قراءة فى بحث حلقة الزار

رضا البطاوى البطاوى في الثلاثاء ٠٥ - ديسمبر - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً

قراءة فى بحث حلقة الزار
الباحث المعد للبحث كمال غزال وهو يدور حول حفلات الزار التى تقام فى الكثير من البلدان والتى قلت أو ندر وجودها حاليا بعد أن كانت منذ نصف قرن لا تخلو منها قرية من القرى أو مدينة من المدن فى منطقتنا وقد استهل البحث بذكر أن الهدف من الحفلة هو الشفاء من الأرواح الشريرة أو الجن الشرير فقال:
"تقام حفلة الزار بغرض الشفاء من الأرواح الشريرة التي يُزعم أنها أصابت المريض وهي عبارة عن عقد صلح مؤقت مع هذه الأرواح حتى تترك المصاب بها ويحضر الوسيط الذي غالباً ما يكون سيدة تدعى "الشيخة أو الكودية" لتعقد حلقة الزار- ويعتبر الزار شكلاً من أشكال طرد الأرواح"
قطعا هذا هو الهدف المعلن ممن يقيمون تلك الحفلات ولكن هناك أهداف أخرى خفية كالتجارة حيث كان القوم يبيعون للنساء ملابس غريبة كطاقية الودع أو قميص الودع أو يقومون بجماع النساء بعد سقوطهن مغمى عليهم فى أرضية الحفلة حيث يتم حملهن لحجرات نوم معدة لاغتصابهن وهن مغمى عليهن
وقطعا لا وجود لأرواح الموتى العائدة للدنيا بعد الموت لتحريم الله عودتها بقوله :
" وحرام على قرية أهلكناهم أنهم لا يرجعون"

كما أن الاتصال بين الجن والإنس له فترة وحيدة كانت فى عهد سليمان(ص) الذى طلب ألا يعطى ذلك لأحد بعده كمتا قال تعالى :
" رب اغفر لى وهب لى ملكا لا ينبغى لأحد من بعدى"

ووصف غزال الحلقة بأنها تتضمن طقوس كفرية قديمة وأنها قلت فى عصرنا فقال:
"وتتضمن حلقة الزار طقوس وثنية قديمة يتم فيها اللجوء إلى أرواح أو زمرة متنفذة من الجن يطلق عليهم (الأسياد) لكي يرفعوا البلاء عن المرضى بحسب الزعم، ورغم إنحسار ممارسة تلك العادة في العالم العربي نظراً زيادة الوعي وتحريم علماء الدين للقيام بها إلا أنها ما زالت تجد طريقها إلى حياتنا المعاصرة في نطاق ضيق بعيداً عن أعين الناس والقانون الذي يعاقب عليها."
وتحدث عن أصل كلمة زار الحبشى فقال :
"أصل كلمة "زار "
لم يتفق لغوياً على أصل كلمة (زار) إذ يرى المستشرق (زويمر) أن أصل الكلمة يأتي من الكلمة العربية " زيارة " بينما يرجع كثير من الباحثين أصل الكلمة الى اللغة الأمهرية (لغة أهل الحبشة) و البعض الآخر يرجعه إلى أصول كوشية و لغات أخرى.
وقيل أيضا أن لفظ (زار) محرف من (جار) وهو إله وثني عند الكوشيين ثم أصبح في الحبشة بعد دخول المسيحية إليها عفريتا حقوداً أو سيداً شريراً."
والحقيقة أن المعنى يأتى من الزيارة المزعومة للأرواح أو للجن للحفلة وخروجهم من الأجسام التى يتلبسونها
وتحدث عن أصل الزار فذكر اختلاف القوم فى أصله من حبشى إلى فرعونى وأنه انتشر فى بلاد المنطقة عن طريق العبيد الأحباش فقال :
"أصل العادة وانتشارها
هنالك العديد من النظريات حول نشأة عادة الزار، فمنهم من يرى أن الحبشة موطن هذه العادة خاصة أنها تمارس فيها بكثرة وآخرون يرجحون أنها ترجع إلى أصول فرعونية، لكن هناك شبه اتفاق على أنها نشأت في المنطقة المطلة على ساحل البحر الأحمر بما فيها الحبشة والصومال واليمن والحجاز حيث ذكر الرحالة الذين زاروا تلك المناطق هذه العادة.
وقد تسلل الزار الى الثقافة العربية عن طريق العبيد من الأحباش وطرأ عليه تغيير في سماته فهو في المعتقد الشعبي وسيلة للشفاء من امراض نفسية وجسمية على حد سواء كالاكتئاب والصداع أو ولادة اطفال مشوهين او ميتين وهو بذلك يختلف عن اصله بكونه لا يستنطق (الأسياد) عن أمور الغيب."
