لا أتحدث هنا عما تعلق بإنتخابات الرئاسة 2024، سواء من حيث الشرعية أو النزاهة، فـلا مجال لذكرها في سطوري تلك.
بيد انني سأتعرض لصورة رأيتها في هذا المشهد، تأثرت بها بشدة، وقد صُدرت تلك الصورة للعالم الخارجي فأساءت لمصر وللمصريين.
إنها (وجوه الناخبين المعدومين)، والتي ظهرت بكثرة على قنوات إعلام النظام في كافة محافظات مصر، وقد بدت وجوههم كوجوه لــموتى يمشون على الأرض.
لم تكن صورة الناخبين التي بثتها قنوات النظام مشرفة لنظام الحكم أبداً، فقد تخطت أشكال تلك الوجوه الفقر المدقع.
إذ كان هؤلاء الناخبين إذا ما ضحكوا، ظهرت أسنانهم المتساقطة.
وانجلت عوامل الفقر المسطرة على وجوههم المتشققة.
* أشخاص بعضهم كانت السمنة المفرطة سمتهم، ليس لكثرة طعامهم وإنما لسوء تغذيتهم.
* وآخرين تبدى الجوع على أجسادهم النحيلة.
* ولم تخلو تلك الوجوه من الجهل، والبلاهة، من خلال نظراتهم الشاردة.
* كانوا يشتركون في الملابس البالية، والأحذية المترهلة إن وجدت.
صورة كانت بائسة، أخطأت قنوات إعلام النظام في إظهارها وتسليط الضوء عليها.
قد بدا أن هؤلاء المعدومين، يقفون في طوابير لطلب النجاة أو الحاجة، لا طوابير إنتخابات رئاسية.
أين كان عقل القائمين على الإعلام، الذين كانت فعلتهم تلك، كفعل الدب الذي القى بصخرة على رأس صاحبه ليقتل ذبابة وقفت عليها.
لم تكن صورة لناخبين أحياء أبداً، بل لموتى يمشون على الأرض، صورة كشفت وبصدق سوء أحوال الشعب الإقتصادية، والإجتماعية، والسياسية.
كان من باب أولى الإهتمام بهذا الكم من الناس صحياً، وإجتماعياً، وسياسياً، بدلاً من الإنفاق على دعاية للرئيس قدرت بالمليارات، حتى وإن كانت نفقات تلك الدعاية قد سلخت من أموال القادرين.
كم كانت صورة الناخبين الموتى مسيئة لنظام الحكم، الذي فاز وبجدارة، من قبل أن تبدأ تلك الإنتخابات.
* ألم تبحث أجهزة إعلام النظام في الأمر قبل حدوثه.
* ألم يشاهدوا وجوه الناخبين في دول العالم، التي تظهر وجوه أحياء أصحاء لا معدومين.
إن المعدومين كالموتى .. لا يذهبون إلى صناديق الإقتراع من الأساس.
بيد أنه لم يكن الشغل الشاغل للقائمين على إعلام النظام صورة مصر أبداً، بل كان شاغلهم الأول إرضاء الرئيس، وإثبات قدرتهم على حشد هؤلاء المعدومين.
في النهاية كانت صورة مشوهة، أظهرت هؤلاء الناخبين كمستسلمين للحياة ومتاعبها، موتى من داخلهم غير مدركين أنهم أحياء.
وعلى الله قصد السبيل
شادي طلعت
#شادي_طلعت
#انتخابات_الموتى