قراءة فى بحث تحديات العقل البشري إكسير الحياة والبحث عن الخلود

رضا البطاوى البطاوى في الإثنين ٢٥ - ديسمبر - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً

قراءة فى بحث تحديات العقل البشري إكسير الحياة والبحث عن الخلود
الباحث اياد العطار وهو يدور حول أمر يشغل المخدوعين به فقط وهو الخلود أو إطالة العمر وقد استهله بالحديث عن حبه مشاهدته للصور ومقارنته بين صور الشىء كل فترة زمنية وأن الموت حقيقة لا مهرب منها فقال :
"أعشق الصور القديمة، خصوصا تلك التي يزيد عمرها عن قرن من الزمان، أبحث عنها على الانترنت، أنظر أليها بدقة متمعنا في وجوه الرجال والنساء والأطفال الذين يظهرون فيها .. طريقة وقوفهم وجلوسهم .. تعابير وجوههم .. أزيائهم وملابسهم .. أتساءل دوما كيف عاشوا وأين ماتوا! فالبدايات والنهايات تجذبني دوما .. لكنها تربكني أيضا، فما بين البداية والنهاية عمر قد يطول ويقصر، لكنه محتوم بنهاية واحدة لا مناص منها .. نهاية تمنى البشر منذ أقدم العصور تجنبها .. أو على الأقل تأخيرها .."
وطرح سؤالا عن امكانية تخطى العلم للموت أو حتى يطيل الحياة فقال :
"فهل يا ترى ينجح العلم في تحقيق هذه الغاية التي شغلت عقول الناس على مر العصور؟ هل يمكن للإنسان حقا أن يعيش لقرنين أو ثلاثة في المستقبل؟ وهل سينجح العلماء أخيرا في صنع إكسير الحياة الذي بحث عنه أقرانهم القدماء بدون جدوى."
وتحدث عن اهتمام المرأة بزينتها وأن جمالها زائل فقال :
"هذه اللوحة تصور امرأة تجمل نفسها وتنظر الى وجهها في المرأة لكن اذا نظرت الى اللوحة بمزيد من الدقة ستشاهد جمجمة بشرية، اي ان هذا الجمال زائل الى الموت لا محالة "
وتحدث عن خلق الإنسان من المنى الذكرى والأنثوى وهو بداية الحياة التى لا يتكلمون عنها إلا قليلا فقال :
"الحيوانات المنوية تسعى نحو البويضة
حياة الإنسان تبدأ بمشهد قد لا يتخيله العقل .. ماراثون عظيم تسعى فيه ملايين الحيوانات المنوية إلى غاية واحدة .. العجيب هو إن هذا السباق الجماهيري المهيب لا يحظى بأي تغطية إعلامية فلا تكتب عنه الصحف ولا تنقل وقائعه الفضائيات!! كما أن الفائز الوحيد فيه لا يتم تكريمه بأي ميدالية ولا يمنح أي وسام رغم انجازه الكبير!. جائزته الوحيدة ستكون دخوله إلى جسم كروي يدعى "البويضة" ودونه يغلق الباب بوجه ملايين المتسابقين الخاسرين الذين يتركون ليموتوا ببطء في الخارج.
عملية اتحاد الحيوان المنوي الفائز مع البويضة هي أولى الخطى نحو تكوين حياة جديدة. الخطوة الأولى في رحلة الألف ميل التي قد تستغرقها الحياة نحو نهايتها الحتمية الطريف هو أن بعض الناقمين على الدنيا من أمثال شاعرنا الفيلسوف أبو العلاء المعري يلعنون هذه الخطوة الأولى ويعتبروها جناية ارتكبها أبائهم بحقهم!!:
هذا ما جناه أبي عليّ *** وما جنيت على أحد"
يسير العطار فى المقال رغم أن النتيجة معروفة له وللغير وأن ما دبجه فى المقال ليس سوى كلام لا لزوم له لن يؤثر بشىء على موت المخلوقات
وحدثنا عن أن بعض المخلوقات أعمارها طويلة كإحدى شجرات الصفصاف فقال :
"شجرة صفصاف عمرها 5000 عام
على أية حال، وبغض النظر عن رضانا من عدمه حول قدومنا إلى هذه الدنيا، فالحياة البشرية، وحياة كل المخلوقات على كوكبنا الأزرق، تمر بالعديد من المراحل، لكنها تنتهي جميعها إلى نهاية واحدة لا مناص منها، والفترة الزمنية ما بين البداية والنهاية نطلق عليها تسمية العمر، وهو يطول ويقصر ويختلف مداه من مخلوق لآخر ... فبعض الحشرات لا تعيش سوى بضع ساعات أو أيام.