وأرجع غزال سبب انتشار العادة إلى أمر أخر وهو شفاء بنت أحد الباشوات العثمانيين عن طريق الزار فقال :
"وشهدت هذه العادة انتشاراً ملحوظاً إبان فترة الحكم العثماني و السبب في ذلك يرجع إلى أن ابنة أحد الباشاوات أصيبت بمرض وكان علاجها عن طريق الزار مما جعلها تعلي من مقام صاحبات الزار وتغدق عليهم الأموال مما أدى إلى انتشار هذه العادة في كل المدن."
والحقيقة أن عمل من أعمال الكفر يعود على الكفار وليس إلى عبيد أو باشا فالكفار الذين يريدون تضليل الناس هم من ينشرون تلك الخرافات والأضاليل بين الناس لافساد الأمة وصرفها عن طاعة الله
وتحدث عن طقوس الزار مبينا أن حفلات لها أصوات عالية بسبب لآلات الطبل والزمر واطلاق البخور والذى يحتوى على مواد مخدرة فقال :
"طقوس الزار
يعتبر الزار شكلاً من أشكال الشعوذة وهو عبارة عن حفلات تقرع فيها الطبول وتضرب بها الدفوف وتتمايل على نغماتها الأجساد وتتعرى فيها الأبدان ويختلط فيها الرجال والنساء، ويتصاعد فيها دخان البخور بهدف إرضاء (الأسياد).
تعقد حلقة الزار فيطلق المشاركون فيه البخور ويدقون على الطبول ويهتزون رقصاً مع ترديد بعض التمائم غير المفهومة أو عبارات مثل "الله حي .... الله حي"، أو "يا شيخ محضر ... يا شيخ محضر اللى عليه عفريت يحضر"، فتحضر الروح الشريرة وتتحدث على لسان المريض بصوت مختلف عن صوته، وتطلب طلبات يسرع الحاضرون بإحضارها مثل بعض الملابس ذات ألوان معينة أو مكياج أو ذهب.
وقد تقدم قرابين لتلك الروح فيذبح خروف ويوضع قليل من دمه على ملابس المريض الذي عليه أن يشرب منه قليلاً أو من دم طير كدجاجة أو حمامة مذبوحة وتضاء الشموع ويجلسون للأكل وقد يهدأ تعذيب الروح الشريرة لهذا الإنسان ولو لفترة محدودة فيعتبرها المشاركون إشارة إلى أن حفلة الزار أتت بالثمار المرجوة منها.
- وتقول إحدى النساء المتمرسات في هذه الطقوس أن حفلات الزار تبدأ عادة بدقات الطبول والدفوف مصحوبة بترانيم وتمتمات غير مفهومة ثم تبدأ طقوس حركات الأجسام واهتزازها مع انتشار الأبخرة في أجواء مفعمة بالضجيج والحركة. وتضيف: " وتستمر هذه الأعمال حتى تسقط المريضة على الأرض وبمجرد سقوطها تبدأ الكودية بممارسة طقوس إخراج الزار حيث تقوم بالصراخ بصوت مرتفع على الجن والشياطين والعفاريت وتطلب منهم الخروج من جسد المريضة ".
ولا بد أن تتعهد مشرفة حفلة الزار (الكودية) للجن المتلبسين بالمريضة بتلبية مطالبهم التي عادة ما تكون ديكا أو خروفاً بمواصفات معينة يلتزم أهل المريضة بإحضاره على أساس أن ذلك من مطلب الجن مقابل خروجهم من جسد المريضة."
ومن الكلام السابق يتبين الغرض المالى من عمل الحفلات وهو الحصول على الطعام من الخرفان والدجاج دون مقابل وبيع ملابس رخيصة بأسعار غالية كما لا تخلو تلك الحفلات من سرقة الذهب الحقيقة وتبديله بذهب فالصو
وتحدث عن دور الكودية والاتصال بالأسياد الذين لا وجود لهم فقال :
"الكودية والعرائس
الكودية او الشيخة او عريفة السكة هي من تقوم بطقوس الاستحضار والطرد وهي في الغالب امرأة سوداء ترث دور الوسيط بين الملبوسين والأسياد من أمها فان لم يكن لها بنت تورثه لإحدى العرائس (المساعدات) وتتعامل الكودية مع كافة (الأسياد) وهذا ما يجعلها تحمل أعدادا كبيرة من التمائم بعدد الأسياد بينما العروس تحمل قيمة السيد الذي يتلبسها فقط."
