من اجل التنظير للمرجعية الامازيغية الإسلامية كما اسميها الجزء الرابع
مقدمة متواضعة
ماهية اهدافي من وراء هذا التنظير للمرجعية الامازيغية الإسلامية بكل التواضع؟
قد يقول البعض ان الحركة الامازيغية هي حركة علمانية ب50 في مائة منذ سنة 2003 و هذا صحيح الى حد كبير لكن السؤال الكبير الذي يتجاهله معظم رموز ما يسمى التيار الإسلامي الدخيل على بلادنا منذ منتصف السبعينات او قبلها ربما الا و هو ماذا نقصد بالعلمانية في سياقنا المغربي ؟ ....
ان هذا السؤال الكبير قد ظهر لدي في سياق ما بعد احداث 16 ماي 2003 الإرهابية بالدار البيضاء بسنوات عديدة في مقالاتي المتواضعة التي نشرتها في جريدة جهوية بمدينة اكادير بعد قراءة كتاب الواح جزولة و التشريع الإسلامي الذي وجدته في خزانة جدي الفقيه رحمه الله في منطقة اورير بتاريخ يناير 2010 .....
و قبل قراءة هذا الكتاب القيم كنت اعتقد ان العلمانية هي شيء ضروري للقضاء على ظاهرة الاستغلال عن طريق ديننا الإسلامي و على سيادة التعريب السياسي و الأيديولوجي داخل الدولة و داخل احزابنا السياسية من اقصى اليمين الى اقصى اليسار الخ من افكاري الأولية وقتها ..
لكن بعد قراءة هذا الكتاب القيم في تاريخنا الاجتماعي تحت ظلال حضارتنا الامازيغية الاسلامية اصبح اؤمن ان العلمانية هي شيء اصيل في مجتمعنا الامازيغي المتدين حتى النخاع اصلا من خلال القوانين العرفية الامازيغية او الوضعية التي لا تتعارض مع المقاصد الكبرى للشريعة الإسلامية بحيث ان هذه القوانين تحترم حقوق الانسان عموما و حقوق المراة خصوصا من خلال نظام الكيد و السعايا العرفي أي اقتسام الثروة بين الزوجان في حالة الطلاق و إعطاء المراة حقها المشروع بفعل كديها و عملها في الحقول الخ من هذه المسائل الإيجابية لصالح المراة قديما و حديثا رغم انني لا اتدخل في النقاش الدائر الان حول مدونة الاسرة لعدة اعتبارات موضوعية لكنني اتابع هذا النقاش عن قرب ..
ان هذه القوانين الوضعية الامازيغية لا تطبق الحدود الشرعية مثل حد القتل بديل صريح الا و هو عندما قرر الملك الامازيغي يوسف بن تاشفين القضاء على ملوك الطوائف بالاندلس لم يقتل المعتمد بن عباد لخيانته له و للاسلام بل نافه الى نواحي إقليم مراكش لقضاء حياته الباقية فيها بمعنى ان النفي من الأرض هو مذكور في القران الكريم بعد القتل الخ بمعنى ان هذه القوانين الوضعية الامازيغية قد اجتهدت في اطار النصوص الدينية حقيقة ..
اذن ان هذا السؤال ماذا نقصد بالعلمانية في سياقنا المغربي ؟ ينبغي ان يطرح ضمن المرجعية الامازيغية الاسلامية حيث ان العديد من المغاربة بمختلف فئاتهم الاجتماعية و الأيديولوجية قد اعتقوا و مازا لون يعتقدون الى حدود الان ان العلمانية قد دخلت مع جنود الاستعمار الفرنسي الى المغرب سنة 1912 .....
و الحال ان العلمانية هي شيء اصيل في مجتمعنا المتدين منذ قرون عديدة حيث لدى سميتها بالعلمانية الاصيلة في مجموعة من المقالات و في كتابي الحالي..
لكن الأستاذ بوشطارت يرى الان ضرورة الفصل بين العلمانية و الإسلام الامازيغي حيث انني اتفهم هذا الراي بشكل واقعي لان في سنة 2003 أي عند وقوع احداث 16 ماي الإرهابية ليس هناك أي تيار وهابي صريح و قوي بسوس يستعمل اللغة الامازيغية لضرب هويتنا الامازيغية مثل الان مع تيار المدعو أبو عمار الكاسح لبيئتنا المتدينة أصلا حيث قد خلط الأوراق و المفاهيم بشكل امام عامة الامازيغيين ........
ان راي الأستاذ بوشطارت هو يحترم الى حد كبير لكنني انني أرى ضرورة التنظير للمرجعية الامازيغية الإسلامية الممتدة منذ طرد اجدادنا الامازيغيين لعرب بني امية من هذا البلد الكريم في سنة 123 هجرية الى حدود سنة 1956 ميلادية كما شرحته في مقالي الماضي حيث لن نتقدم خطوة واحدة في تفعيل الطابع الرسمي للامازيغية بشكل واقعي بدون تاهيل حقلنا الديني الرسمي على أساس امازيغية المغرب كما دعت اليه بصريح العبارة في أواخر كتابي الحالي حيث بوجود نخبة دينية واعية بأهمية الامازيغية بشموليتها في تاريخ المغرب قبل الإسلام و بعده سيساهم في الادماج الفعلي للامازيغية داخل حقلنا الديني الرسمي في افق عشر سنوات قادمة كهدف ضمن اهدافي وراء هذا التنظير بمعنى ان الحركة الامازيغية عليها التفكير جديا في احتلال ساحتنا الدينية الرسمية و على مواقع التواصل الاجتماعي للتنظير للاسلام الامازيغي كما يفعله الأستاذ عمر افضن و الأستاذ عبد الله بوشطارت و انا بكل التواضع من خلال تدويناتي و مقالاتي .......
ان هذا التنظير يهدف الى الاستقلال السياسي و الأيديولوجي عن المشرق العربي كما كان فعل اجدادنا طيلة قرون عديدة حتى دخلت التاثيرات المشرقية الى مدن المركز في ثلاثينات القرن الماضي بهدف خلق أجيال من التنظيمات السياسية ذات الولاء المطلق للمشرق العربي و قضاياه المعروفة بدون الدخول في التفاصيل في هذا الظرف المؤلم بالنسبة للشعب الفلسطيني الشقيق في الإنسانية و في الدين الإسلامي فقط........
ان ما يسمى بالتيار الإسلامي ببلادنا قد نشا بمعزل عن المرجعية الامازيغية الإسلامية في منتصف سبعينات القرن الماضي بل نشا على تاثيرات جماعة الاخوان المسلمين و على تاثيرات الوهابية السعودية أي انه نشا في هذا الوطن الكريم لكن بخلفية مشرقية صريحة تتعارض بشكل مطلق مع ما اسميه بالمرجعية الامازيغية الإسلامية الان..
ان الإسلاميين منذ ذلك الوقت الى حدود سنة 2003 ظلوا لا يعترفون بشيء اسمه الامازيغية كلغة من بين اللغات الإسلامية و كثقافة من بين الثقافات الإسلامية الخ من هذه الاعتبارات الموضوعية بمعنى ان أجساد الإسلاميين هي موجودة هنا معنا لكن عقولهم هي موجودة هناك بالمشرق العربي ...
انني لم أقول قط ان كل فكر وافد من المشرق العربي هو غير مفيد لنا في المغرب من قبيل التنوير الإسلامي و رموزه مثل الأستاذ محمد شحرور رحمه الله و الأستاذ اسلام البحيري الخ و لنا عودة الى هذا المحور في الجزء الخامس و الأخير.......
توقيع المهدي مالك