الفأر قد يعيش لسنتين في أفضل الأحوال والكلب 13 عاما والقطة 15 عاما والحصان 30 عاما والفيل 70 عاما والإنسان قد يعيش لـ 80 عاموبعض أنواع السلاحف لـ 190 عام زاحف التوتارا (Tuatara) النيوزلندي قد يعيش لـ 200 عام وحيتان الرأس المقوس (Bowhead whale) قد تعيش لـ 220 عام وأسماك الكوي اليابانية (Koi) الزاهية الألوان قد تعيش لـ 245 عاما.بعض أنواع المحار تعيش لأكثر من 400 عام وبعض أنواع أشجار الصفصاف (Bristlecone pine) قد يصل عمرها إلى 5000 عام وبكتيريا تدعى (bacillus permians) عمرها 250 مليون عام إذ تمكن العلماء في الولايات المتحدة من إعادتها للحياة عام 2008 بعد استخراجها من صخرة كلوريد صوديوم عثر عليها داخل كهف في المكسيك."
وما ذكره عن بعض الأعمار أمر لا يمت للعلم بصلة فليس هناك إنسان سيعمر مثلا 190 سنة أو 220 أ,245 أو400 أو 5000 سنة ليعرف أنهم عاشوا كل تلك السنوات ومن ثم فهو كلام بلا دليل وحتى الشجرة التى يقال أن هناك دائرة داخل جذعها تتوالى فيها الدوائر خلف بعضها منئبة عن عمرها لم يقم أحد بقطعها وعد تلك الدوائر والكربون 14 لا يمكن أن يحدد عمر شىء لأن المادة كونية وهى الماء خلقت فى نفس الزمن كما قال تعالى :
" وجعلنا من الماء كل شىء حى"

فالمادة الكونية كلها لها نفس العمر وكل ما يجرى هو تغير صورها كل فترة
وحدثنا الرجل عن مخلوق يموت ولا يموت فقال :
"لكن هل هناك مخلوق لا يموت؟
قنديل البحر العجيب الجواب هو نعم ولا في آن واحد!! .. فهناك قنديل بحر عجيب يدعى هايدروزون وأسمه العلمي (Turritopsis nutricula)، هذا الكائن البحري الصغير هو المخلوق الوحيد على وجه الأرض الذي أحتال على الموت وأستطاع خداعه، فحين يصل هذا الحيوان إلى مرحلة الشيخوخة التي يليها الموت عادة عند جميع المخلوقات، يقوم هذا القنديل "المحتال" بعكس مراحل حياته ليعود أدراجه إلى مراحلها الابتدائية، وهي مرحلة تعرف باسم البوليب (polyp) ثم يبدأ بالنمو مجددا حتى يصل إلى سن الشيخوخة وهكذا دواليك وهذه العملية المعقدة يمكن أن تستمر وتتكرر بشكل غير محدود لدى هذه القناديل العجيبة، أي إنها "خالدة" بكل معنى الكلمة، لكن هذا لا يعني بأنها لا تموت، فهذا الكائن غالبا ما يتعرض للافتراس من قبل كائنات أخرى وبالتالي فهو يموت أيضا مثل الآخرين.
