رشيد اسلال علامة فارقة في السينما الامازيغية بالمغرب
مقدمة متواضعة
مع اختتام الدورة 14 لمهرجان اسني ؤورغ الدولي للفيلم الامازيغي المنظم في عاصمة جهة سوس ماسة طاطا اكادير ما بين 7 دجنبر الى 11 دجنبر الماضي حيث يشرفني ان احيي بالحرارة هذا النضال المستمر من طرف جمعية اسني ؤورغ منذ سنة 2006 اذا كانت ذاكرة هذا العبد الفقير لله قوية من اجل التعريف بشيء اسمه السينما الامازيغية او الأفلام الامازيغية على الصعيد الوطني و على الصعيد الدولي انشاء الله ..
و انني اتواصل مع المدير الفني لهذه التظاهرة المتميزة الأستاذ و الصديق رشيد بوقسيم عبر الفايسبوك منذ سنة 2011 مشكورا ...
ان السينما العالمية برايي المتواضع هي مراة نرى من خلالها حضارات و ثقافات و تاريخ أمم هذا العالم الفسيح و المليء بالتناقضات على مختلف المستويات و الأصعدة كما يعلم العقلاء و أصحاب الراي النقدي.
شخصيا اعشق مشاهدة الأفلام التاريخية من قبيل فيلم الرسالة الذي اشاهده بمناسبة ليلة القدر المباركة او بمناسبة عيد الأضحى على يوثيوب بطبيعة الحال لان هذا الفيلم يجسد عالمية الإسلام بالنسبة لي و يجسد قيم الإسلام الحقة من قبيل العدل و المساواة و الرحمة الخ من قيم الإسلام الحقيقية التي ماتت امام جاهلية الخلافة الاموية الخ.
انني اشاهد الأفلام المغربية الناطقة بالدارجة و الأفلام المصرية الخ من هذه الأفلام الأجنبية حيث ان المغرب منذ سنة 1956 قد أسس سياسته الثقافية و الدينية على الاقصاء الكلي للبعد الامازيغي الأصيل في مختلف سياسات الدولة الثقافية و الدينية لعقود طويلة من الزمان حتى اعتقد البعض ان المغرب هو بلد عربي بالفعل في وقت من الأوقات بحكم التعريب و الوهابية منذ سنة 1979 أي دخولها الرسمي الى هذه البلاد الإسلامية منذ 14 قرنا بفضل مجهودات اجدادنا الكرام .....
فانطلقت الحركة الثقافية الامازيغية بشكل رسمي سنة 1967 بمنظور ثقافي و لغوي لانقاد اللغة الامازيغية و ثقافتها و فنونها الأصيلة من الموت بدون شهادة الوفاة و هذا المنظور الثقافي و اللغوي قد انجب لنا الشعر الامازيغي الحديث عبر مجموعة اوسمان و المرحوم عموري امبارك بعد ذلك الخ من هذه الثمار و من بينها هي السينما الامازيغية او أفلام الفيديو الامازيغية في بدايات تسعينات القرن الماضي بجهة سوس كشكل من بين اشكال النضال الثقافي الامازيغي امام تجاهل التلفزيون المغربي لشيء اسمه الامازيغية كلغة و كثقافة بشكل تام اللهم برنامج كنوز الذي كان يقدمه سيدي عمر امرير من باب التوقير .
لقد انطلقت تجربة السينما الامازيغية بدون أي دعم من الدولة نهائيا في أوائل التسعينات أي ان السينما الامازيغية اعتمدت على نفسها و على شركات الإنتاج و رغم هذه الظروف المحيطة بتاسيسها فان هذه الظاهرة الفنية ان صح التعبير قد استطاعت انتاج أفلام رائعة و متميزة من ناحية المواضيع المتناولة و من ناحية الجودة في الصوت و في الصورة الخ..
اننا باعتبارنا أطفال في تسعينات القرن الماضي مازلنا نتذكر مجموعة من هذه الأفلام الجميلة من قبيل فيلم اليتيمة للمخرج محمد اوطالب رحمه الله و فيلم تامغارت ؤورغ للمخرج الحسين بيزكارن و فيلم بوتفوناست و فيلم موكير للمخرج اكرام ارشاش الخ من هذه الأفلام الامازيغية الكثيرة التي تم انتاجها في ذلك العقد .
لقد حاولت هذه الأخيرة ابراز الخصوصية الثقافية و الخصوصية الدينية لدى امازيغي سوس في القرى و في المدن الى حد السواء بأسلوب يراعي الاذاب العامة في مجتمع متدين مثلنا حيث ان المعروف هو ان يجتمع كل افراد العائلة حول مشاهدة الفيلم الامازيغي أي لا مجال لاشياء التي تتعارض مع الاذاب العامة من قول او مشاهد الخ ...
