إن مصطلح (الأمة العربية) ما هو إلا مصطلح عنصري أناني، لا يمت لمعاني الإنسانية بصلة، بل ويتعارض مع أهم مبادئ الإسلام، وهو المساواة بين الجميع، فلا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى، ولولا المساواة في الإسلام، لما إنتشر، لأنه اعتبر أن التفرقة على أساس الجنس أو العرق أمر من أمور الجاهلية.
فالإدعاء والتمسك بمصطلح (الأمة العربية) إذاً دليل على تخلف المسلمين، وعودتهم إلى قرون ما قبل ظهور الإسلام.
والحقيقة أنه : ليس المسلمون أو العرب هم من تمسكوا بهوية العرق العربي، بل الواقع هو أن بعض المسلمين قد استسلموا لما فرضه عليهم الإحتلال البريطاني الذي زرع فيهم تلك النزعة العنصرية العرقية.
نعم إنها الحقيقة والواقع، فلولا صراع الإمبراطورية البريطانية مع الدولة العثمانية، لما كان هناك ما يعرف بـ الأمة العربية، ومن ثَم تأسست (جامعة الدول العربية).
لقد سقت بريطانيا تلك الزرعة العنصرية العربية الخبيثة، لتكبر وتنمو وتكون فيما بعد معول هدم في أركان الدولة العثمانية، وبمعنى أدق لتكون معول هدم في أركان آخر إمبراطورية إسلامية.
فكافة الإمبراطوريات الإسلامية، منذ عهد عمر إبن الخطاب، وحتى نهاية الدولة العثمانية، ما كانت لتفرق أبداً فيما بين العرب وغير العرب، فقد كان الجميع سواسية في كل شيء، وما كانت الشعوب المسلمة تهتم لعرق الحاكم سواء كان مسماه : الخليفة أو أمير المؤمنين أو الملك أو السلطان، بل كان المسلمون أيضاً لا يأبهون إلى عقيدة الحاكم إن كانت سنية أو شيعية.
وقد ظلت وحدة المسلمين قائمة حتى نهاية الدولة العثمانية، وكانت نداً قوياً لكافة إمبراطوريات الأرض.
ولكن انتهت الإمبراطوريات الإسلامية، بنهاية وحدة المسلمين، وتحديداً في اليوم الذي ظهرت فيه النزعة العرقية لمصطلح (الأمة العربية).
وبالتدقيق البسيط سنجد أن (جامعة الدول العربية) التي أسستها بريطانيا بهدف هدم الدولة العثمانية بشكل نهائي يمنع عودتها، تضم في طياتها دول عديدة لا تمت للعرق العربي بصلة بتاتاً .. فلا علاقة للصومال أو جيبوتي أو موريتانيا بالعرب، ولا علاقة فيما بين العرق العربي وعرق شمال أفريقيا.
وما اتحد العرب يوماً واجتمعوا على كلمة واحدة، منذ تأسيس (جامعة الدول العربية)، لأنهم في الأصل ليسوا جميعاً بعرب، وإنما من أعراق مختلفة، لكن مظلتهم تسمى بـ العربية.
وغير صحيح أن اللغة العربية هي الجامعة لأعضاء (جامعة الدول العربية)، فهناك دول أعضاء لا تنطق بلسان عربي.
لقد جاء الإسلام ووحد الجميع تحت رايته، ولولا مبدأ المساواة، لما ظهرت الإمبراطوريات المسلمة، والتي إنتهت في يوم ميلاد جامعة الدول العربية.
والقاعدة أنه لا تقوم أي إمبراطورية أبداً على أساس عرق أو دين أو جنس.
وطوال فترات حكم الإمبراطوريات التي كان العرب حكام فيها، نجد أنه : لم تسمى أبداً تلك الإمبراطوريات بأي مسمى عرقي يمت لجنس العرب بصلة.
فبعد إمبراطورية عمر إبن الخطاب، جاءت إمبراطوريات أخرى وهي الدولة الأموية، ثم الدولة العباسية، ثم الدولة العثمانية والتي حكمت كافة الأقطار العربية.
ومروراً بتلك الإمبراطوريات ظهرت دول ودويلات أخرى عديدة، مثل الدولة الفاطمية فالأيوبية، والتي كان العرق الكردي هو الحاكم فيها، ثم دولة المماليك التي حكم فيها العديد من ذوي الأصول الغير عربية أيضاً، حتى جاءت الدولة العثمانية التي ساد فيها الحكم لعائلة آل عثمان التركي الأصل.
في النهاية :
جامعة الدول العربية لا تضم في طياتها شعوباً من أصل واحد، بل هي جامعة تضم العديد من الأعراق، غير العرق العربي، وما التمسك بالعرق والإصرار على السمو به، إلا دليل تخلف وإصرار على عنصرية زائفة.
وعلى الله قصد السبيل
شادي طلعت
#شادي_طلعت
#اكذوبة_الامة_العربية