العلماء الذين درسوا هذا القنديل البحري يقولون بأنه يستخدم آلية معينة لإعادة تدوير حياته، وذلك عن طريق تحويل خلايا جسمه من نوع وشكل إلى أخر، وهي آلية يطلق عليها تسمية (transdifferentiation)، ويمكن ملاحظتها على نطاق محدود لدى بعض أنواع الزواحف كالسمندل (salamander) الذي بإمكانه تعويض وإعادة بناء بعض أطراف جسمه في حالة تلفها أو فقدها فالموت مكتوب على كل المخلوقات "
قطعا لا وجود لقنديل واحد وإنما هم قناديل متعددة وهذا التفسير فى الفقرة السابقة لا يدل على أن القنديل هو نفس القنديل القديم وإنما المسألة أن القنديل القديم يموت تاركا بيضة مخصبة فى جثته تتغذى على بعض الجثة وتنتج قنديل أخر جديد
فلو كان الأمر كما نقل لكان لدى القنديل المفترس من قبل الحيوانات الأخرى إمكانية الحياة مرة أخرى فى بطن المفترس ونزوله مع البراز وطالما أنه يموت فسيموت حتى من غير افتراس
وتحدث عن امكانية خلود الإنسان فقال :
"لكن ماذا عن الإنسان .. كم بإمكانه أن يعيش؟ وهل يمكن أن يصبح خالدا؟
بالنسبة للشق الأول من السؤال، فأساطير وفلكلور الشعوب تغص بقصص المعمرين، والطريف هو أن هناك اعتقاد لدى بعض الناس في أن أعمار القدماء كانت أطول بكثير من أعمار البشر اليوم، رغم أن متوسط عمر الإنسان في العصور القديمة لم يكن ليتجاوز 25 عاما في أحسن الأحوال، وانخفض هذا المعدل إلى 18 عاما في العصور الوسطى وذلك نتيجة لتفشي الأوبئة والمجاعات والحروب. وفي الموروث الديني، هناك العديد من الأنبياء والأولياء المعمرين، فنبي الله نوح عاش زهاء ألف عام، وعاش غيره من أنبياء العهد القديم لمئات السنين. وهناك من عاش عمرا مديدا بمعجزة ربانية، فالقرآن الكريم يروي لنا قصة أصحاب الكهف الذين لبثوا في كهفهم 300 عام. وهناك أيضا من أحياه الله من جديد كالعزير وحماره بعد موتهما بمائة عام"
وما غاب عن العطار وغيره هو أن الإنسان خالد بمعنى أنه باقى ولكنه يموت مرتين مرة فى الحياة الأرضية حيث يصعد للسماء فيعيش فى الجنة أو النار الموعودتين وهى حياة البرزخ وفيها قال تعالى :
" وفى السماء رزقكم وما توعدون"

ثم يموت يوم القيامة ويحيا ليعيش بلا موت كما قال تعالى :
" لا يذوقون فيها إلا الموتة الأولى "

ومن ثم الخلود الإنسانى موجود ولكنه عبارة عن انتقال من عالم لعالم أخر
وما يشغل الناس فى ألأرض هو أنهم يريدون الخلود فى الحياة الأرضية الدنيا والسبب كما قال تعالى الهروب من عذاب الله كما قال :
"وما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمر"
وحدثنا الرجل عن أناس تجاوزت أعمارهم المائة مدعيا أن السبب فى طول العمر تقدم الطب وتوافر الغذاء وهو خطأ فالعمر ليس بالطب ولا بكثرة الغذاء وإنما بالأجل الذى كتبه الله وفى حكاياته قال :
"وهذه القصص أشهر من أن نخوض في تفاصيلها في هذه العجالة.
جين كالمنت في ريعان الشباب وفي سن الشيخوخة
أما في العصر الحديث، فقد ازداد متوسط عمر الإنسان نتيجة لتطور الطب وتوفر الغذاء، وعليه فقد ازداد أيضا عدد المعمرين وصارت الصحف تطالعنا من حين لآخر بتقارير عن أشخاص بلغوا من العمر عتيا، إلا إن ما ينقص تلك التقارير، خصوصا في العالم الثالث، هو المستمسكات التي تثبت العمر الحقيقي لهؤلاء المعمرين المزعومين، لأن أغلبهم لا يملكون شهادة ميلاد رسمية.
