حماس وإسئئصال الشجرة الخبيثة
أولا :
جهادنا فى التوعية بالشجرة الخبيثة وكيفية إستئصالها سلميا
1 ـ فى لقاء مع بعض صناع السياسة الأمريكية بحضور عضو كونجرس نافذ شرحت لهم كيفية القضاء سلميا على الارهاب . قلت : الارهاب شجرة خبيثة ، أنتم لا ترون منها سوى ثمرتها المتمثلة فى العمليات الارهابية ، والحل عندكم هو حل أمنى وفقط . وهذا الحل الأمنى لا يحل المشكلة ولكن يعقّدها . فى التعامل مع شجرة الارهاب لا بد من التعامل مع جذور الشجرة حتى نجتثها من أصولها . وإجتثاث الجذور ليس بتدميرها بالسلاح والديناميت . فالجذور هنا ليست شيئا ماديا ، ولكنها أفكار دينية نبتت فى بيئة حاضنة فاسدة ، وبالتالى فإن القضاء على الأفكار الدينية ليس بالسلاح المادى ، لأنك ستكون مثل الذى يطارد خيط دخان ، بل إن إستعمال السلاح سيجعل الحل مستحيلا ، سيؤدى الى تفاقم الوضع وإستفحاله بالضحايا التى تتساقط ، والثارات التى تترسخ . الوهابية هى جذور الارهاب ، والقضاء على جذور الشجرة الخبيثة يكون فقط بمنظومة اصلاح دينى وتشريعى يؤسس دولة علمانية مدنية حقوقية يتم فيها الفصل بين السلطات التنفيذية والتشريعية والحكومية ، وحرية الاعلام وتداول السلطة ومحاربة الفساد بالقانون وتنقية الدستور والقوانين من أى حجر على الرأى والفكر ، مع إصلاح للتعليم ورعاية للمحتاجين . . وقلت : لا أطلب منكم التدخل لفرض الاصلاح ، لأن الاصلاح طريق طويل ، ولا بد أن يأتى من الداخل ، ولا يمكن فرضه من الخارج . المطلوب فقط أن تساعدوا المصلحين ، وهم تحت الحصار وضحايا الاضطهاد . تلقيت ابتسامات مهذبة ..وفقط .
2 ـ تكرر نفس الحطاب بطرق مختلفة فى :
2 / 1 : محاضرة فى مركز هيدسون الأمريكى اليمينى :
https://www.youtube.com/watch?v=26ZsXWxo8QY
2 / 2 : شهادة فى جلسة إجتماع لمجلس الشيوخ الأمريكى عن مواجهة الاخوان المسلمين فى أمريكا وخارجها :
2 / 3 : جلسة خاصة فى مبنى الخارجية الأمريكية مع السيدة مارجريت سكوبى قبل سفرها سفيرة لأمريكا فى مصر بناءا على طلبها .
2 / 4 : محاضرة فى مؤتمر المجتمع القرآنى فى تكساس :
https://www.youtube.com/watch?v=CQrZaYGb7_4
2 / 5 : بحوث بالانجليزية منها :
2 / 5 / 1 : الحرية الدينية بين الاسلام والمسلمين المتعصبين . فى منحة لمدة عام فى المفوضية الأمريكية للحرية الدينية
Religious freedom between Islam and fanatic Muslims
https://ahl-alquran.com/arabic/book_main.php?main_id=75
2 / 5 / 2 : قواعد الاشتباك فى الحرب الفكرية ضد الجهاديين ، فى منحة لمدة عام فى مركز ويدرو ويلسون ، وهى منشورة فى موقعنا :
Rules of engagement in war of ideas against Jihadists
https://ahl-alquran.com/arabic/book_main.php?main_id=76
3 ـ أسفر هذا عن التعريف بالتناقض بين الاسلام والوهابية ، أى التعريف بجذور المشكلة وكيفية حلها . ولكن لم تسفر لنا عن شىء ، فلا زلنا فى أمريكا نتمتع بالتجاهل ، ولا يزال القرآنيون فى مصر وغيرها تحت نير الاضطهاد .
