نقد مقال تقنيات القراءة الباردة

رضا البطاوى البطاوى في الأربعاء ٢٢ - نوفمبر - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً

نقد مقال تقنيات القراءة الباردة أسلوب العِرافة في الإقناع
المعد للمقال كمال غزال وهو يدور ادعاء البعض قدرته على العلم بالغيب وقد استهله بالقول:
"يدعي البعض قدرته على قراءة المستقبل فينشرون توقعاتهم العامة عن العالم وما سيحل به من كوراث وحروب وغيرها سواء في الصحف أو عبر البرامج التلفزيونية وربما يصدق الكثيرون ما يقوله هؤلاء عن مستقبل حياتهم الشخصية أو عن ما يتنبؤون به من الأحداث التي ستقع في بلدانهم،
وفي أيامنا هذه تزايدت شهرة العرافين حتى أنهم أصبحوا نجوماً تتبناهم القنوات التلفزيونية فيطلون علينا في ليلة رأس السنة الميلادية أو خلال شهر رمضان المبارك."
وقطعا لا احد يعلم الغيب كما قال تعالى :
" إنما الغيب لله"
وحتى الرسل(ص) ومنهم أخر النبيين(ص)لا يعلمون الغيب فقد أعلم اله على لسانه :
" ولا أعلم الغيب "