وبسبب هذا النقص في الإثبات فأن اغلب معمري العصر الحديث هم أما أمريكيين أو أوربيين أو يابانيين لأن دولهم اهتمت منذ زمن بعيد بتوثيق ولادات ووفيات سكانها. وطبقا للسجلات الرسمية فأن أطول عمر عاشه الإنسان في العصر الحديث مسجل بأسم الفرنسية جين كالمنت (Jeanne Calment) التي ماتت عام 1997 عن 122 عاما و 164 يوم. هذه السيدة الفرنسية عاشت طويلا وعاصرت أحداث قرنين من الزمان فقدت خلالها زوجها وأبنتها الوحيدة وحفيدها الوحيد وكل من تعرفه من الأقارب والأصدقاء لينتهي بها المطاف وحيدة في دار للعجزة. الطريف عزيزي القارئ هو أن جين كالمنت عاشت بمفردها وبدون مساعدة ورعاية من أحد حتى سن الـ 110 وكانت تقود الدراجة الهوائية حتى سن الـ 100 كما إنها كانت تدخن السجائر منذ سن الـ 21 ولم تترك هذه العادة السيئة إلا في سن الـ 117!!. "
وحدثنا عن أشخاص من التراث كالخضر الذى لم يمت فقال :
"وبالعودة إلى سؤالنا حول أمكانية أن يصبح الإنسان خالدا، ففي الحقيقية لم يثبت أن هناك إنسان أستطاع التغلب على الموت سوى في الأساطير، وكذلك في بعض روايات الموروث الديني، وقصة الخضر هي إحدى الأمثلة على ذلك، رغم أن الروايات عنه متضاربة، فالمسلمون يختلفون في كونه نبيا أم مجرد عبد صالح، كما يختلفون في حياته ومماته، فهناك من يقول بأنه مات منذ عهد طويل وهناك من يزعم بأنه مازال حيا حتى اليوم. وهناك العديد من القصص حول سبب طول عمر الخضر، لعل أشهرها هي حكايته مع ذو القرنين وعين الحياة التي تمنح الخلود، حيث أستطاع الخضر من الوصول إلى تلك العين وشرب منها فيما أخطأها ذو القرنين."
قطعا كل من قبل الرسول الخاتم(ص) ماتوا قبله لقوله تعالى :
" وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد "

ومن ثم لا وجود للخضر الذى تروى الروايات الكاذبة عنه
وحدثنا عن جلجامش وملحمته الوثنية والتى يقال عنها أنها مشابهة لقصة نوح(ص) فقال :
"البطل جلجامش السومر
في الأساطير، كان جلجامش ملك أوروك السومري (2750 ق. م) أول الباحثين عن الخلود، وقد خلدت قصته في ملحمة شعرية طويلة حملت أسمه. ورغم أن القصة ليست سوى أسطورة إلا إنها تحمل في طياتها معاني وحكم جميلة حول معنى الحياة والموت والخلود.
إلى أين تمضي جلجامش؟الحياة التي تبحث عنها لن تجدها.فالآلهة لما خلقت البشر، جعلت الموت لهم نصيباً، وحبست في أيديها الحياة.أما أنت يا جلجامش، فأملأ بطنك.افرح ليلك ونهارك.اجعل من كل يوم عيداً.ارقص لاهياً في الليل وفي النهار.اخطر بثياب نظيفة زاهية.اغسل رأسك وأستحم بالمياه. دلل صغيرك الممسك بيدك، واسعد زجك بين أحضانك.
هذا نصيب البشر ... (ملحمة جلجامش / اللوح العاشر/ العمود الثالث) هذه الأبيات قالتها سيدوري ساقية الآلهة وهي تحاول أقناع جلجامش بأن الموت هو مصير محتوم للبشر .. لا فرار منه .. لذلك فبدلا من أن إضاعة الوقت في البحث عن سر الخلود، نصحته بأن يجعل "من كل يوم عيدا" وليستمتع بحياته قدر المستطاع قبل أن توافيه المنية .. لأن هذا هو قدر البشر. لكن جلجامش تجاهل نصيحة الساقية الحسناء ومضى في طريقه عابرا مياه الموت بحثا عن ضالته المنشودة. لكنه للأسف عاد خائبا مكسورا، فالعشب السحري الذي يمنح الحياة الأبدية، والذي كان قد اقتلعه من أعماق مياه البحر في دلمون (البحرين حاليا) ابتلعته أفعى بينما كان يستحم في النهر. في النهاية عاد البطل حزينا إلى أوروك، لكن حين اقتربت السفينة التي تحمله من أسوار المدينة الضخمة والمحكمة البناء والتي قام هو بتشييدها أدرك جلجامش بأن عملا عظيما كهذا السور هو الذي سيخلد أسمه إلى الأبد."
