حين تعرض الأقباط لعمليات إرهابية
مقال سبق نشره فى التسعينيات دفاعا عن الأقباط

آحمد صبحي منصور في الجمعة ٠٦ - أكتوبر - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً

مقال سبق نشره فى التسعينيات دفاعا عن الأقباط   

( بناء الكنائس والدفاع عنها حق مقرر فى الاسلام )

حين تعرض الأقباط  لعمليات إرهابية

أولا :

1 ـ تبدأ المشكلة بالغزو العربى لمصر  الذى حمل اسم الاسلام زورا وبهتانا . اعتاد بعض الحكام العرب والمسلمين فى مصر اتخاذ موقف عدائي من حق الأقباط الشرعى فى اقامة كنائس لهم يعبدون فيها الله تعالى حسب معتقداتهم ودينهم.

2 ـ سبب المشكلة ليس الاسلام ، فالغزو العربى لمصر ولغيرها كان خرقا لشريعة الاسلام واعتداءا على شعوب مسالمة لم تعتد على العرب المسلمين ، وهو احتلال لأرضهم وظلم لهم، والله سبحانه وتعالى لا يحب الظالمين ، فهو جل وعلا الذى ينهى عن الفحشاء والمنكر والبغى فى نفس الوقت الذى يأمر فيه بالعدل والاحسان.

3 ـ اذا كان الغزو العربى نفسه خروجا عن الاسلام فمن المنطقى أن تتكاثر نتائجه السيئة الظالمة المخالفة لشريعة الاسلام ، ومنها حرمان المسيحيين من بناء كنائسهم وهدم القائم منها ، وفرض الجزية عليهم اثما وعدوانا ، واعتبارهم مواطنين من الدرجة الثانية بينما هم أصحاب الأرض الأصليون .

4 ـ فقهاء السلطة فيما بعد كتبوا فى تبرير هذا الظلم فتاوى سامة ، وأحاديث مفتراة ، وتفسيرات ضالة ، وتغييرات لمصطلحات القرآن الكريم ومفاهيمة ، جعلت من يقرؤه بمصطلحات التراث يقع فى التناقض فى فهم الآيات. كل هذا الجهد الثقافى كان لتأكيد الظلم العربى الذى جاء به الغزو العربى باسم الاسلام زورا وبهتانا.

ثانيا :

بهذا الغزو العربى الظالم وتبريره دينيا بالتزوير تأكد التناقض بين الاسلام وأولئك المسلمين ، خصوصا حين نراجع سريعا بعض حقائق الاسلام فيما يخص موضوعنا :

1 ـ القرآن الكريم يجعل حصانة لكل بيوت العبادة التى يذكر فيها الناس اسم الله تعالى من صوامع وبيع وصلوات ومساجد لليهود والنصارى والمسلمين وغيرهم ، ويجعل الجهاد مشروعا للدفاع عنها . قال جل وعلا : ( أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (39) الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40) الحج ). الصوامع والبيع لأهل الكتاب ، والصلوات لأى نوع من العبادة ، ثم المساجد ، والوصف لكل بيوت العبادة هو ( يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ ) ، لم يقل فيها ( يذكر فيها إسم الله وحده ) حتى لا تكون بيوت العبادة تلك خاصة بمن يؤمن بالله جل وعلا وحده إلاها لا شريك له . ثم يأتى أسلوب التأكيد بأنه جل وعلا لينصرنّ من ينصره قتالا فى الدفاع عن بيوت العبادة وحصانتها .

2 ـ كانت التوراة الحقيقية والانجيل الحقيقى موجودين وقت نزول القرآن الكريم . فى عصر عمر بن الخطاب فى خلافته أجلى أهل الكتاب ، والحرب مشتعلة بين العرب والبيزنطيين ، فاختفت التوراة الحقيقية والانجيل الحقيقى ، وانتشر العهد القديم والعهد الجديد . القرآن الكريم يؤكد على الاختلافات التشريعية بين القرآن والانجيل والتوراة ، ويصفها بالهدى والنور ، ويطلب من أهل الانجيل أن يحتكموا الى ما أنزل الله تعالى لهم فى الانجيل ، ويتعجب من الاسرائيليين كيف يحتكمون للنبى محمد عليه السلام وعندهم التوراة فيها حكم الله ، ويؤكد أنه تعالى أنزل التوراة فيها هدى ونور ، وأنه أنزل الانجيل هدى ونورا ، ويطالب اهل الكتاب باقامة التوراة والانجيل وما انزله الله تعالى اليهم وهو نفس المطلوب من المسلمين، ويطلب من المؤمنين من أهل الكتاب والمسلمين أن يتنافسوا فى الخيرات. قال جل وعلا :

2 / 1 (  وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِنْدَهُمْ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُوْلَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ (43) إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ ( 44 ) المائدة )

2 / 2 : ( وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنْ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنْ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (46) وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فِيهِ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ (47) المائدة )

2 / 3 : (  لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (48) المائدة )

2 / 4 : (  وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأَدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ (65) وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ (66)  المائدة ) .