الى صلب الموضوع
يشرفني عظيم الشرف و الفخر ان اكتب هذه السطور المتواضعة في حق فنان امازيغي اصيل لكنه مجدد في مجالات الفكاهة الفردية و التمثيل و كتابة السيناريو و التقديم التلفزيوني على القناة الامازيغية حيث انه قد بصم على مسار رائع قوامه الجوهري هو الدفاع عن الحركة الامازيغية و شعاراتها المختلفة منذ تسعينات القرن الماضي الى يوم الناس هذا و انه علامة فارقة في السينما الامازيغية حسب رايي المتواضع بعد المرحوم احمد بادوج من طبيعة الحال..
انني اتحدث هنا عن الفنان الامازيغي المقتدر رشيد اسلال الذي بدا مساره منذ سنة 1992 في الفكاهة الفردية كنوع جديد على الساحة الفنية الامازيغية بسوس وقتها علما ان هناك الفكاهيين الامازيغيين الذين كانوا يرافقون الروايس في سهراتهم الفنية قصد الفكاهة التقليدية أي التطرق الى مواضيع البادية و العلاقات الاجتماعية الخ ..
غير ان الأستاذ رشيد اسلال قد استعمل الفكاهة لتمرير رسائل النضال الامازيغي المختلفة و انتقاد السياسة العامة للمخزن عبر اعماله الابداعية طيلة العقد الأول من هذا القرن الحالي حيث انتقد على سبيل المثال لا حصر جلب الفنانين من الشرق او من الغرب بأثمان باهظة للمشاركة في مهرجاناتنا الوطنية المعروفة و في حين يعاني الفنان المحلي من مشاكل لا نهاية لها كما يعلم الجميع..
و كما ابدع الأستاذ رشيد اسلال في التمثيل و كتابة السيناريو لمجموعة من الأفلام الجميلة التي تعالج عدة قضايا من قبيل مشاكل الإدارة المغربية من خلال تاوروت ن لهناء و مكانة المراة في مجتمعنا الامازيغي المسلم من خلال فيلم تيروكزا ن تمغارت الخ من هذه الأفلام الجميلة و الحاملة لهموم الانسان الامازيغي و هويته الحضارية التي أعطت الشيء الكثير للاسلام طيلة 14 قرنا من الزمان حتى جاء عصر دعاة الظلام الوهابي في سوس ليعلمونا ماهية اصالتنا الامازيغية الإسلامية الحقة كاننا مجرد تلاميذ للمشرق العربي الى يوم القيامة .
ان الأستاذ رشيد اسلال له منظور نقدي تجاه مسلسل بابا علي الذي اصبح عمل محبوب لدى الصغار قبل الكبار لكن هذا المسلسل هو عمل محترم غير انه لا يفيد التاريخ الامازيغي على المدى الطويل مع كامل احترامي للفنان حماد ن نتاما مع التسجيل ان الجزء الأخير قد عرف تدارك بعض الأخطاء من قبيل الانتصار للقوانين العرفية نوع ما الخ من ملاحظاتي الشخصية في الجزء الأخير..
ان الأستاذ اسلال قد لاحظ ان التوظيف اللغوي هو دون المستوى في الجزء الأول من مسلسل بابا علي خصوصا هذا المسلسل يدخل الى البيوت في وقت الإفطار بشهر رمضان حيث يجتمع كل افراد العائلة أي حسب راي الأستاذ اسلال أي اختيار المصطلحات المناسبة و لو في القالب الفكاهي .......
انني أرى ان القناة الامازيغية عليها الاستثمار في المسلسلات التاريخية سواء قبل الإسلام و بعده كما أقوله دائما في مثل هذه المقالات حول السينما الامازيغية لان دعاة الظلام الوهابي يحاولون زرع تصورات خاطئة حول اصالتنا الامازيغية الإسلامية ك ان محمد عبد الوهاب قد ولد في سوس منذ قرون عدة أي اننا نواجه هؤلاء القوم الذين يعتبرنا تجار القضية الامازيغية و دعاة العلاقات الرضائية خارج اطار الزواج ك ان تاريخ الخلافة الإسلامية لم قط هذه العلاقات الرضائية بين الخلفاء و الجواري خارج الزواج الشرعي في عز النهار و ليس في عز الظلام ............
انني احيي الأستاذ رشيد اسلال على مساره النضالي منذ سنة 1992 الى الان و احيي كذلك زوجته الموقرة الفنانة الامازيغية فاطمة ارخا كثيرا ........
توقيع المهدي مالك