ثانيا : عن محنة قطاع غزة وحماس وأخواتها :
1 ـ هناك نظرتان لما يجرى فى غزة ، وما يظهر من معاناة أهلها وصور الضحايا من قتلى وجرحى أطفالا ونساءا وشيوخا وشبابا ، وتدمير للأحياء فوق رءوس ساكنيها :
1 / 1 : الأغلبية تركّز على الصورة السطحية ، تصرخ بالاستنكار تؤيد حماس وأخواتها .
1 / 2 : الأقلية الضئيلة التى تعتبر حماس هى المسئولة عما حدث ويحدث . هذا مع تعاطفهم مع سكان غزة .
1 / 3 : أزعم أننى الأكثر تعاطفا منهم جميعا ، ليس فقط لأننى أنتمى الى المستضعفين فى الأرض ، ولكن أيضا لأن التركيز عندى ليس على ( حماس وأخواتها ) وهم الثمار السامة للوهابية الشجرة الخبيثة و جذورها العتيقة . طالما إستمرت تلك الجذورة فاعلة نشطة فستظل تنتج ثمارها الدامية أنهارا من الدماء واشلاء من الضحايا ومعاناة للأبرياء المستضعفين ملح الأرض . وللإنصاف نقول أن تلك الشجرة الخبيثة تعاون فى زرعها وترسيخها متطرفو إسرائيل وحماس معا .
2 ـ بعد هزية 1967 إحتلت إسرائيل القدس وقطاع غزة الذى كانت تديره مصر ، والضفة الغربية التى كانت تديرها الأردن . اليسار الاسرائيلى المعتدل كان السبب فى إتفاقية أوسلو التى وقعها ياسر عرفات مع شمعون بيريز بتاريخ 13 سبتمبر 1993 ، وبمقتضاها إعترفت منظمة التحرير الفلسطينية باسرائيل ، مع حلّ القضايا بالتفاوض بعيدا عن العنف ، وإقامة سلطة حكم ذاتى فلسطينى ( السلطة الوطنية الفلسطينية ) لفترة إنتقالية لا تتجاوز خمس سنوات للوصول الى تسوية دائمة ، مع مفاوضات لاحقة عن القدس واللاجئين والمستوطنات . وانسحبت إسرائيل من قطاع غزة بالكامل عام 2005 . كان هذا مقدمة للحل بإقامة دولة فلسطينية بجانب دولة اسرائيل فى ظل علاقة سلمية وتعاون إقتصادى . لتعطيل حلّ الدولتين قام متطرفو إسرائيل بتمويل الشيخ أحمد ياسين الزعيم ( الروحى ) لحماس .
3 ـ فازت حماس فى الانتخابات ( يناير 2006 ) وكانت إنتخابات نظيفة نزيهة تحت رقابة دولية إشترك فيها مركز ابن خلدون بمراقبين كان منهم إبنان لى هما محمد والشريف . وكلف الرئيس عباس أبو مازن قائد حماس إسماعيل هنية بتشكيل الحكومة للضفة والقطاع ، وفى سبتمبر من نفس العام هاجمت حماس أنصار حركة فتح ، وفى يونية عام 2007 استولت حماس على قطاع غزة وانفردت به وبسكانه ، وجعلته قاعدة هجومها على إسرائيل لتحقيق هدفها :( تحرير كل فلسطين من البحر الى النهر ). أى إن إسرائيل ساعدت حماس فى البداية ، وتدفع الثمن بعدئذ . أى إن متطرفى إسرائيل هم خطر حقيقي على شعب اسرائيل .
4 ـ لنتذكر أن حماس مجرد غُصن من فرع الاخوان المسلمين ، والاخوان المسلمون هم الفرع الأكبر فى الوهابية ، وهى جذور الشجرة الخبيثة التى يعانى منها العالم خصوصا منطقة الشرق الأوسط من منتصف القرن العشرين ، ولقد باتت الوهابية خطرا على الدولة السعودية نفسها التى صدرتها للعالم ، فبدأ ولى العهد السعودى بقطع صلة الدولة السعودية بالوهابية ودخل بدولته فى اصلاح نؤيده ونرجو له الاستمرار . بينما لا تزال معظم الدول الأخرى تجعل إنتقاد الوهابية جريمة إزدراء للدين .