3 ـ القرآن الكريم يؤكد على أنه لا اكراه فى الدين ويقرر حرية الايمان والكفر وليس مجرد حرية التدين بين المؤمنين من أهل الأديان والمذاهب. وهناك أكثر من الف ( 1000 ) آية قرآنية فى هذا السياق.

4 ـ القرآن الكريم يجعل المقصد الأعلى من القتال فى سبيل الله هو منع الفتنة أى الاضطهاد الدينى ليكون الناس أحرارا فى إخيارهم الدينى من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ( وَقُلْ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ  ) (29) الكهف )، وتأجيل الحكم فى الاختلافات الدينية الى الله جل وعلا وحده يوم الدين . قال جل وعلا :

4 / 1 : (  وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ ) (193) البقرة )

4 / 2 : ( وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ )  (39)   الأنفال ).

5 ـ  قوله سبحانه وتعالى : ( يَـَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنّصَارَىَ أَوْلِيَآءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلّهُمْ مّنكُمْ فَإِنّهُ مِنْهُمْ﴾ المائدة51 ) وسائر آيات الموالاة فى القرآن قد تم توظيفها ضد الأبرياء من المصريين الأقباط، وصرخ بها خطباء المساجد فى التحريض ضد الأقباط ، وهم فى ذلك الاستشهاد الخاطئ يتناسون:

5 / 1 : أن الموالاة تعنى التحالف الحربى مع طرف ضد طرف آخر . ولا ينطبق هذا على أقباط مصر المُسالمين .

5 / 2 :  سياق الآيات وهى تتحدث عن عصر النبى محمد عليه السلام حين طرأت ظروف حربية خاصة فرضت تحالفات سرية بين المنافقين ـ وهم بعض الصحابة ممن كان يعيش داخل المدينة ـ وبعض أهل الكتاب المعتدين . اذن هو تعليق على أحداث تاريخية ارتبطت بزمانها ومكانها وحكى القرآن الكريم بعض أحداثها وما دار فيها من أقوال جاء ذكرها فى الآية التالية : ( فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِم يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ (52) وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهَؤُلاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ (53) المائدة )  . لا بد من تنفيذ هذا التشريع اذا تكررت ظروفه بحذافيرها ، كأن يهجم علينا عدو معتديا فيتحالف معه فريق من المسلمين ضد بقية المسلمين ، أى يواليه فى عدوانه علي الوطن والشعب ، هنا يستحق اللوم طبقا لهذا التشريع القرآنى ، بل وطبقا لأى تشريع بشرى فى أى زمان ومكان.

6 ـ الا ان المتطرفين الذين يعتدون على الأبرياء ويقتلون المدنيين لهم عقيدة أخرى فى الموالاة يسمونها البراء والولاء،  أساسها تقسيم العالم الى قسمين او معسكرين ، دار الاسلام ودار الحرب. وهم يعتقدون أن واجبهم هو الجهاد ضد معسكر الحرب او دار الكفر لارغامهم على دخول الاسلام طبقا للحديث الكاذب الذى رواه البخارى والقائل " أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا الله .. ".وقد جاء اختراع هذا الحديث ليبرر ويسوغ الغزو العربى الذى حمل اسم الاسلام زورا وبهتانا ، واستولى بها الصحابة بعد موت النبى محمد على معظم العالم المعروف وقتها ، ودارت الحرب بينهم وبين الروم ، وانقسم العالم الى معسكرين : عربى يحمل اسم الاسلام ، ورومى غربى يحمل اسم المسيحية. وجرى تقسيم العالم الى دار للحرب ودار للاسلام فى التراث الفقهى . كل هذا تحريف وتخريف وظلم للاسلام قبل ان يكون ظلما لغير المسلمين..

7 ـ تجاهل أئمة التراث الآيات القرآنية التى تتحدث عن المؤمنين المتقين من أهل الكتاب ( آل عمران  113 : 115 ، 199 ) ( النساء 162 )( الإسراء 107 : 109 ) ( الشعراء  197،)  القصص 52 : 55 ) .

ثالثا :

1 ـ الاسلام ليس هو السبب فى اضطهاد الأقباط، بل انه هو المظلوم الأول فى هذه القضية ، لأن أولئك الظالمين استخدموا اسمه أولا فى الغزو الظالم لبلاد الآخرين ثم استخدموا اسمه فى اذلال وقهر الشعوب الأخرى. والنتيجة هى انه المتهم الأول فى العالم الآن والمسئول عن التطرف والارهاب .

2 ـ وليس هناك ظلم أبشع من أن ينزل الله تعالى الاسلام دينا  للعدل والاحسان ويؤكد على أن رسول هذا الدين جاء رحمة للعالمين (  وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (107) الأنبياء )،  ثم يقوم أتباع هذا الدين بجعله ارهابا للعالمين. هذا ما فعلناه بديننا.

3 ـ واضح أن المتهم الأول هم أولئك المسلمون الغزاة الظالمون ومن عاونهم فى تزييف تعاليم الاسلام بالفقه والحديث والسيرة والتفسير وما يسمى بعلوم القرآن.

