لماذا قُتل الخلفاء الراشدين الخمسة ؟؟
سؤال من صديق سأله على هامش مقال سابق بعنوان (هل معاوية بن أبى سُفيان أول من تاجر بالدين ؟؟) يقول فيه :: لماذا قُتل الخلفاء الراشدين الخمسة أبو بكر وعمر وعثمان وعلى وعمربن عبدالعزيز ومعهم أبناء على بن ابى طالب الحسن والحسين؟؟
التعقيب :
بداية لا يوجد في تاريخ المُسلمين خلفاء راشدين أوحُكام راشدين سوى (معاوية بن يزيد بن معاوية –و- إبن عمومته عُمربن عبدالعزيز ).أما (ابوبكر وعمر وعثمان وعلى) فلم يكونواراشدين .
نعود لسبب وفاة كُل منهما طبقا لما قالته عنهم كُتب تاريخ وسيرومؤرخى (اهل السُنة ).
أبوبكر بن أبى قحافة .
نحن نعلم أن أبا بكر توفى ومات ميتة طبيعية،ولكن هُناك روايات تقول أنه مات مسموما.فلو صدقت هذه الروايات فلنبحث عن المُستفيد من موته. فمن المُستفيد من موته ؟؟؟؟ سامعك سامعك ، نعم عمربن الخطاب ليتولى الخلافة والحكم سريعا ،ولينعم بخيرات وثروات البلاد التي إعتدواعليها .إذن لو كان أبو بكر مات مسموما فالفاعل أو المُحرض هوعُمربن الخطاب.
==
لماذا قُتل عُمربن الخطاب،ومن الذى قتله ؟
عمرهو الذى قتل عُمر ..
عُمركان عادلا فقط مع المُسلمين العرب ،وخاصة أبناء الجزيرة العربية فى نجد والحجاز. أما تعاملاته مع باقى المُسلمين والمواطنين في البلاد التى إعتدى عليها هو وأبو بكربجيوشهما دون وجه حق فكان (فظاغليظ القلب – قاتلا لرجالهم ،وسالبا لحرياتهم ،سارقا لثرواتهم ،آكلا لأموالهم بالباطل تحت حُجة الجزية بديلةعن الدخول في الإسلام- وكأن المال يُغنى عن الإسلام والإيمان برب العالمين وحده لا شريك له !!!!!- سابيا لنسائهم وفتياتهم وأطفالهم يوزعهم هدايا على أعراب وبدوالجزيرة العربية عبيدا وجوارى ،ومازاد عن التوزيع فكان يبيعهم في سوق الرقيق عبيدا وجوارى .فلم يرحم الأطفال منهم ،وفرض على الجوارى من نساء الموالى السير شبه عاريات سافرات مُتبرجات ،وذلك للتفرقة بينهن وبين حرائرالعرب ،وهو أول من إبتدع مُصطلح (الموالى-الدرجة الثانية من البشر ) للتفرقة به بين العرب وأهل البلاد التي فتحوها عُنوة) .و كان (أبو لؤلؤة) يعيش مملوكا في المدينة ويرى ويُعايش ابناء وطنه(فارس) وهم يُباعون عبيدا وإماءا وجوارى،وأطفالهم جوعى وعرايا ومُستعبدين وخدم لدى الأعراب البدوالأقحاح ،بالرغم من أنهم جاءوا سلبا وسبيا من عائلات كريمة ،ومن أرض ذات تاريخ و حضارة ورُقى وخيرات .فكان يسمع ويرى بكاء وأنين الأطفال ونحيبهم ونحيب أُمهاتهم فيبكى معهم ويمسح دموعهم ورؤسهم .ففكرأن ينتقم لهم ولأهله ولوطنه وشعبه .فقررأن يغتال (عُمر) لظُلمه الذى فاق ظلم الشيطان نفسه معهم . فقتله أبو لؤلؤة إنتقاما وثأرالما فعله بهم ،ودفاعاعما تبقى من كرامةنساء وطنه وعرضهن التي عبث بها أقحاح بدو وأعراب الجزيرة العربية ، ولم يتقوا فيهن الله، بل إستعبدوهن وإرتكبوا فيهن الفاحشة جهار نهارا تحت حُجة ملك اليمين وتحت شعار الله أكبر .....(والله ورسوله ورسالته منهم ومن أفعالهم براء).
فهنا يكون (عُمر) هوالذى قتل عُمر بظلمه للمُستضعفين وقتله لرجالهم وسبيه لنسائهم وإستعباده لهن ولسرقته لممتلكاتهم ولتجويعه وتعريته وظُلمه لأطفالهم .
=
عثمان بن عفان قتله فساده .