وتحدث عن عنخ رمز الخلود عند الفراعنة الذين لا وجود لهم فقال :
"عنخ .. رمز الحياة الابدية لدى الفراعنة
وإذا كان جلجامش قد وجد سر الخلود في سور مدينته، فقدماء المصريين قدموا للعالم أعظم الصروح التي أدهشت البشرية لقرون مديدة من اجل الوصول إلى هذا الخلود. لكن اغلب الناس للأسف لا يفقهون شيئا حول مغزى وفلسفة الحياة والموت لدى الفراعنة، فترى بعضهم يتساءل حول معنى إهدار كل تلك الثروات والموارد العظيمة للمملكة المصرية القديمة في بناء قبور حجرية فخمة كالأهرامات .. لكن ما لا يدركه اغلب هؤلاء هو أن الفراعنة لم يبنوا ويشيدوا من اجل الموت وإنما من اجل الحياة، فالموت لم يكن في نظرهم نهاية وإنما كان بداية جديدة لحياة أخرى خالدة، والمتعمق في دراسة عقيدة الموت لدى المصريين القدماء سيجد بأنها أقدم عقيدة بشرية حول مفهوم الروح والحياة الأخرى ويوم الحساب وفكرة العقاب والثواب في العالم الآخر. "
قطعا العقيدة الوثنية التى يسمونها فرعونية تتعارض مع القرآن ففرعون وقومه لم يكونوا يؤمنون بالحساب ومن ثم البعث كما قال الله على موسى(ص):
"وقال فرعون ذرونى أقتل موسى وليدع ناديه إنى أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر فى الأرض الفساد قال موسى إنى عذت بربى وربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب"
وتحدث عن انتشار اشاعة إكسير الحياة فقال :
"في العصور الوسطى انتشرت أسطورة "إكسير الحياة" الذي يمنح الخلود والحياة الأبدية، ورغم أن الإنسان لم يتوصل أبدا لصنع مثل هذا الإكسير السحري، إلا إن البحث عنه كانت له فوائد عظيمة في دفع وتطوير علم الكيمياء، حيث أصبحت صناعة هذا الإكسير هدفا للعديد من التجارب والاختبارات خصوصا في العصر الذهبي للدولة الإسلامية وفي أوربا العصور الوسطى."
لا يمكن أن يكون هناك مسلم بحث عن هذا الاكسير لتعارضه مع قوله تعالى " كل نفس ذائقة الموت"
فالبحث عنه تكذيب لكلام الله واهدار للوقت والمال والجهد
وحدثنا عن اليزابيث باثورى التى اعتقدت أن شرب دماء البشر يعطيها الخلود فقال :
"الكونتيسة الدموية باثوري تستحم بالدماء
عجز العلم والطب عن إطالة العمر وتأخير الشيخوخة دفع بالعديد من الناس إلى اللجوء للسحر والشعوذة للوصول إلى هذه الغاية. وغالبا ما كانت الطقوس السحرية المرتبطة بإعادة الشباب ذات أبعاد دموية ووحشية، فعلى سبيل المثال، كانت الكونتيسة الهنغارية إليزابيث باثوري تقطع شرايين خادماتها البائسات وتتركهن معلقات داخل حوض استحمام لينزفن حتى آخر قطرة، وبعد موت الفتاة المسكينة تقوم الكونتيسة بأبعاد الجثة والاستحمام في دماءها لأنها كانت تؤمن بأن لهذه الدماء خواص سحرية تقضي على الشيخوخة وتطيل العمر. "
وحكلا حكاية مجرمة أخرى كانت تذبح الأطفال وتبيع لحومهم للجميلات بغرض القضاء على الشيخوخة فقال :
"ومن الأمثلة الأخرى في هذا المجال هي قصة الأسبانية انركيتا مارتي التي كانت تخطف الأطفال الفقراء من شوارع برشلونة لتقتلهم وتستخلص الشحم من أجسادهم لاستخدامه في صنع وصفات سحرية للقضاء على الشيخوخة كانت تبيعها بمبالغ طائلة لحسناوات المدينة من بنات الطبقة النبيلة والراقية."
كما حدثنا عن اشاعة الزئبق الأحمر وانخداع الناس فقال :
"وفي هذه الأيام بتنا نسمع كثيرا عما يسمى بالزئبق الأحمر الذي يزعم البعض بأن له خواص عجيبة من ضمنها إطالة العمر، وهي كذبة صدقها الكثير من السذج ممن أنفقوا مبالغ طائلة للحصول على القليل من هذه المادة السحرية والذي لم يثبت حتى اليوم بأن لها وجود أصلا."
