيء و(التوظيف والعمل ) شيء ،و(الزواج بعقوده ) شيء .