اتركوا مصر واهلها

محمد حسين في الأحد ٢٦ - أغسطس - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

كنت قد قررت ان احجم عن ان اكتب اى شئ فى اى مكان سوى على صفحات كراساتى الشخصية لأنى كنت وصلت لقناعة شخصية مردها اننا فى زمن لا ينفع فيه الكلام اكثر من انه يحتاج فعلا ما بأى صورة من الصور ، انا اعلم الفعل ولكنى لا ادرى صورة تحقيقه ومهما كثرت الكتابات لن تفى بشئ ، وستظل الكتابات حبات ندى تضيع فى بحور مظلمة ، لا تنير اكثر من انها تتحول بدورها كجزء من الظلام وتزيد الظلام اظلاما .... وانا شخصيا لا اعلم الى اى مدى كنت او اكون او سوف اكون صائب فى تلك الرؤى ولكنها محط جدال نفسى بحت تتجارف&arining; الامزجة التى تنتابنى كلما مر على حدث ما او وضع ما ، متصورا ان المدينة الفاضلة هى حلم بعيد المنال كلما اقتربنا منه نجحنا ولكن كلما شعرت اننا نبعد عنه يضطرنى الوجد ان انساق خلف اصطلاء هجير الانين النفسى من كل ما ترفضه الذات ويرفضهما المنطق والعقل ....
ولكن كما يقولون مطلقين على الحنق الذى يمر الحلق "عايز ابعبع" ... كلما شاهدت رجال الكهنوت المسلمين يحركون ويتحكمون فى كل شئ متصورون انهم ذو مفوضية عليا من رب السموات والارض فى رفض هذا وتكفير هذا والحكم على ايمان هذا والتفتيش فى ضمير هذه وتلك وهؤلاء اشعر وكأن غليان يتطوف بجنبات عقلى وصراخات تكاد تحرق كل الاشياء المحيطة بى من السخط وعنفوان الغضب الذى يجتاحنى فيجعلنى قاب قوسين او ادنى من استلاء ما تلتقفه يداى وادور عليهم واحدا وحدا كى افنيهم وافنى معهم فى سبيل ان يبدأ الاسلام من جديد ويبدأ الانسان من جديد دون قيود كهنوتية وهابية مفتشة فى الضمائر متلاعبة بايمان خلق الله ....

والحق اقول ماكنت اصبر عليه قد فاض منه كيلى وصبرى معا .... فأنا ملعون بمصريتى واحب هذه البلد وقد لا تطيق ولا تحتمل الصفحات ان اصف هذا الود الدائم الغير منقطع بينى وبين تلك الارض الطيبة ، والذى ابتغيه لنفسى دون المساس بذلك الصرح القائم داخل فؤادى المسمى بمصر ، فاجوب كل ما يمكن ان يتيح لى ان اتصل بهذه البلد واغرق فيه من كتب وتاريخ وفن وشعر وادب وتسجيلات على الانترنت يصلنى بتلك الارض العزيزة.... ويتسائل المتسائلون ما لنا نطيق بكل هذا الكلام دون ان نعى ماذا يريد ان يقول هذا .... واقول انا معذرة ان تسائل احدهم ، ولكن تلك كانت مقدمة كى امهد لحنقى حتى اهدئ من روعه كى لا ينصب كلماتا مبعثرة هنا وهناك فاتحكم بها واستطيع ان اسرد او اكتب ما اود كتابته ....

