فتوى القرضاوى تثير الإنقسام بين العلماء

في الثلاثاء ٠٦ - مارس - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً

فتوى القرضاوى تثير الإنقسام بين العلماء

تصنيف الخبر:
تاريخ النشر: 2012/03/06 - 05:14 PM
المصدر: الانباء

أثارت فـــتوى د.يوسف القرضاوي بتحريم زيارة القدس في هذه الظروف عاصفة من الجدل فقد اعتبر د.يوسف القرضاوي أن زيارة القدس في ظل الاحتلال تعد نوعا من انواع التطبيع والاعتراف بالكيان الصهيوني الغاصب للأراضي الفلسطينية.

جاء ذلك في سياق رده على الدعوة التي أطلقها الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن لزيارة القدس في ظل ما تتعرض له من انتهاكات اليهود واقتحامهم لباحة المسجد الأقصى مرات عديدة ونواياهم لهدم المسجد لإقامة الهيكل المزعوم وقد دعا أبو مازن زعماء العرب والمسلمين لزيارة القدس في أثناء مشاركته في مؤتمر القدس بالدوحة.

وقال د.القرضاوي ان من حق الفلسطينيين فقــــط ان يدخلوا القدس كـــما يشاؤون لكن بالنســـبة لـــغير الفلـــسطينيين لا يجوز لهم ان يدخلوها بهدف عدم اضفاء الشرعية على المحتل ومن يقوم بالزيارة يضفي الشرعية على كيان غاصب لأراضي المسلمين حيث يجبر على التعامل مع سفارة العدو للحصول على تأشيرة منها ويضيف شرعية للمحتل.

وأضـــاف: ينبـــغي ان نشعر بأننا محرومون من القدس ونقاتل من أجلها حتى تكون القدس لنا ومسؤولية تحريرها، ودحر العدوان الصهيوني عنها مسؤولية الأمة الإسلامية بأسرها والقدس لن تعود إلا بالجهاد والمقاومة وتضافر جهود الأمة العربية والإسلامية.

وأكد د.القرضاوي ان النصرة تكون بالمساعدات والتواصل مع الفلسطينيين هناك يتفق د.بسام الشطي تماما مع فتوى د.يوسف القرضاوي بتحريم زيارة القدس وقال الشطي: هذا الكلام قاله وأقره الشيخ الألباني منذ 25 عاما ووقتها قام الكثير بالهجوم على الشيخ الألباني وفسقوه حين ذكر رحمه الله انها أرض مغتصبة ولا يجوز الصلاة فيها، كذلك أقره العلامة ابن باز، وأرى ان المسلم الذي يريد ان يذهب اليوم للصلاة في المسجد الأقصى كأنما يقر بإسرائيل على اغتصابها وعدوانها ويعترف لها بسلطانها على مقدسات الأمة الاسلامية وفي مقدمتها الأقصى وعلى أي مسلم حقيقة ان يرفض كل ما فيه اقرار للدولة المغتصبة على اغتصابها، فحين يريد المسلم الان زيارة الأقصى يذهب لأخذ تأشيرة تسجل في جواز سفر ويدخل تحت الحراسة الاسرائيلية وتحت علمها المشؤوم وهذا يكون نوعا من التطبيع مع اسرائيل الذي يأبه المسلم الحق.

وزاد: فإن كان الـــــذهاب الى المسجد الأقصى لغــــرض الصلاة فيــــه وفضلها او بغرض زيارتها كما جاء في الحديث الصحيح في شد الرحال الى الأقصى والمسجد الحرام ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم فإن كان في ذلك دعم اقتصادي ولو بشيء قليل الى العدو فلا يجوز دعم من يحارب المسلم وهو عدوه اللدود فلا يجوز مطلقا وليس فضل الصلاة والسفر الى المسجد الأقصى أعظم من الوقوع في المساهمة في قتل المسلمين عن طريق دعم العدو اقتصاديا فإن حفظ دماء المسلمين أعظم ثوابا عند الله من الصلاة في الأقصى، وقد حرم الإمام الألباني جميع التعاملات مع العدو المحارب.