وتحدث غزال عن أنواع حفلات الزار حيث قال :
"حفلات الكودية
تقيم الكودية ثلاثة انواع من حفلات الزار وهي حفل زار كبير وآخر اسبوعي وحفل زار حولي.
1 - الزار الاسبوعي
يقتصر الاحتفال فيه على إظهار الاحترام للسيد واسترضائه وحاضرات هذا الحفل يسمين " مدمنات زار " كون حضورهن الزار يمنحهن الشعور بالراحة واعتقادهن بعدم قدرتهن على الحياة بدون المشاركة في حفل الزار.
2 - الحفل الكبير
هو الذي تمارس فيه طقوس كل عناصر الزار من موسيقى وأغاني و رقص وملابس خاصة وتمائم وبخور وقرابين ويكون الغاية منه شفاء المريض بمعرفة الأسياد ومحاولة إرضائها وتقديم القرابين لها.
3 - الحفل الحولي
يقام كل عام في شهر رجب تخصصه الكودية لكافة الأسياد المعروفة لها وتتوقف حفلات الزار بكل أنواعها طوال شهر رمضان بلا استثناء لأي نوع منها."
ونلاحظ فى كلام غزال توقف حفلات الزار فى شهر رمضان استجابة لحديث مكذوب على النبى(ص) يقول بتصفيد الشياطين الجنية فى رمضان مع أن الناس يعصون الله فى رمضان ليلا ونهارا والعصيان الشهير حاليا هو الفرجة على المسلسلات والأفلام والاعلانات التى يظهر فيها نساء عاريات ورجال عراة
وهذا التوقف إنما تضليل كفرى ليصدق الناس الأحاديث المكذوبة التى أعمالهم السيئة تكذبها من خلال افطارهم المتعمد أو تدخينهم أو فرجتهم على التلفاز أو سماعهم أغانى السوء أو عراكهم فى الشوارع ..
وتحدث غزال عن فرق دق الزار فقال :
"فرق دق الزار
تستعين الكودية بفرق تدق على انواع من الدفوف والطبول وارتباط كل سيد من الاسياد بإيقاع خاص ونوع الفرقة.
1 - الفرقة البلدي
مكونة من خمس نساء، يكون ثلاث منهن على المزاهر و إحداهن على الطبلة والأخرى على مرقص.
2 - فرقة الطنبورة او الفرقة السوداني
يضرب على الطنبورة بعض افراد من اصل زنجي وعازف منجور واثنتان من عازفات الطبلة.
3 - فرقة أبو الغيط
تتكون من راقص يقوم بنفس دور المنجور واثنين من عازفي الصفارة وتقوم زوجة الراقص بالضرب على الرق."
وهذه الفرق التى بعضها رجال وظيفتهم الحقيقة القيام باغتصاب المغمى عليهن بعد حملهم من أرضية الحفلة التى يتساقطن عليها وقد يغتصبون أطفال أو رجال ممن يشاركون فى تلك الحفلات ممن يغمى عليهم
وتحدث عن الأسياد الذى لا وجود لهم ومطالبهم هى مطالب الكودية ومن يعملون معها فقال :
"الأسياد و طلباتهم
لكل سيد مزعوم مطالب معينة بعضها تقدم من قبل المرضى أو ذويهم وأخرى تشمل أنواعاً من التمائم والملابس والرقصات، فالتمائم فهي متنوعة في شكلها ومضمونها وحجمها لا يقتصر استخدامها في الزار فقط، وفيما يلي أمثلة على سبيل المثال لا الحصر عن (الأسياد) وطلباتهم:
1 - الست السودانية
تطلب زياً كاملاً متعدد العناصر فتطلب من عروستها أن ترتدي ملاءة سودانية كبيرة مزينة مربعات سوداء وبيضاء وبكنار احمر اللون عرضه حوالي 8 سم، وتطلب طاقية مشغولة ومزركشة بالخرز والاصداف الدقيقة ذات الألوان المتعددة.
وعقداً من الاصداف المثبتة في نسيج مشغول وحزاماً يبلغ عرضه نحو 12 سم وعقدا مشغولا بالخرز والصدف وخلخالا وأساور ويزيد على العقد سلاسل حول الرقبة تتعدد من حالة لأخرى وتكون في العادة مثبتاً فيها تميمة أو أكثر على هيئة كيس داخل في تكوين العقد وتحمل العروس علاوة على ذلك خنجراً ذا مقبض مصنوع من الخشب او العظم والحراب الموضوع فيه مزين بالحرز الملون كذلك وتحمل ايضا عصا يبلغ طولها نحو 60 سنتميترا محاطة من جميع جوانبها بالخرز واحياناً ترتدي طربوشاً مزينا بالقصب.
