قراءة فى مقال آكل الخطايا

رضا البطاوى البطاوى في الإثنين ٠٩ - أكتوبر - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً

قراءة فى مقال آكل الخطايا
المعد للمقال كمال غزال والعنوان آكل الخطايا هو معتقد شاع قديما وما زال موجودا فى العديد من الأديان كالنصرانية حيث يتحمل فرد خطايا الآخرين وهو ما يسمى بعقيدة الافتداء أو المخلص
وقد استهل غزال المثال بأن آكل الخطايا مقولة قديمة فقال :
"آكل الخطايا Sin-Eater هو إعتقاد ساد في الماضي لدى عدد من الثقافات واندثر فقط منذ زمن قريب، و آكل الخطايا هو شخص يقوم بدور المعالج الروحاني التقليدي حيث يمارس طقوساً تهدف إلى تطهير الذين شارفهم الموت من خطاياهم"
ويصف غزال آكل الخطايا بأنه يمتص ذنوب الناس مقابل أن يدفع له الناس مقابل مادى فيقول :
" وبحسب هذا الاعتقاد يمتص آكل الخطايا ذنوب الناس الذين يقدم لهم تلك الخدمة مقابل أجر يتفق عليه وتستهلك تلك الخطايا عادة من خلال الطعام والشراب وأيضاً يأخذ آكل الخطايا نصيبه من الوجبة خلال تلك العملية"
واعتبر غزال من يقومون بعملية الأكل وهى تحمل عواقب ذنوب الآخرين أشخاصا منبوذين حيث يدخلون النار بعد الموت فقال :
" عادة ما يكون آكلوا الخطايا من المنبوذين حيث يعتبر عملهم هذا منحطاً ويعتقد أنه يجرهم إلى الجحيم بعد الموت نظراً إلى حملهم آثام الآخرين التي لا تغتفر."
وتحدث عن أن الكنيسة كانت تقوم بطرد آكلى الخطايا منها فقال :
"كانت كنيسة الروم الكاثوليك تقوم بنبذ آكلي الخطايا على نحو منظم خصوصاً حينما كان إنتشارهم واسعاً ليس بسبب الخطايا الإضافية التي يحملونها فقط بل أيضاً بسبب إنتهاكهم لدور الكهنة الذين من المفترض أن يكونوا المشرفين على إتمام آخر الطقوس على المحتضرين بحسب على العقيدة الكنسية،"
قطعا الكنيسة نفسها كانت تقوم بنفس الدور من خلال بيع صكوك الغفران والكل يخالف العهد الجديد الذى يقول أن يسوع الحمل من يحمل خطايا البشر ويخلصهم منها كما فى قول سفر يوحنا :
وجاء يشهد ان يسوع هو ابن الله وحَمَلُ اللهِ الَّذي يَرفَعُ خَطيئَةَ العالَم" (يوحنا 1: 29، 33)
وفى سفر أشعيا فى العهد القديم جاء :
" والرب وضع عليه إثم جميعنا "(53-7)
وتحدث عن اعتقاد المعتقدين فى ألآكل فقال :
"وبحسب الإعتقاد المزعوم فإن آكل الخطايا لا ينقذ الشخص الذي على وشك الموت من عذاب الجحيم فقط بل أيضاً يمنعه من أن يهيم في الأرض بشكل شبح بعد الموت، ولهذا يقدم آكل الخطايا تلك الخدمة للأحياء أو للمحتضرين فقط بحسب بعض التقاليد بينما تمارس تلك الطقوس خلال الجنازة."
قطعا كله تحريف فلا أحد يتحمل عن أحد عقوبة عند الله وإنما المقولة اخترعها النصابون والمخادعون لجمع أموال الناس
وتحدث عن كيفية أكل الخطايا فقال :
"كيف تتم العملية؟
كجزء من الطقوس الممارسة على الشخص المحتضر يقوم آكل الخطايا عادة باستهلاك قطع من الخبز كما يقد يتناول أيضاً الملح أو يشرب الماء أو المزر (نوع من شراب الجعة وهو شائع في الريف الإنجليزي)
وفي بعض الأحيان يحضر خبز خاص لتلك الغاية على شكل صورة الشخص المتوفي أو ترسم عليه الأحرف الأولى وتمرر الوجبة في بعض الأحيان أمام جسد المتوفي أو المحتضر أو توضع على صدره لترمز إلى عملية امتصاص خطايا الشخص وخلالها قد يقوم آكل الخطايا بقراءة صلاة خاصة."