مقاطعة اقتصادية

ويضيف الداعية يوسف السويلم قـــائلا: ان تحريم الشيخ يــــوسف القــــرضـــاوي بتحريم زيــــارة القدس مـــفروضة، حيث حرّم د.القرضاوي من باب المعاملة مع اليهود الغاصبة واعتمد على الدليل الذي يحــرم علينا التعامل الاقتصادي مع اليهود والمساهمة معهم في تنمية اقتصادهم وهذا دليل كاف يمنع ويحرم على أبناء الأمة الاسلامية التعامل مع العدو في اي وجه تزيد من قوة العدو اقتصاديا ولابد من هذه المقاطعة حتى يتحرر الأقصى ويعود للمسلمين.

أوافقه تماماً

ويؤكد د.جلوي الجميعة ان فتوى د.القرضاوي فتوى صحيحة ولازمة، حيث نحتاج في الوقت الحالي الى مواقف حازمة مع المحتل الغاصب لأننا وطن عربي واسلامي ونحن اقرب الى تحرير الأراضي المقدسة وقد بدأت نفحات التحرير تسطع بعد الربيع العربي لذلك أرى ان اي فتوى تصب في الحزم ضد العدو الغاصب وعدم التطبيع مع اسرائيل هي فتوى صحيحة يجب الأخذ بها وأنا أوافق تماما ما قاله د.القرضاوي في كل فحوى الفتوى.

وأشار الى ان علينا مساعدة الفلسطينيين ونصرتهم وتقديم المساعدات التي تعينهم ضد العدو الغاصب.

وأكد ان الاعتراف بإسرائيل أصلا محرم شرعا بإجماع علماء الأمة في العصر الحديث ومن يعترف بذلك انما يرتكب إثما عظيما.

لا مانع من الزيارة

ويرفض الباحث الشرعي صالح الغانم فتوى د.القرضاوي ويقول: لا يوجد مانع شرعي من زيارة المسجد الأقصى لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم «لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى».

وزيــــارة المسجد الأقـــصى لا تضفي شــــرعية عــلى الاحتلال بل على العكس هناك تواصل مع الاخوة المسلمين حتى لا نتركهم فريسة للعدو الاسرائيلي.

وأضاف الغانم: أما المنع هذا فليس شرعيا بل هي سياسة شرعية ومجرد اجتهاد لأفراد قد لا يكون مطابقا للواقع فالنص الشرعي لدينا يأمرنا بزيارة الأقصى ولم يفصل ان كان تحت سلطة المسلمين او سلطة الكفار وقد زار عثمان والصحابة المسجد الحرام عندما كان تحت سلطة مشركي قريش والله أعلم.

رؤية سياسية

ويرى د.ســـعد العــــنزي عدم اقحــــام علماء الدين في مثل هذه القـــضايا الـسياسية لما يترتب عليها من آثار قد تكون احيانا سلبية وقد تكون ايجابية بحسب المصلحة والمكسب.

وقال د.العنزي: د.القرضاوي قد افتى بذلك ليس من منظور ادلة قرآنية او احاديث نبوية دائما هو اجتهاد نظر فيه الى قواعد المصالح والمفاسد فهو يرى في وجهة نظره ان زيارة القدس فيها مفسدة وقد يرى البعض ان فيها مصلحة، واكد د.العنزي ان مثل هذه القضايا فيها جانب سياسي وعدم وضوح الرؤية السياسية فيها وان هناك اولويات في القضايا الشرعية.