وتحدث عن الشيخوخة من وجهة نظر الغرب متبنيا إياها وهى محاربة الشيخوخة باعتبارها مصدر عبء اقتصادى فقال :
"لماذا نشيخ؟ بعيدا عن الأساطير والوصفات السحرية .. الشيخوخة اليوم علم قائم بذاته، وهناك اليوم العديد من الدول والمؤسسات العلمية التي تنفق الملايين للبحث في هذا المجال، وذلك لأسباب عديدة، فالشيخوخة تؤدي إلى إلحاق خسائر فادحة بالاقتصاد العالمي بسبب رواتب التقاعد التي يجب على الدول دفعها لكبار السن من الموظفين السابقين وكذلك نفقات علاج ورعاية المسنين الذين تزداد أعدادهم يوما بعد أخر نتيجة لتطور الطب ووسائل العلاج. أضف إلى ذلك، فأن الشيخوخة تسلب البشرية أفضل علماءها ومفكريها الذين وصلوا إلى قمة إبداعهم ونضوجهم الفكري نتيجة تراكم التجارب والخبرات عبر السنين. ولهذه الأسباب مجتمعة فأن القضاء على الشيخوخة أو الحد من آثارها السلبية سيكون له عظيم المنفعة على الإنسانية جمعاء."
وهذا كلام من لا يؤمن بكتاب الله فالشيوخ والشيخات ليسوا عبء إلا على العاقين من ألولاد والشيخوخة أمر لازم كالموت لمن يعيش فترة طويلة كما قال تعالى :
"هو الذى خلقكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم يخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشدكم ثم لتكونوا شيوخا"
وتحدث عن محاولات ابطال الشيخوخة وإطالة العمر فقال :
"لماذا نشيخ؟
لكن محاولات اطالة عمر الإنسان وإبطاء الشيخوخة تستلزم أولا معرفة الأسباب التي تجعل الإنسان يشيخ، والعلماء رغم الأبحاث المطولة والتقدم الكبير الحاصل في هذا المجال إلا أنهم لم يستقروا بعد على نظرية شاملة تفسر سبب حدوث الشيخوخة. لكن بشكل عام، الشيخوخة تحدث على مستوى الخلية (Cellular senescence) عندما تتوقف الخلية عن الانقسام والتجدد بعد عدد محدد من الانقسامات، وذلك بسبب خلل يطرأ على عملية نسخ جزئيات الحمض النووي (الشفرة الوراثية) أثناء عملية الانقسام، ولهذا فكلما ازداد عدد الانقسامات أزداد أيضا الخلل والنقص الحاصل في شفرة الحمض النووي لدى الخلايا الجديدة وهو الأمر الذي يؤدي في النهاية إلى شيخوختها وتوقفها عن الانقسام وبالتالي شيخوخة الكائن الحي ككل. وعلى عكس الخلايا السليمة، فأن الخلايا السرطانية بإمكانها نسخ جزئيات الحمض النووي بصورة كاملة مما يسمح لها بالانقسام إلى ما لا نهاية، وهذه العملية، أي توقف الخلايا السليمة واستمرار الخلايا السرطانية في الانقسام لا تحدث من تلقاء نفسها، فالعلماء يعتقدون بأن جينات وإنزيمات معينة تؤثر في هذه العملية وهم يأملون في أن يتمكنوا عن طريق تحديد هذه الجينات والإنزيمات من إبطاء تقدم الشيخوخة، فمثلا تعديل هذه الجينات سيسمح للخلايا السليمة بالاستمرار في الانقسام وبالتالي تأخير الشيخوخة وفي نفس الوقت يوقف انقسام الخلايا السرطانية المؤذية.
وطبعا هناك نظريات أخرى عديدة حول الشيخوخة قد يطول الخوض في تفاصيلها، لكن الإطار العام لهذه النظريات يربط بين الشيخوخة وبين الوراثة والجينات التي تعمل كساعة بيولوجية داخلية تحدد دورة حياة كل كائن حي والحد الأقصى لعمره."