وتحدث عن أن كل شعب له خاصية فى الأكل فقال :
"تقاليد متنوعة
لهذا الاعتقاد صلة بالجزر البريطانية لكن هناك تقاليد مشابهة في ثقافات أخرى أيضاً ربما تكون قد تطورت من أشكال أكثر تقليدية من الطقوس، فبدلاً من تعيين منبوذ ليقوم بدور آكل خطايا في البلدة يقوم أقرب المقربين للشخص المتوفي أو المحتضر بذلك الدور على نمط ما شاع مرة في بافاريا وشبه جزيرة البلقان.
أما في هولندا وبعض أجزاء إنجلترا توزع المخبوزات على الذين يحضرون الجنازة وأيضاً على حاملي النعش. عاش التقليد الأخير لبعض الوقت في نيويورك، أما اليوم فقد مات تقليد آكل الخطايا وأصبح على الأغلب جزءاً من الثقافة الشعبية."
وتحدث عن تحويل المعتقد فيلم فنى فقال :
"فيلم آكل الخطايا الأخير
جسدت فكرة آكل الخطايا في فيلم يحمل عنوان The Last Sin Eater أو آكل الخطايا الأخير"
قطعا مقولة أكل الخطايا أو تحمل الخطايا توجد نصوص فى العهدين تعارضها وهى نصوص تجعل كل شخص مسئول محاسب على خطاياه وحده أو ذنوبه مثل:
"لنَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ. اَلابْنُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ، وَالأَبُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الابْنِ. بِرُّ الْبَارِّ عَلَيْهِ يَكُونُ، وَشَرُّ الشِّرِّيرِ عَلَيْهِ يَكُونُ."
ومثل:
"هَا كُلُّ النُّفُوسِ هِيَ لِي. نَفْسُ الأَبِ كَنَفْسِ الابْنِ، كِلاَهُمَا لِي. اَلنَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ. 5 وَالإِنْسَانُ الَّذِي كَانَ بَارًّا وَفَعَلَ حَقًّا وَعَدْلًا، 6 لَمْ يَأْكُلْ عَلَى الْجِبَالِ وَلَمْ يَرْفَعْ عَيْنَيْهِ إِلَى أَصْنَامِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ، وَلَمْ يُنَجِّسِ امْرَأَةَ قَرِيبِهِ، وَلَمْ يَقْرُبِ امْرَأَةً طَامِثًا، 7 وَلَمْ يَظْلِمْ إِنْسَانًا، بَلْ رَدَّ لِلْمَدْيُونِ رَهْنَهُ، وَلَمْ يَغْتَصِبِ اغْتِصَابًا بَلْ بَذَلَ خُبْزَهُ لِلْجَوْعَانِ، وَكَسَا الْعُرْيَانَ ثَوْبًا، 8 وَلَمْ يُعْطِ بِالرِّبَا، وَلَمْ يَأْخُذْ مُرَابَحَةً، وَكَفَّ يَدَهُ عَنِ الْجَوْرِ، وَأَجْرَى الْعَدْلَ الْحَقَّ بَيْنَ الإِنْسَانِ وَالإِنْسَانِ، 9 وَسَلَكَ فِي فَرَائِضِي وَحَفِظَ أَحْكَامِي لِيَعْمَلَ بِالْحَقِّ فَهُوَ بَارٌّ. حَيَاةً يَحْيَا، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ."
وقد نفى القرآن تحمل الغير خطايا وهى أثقال وهى أوزار الغير فقال :
" ولا تزر وزارة وزر أخرى"
وقال :

" كل نفس بما كسبت رهينة"
وقص علينا أن الكفار عرضوا على المسلمين أن يتحملوا عذاب النار فأخبرهم الله أن لا أحد يتحمل عقاب أحد فقال تعالى :
"وقال الذين كفروا للذين آمنوا اتبعوا سبيلنا ولنحمل خطاياكم وما هم بحاملين من خطاياهم من شىء إنهم لكاذبون"
وقال :
"ولا تزر وازرة وزر أخرى وإن تدع مثقلة إلى حملها لا يحمل منه شىء ولو كان ذا قربى"
وبناء على ما سبق :
آكل الخطايا معتقد شيطانى اخترعه النصابون المخادعون وساعدهم على ذلك من يعتقدون فى مقولة الافتداء وكأن الله سبحانه وتعالى يتم خداعه والضحك عليه أو كانه إله ظالم لا يعلم عن خلقه شىء

اجمالي القراءات 1292