الأديان و”اللحوم الحلال” في خضم حملة الانتخابات الرئاسية في فرنسا

في الثلاثاء ٠٦ - مارس - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً

  • فيون يثير غضب المسلمين واليهود في فرنسا بعد وصف طريقة الذبح المتبعة بأنها “قديمة ولا تتلاءم مع العصر”
  • فيون يحاول تهدئة اليهود باستقبال الحاخام الأكبر.. والمجلس الإسلامي الفرنسي متخوف من استخدام الإسلام والمسلمين كـ”كبش فداء” في الانتخابات

 

باريس- وكالات:
برزت مسألة الديانات في الحملة الرئاسية في فرنسا مع جدل حول اللحم الحلال، الموضوع الذي اقتبسه فريق نيكولا ساركوزي من اليمين المتطرف والذي أثار استنكار اليهود والمسلمين لتعلقه بشعائرهم.
ورد ممثلو هاتين الديانتين بحدة الثلاثاء على تشكيك رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا فيون في طريقة ذبح الحيوانات التي يتبعها المسلمون واليهود والتي وصفها بأنها “أساليب قديمة لم تعد تتلاءم مع العصر”.
وقد أثار هذا التصريح أيضا رد فعل الأسقف الكاثوليكي ميشال دوبو الذي قال إن الحكومة في بلد علماني مثل فرنسا “لا ينبغي أن تتدخل في شؤون الديانات”.
وهكذا انتقل موضوع عدم وجود بيان مواصفات اللحم الحلال الذي لا يسمح للمستهلكين من المسلمين واليهود وغيرهم من المستهلكين معرفة ما يشترون، في غضون بضعة أيام من خطابات مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن، التي اعتادت الإدلاء بتصريحات معادية للمسلمين، إلى خطاب الرئيس المرشح نيكولا ساركوزي وفريقه.
ويطرح قسم من اللحوم الحلال المذبوحة على الطريقة اليهودية والإسلامية في شبكة التوزيع العادية بدون إرفاقها بمعلومات معينة. وكان ساركوزي الذي يسعى لتوجيه حملته أكثر فأكثر نحو اليمين ليعوض تأخره عن منافسه الاشتراكي فرنسوا هولاند، صرح في 21 فبراير إن الجدل حول اللحم الحلال “لا محل له”. لكنه أكد الأحد تأييده لوجود “بيان مواصفات وفقا لطريقة الذبح”. وذهب رئيس وزرائه إلى أبعد من ذلك واضعا الموضوع في إطار “تقاليد” لم تعد متلائمة اليوم في “بلد معاصر”.
وموضوع اللحم الحلال الذي يستهدف صراحة حوالى أربعة ملايين مسلم يتهمون بانتظام بأنهم غير مندمجين بشكل كاف في المجتمع، أصاب بشكل غير مباشر اليهود الذين يتناولون اللحم الـ”كاشير” الذي يذبح أيضا حسب الشريعة اليهودية.
وأعرب حاخام فرنسا الأكبر جيل برنايم اليوم الثلاثاء عن “انزعاجه الشديد” من هذا الجدل الذي “يجب أن لا يثار”.
وأضاف متسائلا “إن مشاكل فرنسا كبيرة للغاية، ونحن في فترة أزمة، فما الداعي لأن يثير موضوع اللحم الكاشير واللحم الحلال مشكلة كبرى لفرنسا؟”.
وأمس عبر رئيس المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية ريشار براسكييه عن “صدمته” إزاء التصريح “الغريب” الذي أدلى به فيون معتبرا أن على السلطة التنفيذية “أن لا تتدخل في الشعائر الدينية”.
وحاول فيون تهدئة الخواطر معلنا أنه سيستقبل الأربعاء الحاخام الأكبر برنايم.
أما المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية الذي يتجنب عادة التدخل في الجدل العام، فأبدى اليوم تخوفه من أن يستخدم الإسلام والمسلمون “كبش فداء في هذه الحملة”.
وبالطبع لم تفوت المعارضة لساركوزي هذه الفرصة. فقد سارع مرشح اليسار إلى الانتخابات الرئاسية المرتقبة في 22 أبريل و6 مايو، جان لوك ميلانشون، إلى التنديد بنزوع اليمين نحو اليمين المتطرف. كما دعا هولاند نيكولا ساركوزي ورئيس وزرائه إلى “ضبط النفس” و”عدم إثارة المشاعر”.
وجاءت الانتقادات أيضا من داخل فريق ساركوزي نفسه. فاتهمت الوزيرة السابقة رشيدة داتي وهي ابنة عائلة مسلمة، فيون بالخروج عن “دوره”. وقال وزير الخارجية آلان جوبيه من ناحيته إن مسالة اللحم الحلال “مشكلة مصطنعة”، مشيرا إلى أن موضوع “صدام الحضارات” ليس من الأمور التي يحب الخوض فيها.

اجمالي القراءات 4396