نظرات فى مقال ضرب الشيش

رضا البطاوى البطاوى في الإثنين ٠١ - يناير - ٢٠٢٤ ١٢:٠٠ صباحاً

نظرات فى مقال ضرب الشيش
ضرب الشيش هو غرس أسياخ حديدية رفيعة فى أجسام بعض البشر دون حدوث نزيف أو وجع طوال فترة معينة وهذه الظاهرة كانت تنتشر فى مناطق واسعة من منطقتنا خاصة خلال الاحتفال بالمولد النبوى والاحتفال بموالد شيوخ الصوفية وغيرهم
المقال يتحدث عن تلك الظاهرة ولكن من خلال حلقات الذكر الصوفى فى العراق وسوريا فيقول :
"ضرب الشيش هي إحدى المظاهر الطقسية لجلسات الذكر التي يقوم بها شيوخ الطريقة من المتصوفين، حيث يتخلل تلك الجلسات استعراضات تتضمن غرس سيخ معدني ("شيش" باللغة الفارسية) أو أداة حادة في جسد "الُمريد"أو وجهه وقد يتخلل تلك الجلسات أيضاً القفز على الجمر أو أكل الثعابين وهي حية.
ومن المثير في تلك الظاهرة عدم حدوث نزيف دموي على الرغم من اختراق "الشيش " لجسد الشخص من الجانب إلى الجانب الآخر في بعض الأحيان. "
وذكر صاحب المقال أن شيوخ الصوفية يسمون ذلك كرامات مع أنهم أعلم الناس بأنها مجرد خدع نتيجة علم خاص بهم فقال :
"يعتبر المتصوفون أن من يقوم بذلك الدور يكون لديه "كرامات"من الله أو قدرة فريدة على الرغم من أن حدوث تلك الظاهرة لا يقتصر على هؤلاء المتصوفين من المسلمين بل يمكن أن نشاهدها أيضاً في بعض طقوس الهندوس."
بالطبع يستخدم شيوخ الصوفية علمهم الممثل فى علمهم بأن هناك مناطق من الجسم تعتبر خالية مما يؤذى إذا غرس فيها شىء فى الرقاب وفى الصدر والبطن وهى مناطق يعرفها الطب الصينى والهندى جيدا كما يستخدمون مادة توقف النزيف وتخدر الخلايا حيث يغمسون أطراف السهام والسهام فيها وقبل وضعها فى جلود القوم يضعون بعضا منها وكنتا ونحن صغار نطلق عليها تفة الشيخ ربما لأنه كان يريد أن يوهمنا أن ريقه هو من يوقف النزيف والوجه باعتبار ريقه مادة معجزة
وتحدث عن بعض تلك الجماعات فقال:
"يدعي من يقيم تلك الجلسات أنهم يتبعون طريقة شيخ معين في الذكر والزهد وهنا يمكن أن نذكر الطريقة الرفاعية نسبة للشيخ أحمد الرفاعي والطريقة القادرية نسبة للشيخ عبد القادر الكيلاني وغيرهم.
وعلى الرغم من اعتبار ضرب الشيش بدعة لم يأتي بها أي من الشيخين المذكورين بنظر الكثير من علماء الدين."
ثم تحدث عن لإقامة جلسات الذكر وخطواتها فقال :
"كيف تقام الجلسة
يصف باول إيدل طقوس إحدى الجلسات التي حضرها في العراق والتي تتبع الطريقة القادرية الصوفية بما يلي:
يبدأ الذكر بقرع بطيء على الطبول والدفوف.
وعندها يبدأ القائد بترديد كلمات مثل " الله حي " مرات ومرات بينما يقف الصوفية الذين يسمُون أنفسهم بالدراويش في دائرة كبيرة مرددين كلماتهم على قرع الطبول مع رمي أنفسهم في انحناءة كبيرة للأمام ثم للخلف وكثير منهم يدع شعره يطول وينمو والذي يتطاير حول رؤوسهم وهم ينحنون للأمام والخلف ويقف الشيخ في وسط الحلقة وهو يتمايل بنعومة وأحياناً يغلق عينيه ويرفع يديه في الدعاء بينما قرع الطبول والدفوف يعلو أسرع وأسرع والتراتيل ترتفع أعلى وأعلى يدخل الدراويش في مرحلة النشوة - وهو ما يسمونه مرحلة الفناء بالصوفية -
قبل عشرون عاماً ذهبت لحلقة ذكر في الصحراء السورية، وكدت أن أخرج منها هارباً، حيث كان هنالك حوالي الأربعة والعشرون رجلاً تكدسوا في غرفة صغيرة، وقرع الطبول والتراتيل تتردد عالياً، حيث تهيأ لي بأن تسكت نبضات قلبي.