تولى عثمان الحُكم بعد مقتل عُمر ،وكان رجلا عجوزا ضعيفا مشغولا بالثروة والمال والتجارة والزواج فقد تزوج 9 زوجات .(راجل مليارديروعايش حياته) ،وخاصة بعد أن فتحت لهم الدنيا ذراعيها بالفتوحات وبخيرات أرض الفتوحات وبسبايا ونساء وجوارىحسان من أرض ألفتوحات . فتجمعت كُل هذه العناصرعليه في كبره فخلقت منه رجلا فاسدا سياسيا وماليا في سنوات حُكمه .فجمع أبناء عمومته من الأمويين حوله، وولاهم ولاية وحُكم الأمصاروالبلاد وقيادة الجيوش . وضم أموال بيت مال المُسلمين (من زكاة وغنائم وفىء ووووو) إلى أمواله وجعلها ملكا له هو ،يُعطى منها من يشاءأن يُعطيه هو ودون أن يردهم لبيت المال مرة أثخرى ،ويأمر العاملين عليها أن يُعطوا ويُجزلوا العطاء لأهله من بنى أُمية .وكان هذا سببا في خلاف حاد بينه وبين (عبدالله بن مسعود ) فإستقال (إبن مسعود) على إثره من خزانة بيت المال في العراق ،فحضرلمسجد المدينة وأعطاه مفاتيح بيت المال ،وقال له (كنت أحسب أنى خازنا لبيت مال المُسلمين ولست خازنا لبيت مالك أنت ) فطرده عثمان من المسجد ،وضربوه بنى أُمية حتى كاد أن يُقتل في أيديهم . فلما إستفحل فساد عثمان بن عفان وولاته ثار عليه الناس ،فحضربعضهم إلى المدينة وطالبوه بالإصلاح ،وبعزل ولاته وأقاربه من بنى أُمية ومُحاسبتهم ،فوعدهم بأنه سيفعل وبكى على منبر المسجد، فلما عاد لبيته أثناه عن القيام بهذا مديرأعماله (مروان بن الحكم ) فلم يف بوعوده وعهوده التي وعدهم بها ،فعادوا لمُطالبته،فوعدهم ثانية ، ولم يف بها ،فطالبوه بالتنحى فرد عليهم (لن أخلع ثوبا ألبسنيه الله ) يعنى ربنا هو اللى إختارنى أكون خليفة عليكم وليس (عبدالله بن عمر) . فثاروا عليه وحاصروه وقتلوه في بيته ،ورفض معاوية أن يحضر بجيشه من الشام لإنقاذه والدفاع عنه لأنه كان يُخطط أن يكون هو وريثه في الحكم.
ففساد عثمان بن عفان سياسيا ،وماليا وإستبداده بالسطلة ،وضمه مال المسلمين إلى ماله الخاص والإستيلاء عليه هو الذى قتله . فعثمان هو الذى قتل عثمان أيضا.
=
لماذا قُتل على بن أبى طالب ؟؟
على لم يكن أحسن حالا من كبار الصحابة ولا زاهدا في الدنيا كما يقولون عنه ،بل كان مثله مثل عُمر وعثمان والزبير بن العوام وطلحة وووو.فكان يأكل مثلهم بنصيب معلوم هو وأولاده وأزواجه من أموال السُحت التي تأتيهم من الجزية ومن خراج وغنائم البلاد التي إعتدوا عليها. وكان يحصل على نصيبه من الجوارى والإماء الحسان من سبايا بلاد الشام والعراق وفارس وتخوم أروبا ومصر. وإنفتح على الدُنيا بكل ما أوتى من قوة وفحولة حتى أنه تزوج بعد وفاة الزهراء يرحمها الله وعلى أبيها نبينا محمد بن عبدالله السلام 8 زوجات ،إحداهن كانت أرملة للخليفة الأول أبا بكر بن أبى قحافة . ولم يكن عليا على خلاف مع عُمربن الخطاب كما كان يُشاع ،بل على العكس زوّج إبنته لعمربن الخطاب (كانوا سمن على عسل ،والفلوس والعطايا والجوارى رايحة وجاية من عمر لعلى ).وغضب على من عبدالله بن عُمر لأنه إختار عثمان بن عفان للخلافة بعد مقتل عُمرولم يخترعلي . ثم لما واتته الفرصة وأصبح خليفة بالبيعة وليس بالشورى وافق عليها وقبلها فورا ودافع عنها ،ودخل في حروب الجمل وصفين من أجلها لدرجة أنه راح فيها وبسبب صراعهم على السلطة ما يزيد عن 100الف قتيل .