2 - السلطان ذو الاصل البدوي
يطلب عباءة بيضاء محلاة برسوم ومنقوش على ظهرها جمل وراع وراء هذا الجمل وعلى الجانبين اهداب زرقاء اللون ذات نقوش دائرية الشكل وترتدي عروس هذا السلطان العربي أيضا كوفية حريرية بيضاء مزركشة بزهور ذهبية اللون ويرتدي فوقها عقالاً عربياً اما اخته الست العربية فتطلب "ملس" حريرياً ابيضاً بأكمام طويلة منقوش على حوافه وعليه برقع تتدلى منه بعض العملات المعدنية المذهبة اللون بصورتها التقليدية المعروفة كما تتدلى فوق الملبس بعض قطع الخرز والصدف الزرقاء والبيضاء والحمراء علاوة على الحزام البدوي التقليدي.
3 - الست السفينة
فتبدو في مظهرها امرأة في نصفها الاعلى وسمكة في الاسفل من جسدها ولا تطلب لنفسها ملابس خاصة ولكن حين الغناء لها لابد ان يكون هناك اناء كبير من النحاس مملوء الى نصفه بالماء وتعوم فيه بعض الاسماك الحية لكي تلعب بها المريضة وتغمس رأسها ايضاً وتلعب بالاسماك اثناء الغناء."
ومما سبق من الكلام عن المطالب نلاحظ أن الزار عملية تجارية تقوم بها الكودية وأتباعها وهى تجارة رابحة رابحة حيث يباع الرخيص بثمن عالى لأن المخدوعين فى ظل طلب الشفاء أو الانجاب أو غيره مستعدون لبيع ما أمامهم وما خلفهم ليحدث ما يريدون
وتحدث غزال عن أصناف الأسياد فقال :
"فئات "الأسياد "
قسم دارسو علم الانتربولوجيا الأسياد الى المجموعات التالية:
1 - مجموعة اقليمية
تضم المجموعة الاقليمية عدداً من المجموعات الفرعية وهي:
- المجموعة السودانية: وفيها (الطنبورة السودانية).
- المجموعة الحبشية: وعلى رأسها (سلطان الحبش) واخوانه و (هوانم الحبشة) و (الست الكبيرة) أو (حبوبة الحبوبات) وتعتبر جدة للأرواح الحبشية.
- المجموعة الصعيدية: على رأسها الصعيدي (ابودنفا) ويعتقد انه يظهر على ثلاث مراحل وله اخت تعرف باسم (الست الصعيدية).
- المجموعة العربية: على رأسها (العربي) ورفيقته (العربية) عرب العربان.
- المجموعة المغربية: على رأسها (السلطان المغربي) ويطابق المعتقد الشعبي بين السلطان المغربي وعبدالقادر الجيلاني.
2 - أرواح طبيعية:
يأتي على رأس هذه المجموعة (السلطان النصراني) او (سلطان الدير) و (السلطانة ماري)
ويبرز في المجموعة الإسلامية اسم (الدرويش) وأسماء عدد من الأولياء المسلمين وأصحاب الطرق، اما عن الشخصيات النسائية الإسلامية فتذكر (ام الغلام) وقد دار جدل طويل حول تحديد السيدة المقصودة بهذا الاسم فطرح احتمال أن يكون المقصود بهذا الاسم (القرينة) او (أم الصبيان).
4 - المجموعة المهنية
وعلى رأسها الأرواح ذات الأسماء العسكرية او الحربية وينتمي إليها (الياوري بك) واخته الست (ركاش هانم) وفي صورته الرفيعة باسم (سلطان اللواء) وفي صورته الوضيعة باسم (العسكري) و (الحكيم باشا).
5 - مجموعات اخرى
ومنها السلطان (رينا) والسلطان (روم النجدي)."
وكل هذا تخريف لا أساس له فلا وجود لأسياد فى الإسلام سواء جن أو إنس كما قال تعالى " إنما المؤمنون اخوة"
وتحدث غزال عن مطالب الأسياد المزعومين مرة أخرى فقال :
"طلبات أسياد أم إحتيال؟!
