آحمد صبحي منصور
في
الإثنين ٢٢ - فبراير - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً
نص السؤال
آحمد صبحي منصور
فى كتابنا ( شخصية مصر بعد الفتح الاسلامى ) تعرضنا لموضوع ( التمصير ) وهو قدرة مصر على تمصير الوافد اليها من غزاة ومستعمرين وثقافات ، وهضمها وجعلها تذوب فى كيانها المصرى . وقد تعاملت بهذا مع الاسلام ومع العرب . وأنها فى هذا التمصير تضحى باللسان ( اللغة السائدة ). لذا تغيرت (لغات ) اهل مصر من الهيروغليفية الى الديموطيقية الى القبطية وأخيرا العربية. واللهجة المصرية العربية تحمل الكثير من الموروثات الفرعونية ، وهى متميزة عن غيرها من اللهجات العربية فى أنها تعكس الاحساس المصرى القديم وتنحت ألفاظا عربية تعبر عن البيئة المصرية وحدها .
موقع مصر فى منتصف العالم وعند نقاط إلتقاء العالم القديم جعلها مركزا للهجرات الآتية من الجهات الأربع الأصلية : شمالا وجنوبا وشرقا وغربا ، كما جعلها مطمح الغزوات والاستعمارات والاحتلالات . فتعاملت مع هذا بالتمصير . وحافظت فى ارقات ضعفها على أن تكون كتلة واحدة دون تقسيم ، وأن تكون حدودها من الشلالات الى البحر المتوسط ، ومن حدود سيناء الى حدود ليبيا .
إختلف الوضع مع ايران بحضارتها . كانت تتوسع وتتمدد وكانت تنحسر وتتقسم وتختفى . ورأت المحافظة على لغتها الفارسية حيث لم تستطع الحفاظ على كيانها السياسى .
وتظل مصر وإيران ثوابت منطقة الشرق الأوسط . وما بينهما مساحة تتغير فيها الدول .