وفى النهاية رضخ للتقسيم .على أن يتولى هو حكم العراق والمدينة وبلاد فارس ،ويتولى معاوية حكم الشام وفلسطين ،وتظل مصر بلد متنازع عليها بينهما . فخرج عليه فئة من شيعته وهم (الخوارج) لأنه قبل التحكيم ، وقرروا أن يقتلوه هو ومعاوية وعمروبن العاص ، فنالوا منه هو وقتلوه على يد (عبدالرحمن بن ملجم) /ولم يتمكنوا من قتل معاوية وعمرو ،لأن معاوية وعمرو كانوا من دهاة العرب سياسيا وعسكريا ومُحاطين بأمن وحراسة مُشددة ،اما علي فكان ساذجا سياسيا،ولم يتعامل مع الحكم سياسيا كما يجب ولم يحتاط لخيانتهم له .فقتل نفسه بسذاجته .وهنا نعتبره أيضا أنه هو الذى قتل نفسه ونقول (عليا هو الذى قتل علي).
=
لماذا قُتل الحسن بن على ؟
الحسن بن على كان رجلا دنيويا هزليا على أوسع نطاق ،ليس له في الدين ولا في السياسة ولا في الحكم ولا في أي شيء .فكانت كُل حياته تتلخص في الزواج والطلاق حتى قالوا عنه جميعا أنه تزوج من 70 أو من 90 أو من 200 امرأة ،وكان دائما التمسك ب4 زوجات على عصمته ،ويطلقهن ويتزوج غيرهن بصفة دورية ،هذا فضلا عن المحظيات من الجوارى والإماء الشوام والفارسيات صاحبات الجمال الأخاذ فربما كان يمتلك منهن المئات .حتى أن عليا نفسه كان يطلب من القبائل ألأ يزوجوه لأنه لا يحفظ للزواج عهدا. المهم بعدما قُتل علي فاوض معاوية الحسن والحسين على الخلافة والحكم والبيعة فوافقا على أن يعودا من العراق للمدينة مع حصولهم مع الهاشميين على مرتبات سخية سنويا فضلاعن العطايا الأُخرى والهدايا والجوارى والإماء والعبيد .وعلى أن يكون (الحسن ) ولياللعهد بعد في الحكم بعد معاوية . فعاشا مُنعمين في رغد بأموال معاوية وعطاياه لهم في المدينة ، ثم دخل معاوية للحسن من الباب الذى يعشقه ويعيش فيه ملذاته وهو النساء فأوقعه في الزواج من عميلة موالية له كان قد وعدها بزواجها من إبنه يزيد بعد أن تتزوج (الحسن وتقتله)، فارسل لها السم فخلطته للحسن في العسل فأكله ومات مسموما ،ومن هُنا جاءت مقولة (يدُس السُم في العسل ) ثم قتلها معاوية على الفور. وبعد مقتله إستمر معاوية في الحكم 10 سنوات يُغدق على الحسين وأبناء علي في العطايا .
فقُتل الحسن بن علي بسبب إستهتاره وحياته الهزلية وعشقه وغياب عقله بالجنس والنساء وملذات الدُنيا ،فلم يكن يصلح للسياسة ولا للحكم ولا لإدارة شئون أُسرة وليس لدولة مُترامية الأطراف في 3 او 4 قارات من قارات العالم .
=
كيف قتُل الحُسين ومن الذى قتله ؟؟
الحُسين بن علي عاش مثل والده وأخيه في خيرات الخلفاء ثم في خيرات معاوية وعطاياه ،وتزوج هو أيضا من 9 نساء (لم يكن زاهدا ولا غيره) . ولكنه كان طامعا وطامحا في الحُكم أكثر من أبيه وأخيه . فظل صابرا في المدينة منتظرا 20 سنة موت معاوية .فبعد وفاته بدأ يُظهر وجهه السياسى وطمعه وطموحه في الحُكم، فأنذره (يزيدبن معاوية ) ،ونصحه أهله وأقاربه وإخوته وأبناء إخوته بالعدول عن هذا الأمر ،ولكنه لم يأخذ برأيهم ،وساعده على التمسك برأيه الخاطىء أنه تلقى دعوةمن أهل العراق يطلبونه للقدوم إليهم ليحكم العراقين (العراق وبلاد فارس) كما كان يحكمها اباه .فنصحه أهله بأنهم سيخذلونه ولن ينصرونه ،وأن يزيد لن يتركه يصل إليهم ولا أن ينتزع جزءا هاما من دولته .فلم ينتصح وأغلق عقله ،فجمع أهله وإخوته ونساء بيته وبيوت إخوته وأبنائهم وبعضا ممن كانوا موالين له وخرج بهم قاصدا العراق ،فتركه يزيد يتغول في صحراء العراق إلى أن وصل إلى (كربلاء) ثم فاجئه بجيش جرار تابعا ليزيد بن معاوية في إنتظاره ،فنصحوه بالعودة سالما سليما بسلام بأهله ولكنه أبى ورفض النصيحة،فتقاتلواحتى قتلوه هو ومن معه جميعا (ولم ينصره أهل العراق ولم يكن أحدا في إنتظاره ،ولم يُنقذه أحد كما وعدوه )ولم يُبقوا منهم إلا إبنه الشاب المريض وبعض النسوة ومنه (زينب بنت على ) . وداست الخيول على جثته حتى أخفوا وشوهوا معالمها ،وعادوا برأسه للشام ،ثم للمدينة ودفنوها هناك ، وقامت على اثرها معركة حربية أُخرى بين أهل المدينة وجيش يزيد سُميت بمعركة الحرة .وعاشت زينب مُكتئبة حتى ماتت ودُفنت بالبقيع في المدينة .