وكل هذا الكلام يصنعه من لا يؤمن بأن العمر محدد الزمن وأن الشيخوخة لابد أن تصيب بعض الكبار
المطلوب من الإنسان هو محاربة المرض وليس محاربة الشيخوخة لأنها قدر قدره الله على البعض
وطرح سؤالا عن امكانية تصنيغ افكسير المزعوم فقال :
"هل يمكن للعلماء تصنيع "أكسير الحياة"؟
كما أسلفنا فأن العلماء في بحث دءوب من اجل تحديد الجينات المؤثرة في عملية الشيخوخة. وفي الواقع فأن العلماء نجحوا حقا في إطالة عمر الإنسان، فمتوسط عمر الإنسان قبل قرن أو قرنين من الزمان لم يكن ليتجاوز الثلاثين عاما، وكانت نسبة الوفيات مرتفعة جدا، ولم يكن غريبا أن يموت الناس في ريعان شبابهم. "
قطعا الإكسير خرافة من الخرافات وكل ما يفعله الغرب هو تغيير لخلقة الله فمثلا يستبدلون جلود الشيوخ بجلود شباب موتى أو حتى أحياء ومع هذا لا تلبث الجلود المستبدلة بعمليات جراحية أن تزوى مرة أخرى لأن العيب فى الجسم الأصلى
وتحدث عن زيادة المتوسط العمرى فى الغرب فقال :
"أما اليوم فمعدل عمر الإنسان في الغرب يناهز الثمانين عاما، وفي الحقيقية لم تعرف البشرية خلال تاريخها الطويل عددا كبيرا من المسنين والمعمرين كما في أيامنا هذه. بل صار الناس في هذا الزمان يهزون رؤوسهم أسفا عندما يسمعون بأن شخصا ما توفى في عقده الرابع أو الخامس قائلين بأنه مازال صغيرا على الموت."
وقطعا توجد زيادة فى المتوسط العمرى فنحن من نتخيل هذا فلا يوجد احصاءات دقيقة عن الأعمار فى السابق ليمكن مقارنتها بالأعمار الحالية وما نراه فى واقعنا يخبرنا أن المعمرين متواجدين فى كل الشعوب وبنسب متقاربة لأن العملية أعمار محددة
وحدثنا عن تخيلات للغربيين فى ألأمر فقال :
"فلم " Final cut" لروبن وليمز يتحدث عن زرع رقاقات في عقل الانسان لتسجيل وحفظ ذاكرته بعد الموت واليوم هناك أبحاث جدية حول إطالة عمر الإنسان عن طريق الهندسة الجينية والهرمون والإنزيمات، وقد نجح العلماء في تحقيق نتائج مذهلة في بعض تجاربهم على فئران المختبرات حيث تمكنوا من إطالة عمرها بنسب تصل إلى 40%، أي انه في حالة نجاح إجراء هذه التجارب على الإنسان فأن معدل عمره سيرتفع إلى 120 عاما، بل أن هناك بعض العلماء يتحدثون عن عمر 1000 عام!! وذلك عن طريق هرمونات معينة تتحكم بعمل الجينات.
وإذا كان الإنسان قد نجح في إطالة عمره بنسبة الضعف أو الضعفين خلال قرن واحد من الزمان، فلك أن تتخيل عزيزي القارئ الآفاق المستقبلية لحياة البشر خلال القرن أو القرنين القادمين، فالعلماء اليوم لم يعودوا يتحدثون عن إضافة عدة عشرات من السنين فقط .. كلا فقد أصبح هذا الموضوع قديما! لكننا صرنا نسمع همسا هنا وهناك عن تحدي الموت نفسه، وظهرت بالفعل أفكار ونظريات حول كيفية جعل الإنسان خالدا ابد الدهر، بعضها قد تبدو في نظرنا اليوم مجرد أفكار خيالية مستحيلة التطبيق كما كان أسلافنا يعتبرون السيارة والطائرة والحاسوب من أمور الخيال العلمي البعيدة المنال. أو كما كنا قبل ثلاثين عاما فقط لا نتخيل ولا حتى في الأحلام بأنه سيأتي يوم نحمل فيه الهاتف ونتكلم بواسطته أثناء مشينا في الشارع وبدون أن نجر خلفنا سلكا طوله مئات الأمتار، لا بل الأدهى من ذلك هو أن نستمع للموسيقى ونشاهد الأفلام بواسطة هذا الهاتف الصغير! .. فهذه الأمور كنا لا نراها إلا في أفلام الخيال والجاسوسية وبطريقة ساذجة لا ترقى لتقنيات الهاتف الخلوي المعاصرة."