في تلك المرة استطعت أن أرى رجل من الشرطة المحلية يغرز سفود في بطنه، ولكن لابد أن أعترف بأنني أغلقت عينيّ عندما قام قائد الذكر بتمديد شاب من المريدين على وجهه نحو الأرض ويضع نصل سكين على رقبته من الخلف ثم يضغط عليها بركبته.
وبالرغم من أنه في هذه الأيام يبدو أن الذكر أقل تأثيراً في النفس من السابق، فهو أكثر إثارة للدهشة لأنني لم أهرب، ويبدو لي أن الرجال الذين يغرزون السكاكين في أجسادهم ليسوا في حالة فناء إذ طلب مني آكل الأمواس أن ألمس حافة الموسى بعد أن أعطاني إياه قبل أن يبدأ بأكله، والرجل الذي غرز في رأسه خنجراً وهو يطرقه كان يتبع تعليمات زملائه لأي اتجاه ينظر إليه ليواجه الكاميرا.
وفي حالة حضور شيخ كل طرق الصوفية القادرية الكسنزانية وقبل بدء الذكر يقف المريدين في صفوف بالمئات وربما وصل عددهم إلى ثلاثة آلاف شخص أو أكثر ليقبلوا قدميه. وفي هذا اليوم وهو عيد الأضحى عند المسلمين، جاءت جموع الدراويش من كل أرجاء العراق ليُحَيّوا الشيخ، وكان أهم ضيوف الشيخ هو نائبه في روسيا، وهو شيشاني اسمه آدم شاملو دينييف والذي طور نظرية مذهبه الديني " آدم - الله - الإنسانية "."
وتحدث الكاتب عن تفسيرات الأمر فقال :
"تفسيرات محتملة:
إن القيام برياضات وطقوس معينة تزيد عند هؤلاء الأشخاص "المريدين" القدرة على الاستبصار وتنخفض القدرة الحسية التى جبل عليها الإنسان. فمجالس الذكر للمتوصفة وألحانهم وإيقاعاتهم يحدث تصعيد وجدانى وصولاً لمرحلة التسامي إلى أن يصل الشخص إلى تنشيط الجهاز العصبي اللاإرادى ويخرج من عالم الحس والتأثر إلى عالم التجرد من الإحساس.
فلو قمنا بفحص السائل المعدى لمن وصل درجة التسامى والهيام لوجدنا أن الإفرازات المعدية قد بلغت ذروتها وهذه افرازات تقف حائلاً بينها وبين الألم بعد أن عطلت عطلت عمل الناقل للإحساس فى العصب العاشر المتصل بالمعدة وانخفاض فولتات الحس و ارتفاع فولتية الدماغ وزيادة الإشارات المبعوثة للجسد فى لحظة التسامى يلغى أى شعور بالحس. فتسديد طعنة أو وخز لا يعنى شىء للمتسامي ولا ينزف بسبب تقلص العضلات الذى يحدثه تنشيط الجهاز العصبي اللاإرادي والذى يحدث تقلص فى الجلد وليفاته فلا يخرج الدم ولا يوجد نزيف بل ويلتئم الجرح وفقاً لهذا.
والسبيل الوحيد لنسف هذه الكرامة المزعومة أن تطلب منه أن يوجه السيخ أو الشيش أو السكين إلى القلب وأخبره أن يكتب وصيته لأنه سيموت إن لم يتغمده الله برحمته!"
