عن السماء والسماوات وعذاب البرزخ ونعيمه
مقدمة :
1 ـ السيدة القرآنية أم محمد تسأل عن الفرق بين السماء والسماوات فى القرآن الكريم.
2 ـ وتقول الأستاذة كريمة إدريس : ( توقفت الان عند آيتين كريمتين في كتاب الله .الايه يقول فيها رب العالمين جلا وعلا : ( إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ أَن تَزُولا وَلَئِن زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا) ( فاطر 41 ): هل ممكن السماوات والارض ان يزولا مثلا لولا امساك الله لهما ؟؟ السؤال الاخر: في سورة يس : (قِيلَ ادْخُلْ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (26) بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنْ الْمُكْرَمِينَ (27))الرجل الصالحينصح القوم العاصيين وينصحهم ...وفجاة تقول الايه ..(.قيل ادخل الجنه). متى دخل الجنة ؟ و كيف غفر له من دون حساب ؟
أقول :
السماء والسماوات والأرض موضوع طويل ، نوجزه فى الآتى :
أولا : خلق السماوات والأرض وتدميرهما
1 ـ من الصفر خلق الله جل وعلا السماوات والأرض معا، وهذا معنى ( فطر / فاطر ) أى خلق من لاشىء . قال جل وعلا عن إسمه الفاطر: (فَاطِرُ السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ) (11) الشورى ) ( الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ )(1) فاطر ) ( قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيّاً فَاطِرِ السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ (14) الانعام )
2 ـ مدة دوام السماوات والأرض 50 الف سنة بالتقدير الالهى ، وهو يوم الدنيا ، أو اليوم الأول . وفى خلاله :
2 / 1 : يكون تدبير الله جل وعلا لشئون السماوات والأرض عن طريق الملائكة التى تعرج للرحمن يوميا ، ومدة هذا العروج اليومى ألف سنة بحسابنا . قال جل وعلا : ( يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنْ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (5) السجدة ) . قال جل وعلا أيضا : ( وَإِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (47) الحج )
2 / 2 : تعرج الملائكة والروح ( جبريل ) بالسماوات والأرض الى رب العزة ، وهذه هو اليوم الأول ( الدنيا ) الذى مدته خمسون ألف سنة . قال جل وعلا : ( تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (4) المعارج ) .
3 ـ بانتهاء يوم الدنيا ( الخمسون ألف سنة بالتقدير الالهى ) تقوم الساعة ، قال جل وعلا : ( تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (4) فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً (5) إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً (6) وَنَرَاهُ قَرِيباً (7) يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ (8) وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ (9) المعارج ) . ويأتى اليوم الآخر ، بسماوات وأرض بديلة خالدة ، ويبرز الناس للقاء الرحمن جل وعلا ليحاسبهم ، قال جل وعلا :( يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُواْ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ )( ابراهيم 48 )
4 ـ أى كان خلق السماوات والأرض من الصفر فى البداية ، وتدميرهما يعنى صفر النهاية.
5 ـ فى كتابنا عن البرزخ قلنا إن للأرض المادية ست أراض برزخيه ( عوالم موازية ) تتخلل الأرض المادي بالترتيب، ويتخلل هذا كله وبالترتيب أيضا سبع سماوات برزخية علوية . قال جل وعلا : ( اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الأَمْرُ بَيْنَهُنَّ )( الطلاق 12 ). وتوجد فى برازخ الأرض جنة برزخية ( جنة المأوى ) حيث كان آدم وزوجه ، وتعيش فيها أنفس المقتولين فى سبيل الله جل وعلا ، وفى برزخ آخر عذاب برزخى لأنفس قوم نوح وفرعون وقومه . الأنفس التى لم تأت للحياة وتنتظر دورها فى برزخ ، وكذا الأنفس التى ماتت وعادت للبرزخ الذى كانت فيه من قبل . ثم برازخ تعيش فيها الملائكة والجن والشياطين . كلذلك سيتم تدميره ، وإستبداله بكون خالد أبدى.
ثانيا : الفرق بين السماء والسماوات :
السماء هى ( سما / يسمو ) أى يعلو ، أى السماء هى ما يعلو. قال جل وعلا : ( وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا ) ( الرحمن 7 ). وبذلك تشمل :
1 : الغلاف الجوى الذى يعلونا وتطير فيه الطيور وتنزل منه الأمطار . قال جل وعلا عن هذه السماء :(أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاء ) (النحل 79 )، (وَأَرْسَلْنَا السَّمَاء عَلَيْهِم مِّدْرَارًا ) ( الأنعام 6 )( وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ ) ( لقمان 10 ) ( وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَّكُمْ ) ( البقرة 22 )( وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاء مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا ) ( البقرة 164 )( وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَّكُمْ )( ابراهيم 32 )( وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ السَّمَاء مَاء فَأَنبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ ) ( النمل 60 ).
2 ـ : ما يعلو البرازخ الأرضية التى تعيش فيها الجن والشياطين . قالت الجن المؤمنون عن هذه السماء التى تعلوهم : ( وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاء فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَن يَسْتَمِعِ الآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَّصَدًا ) ( الجن 8 : 10 ).
3 ـ : برازخ السماوات السبع التى تعلو الأرض المادية وبرازخها الست . قال جل وعلا :
3 / 1 : عن علو السماوات :( تَنزِيلا مِّمَّنْ خَلَقَ الأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى ) ( طه 4 ). ( وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِدَاداً (12) النبأ )
3 / 2 : السماء تشمل وتعنى السماوات :
3 / 2 / 1 : ( يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاء وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا ) ( الحديد 4 )
3 / 2 / 2 : (إِنَّ اللَّهَ لاَ يَخْفَىَ عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء ) ( آل عمران 5 )
3 / 2 / 3 :( وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء وَلاَ أَصْغَرَ مِن ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ ) ( يونس 61 )
3 / 2 / 4 : (وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِنْ جُندٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ ) ( يس 28 ).