مستحب

ويرى د.خالد السلطان ان زيارة القدس من الامور المستحبة شرعا لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم «لا تشد الرحال الا الى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الاقصى» وعندما شرع الله عز وجل زيارة الاقصى وشد الرحال الى الحرمين الشريفين انما اراد الله ان يتحقق ذلك مع الحفاظ على الكليات الخمس وهي: حفظ الدين، حفظ العقل، حفظ الدم، حفظ العرض وحفظ المال، فلو اختلت واحدة من هذه الخمس قلنا بعدم جواز الذهاب ليس فقط للقدس بل حتى للحرمين الشريفين، وعلى هذا نرى ان النبي صلى الله عليه وسلم عندما رأى أن زيارته لمكة المكرمة في زمن السلطة عند المشركين وان هذه الخمس محفوظة ولا تتأثر اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم واخذ معه اصحابه، والنبي صلى الله عليه وسلم في السنة السادسة عندما منعه المشركون من دخول الحرم وقام بعمل صلح الحديبية جاء في السنة المقبلة بعمرة القضاء وكانت هذه العمرات الثلاث اداها النبي واصحابه بعد اخذ التصريح والسماح من الكفار بأن يؤدوا العمرة وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت السلطة الآمرة والنهاية في ذلك الوقت عند كفار قريش وليس عند المسلمين.

واشار د.السلطان الى ان القول بحرمة الزيارة او اخذ تأشيرة مـــن اليهود وانها تـــــدل على الاعتراف بالكيان الصهـــيوني او تعـــتبر ذبذبة في ولاء المؤمن وبـــرائة من الكفار والمشركين هذا امر ترده دلائل الكتاب والسنة وما قام به النبي صلى الله عليه وسلم في عمرته مع الصحابة وزاد، ولم ينهى النبي صلى الله عليه وسلم قط وهو في المــــدينة قبل زمن الفتح ولم يمنع احدا من الصحابة من الذهاب الى العمرة او الاعتمار ودليل ذلك قصة ثمامة بن افال الذي ذهب فاعتمر في وقت لم يستطع النبي صلى الله عليه وسلم ولا اصحابه الاعتمار فيه، ولو كان الامر ان مكة مغتصبة ويحكمها غير المسلمين وانه لا تجوز اداء المناسك فيها لصرح لنا بذلك حبيبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وأكــــد د.الســلـــطان ان ما قــاله الشيخ د.الـــقرضاوي اجتهاد له خــــط من النظر ومن يخالفه في هذا القول لا يعني انه اخطأ في اجتـــهاده، ونسأل الله ان يحرر الاقصى قريبا وان ترجع الى اهلها وأن يرزقنا فيها الزيارة، وقال: لو سهل لي ان ازور بيت المقدس فلن اتردد لحظة باذن الله عز وجل.

القرضاوي: زيارة القدس بتأشيرة صهيونية حرام شرعاً

جدد العلامة د.يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ورئيس مجلس أمناء مؤسسة القدس الدولية رفضه لزيارة القدس بتأشيرة صهيونية، معتبرا تلك الزيارة «عار وحرام» ما دامت القدس تحت الاحتلال، رافضا دعوة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس المسلمين والمسيحيين في الدولة العربية وأوروبا وأميركا إلى زيارة القدس للوقوف على ما تتعرض له من انتهاكات بالغة الخطورة.

وأكد للصحافيين خلال مشاركته في افتتاح مؤتمر نجدة القدس بالدوحة ان الدفاع عن القدس فريضة على كل مسلم، وان الأصل الشرعي اذا دخل العدو بلدا من بلاد المسلمين واحتل قطعة من ارض مسلمة قلت او كثرت، فعلى كل من يقيمون في هذه الأرض الجهاد، فإذا عجزوا عن رد العدو وجب على جميع المسلمين مناصرتهم والجهاد معهم.

وقال القرضاوي ان تحريم زيارة غير الفلسطينيين للقدس يأتي لعدم إضفاء الشرعية على المحتل مشيرا إلى ان الزيارة قد تضفي شرعية للمغتصبين لأراضي المسلمين كما انها تستلزم التعامل مع السفارة الصهيونية للحصول على الموافقات والتأشيرات. وشدد القرضاوي على ضرورة عدم ترك الفلسطينيين وحدهم للقيام بتحرير القدس، مطالبا بضرورة المقاومة والجهاد وتضافر الجهود العربية والإسلامية، وناشد أبناء قطاع غزة والضفة الغربية ومصر والأردن وسورية وكل المحيطين بالمسجد الأقصى الدفاع عنه.

اجمالي القراءات 3665