وهذا التفسير غير مقبول فحركات الإنسان ومحاولة تغييب الوعى بالحركات والكلامى لا تؤدى لعدم الوجع وعدم الموت من وضع تلك الأسياخ
وكما سبق القول فأنها المعرفة بمناطق الفراغ الجسدى من الأعضاء مع وضع المادة القابضة المخدرة على الأسياخ والجسم قبل وضعه فى المنطقة وهى أمور يقتصر العلم بها على شيوخ الطريقة والذين يعلمونها فى الغالب لأولادهم وفى أحيان لأغراب عنهم لعدم وجود وريث وكما ذكر الكاتب فإن بعض الهندوس على علم بها
الأمر ليس خوارق أى معجزات أى كرامات أى آيات لأن الله منعها عن الناس فقال :
" وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون"
وبالطبع لو جلبت سيخ عادى لم يمسه صوفى ووضعته فى أى عضو من جسم صوفى فسينزف دما ويتوجع وكما سبق القول فالسر فى معرفة القوم بمناطق الفراغ الجسدى من الأعضاء مع معرفتهم بتلك المادة المخدرة التى نسميها بصقة أو تفة الشيخ
وذكر صاحب المقال رأى أحد المفسرين لتلك الظاهرة فقال :
"يبين العلامة الألوسي سر هذه الخوارق في تفسيره روح المعاني بقوله: "وما يشاهد من وقوعه لبعض المنتسبين إلى حضرة الولي الكامل الشيخ أحمد الرفاعي من الفسقة الذين الذين كادوا يكونون لكثرة فسقهم كفاراً فقيل إنه باب من السحر المختلف في كفر فاعله وقتله فإن لهم أسماء مجهولة المعنى يتلونها عند دخول النار والضرب بالسلاح ولا يبعد أن تكون كفراً وإن كان معها ما لا كفر فيه، وقد ذكر بعضهم أنهم يقولون عند ذلك تلسف تلسف هيف هيف أعوذ بكلمات الله تعالى التامة من شر ما خلق أقسمت عليك يا أيتها النار أو أيها السلاح بحق حي حلي ونور سبحي ومحمد صلى الله عليه وسلم أن لا تضري أو لا تضر غلام الطريقة، ولم يكن ذلك في زمن الشيخ الرفاعي فقد كان أكثر الناس اتباعاً للسنة وأشدهم تجنباً عن مظان البدعة وكان أصحابه سالكين مسلكه متشبثين بذيل اتباعه قدس سره ثم طرأ على بعض المنتسبين إليه ما طرأ " [ص 69/ 17]"
ونقل عن ابن تيمية كلاما فى الظاهرة فقال :
"كما قال الشيخ ابن تيمية:
"هذه المخاريق التى يفعلها هؤلاء المبتدعون من الدخول فى النار وأخذ الحيات هى نوعان أحدهما أن يفعلوا ذلك بحيل طبيعية مثل أدهان معروفة يذهبون ويمشون في النار ومثل ما يشربه أحدهم مما يمنع سم الحية مثل أن يمسكها بعنقصتها حتى لا تضره، ومثل أن يمسك الحية المائية ومثل أن يسلخ جلد الحية ويحشوه طعاما وكم قتلت الحيات من أتباع هؤلاء.
النوع الثاني: وهم أعظم عندهم أحوال شيطانية تعتريهم، فتنزل الشياطين عليهم كما تدخل فى بدن المصروع، وحينئذ يباشر النار والحيات وال****ب ويكون الشيطان هو الذى يفعل ذلك، كما يفعل ذلك من تقترن بهم الشياطين من إخوانهم الذين هم شر الخلق عند الناس ويرى الإنسي واقفا على رأس الرمح الطويل، وإنما الواقف هو الشيطان ويرى الناس نارا تحمى ويضع فيها الفؤوس والمساحي ثم إن الإنسي يلحسها بلسانه، وإنما يفعل ذلك الشيطان الذي دخل فيه، ويرى الناس هؤلاء يباشرون الحيات والأفاعي وغير ذلك، ويفعلون من الأمور ما هو أبلغ مما يفعله هؤلاء المبتدعون الضالون المكذبون الملبسون الذين يدعون أنهم أولياء الله وإنما هم من أعاديه المضيعين لفرائضه المتعدين لحدوده والجهال - لأجل هذه الأحوال الشيطانية والطبيعية - يظنوهم أولياء الله، وإنما هذه الأحوال من جنس أحوال أعداء الله الكافرين والفاسقين". [مجموع الفتاوى ج 11ص610 - 611]."
والكلام عن ضرب الشيش هو لبيان خداع القوم للناس بوجود خوارق أو ما يسمونها كرامات

اجمالي القراءات 980