آيات من سورة يس ومكانة النبى عليه السلام بين المُرسلين.
الأيات الست الأولى من سورة يس تُخبرنا وتُحدد لنا مكانة النبى عليه السلام بين المُرسلين وتؤكد عليها وعلى الهدف الرئيسى من بعثته والمادة العلمية والكتاب الذى سيُبلغه للناس .فلنقرأ معا تلك الآيات ونرى ما فيها من حقائق (يسٓ (1) وَٱلۡقُرۡءَانِ ٱلۡحَكِيمِ (2) إِنَّكَ لَمِنَ ٱلۡمُرۡسَلِينَ (3) عَلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ (4) تَنزِيلَ ٱلۡعَزِيزِ ٱلرَّحِيمِ (5) لِتُنذِرَ قَوۡمٗا مَّآ أُنذِرَ ءَابَآؤُهُمۡ فَهُمۡ غَٰفِلُونَ (6)) . فالأيات بدأت بحروف مُقطعة وهى ي س وتُنطق (ياسين ) وهو ليس إسم علم ولكنها حروف مُقطعة مثل (الم - أ ل م و- طه ط ه وتُطق طاها - وحم -ح م وتُنطق حميم وهكذا وهكذا) فهى ليست إسما من أسماء النبى عليه السلام كما يدّعى التراثيون .
ثم القسم بالقرءان الحكيم (والقرءان الحكيم ) وهذا لعظم مكانة القرءان وعلى أنه هو الحكمة ،والحكمة هى آياته الكريمات وليست روايات وعنعنات فلان وفلان من مالك إلى إبن ماجة . ثم يأتى الخطاب بجواب القسم للنبى محمد عليه السلام بأنه من المُرسلين ،اى أنه واحدا من المرسلين ،وانه ليس خير المُرسلين ولا أفضل المُرسلين ولم تُخلق السموات والأرض من نوره كما زعم التراثيون .وأنها جاءت تأكيدا على حقائق قرءانية أُخرى فى هذا الصدد تقول(قُلْ مَا كُنتُ بِدْعًا مِّنْ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ مُّبِينٌ )وتتضامن مع حقيقة إيمانية واجبة علينا فى إيماننا بالرسل عليهم السلام وهى ألا نُفرق بين أحد من الأنبياء والرسل تطبيقا لقوله تعالى (امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين احد من رسله وقالوا سمعنا واطعنا غفرانك ربنا واليك المصير)
(قُولُواْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ.) فمن يقول أو يؤمن بأن النبى محمد أفضل الأنبياء والمُرسلين أو أنه له مكانة أعلى منهم عليهم السلام جميعا فقد خالف حقائق القرءان وتشريعاته فى الإيمان به وبآياته ويكون قد كفر ببعض آيات القرءان وأصبح ممن يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببيعضه والعياذ بالله وله فى الآخرة أشد العذاب (افتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم الا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون الى اشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون ).
ما هى مادته العلمية التى سيُبلغها للناس ؟؟
جاءت فى آيتين من الأيات الست وهما ( والقرءان الحكيم) ...... (على صراط مُستقيم ) فالمادة العلمية والرسالة هى (القرءان ) فهو الصراط المُستقيم ،وهو الحكمة البالغة وليس روايات فلان عن فلان عن فلان التى إفتروا بها على الله جل جلاله (احاديث قُدسية ) وعلى نبيه عليه السلام (روايات وأحاديث نبوية مزعومة ).
ما الهدف من إختياره للرسالة وبعثته وتنزيل رسالة القرءان الحكيم إليه عليه السلام ؟؟
(لِتُنذِرَ قَوۡمٗا مَّآ أُنذِرَ ءَابَآؤُهُمۡ فَهُمۡ غَٰفِلُونَ (6)) إذن الهدف والغرض من البعثة هو تبليغ الرسالة (القرءان الحكيم ) لقومه ثم من ورائهم للعالمين (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ )
(وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ).
الخلاصة ::
1- علينا أن نؤمن بأن النبى محمد بن عبدالله هو أحد الأنبياء والمُرسلين وليس بأفضلهم ولا خيرا منهم عليهم السلام جميعا ... أما تفاوت درجاتهم فى الجنة فهذا عند الله جل جلاله ولا دخل لنا به (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ).
2- المادة العلمية الوحيدة لرسالة الإسلام ولدين الله هى (القرءان الحكيم وحده).
3- وظيفة النبى عليه السلام والهدف منها هو تبليغ رسالة القرءان للعالمين جميعا
4- علينا ألا نفرض رغباتنا وأهوائنا ومكنون عواطفنا على دين الله جل جلاله وتشريعاته ،ولا على المولى جل جلاله ونتعامل معها على أنها حقائق سيتبعها المولى جل جلاله ففى هذا خطر عظيم على إيماننا به سُبحانه وتعالى .
5- نسأل الله أن يتخلص المُسلمون من عبادة النبى عليه السلام وتفضيله على الأنبياء عليه السلام فى إيمانهم بهم لكى لا تحبط أعمالهم وهم لا يشعرون .