4 ـ واذا كان الظالمون السابقون قد هلكوا وماتوا فان هناك تيارا سياسيا يتكلم باسمهم ويعمل لارجاع " مجدهم " ويتحدث عن " فتح مصر للمرة الثانية. أولئك هم الاخوان المسلمون .

5 ـ ثقافة الأخوان المسلمين تم نشرها باستمرار وباضطراد عبر الاعلام الحكومى والمساجد والأزهر طيلة أربعين عاما ، فأنشأت جيلا متعصبا نحتاج الى أربعين عاما أخرى حتى نطهر عقله.  

6 ـ أزعم أن الاخوان المسلمين سعداء بهذا المناخ وينتظرون أن تأتى ثماره السامة فى المستقبل القريب فى الحاق المزيد من الاضطهاد للأقباط والشيعة والقرآنيين وكافة المسلمين المعتدلين والعلمانيين ، لكى تمهد لدولتهم القادمة.  وأزعم أن الاخوان يؤمنون بالتقية ، فيعلنون شجبهم لما يحدث ، ويتحدثون عن فتح صفحة جديدة مع الأقباط لمجرد الخداع وكسب الوقت. أتمنى أن أكون مخطئا فيما أزعم.

رابعا :  

اتمنى مخلصا أن يهب الاخوان لاصلاح ما حدث على المستويات التالية :

 1 ـ سياسيا: باعلان التبرؤ من كل اضطهاد وقع فى الماضى أو يقع فى الحاضرعلى الأقباط والشيعة والقرآنيين، وفتح صفحة جديدة من الاخاء والتسامح الدينى نستعيد ما كان سائدا من تسامح مصرى. ويقترن هذا الاعلان بخطوات عملية مثل زيارة لقرية العديسات والوقوف بصرامة مع المظلومين من أهلها والدفاع عنهم، والعمل على اطلاق سراحهم ومعاقبة الجناة الحقيقيين. وفعل نفس الشىء فى قرى أخرى شهد فيها الأقباط المصريون ظلما وبغيا من الخانكة الى الفكرية والكشح وغيرها.

2 ـ ثقافيا: باجراء ندوات وورش عمل تتناول كيفية اصلاح الوعى الشعبى الذى فسد ، وكيفية احلال ثقافة التسامح محل التعصب . واجراء ندوات أخرى تؤكد على حقوق الانسان وحقوق المواطنة والحق المطلق فى التدين والعقيدة واقامة الشعائر لكل من يريد دون تدخل من الدولة أو المجتمع .

3 ـ دينيا: مراجعة علمية للتراث وفتاويه وأحاديثه ومصطلحاته والاحتكام فيها للقرآن ومصطلحاته ومفاهيمه وتشريعاته، ليكون ذلك أساسا لنشر ثقافة التسامح الاسلامى فى المساجد وسائر اجهزة الاعلام.

4 ـ تشريعيا: هناك حديث يدور حول اقتراح جديد يقدم لمجلس الشعب يقضى بتعديل تشريعى لتوحيد اجراءات بناء وتجديد المساجد والكنائس دون تفرقة. لا بد لأعضاء الاخوان فى المجلس تبنى هذا الاقتراح كبداية ، يعقبها تطهير التشريعات المصرية من كل ما يخاف العدل والمساواة وحقوق المواطنة وحقوق الانسان ، وحرية العقيدة والفكر وحرية العبادة.

أخيرا :

1 ـ  ما سبق كله هو فى اطار الممكن اذا خلصت النوايا وكان الاخوان صادقين فعلا فيما يرفعونه من شعارات.

2 ـ الاخوان الآن قوة معترف بها سياسيا ودوليا كحقائق فى الواقع السياسى مهما اختلفنا معهم. الفرصة متاحة لهم الآن لكى نغير فكرتنا عنهم . فكرتنا عنهم لم تأت من فراغ وانما من دراسة ومعايشة لتاريخهم السياسى والتراث الذى يؤمنون به ويدافعون عنه. دعوناهم كثيرا لتبنى الاصلاح فلم يلتفتوا . لم نيأس ولا زلنا نصر على دعوتهم ليكونوا جبهة تنصف الاسلام من الظلم الذى ألحقه به المسلمون الغزاة والبغاة.

3 ـ الاسلام أعظم من كل الأشخاص فى أى زمان وأى مكان. وليس فى الاسلام تقديس لبشر ، فكيف نتجاهل انصاف الاسلام بسبب شرور ارتكبها بعض الصحابة فى تاريخ المسلمين وبعض الأئمة فى تراث المسلمين ؟

4 ـ انصاف المظلومين من أقباط وشيعة وقرآنيين هو دفاع حقيقى عن القيم الاسلامية العليا من عدل واحسان وتسامح وانصاف. حين تحمل شعار الاسلام وتتصدى لتطبيق شريعته متجاهلا هذه القيم الاسلامية العليا فأنت بما تفعله أشد الناس عداوة للاسلام.

5 ـ الفرصة الآن متاحة للاخوان لبدء صفحة جديدة فى قرية العديسات والفكرية وابوقرقاص والكشح وكل قرية مصرية عانى فيها الأقباط من ظلم فعله بهم أشقياء ينتمون للاسلام ظلما وعدوانا.

اجمالي القراءات 2014