في حفلات الزار قد يتعرض الأشخاص إلى أشكال من الإحتيال والخداع من قبل فئة من المشعوذين الذين يهمهم جمع الأموال من خلال إقناع من يأتيهم بكلامهم واتباع إرشاداتهم. حيث تقول إحدى السيدات التي تجاوزت الخمسين من عمرها:
" عندما علمت بنبأ وفاة شقيقتي كنت في دورة المياه فصرخت فيها صرخة عالية مرضت على أثرها، وأشار علي البعض بالزار فذهبت للحاجة (أم الجوهرة) التي أخبرتني أن هناك عفريتا قد ركبني فسألتها وماذا يطلب؟ فقالت يريد خلخال فضة، وقلب عقيق حر، بعدها أغرقوا رأسي بمياه باردة لأني كما أخبرتني (أم الجوهرة) كنت ممسوكة بـ (سفينة البحر العوامة)، ودقوا لي الزار، وبعدها شعرت بتحسن ولكن لم تمض فترة حتى عاودتني الحالة، فأخبرتني بأن (سلطان الجن الأحمر) لبسني هذه المرة ودقوا لي الزار مرة أخرى وطلبوا مني أن أرتدي ثياباً حمراء وبعدها ركبتني عفريتة سودانية ومن يومها وأنا أتردد على (أم الجوهرة) لحضور الزار كل أسبوع وإحضار طلب الأسياد "."
ونقل غزال حكم أحد الفقهاء فى الزار فقال :
"رأي الدين
في الإسلام يقول علاء الدين الزاكي أن هذه الممارسة المعروفة بـ (الزار) هي من كبائر المحرمات بل قد تدخل في الشرك فهي جامعة لأنواع كثيرة من الشرك و الكبائر فحين يسأل الجن و يستعان به فإن هذا شرك بالله تعالى، كما أنها تحتوي على السحر الذي هو من الموبقات وكذلك إدعاء معرفة الغيب و جملة من المحرمات تجتمع في هذه الممارسة من خمر و دخان و رقص مختلط بين الرجال و النساء.
كما أن هناك تحريم قاطع لطقس تتم ممارسته عادة في حفلات الزار وهو الذبح لغير الله حيث ورد ذكره في عدة أحاديث لمحمد رسول الله (ص) ومنها الحديث التالي: حدثنا زهير بن حرب وسريج بن يونس كلاهما عن مروان قال زهير حدثنا مروان بن معاوية الفزاري حدثنا منصور بن حيان حدثنا أبو الطفيل عامر بن واثلة قال كنت عند علي بن أبي طالب فأتاه رجل فقال ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يسر إليك قال فغضب وقال ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يسر إلي شيئا يكتمه الناس غير أنه قد حدثني بكلمات أربع قال فقال ما هن يا أمير المؤمنين قال قال: " لعن الله من لعن والده ولعن الله من ذبح لغير الله ولعن الله من آوى محدثا ولعن الله من غير منار الأرض ".
- كما تعتبر الكنيسة الزار شكلاً من أشكال عبادة الشيطان."
الزار يتضمن جرائم متعددة منها :
-النظر المحرم من الرجال للنساء والنساء للرجال الموجودين فى الحفلات
- تعرى النساء من خلال لبس ملابس معينة والرقص أمام الرجال
- الخداع وهو أمور كثيرة كخداع بيع الملابس الرخيصة بأسعار غالية واستبدال الذهب الحقيقى بمزيف
- الاستعانة بغير الله من خلال الاستعانة بمن لا وجود لهم وهم الأسياد
- أكل أموال الناس بالباطل وهو تلبية مطالب الكودية ومن معها باسم تلبية مطالب الآسياد
- استعمال مواد فى غير ما خلقت له كالبخور والمواد المخدرة
- الذبح لغير الله
-ادعاء الاتصال بالجن
- الاغتصاب
- خلط الأنساب من خلال جماع المغمى عليهن
وأخيرا تحدث عن علاج الأفلام للزار وقيام من يسمونهم أساتذة الأدب الشعبى وأشباههم بالعمل على ابقاء هذا التراث من خلال النشر والعمل على ابقائه كنوع من الرقص فقال
فيلم "دقة زار "
تطرقت السينما العربية إلى موضوع الزار وانتقدته كرمز من رموز الجهل والتخلف الإجتماعي وكشكل الإحتيال الذي يستغل المعتقد الشعبي والديني بغية سلب أموال المرضى ولعل أبرز تلك الأفلام الفيلم المصري الذي حمل عنوان "دقة زار " وهو من إخراج أحمد ياسين وبطولة الفنانة سهير البابلي وفريد شوقي وعزت العلايلي رغم ان عدداً من الناس ما زال يرى "الزار " على أنه إرث اجتماعي ينبغي المحافظة عليه وحمايته من الإندثار ويتجلى ذلك كأحد فنون الرقص الشرقي."

اجمالي القراءات 1114