لا استطيع ان اخفى حنقى من الفكر الوهابى وارض الفكر الوهابى ، ولولا ان بعث الرسول على تلك الارض ولولا قبل هذا ان نزل فيها كتاب الله ولو قبل هذا وذلك ان وجد فيهما بيت الرحمن لما وصلنى ود بتلك الارض التى من عليها سببا رئيسيا فيما نعانيه نحن الان شعب مصر ، ذلك الشعب الذى لطالما كان شعبا متحابا مسالما مسلما بمعنى الكلمة فعلا وقولا منيرا للارض ومحفظة بعلومه ، ورغم دخول جيوش ما يطلق عليهم بخلفاء الاسلام كل يحمل راية ما قبله –وانا نفسى لا اجد مبررا شخصيا لهذا- ورغم ما فعلوه بالشعب المصرى على مدار السنين الا انى لم اكن لهم حنقا ولا غبطا كما اكن لمصدرى الفكر الوهابى وقاطنى الارض الطاهرة الآن ، وهذا يمكن ان اسببه فى اما البعد الزمانى والمكانى بينى وبين هؤلاء حاملوا راية الاسلام المتعاقبين فى حين قربى الزمانى والمكانى من هذا الفكر المتسخ المسمى بالوهابى ، وثانيهما ولا يحد اسبابى سببا ، فى اننى منفصل الشعور والوجدان عن ما حدث فى العصور السابقة والقرون المنصرمة كقرب شعورى ووجدانى مما يسببه الفكر الذقنى الحجابى التكفيرى الوهابى النقابى البدوى الصحراوى القبلى السعودى الخليجى لبلدى بلد العلم والعلماء –يوما ما- مصر ....
يتفجر كل هذا يوما بعد يوم كلما رأيت برنامجا ايا كان مقدمه مصريا كان او خلافه يناقش قضية او شأن مصرى خالص وقد استجدت عليهم بدعة فى ان يأتونا بمن يفتى فى امورنا الدينية او الدنيوية او قضايانا الشخصية من السعودية ، ويحدث كثيرا سبابا منهم لاشخاص امثال اقبال بركة او طارق حجى او نوال السعداوى مسلم كان او مسيحى مصرى ، اى مصرى محترم اتفق او اختلف معه كمصرى لنا دولتنا وارضنا ، وانا اتضرع الى الله ان يرحمنى فى اننى اشاهد عصرا كهذا يأتينى العلم فيه من بدو الصحراء ابناء محمد عبد الوهاب بعد ان كانت مصر تخرج النور العلمى والدينى والاجتماعى والادبى والفلسفى للدنيا كلها .... انا طبعا لن الوم رواد تلك القنوات فتلك هى سبوبتهم بجانب انه لن تصلهم كلماتى وان وصلتهم لن يعيروها اهتماما والا طردوا من محل لقمة عيشهم السعودية ، ولكنى اقول لهم ارحموا تلك الارض ، فنحن نتجرع الذل الفكرى والتخلف والانحطاط منذ اربعينيات او ثلاثينيات القرن المنصرم والذى وصل اوجه فى عصر الرئيس المؤمن بفتح الباب للفكر الوهابى المتمثل فى الاخوان تلك القوة المبيدة القادمة والتى لا يكاد يشعر بها كل من يعى ، والممولون من ارباب الفكر القبلى الماعزى ، الذين وجدوا الذهب الاسود وهم يعبثون بعصا الرعى فى الصحراء .... تلك القوة التى ستتجرع بسببها مصر 1400 قرنا اخر من الذل والاحتلال المسمى بالاسلاميا والذى كان شيئا ظاهره دين سميح وباطنه باطل مغتصب ....

ويستخدم هؤلاء القبليون النظرة الحامضة المعفنة والتى تنادى بالقومية العربية والعروبة ، يا اخوانى انا احترمكم واحترم لغتى ولكن ابعدوا عنى بعروبتكم فأنا مصرى "يا نحلة لا تلدعينى ولا عايز زفت عسل منك" وسامح الله الرئيس الذى تجرأ يوما ما ومسح اسم مصر الذى كرمها القرآن اكثر من عشرين موضع فى طيات اياته كى يطلق عليها الجمهورية العربية المتحدة ، ولكن هذا وقت انصرم وكما نجانا الله منه ارجو منه وادعوه ان ينجينا من اذناب الهلاك الاخوان المفسدون والفكر الوهابى وتعود مصر ....
هؤلاء الناس ادخلوا الردة وجلد شارب الخمر والرجم والعن من كل هذا فى دين الاسلام وهم احرار ، وشوهوا الاسلام على وجه البسيطة وهما ايضا احرار ، واخرجوا لنا ابن لادن وهم احرار ايضا ، ولكن كفانا هذا وابعدوا عنا واتركوا مصر واهل مصر هداكم الله وهدانا ....
يكفى اننى ابتلع كل يوم وكلى مرارة منظر الحرمين وهو فى كنف هؤلاء القبليين والذى كانت تذهب كسوة احدهما وهى الكعبة من مصر ويسير موكبها حتى تبلغ مشارفها .... يكفى اننى اتجرع الالم كل يوم وانا ارى كل مسلموا العالم فى حاجة لان يؤتمروا بامركم ويطلبوا تاشيرتكم كى يحجوا على طريقتكم وعلى ايامكم والا كانوا كفارا مارقين ....

يا اهل الفكر الوهابى الم يقال يوما ان اهل مكة ادرى بشعابها ، اذا فكونوا فى شعاب مكة واخرجوا انوفكم من شعاب مصر فلا هى مثلكم ولا انتم مثلها .... وكفانا عصير العروبة الغير ذى طعم ولا لون ولا رائحة والذى يفضحه كل قارئ تاريخ ببيع مليككم ارض القدس والعرب كى تظفروا بارضكم وكفا بملوككم فضائح العبث والمؤامرة والادعاء بالعروبة ....
******

نظرة

رحم الله طه حسين ومحمد عبده وفرج فودة ونجيب محفوظ

اجمالي القراءات 13297