وما تحدث عنه من زيادة أعمار الناس هو ضرب من الوهم فالأعمار لا تزيد ولا تنقص كما قال تعالى :
" فإذا أجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون"
وحدثنا مرة أخرى عن أوهام الغربيين فى هزيمة الشيخوخة والعمر فقال :
"لعل احدث المقترحات المتعلقة بصحة وحياة الإنسان هي تلك التي تروم إلى استغلال تكنولوجيا النانو (Nanotechnology) لصنع روبوتات فائقة الصغر بإمكانها المرور عبر الأوعية الدموية بسهولة لتعثر على الفيروسات والجراثيم المسببة للإمراض لتفتك بها في الحال وكذلك تساهم في إصلاح وترميم الأنسجة التالفة. هناك أيضا فكرة أو نظرية تدعى (Mind-to-computer uploading) تعتقد بأن الإنسان في المستقبل سيصل إلى مرحلة من التطور العلمي بحيث يصبح بإمكانه نسخ ذاكرته بصورة كاملة من دماغه إلى داخل الحاسوب أو إلى رقاقة اليكترونية. وبعد الموت يتم استنساخ هذا الإنسان مجددا ويتم تحميل ذاكرة حياته السابقة إلى دماغه عند ولادته أو في سنوات مبكرة من حياته الجديدة فيستعيد بالتالي جميع خبراته السابقة، وبالطبع طفل أو شخص كهذا لن يحتاج للذهاب إلى المدرسة ولا إلى تعلم الرياضة وقيادة السيارات والتعامل مع الناس والقانون .. الخ، لأن جميع هذه الأمور ستكون مخزنة في دماغه، بل إن إنسانا كهذا يمكن أن يتحول إلى نابغة لأنه سيحظى بالعديد من الخبرات متراكمة .. تصور عزيزي القارئ أن نتمكن من استنساخ اينشتاين وغيره من العباقرة لعدة مرات متكررة مع الاحتفاظ بذاكرتهم كاملة .. كيف سيصبح حال العالم آنذاك؟."
وكل هذه ألأمور أوهام وبيع سلع لا وجود لها للناس
وحدثنا عن تبريد الجثث فى الغرب بغرض احيائها عندما يكتشف القوم وسيلة للبعث فى الحياة الدنيا فقال :
"جثة تم تبريدها من اجل حفظها من التلف للمستقبل
في الحقيقة توجد في عالم اليوم الكثير من الاكتشافات والنظريات والفرضيات حول إطالة عمر الإنسان، وهناك أناس صاروا يؤمنون بأن البشرية ستتمكن في المستقبل القريب من تحقيق العديد من الأمور التي قد تبدو لنا مستحيلة الآن، لذلك صرنا نسمع عن أشخاص يجمدون أجسادهم في الجليد بعد الموت على أمل أن يتمكن العلماء في المستقبل من إعادتهم إلى الحياة، وهذه التقنية يطلق عليها أسم (Cryonics)، وهي تكلف في أمريكا مبلغا قدره 80000 دولار لتجميد الرأس وحده و 150000 دولار لتجميد الجسد بأكمله. ورغم أن هذه التقنية قديمة نسبيا إلا إن عدد الأشخاص الذين جمدوا أجسادهم بالفعل بين عامي 1962 - 2010 لا يتجاوز المائتين. في الختام ينبغي أن ننوه بأن جميع ما ذكرناه أنفا في هذه المقالة عن إطالة عمر الإنسان أو جعله خالدا هي ليست سوى نظريات، ربما تتحقق يوما ما وربما لا .. من يدري؟ لكن هل سنكون أحياء إذا تحققت .. أشك في ذلك. وعلى العموم، فأن الحياة ليست بطولها ولا بعدد سنواتها وإنما بمقدار استمتاعنا بها، فهناك أشخاص في عقدهم الخامس أو السادس من العمر إذا طرحنا من عمرهم ساعات نومهم وعملهم وأوقاتهم الحزينة والكئيبة والصعبة فلن يتبقى من عمرهم سوى ما يعد على الأصابع من السنوات. ثم ما فائدة الحياة الطويلة في العالم العربي؟ ما فائدة أن تعيش مائة عام من الحسرة والنحيب على فرص ضائعة ومهدورة .. يا الله ما أثقلها!!."
وتبريد الجثث لاعادتها للحياة أمر يتعارض مع أن من يهلك أى يموت لا يرجع للحياة الدنيا الأرضية كما قال تعالى :
"ألم يروا كم أهلكنا قبلهم من القرون أنهم إليهم لا يرجعون"

اجمالي القراءات 1006