وحتى الجن لا يعلمون الغيب كما فى قصة موت سليمان(ص) حيث مات وهم يرونه ويشاهدونه جالس أياما كثيرة وهو ميت حتى سقط على الأرض بسبب أكل دابة الأرض للعصا التى كان مستندا عليها
وحدثنا غزال عن العرافة وفدمها فقال :
"العرافة فن قديم ولم يبدأ مع نوستراداموس ولكل عراف طريقته في قراءة المستقبل فمنهم من يستخدم التنجيم Astrology ( علم الفلك كما يزعمون) أو يستخدم علم الأرقام Numerology وما تقوله أو يخبرنا بما يتراءى أمامه في الكرة البلورية أو عبر فك رموز قراءة الفنجان أو ورق التاروت أو خط الكف .. الخ، لكن في السنوات الأخيرة خرج لنا جيل جديد من العرافين لا يستخدمون أياً من تلك الوسائل وإنما يدعون بأنهم يخبرونا بما يظهر لهم من رؤى ذهنية أو ما يحسون به فينفون أية صلة لهم مع الجن أو أرواح أخرى ويكتفون بالقول بأن لهم موهبة خاصة خارقة للعادة أمثال مايك فغالي وميشيل حايك وسمير زعيتر"
قطعا العرافة الغرض من العمل بها هو الحصول على ملذات الدنيا كالأموال وغيرها ومن ثم يتطلب العمل بها خدع ما لجذب المغفلين وقد أتاح القنوات التلفازية كثرة الخدع وسهولتها من خلال برامج العرافة ومن قبلها كانت المجلات والصحف
وحدثنا غزال عما سماه تقنيات القراءة الباردة لمعرفة العراف معلومات عن الشخص لمجرد النظر بصورته أو بمجرد سماع صوته فقال :
"ولعل الكثير منا يتساءل عن كيفية توصلهم لمعلومات عن حياة الشخص بمجرد التطلع في صورته أو سماع صوته، فيما يلي ذكر لوسائل الإقناع القديمة الجديدة التي يستخدمها العراف بذكاء ليؤثر في أذهان الناس ويكسب ثقتهم، تسمى بتقنيات القراءة الباردة Cold Reading Techniques."
وعرف غزال القراءة الباردة فقال :
"ما هي القراءة الباردة؟
القراءة الباردة هي سلسلة من التقنيات التي غالباً ما يلجأ إليها العراف أو قارئ الطالع للإتيان بمعلومات عن الأشخاص ليقنعهم بأنه يعرف عن موضوع ما أكثر مما يعرفونه هم حول أنفسهم وبدون أي معرفة مسبقة عن الشخص يستطيع العراف المتمرس الحصول على قدر كبير عن تفاصيل الموضوع المطروح بسرعة فائقة وذلك بمجرد تحليل لغة الجسد (حركات جسمه) وعمره ومظهره وجنسه ودينه وعرقه وأصله ومستواه التعليمي وأسلوبه في الكلام وحتى مكان نشأته. يتمتع العراف عادة بقدرة قوية في التركيز على الاحتمالات الأكثر وروداً في الموضوع المطروح (صحة، عمل، عاطفة) فيأتي بتخمينات بناء على الإشارات العديدة التي التقطها حول الشخص فيركز على التخمينات الناجحة ويسترسل بتخمينات أخرى تتوافق معها ويحاول دائماً تجنب أية طرح تخمينات فشل في توقعها فيتوقف عنها وينتقل لفكرة أخرى وهكذا يكتسب العراف الخبرة مع مرور الوقت."
بالموضوع إذا لا يعدو أن يكون تخمين وأحيانا يسمونه الفراسة والتى تكون نتيجة تعامل مع الشخص لمدة طويلة وليست قصيرة
وحدثنا عن أبرز التقنيات من خلال كتاب ألفه ولحد من المخادعين وهم السحرة فى اللغة المعروفة فقال:
"أبرز تقنيات القراءة الباردة
يعتبر كتاب "الحقائق الكاملة للقراءة الباردة" The Full Facts of Cold Reading للمؤلف "أيان رولاند" وهو لاعب الخفة البريطاني أكثر المراجع شمولاً في شرح أساليب الإقناع التي يستخدمها العرافون. يناقش المؤلف في كتابه أكثر من 20 أسلوب (تقنية) مختلفة بما فيها "حيلة قوس قزح" Rainbow Ruse و الإطراء المفرط Fine Flattery وعبارات "برانوم" Branum Statements و التصويب Shotgunning"
أول التقنيات التصويب وهى قول كلام عام ينطبق على كل الناس تقريبا وفيه قال:
"1 - التصويب Shotgunning هي من الأساليب الشائعة لدى العرافين خصوصاً أولئك الذين يظهرون على التلفزيون، يقوم خلالها العراف بالإفصاح عن كمية كبيرة من المعلومات العامة جداً على وبأسلوب بطيئ، قد يكون بعض تلك المعلومات دقيقاً أو قريباً من الواقع أو يثير اهتمام الشخص أو يستفزه، ومن ثم يقوم العراف بدراسة رد فعل الشخص عليها لكي تساعده في تضييق مجال تخميناته وتركيزها في مجال أكثر دقة اعتماداً على الاستجابات العاطفية التي يراها على الشخص (من خلال نبرة صوته أو مشاعر وجهه). سميت تلك التقنية بذلك الاسم لأن إصابة الهدف تكون صعبة في البداية ولكن مع توالي محاولات التصويب نقترب شيئاً فشيئاً من إصابة مكان الهدف. كأن يقول العراف للشخص بأنه فقد شخصاً قريباً له باسم شائع مثل اسم محمد كما قد تتضمن محاولات التصويب سلسلة من العبارات المبهمة مثل:
- "أرى أن هناك مشكلة في القلب تصيب فرداً يكون بمثابة أبيك في عائلتك، قد يكون أبوك أو جدك أو عمك أو حتى عمتك، أرى بوضوح ألماً في الصدر هنا يصيبه".
- "أرى سواداً يحيط بامرأة ليست بقريبتك، كانت معك خلال نشأتك، خالة أو صديقة أمك أو زوجة أبيك، أراه في الصدر، سرطان رئة، مرض قلب، سرطان ثدي".
- "أستشعر رجلاً عجوزاً في حياتك ورغم أنك لست على وفاق معه إلا أنه ما زال يحبك"."
وأما البرانوم وهى نفسها التصويب مع كون العبارات يكملها الشخص المتعرض لعملية العرافة وعندنا يكملها يتعرف العراف على ما يريد وفيها قال :
"2 - عبارات برانوم Branum Statementsسميت بذلك الإسم نسبة لرجل الإستعراض الأمريكي "بي. تي برانوم" وهي عبارات تبدو شخصية رغم أنها تنطبق على العديد من الأشخاص، تكون تلك العبارات غالباً ذات نهاية مفتوحة لتعطي العراف أكبر حيز في سرد تخميناته اللاحقة، وهي عبارات مصممة لاستخراج أية استجابات محددة من قبل الشخص وهكذا تصبح العبارات اللاحقة أكثر طولاً وتعقيداً لأنها تحمل تفاصيل أكثر
تعتمد تلك العبارات على حماس الشخص في ملئ الفراغات في المعلومات التخمينية التي يقولها العراف وتهدف إلى إنشاء ارتباط بين ما قيل وبين تاريخ حياة الشخص برمتها.
وهناك أمثلة على تلك العبارات منها:
- "أستشعر أنك لا تشعر بالأمان خصوصاً مع الناس الذين لا تعرفهم جيداً".
- "لديك صندوق يحتوي على صور غير مصنفة في منزلك".
- "لديك حادثة مرتبطة بمرحلة طفولتك لها علاقة بالماء""لديك مشاكل مع صديق أو قريب"."توفي والدك نتيجة لمشاكل في صدره أو بطنه".
فيما يخص بالعبارة الأخيرة، فإن العراف يقولها في حال تأكد من موت الأب ويمكن لتلك العبارة أن تشمل عدداً كبيراً من الأسباب كمرض القلب والسكري ومعظم أشكال السرطان ومعظم أسباب الوفاة بالعموم."
واما الحيلة أو الخدة الثالثة فهى قوس قزح وفيها قال :
"3 - حيلة قوس قزح Rainbow Ruse
هي عبارات فيها دهاء وتضيف ميزة على طبائع الشخص وفي نفس الوقت تأتي بعكس تلك الميزة.
بمساعدة تلك العبارة يستطيع العراف أن يشمل كل الاحتمالات فيبدو أنه يتوصل إلى وصف دقيق لما حدث على الرغم من أنها عبارة مبهمة ومتناقضة، تستخدم تلك التقنية لأن طبائع الشخصية هي أمور لا يمكن قياس كميتها ولأن معظم الناس تقريباً تحدث معهم مشاعر مختلطة في نفس الوقت خلال حياتهم.
ومن تلك العبارات نذكر على سبيل المثال:
- "تكون إيجابياً ومبتهجاً في معظم الوقت، لكنك كنت منزعجاً جداً في وقت مضى ".
- "إنك شخص لطيف ويعتمد عليه لكن عندما لا يستحق أحدهم ثقتك تشعر بغضب متأجج".
- "أرغب بأن أقول بأنك خجول وهادئ في معظم الأحيان، لكن عندما يتقلب المزاج تصبح بسهولة مركز الإنتباه".
وهكذا يمكن للعراف أن يختار مجموعة متنوعة من تلك العبارات التي تتناول طبائع الشخصية فيما يفكر بنقيضها أو عكسها، ومن ثم يجمعها معاً في عبارة واحدة ويخلطها بعوامل أخرى كالزمن والمزاج."
إذا القراءة هى عملية استنباط المعلومات من الشخص نفسه لكى يقنعه العراف أنه عارف به ومن ثم قادر على ان يخبره بما سيحدث له مستقبلا وهو أمر يقدر أى واحد منا على أن يعرف ماذا سيصنع فلان إذا تعرض للموقف الفلانى
فردود أفعالنا لمن عاشرناه مدة طويلة تكون معروفة فى الغالب

اجمالي القراءات 1082