4 ـ حماس تفرض وهابيتها على سكان غزة ، وتجعلهم تحت أحكام عُرفية وفى حالة حرب إختارتها حماس وفرضتها عليهم ، وبسببها يعانى سكان غزة من حصار مستمر لا ذنب لهم فيه ، وفى كل حرب تتساقط بيوتهم ، وتأتى الأموال من الخليج لإعادة إعمار غزة ، ويذهب أغلبها الى جيوب لا قاع لها لأمراء الحرب ، والباقى فى بناء الأنفاق وتوفير السلاح وتصنيعه . وبعد أن كان قطاع غزة سوقا حّرة تتوزع فروعه فى القاهرة ومدنها فى عصر عبد الناصر ، وبعد أن تجددت الآمال فى أن يصبح قطاع غزة سوقا رائجة آمنة تنافس سنغافورة أصبحت سكان غزة كما نراهم الآن ، بين تدمير ودماء وقطع سُبُل الحياة ، بل وإحتمال تهجير الى سيناء . هذه جناية حماس وأخواتها على سكان قطاع غزّة .
5 ـ إصلاح حماس وأخواتها ليس بإستعمال العنف . هى مجرد غُصن لشجرة خبيثة ، إذا قطعت هذا الغُصن ستنتج الشجرة الوهابية أغصانا بديلة . لا بد من إجتثاث الشجرة سلميا من جذورها ، وهذا سهل جدا ، والدليل أننا أهل القرآن ننجح فيه مع إننا تحت الاضطهاد ونناضل بسواعد عارية ضد أكابر المجرمين بامكاناتهم اللامحدودة . سهولة إجتثاث الوهابية يتمثل فى عرض دينها السُنّى وتاريخ الاستبداد العربى على القرآن الكريم ، وإثبات تناقضهم مع الاسلام . إنهم يستمدون قوتهم من زعمهم أنهم يمثلون الاسلامية ، بإثبات العكس يفقدون مبرر وجودهم وتحكمهم . هم مثل القنبلة ، إذا نزعت فتيلها أصبحت مجرد حجر ميت .
ثالثا : عن إسرائيل
1 ـ تضاءل التيار المعتدل فى اسرائيل . كان من رموزه اسحاق رابين وشمعون بيريز ، وباراك ( مع بعض تحفظ عليه ) . بصعود حماس توارى اليسار وبرز اليمين المتعصب فى اسرائيل . كان مناحم بيجين واريل شارون أبرز رموز التعصب ، ظهر بعدهم نيتنياهو اشد تعصبا ، ثم ظهر من هو الأكثر تعصبا من نيتنياهو ( بن غفير ) وأمثاله .
2 ـ نيتنياهو هو أكثر من حكم إسرائيل رئيسا لوزرائها ، هذا مع إتهامات له بالفساد دفعته لمحاولة تقليص السلطة القضائية ، هذا فى سابقة لم تحدث فى إسرائيل التى تفاخر بنظامها الديمقراطى والذى يفصل بين السلطات . طموح نيتنياهو ( الملك بيبى ) للاستبداد جاء تأثرا بثقافة الاستبداد والتمسك بالكرسى فى المنطقة ، فحتى فى الضفة الغربية لا يزال عباس يحكم بلا إنتخابات وبلا خجل .! ( عباس مولود عام 1935 ، وتولى الحكم من عام 2004 ) .