فهنا جهل وصلابة رأس الحسين وطموحه السياسى بدون قوة تحميه وتُدافع عنه هو الذى قتله. إذن الحسين أيضاهو الذى قتل الحُسين.
=
لماذا قُتل عمر بن عبدالعزيز ومن الذى قتله ؟؟
بإختصار :: عُمربن عبدالعزيز قتلته بنى أُمية مجتمعين لأنه جاء بنهج جديد يتوافق مع القرءان العظيم ،ويختلف تماما عن نهج القرشيين والأمويين .ويتلخص في أنه رفض إستكمال الإعتداء على البلاد المجاورة فأعاد الجيوش إلى ثكناتها وفك حصار البلاد المحاصرة ، وخفف الجزية والخراج عن الناس.ثم صادرأملاك بنى أمية وأملاك الأثرياءالآخرين الذين جمعوا ثرواتهم بالباطل .
فكان لابد أن يقتلوه ويتخلصوامنه سريعا ليعودوا إلى فسادهم وحياتهم التي إعتادواعليها مرة أخرى .وقد كان ،فقد قتلوه بالسُم عن طريق جارية تابعة لأبناء عمه فدست له السُم في الطعام فمات مسموا بعد سنتين من حُكمه الرشيد.
فقُتل عُمر بن عبدالعزيز بسبب صلاحه وإصلاحه ومواجهته ومقاومته للفساد. وأنا أعتبره أفضل حاكم ،وبأنه الخليفة الراشد الوحيد في تاريخ المُسلمين .
=
لماذا قُتل معاوية بن يزيد بن معاوية ومن الذى قتله ؟؟
تولى معاوية بن يزيد بن معاوية الخلافة والإمارة بعد وفاة والده يزيد بن معاوية وخطب في الناس وفى بنى أمية وقال بأن الأمر شورى وأنه ليس خليفة عليهم وقال (خلوا بينها وبين الناس ) أي إجعلوها شورى بين الناس يختارون هم من يُريدون ليحكمهم. فما كان من الداهية (مروان بن الحكم ) الذى كان مديرا لأعمال عثمان بن عفان ومستشاره السياسى إلا أن قتله وقال نحن أولى بها منك ،وتولى هو الحكم بعد مناوشات مع أبناء يزيد الآخرين ،ثم توفى بعد سنة من ولايته للحكم وتولى بعده إبنه عبدالملك بن مروان .
==
الخلاصة :
(عمر وعثمان وعلى والحسن والحسين )هم الذين قتلوا أنفسهم بأنفسهم (حتى لو كان القتلة أشخاص آخرين).
فلم يكونوا يحكمون ليُدافعون عن الدين ولا عن تشريعاته ، ولكن كانوا طُلاب دنيا وسياسة وحُكم وسلطة وثروة .فمن أجلها إعتدوا على بعضهم البعض وعلى الآمنين في البلاد والدول المجاورة.فقتلوا رجالهم وسبوا نسائهم وإسترّقوا وإستعبدوا أطفالهم ،وسرقوا أموالهم تحت حجج (الجزية والخراج ) .فليس هناك أي فرق بينهم وبين هتلر وستالين وموسولينى وصدام حسين وحافظ وبشارالأسد في إجرامهم وإرتكابهم لجرائم ومجازرفي حق الإنسانية كُلها .
وأن معاوية بن يزيد بن معاوية – و-عُمر بن عبد العزيز – قُتلوا لأنهم كانوا مُصلحين ،ويدعون للإصلاح وعملوا على تطبيقه سياسيا وإقتصاديا وإجتماعيا وعسكريا حينما حكموا.
فهما الوحيدان المُستحقان لأن يُطلق عليهما لقب(الخليفتان الراشدان) دون غيرهم .
==
فهل يتوقف المُسلمون عن تقديس الخلفاء والصحابة وعن إيمانهم بأن حياتهم وأفعالهم جزءامن الدين ؟؟
اتمنى هذا وأدعوا لهم الله بأن يتخلصوا منه سريعا .