ثالثا : معنى إمساك الأرض والسماوات
قال جل وعلا :
1 ـ ( وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الأَرْضِ إِلاَّ بِإِذْنِهِ ) (65) الحج )
2 ـ ( إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ أَن تَزُولا وَلَئِن زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ ) ( فاطر 41 ).
نلاحظ :
( الإمساك ) يعنى القوانين التى تسير بها السماوات والأرض وتحفطها فى مداراتها ، ونعرف منها الجاذبية . والتعبير القرآنى عنها يأتى بمصطلح :
1 ـ البناء فى قوله جل وعلا : ( وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِدَاداً (12) النبأ )،( أَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاء بَنَاهَا ) (27 ) النازعات )( وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْيدٍ )(47) الذاريات )( وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا (5) الشمس ). مصطلح البناء يعنى الإحكام والتقدير . قال جل وعلا : (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (49) القمر ) ( وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً (2) الفرقان ) ( وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ (8) الرعد)
2 ـ الميزان فى قوله جل وعلا: ( وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ )(الرحمن 7 ). ولكل شىء وزنه بدقة وبمثقال الذرة وما هو أقل منها . قال جل وعلا : ( عَالِمِ الْغَيْبِ لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَوَاتِوَلا فِي الأَرْضِ وَلا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْبَرُ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (3) سبأ ) ( وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ وَلا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (61) يونس )
3 ـ الأعمدة غير المرئية لنا فى قوله جل وعلا : ( خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ) ( لقمان 10 )، ( اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ) ( الرعد 2 )
الوقوع والزوال :
( أَنْ تَقَعَ ) ( أَن تَزُولا وَلَئِن زَالَتَا ) يعنى إنهيار النظام الكونى وتدميره الى نقطة اللاشىء .
ضمن تدمير النظام الكونى كله قال جل وعلا عن تدمير السماء : (يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا ( 9 ) ( الطور )( وَإِذَا السَّمَاء كُشِطَتْ ( 11) التكوير )، ( إِذَا السَّمَاء انفَطَرَتْ ) (الانفطار 1 ـ 3)، ( إِذَا السَّمَاء انشَقَّتْ )( الانشقاق 1 ).
عذاب البرزخ
1 ـ أشرنا الى عذاب البرزخ ، وهو مستمر فى هذه الدنيا ، وأصحابه هم :
1 / 1 : قوم نوح ، وهم أول من أهلكهم الله جل وعلا بالغرق . كانوا يسخرون من نوح وهو يبنى السفينة . قال جل وعلا : ( وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ قَالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ (38) هود ) ثم قال لهم ( فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ (39) هود ). هذا عن عذاب البرزخ المقيم الذى سيعيشون فيه . وقد دخلوه بمجرد موتهم غرقا. قال جل وعلا : ( مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَاراً ) (25) نوح ) هى نار العذاب لأنفسهم فى البرزخ .
1 / 2 : فرعون وقومه ، وقد أغرقهم الله جل وعلا ، وهم فى ( سوء العذاب ) البرزخى ، فى نار يعرضون عليها صباحا وليلا ، الى أن يأتى يوم القيامة فيدخلون أشد العذاب . قال جل وعلا : ( وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ (45) النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ (46) غافر ).
2 ـ وبينما يكون عذاب البرزخ خاصا بقوم نوح وفرعون وقومه فإن :
2 / 1 : بقية الكافرين عند البعث يظنون أنهم لبثوا يوما أو بعض يوم . قال جل وعلا : ( وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ كَذَلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ (55) وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ فَهَذَا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلَكِنَّكُمْ كُنتُمْ لا تَعْلَمُونَ (56) الروم ).
2 / 2 : برزخ النعيم ليس مغلقا كبرزخ العذاب ، بل هو مفتوح يستقبل كل من يُقتل فى سبيل الله جل وعلا .
نعيم البرزخ :
1 ـ الشهداء أو الأشهاد هم الدُّعاة للحق الذين يتعرضون للاضطهاد من أقوامهم ويأتون يوم القيامة يشهدون عليهم . الآيات فى هذا كثيرة منها قوله جل وعلا : ( وَأَشْرَقَتْ الأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (69) الزمر ) ( إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ (51) غافر )
2 ـ من يقُتل فى سبيل الله جل وعلا لا يموتون بل أحياء فى برزخ ، ولكن لا نشعر بهم . قال جل وعلا ينهانا عن القول بموتهم : ( وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لا تَشْعُرُونَ (154) الشعراء )
3 ـ وإن كنا لا نشعر بهم فهم يشعرون بنا ، ويتمنون أن نلحق بهم . قال جل وعلا : ( وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنْ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171) آل عمران)
3 ـ الدليل العملى فى قصة ذلك الرجل الذى جاء من أقصى المدينة ينصح قومه بطاعة الرسل الثلاثة ، فقتلوه : ( وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (20) اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْأَلُكُمْ أَجْراً وَهُمْ مُهْتَدُونَ (21) وَمَا لِي لا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (22) أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِي الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً وَلا يُنقِذُونِ (23) إِنِّي إِذاً لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ (24) إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ (25) يس ) عند قتله قيل له أن يدخل جنة البرزخ : ( قِيلَ ادْخُلْ الْجَنَّةَ ) فقال عن قومه : ( قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (26) بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنْ الْمُكْرَمِينَ (27) يس ) بعد قتله دمّرهم الله جل وعلا : ( وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُندٍ مِنْ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ (28) إِنْ كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ (29) يس ).