قد تكون الأزمة مع حماس جرس تنبيه لاسرائيل ، فقد اضعف نيتنياهو الجيش ، وأثار إنقساما فى الشعب ومظاهرات معارضة غير مسبوقة . ولكن هل يصل فهم الدرس الى الطبقة الحاكمة المؤثرة على إختلاف أطيافهم السياسية ؟
3 ـ فلسطين ليس مثلها أرض سكنتها وتعاقب على حكمها أمم منذ فجر التاريخ . استوطنها الكنعانيون وانقرضوا ، وحكمها الفراعنة ، وبنو اسرائيل ( داود وسليمان عليهما السلام )، والآشوريون والبابليون والفرس والاغريق والرومان والبيزنطيون والعرب والصليبيون والأيوبيون والمماليك والعثانيون والانجليز . والاسرائيليون مؤخرا . نسأل :
3 / 1 : من يضمن ألا ينتهى الحكم الاسرائيلى كما إنتهى من سبقوه ؟
3 / 2 : إسرائيل قوية نسبيا لأن خصومها ضعاف . القوة نسبية ، لا يوجد قوى على الاطلاق ، هو قوى بالنسبة لمن هو أقل منه قوة . هل تضمن إسرائيل أن تظل قوية راسخة السلطان الى آخر هذا القرن ؟ وهل سيظل خصومها العرب ـ وهم فى دورة التكاثف السكانى ـ ضعافا أم سيأتى الجيل القادم مختلفا وقويا ، وستكون قوته على حساب إسرائيل ؟
3 / 3 : لنفترض أن التطرف الاسرائيلى ظل حاكما فى هذا الجيل ، وارتكب المزيد من المذابح والمجازر منتشيا بغرور القوة . النتيجة أن الأطفال ضحايا اليوم سيكونون الرجال أصحاب الثأر غدا . الفلسطينيون يحاربون الاسرائيليين بكثرة الانجاب . وفى تكاثف منتظر للسكان يغيّر الديموجرافيا سيكون سهلا وفق عقيد الاستشهاد الوهابية أن يضحوا بمليون مقابل إستئصال الشعب الاسرائيلى الآخذ فى التقلّص سكانيا ، خصوصا مع الهجرة العكسية ، والفوارق والاختلافات العرقية بين سكان إسرائيل من أثيوبيين وسفارديم وإشكينازم ، بالاضافة للعرب الاسرائيليين ، والسكان الآخرين من غير اليهود ممّن تزوجوا يهوديات . ربما سيكون الجيل الاسرائيلى القادم مختلفا عن جيل اليوم ،و لا شأن له بما فعله جيل اليوم ، ولكنه سيدفع الثمن . نتحدث عن الأطفال الفلسطينيين اليوم وغدا وهم رجال ، ونتحدث عن الأطفال الاسرائيليين اليوم وغدا وهم رجال . ماذا مع تحول ميزان القوة الى الكفّة الفلسطينية تفوقا فى السكان وفى نوعية الانسان ؟ هل سيسكت الجيل القادم الفلسطينى عن الانتقام وهو الذى شهد معاناة تشكلت بها عقليته . وماذا سيكون إنتقامه من الجيل الاسرائيلى القادم والذى لا ذنب له فيما فعله به متطرفو إسرائيل فى هذا العصر ؟ . إكتسب اليهود تعاطف العالم بسبب ما فعله بهم هتلر فى الهولوكوست .ولكن هل سيتعاطف معهم العالم غدا لو حدث هولوكوست بسبب جرائم هذا الجيل الاسرائيلى ؟
3 / 4 : هم يتصارعون على أرض إحتلتها قبلهم أُمم واسرات حاكمة ، ماتوا وتحولوا الى تراب فى هذه الأرض . فى صراعهم بسبب هذه الأرض سفكوا الدماء ، ونشروا الدمار والبؤس والمعاناة بين المستضعفين من سكان هذه الأرض . فى النهاية فإن الأرض سيرثها الخالق جل وعلا . أما الانسان الذى يعيش عليها فيجب أن يحيا فى أمن وسلام . هل هذا مستحيل ؟ لو كان مستحيلا إجعلوه ممكنا من أجل مستقبل أطفالكم .!
أخيرا
نحن أهل القرآن :
1 ـ مع حق الحياة والأمن والرفاهية لكل إنسان خصوصا الأطفال . ومع المستضعفين بغض النظر عن الزمان والمكان واللسان والدين والمذهب .
2 ـ لسنا ضد اشخاص المتطرفين الاسرائيليين والفلسطينيين والعرب ، ولكن ضد أفكارهم . إحتمال التوبة وارد ، ومطلوب .
3 ـ نؤمن أن الحل السلمى هو السبيل لوقف الصراع الفلسطينى الاسرائيلى . ولا بد من تعايش سلمى بين الفلسطينيين والاسرائيليين ، ووجود دولتين متعاونتين فى منطقة واحدة ، وبحقوق متساوية .