حوار صحفي خيالي مع مراسل قناة الجزيرة بالرباط سابقا ؟
مقدمة متواضعة
لقد تأسست قناة الجزيرة في فاتح نونبر 1997 في دولة قطر الخليجية باعتبارها كانت تمثل البديل للقنوات التلفزيونية الرسمية على صعيد منطقة شمال افريقيا و منطقة الشرق الأوسط حيث كانت قناة الجزيرة في سنواتها الأولى واحة للنقاش الحر بمختلف القضايا الساخنة سياسيا او أيديولوجيا و دينيا الخ بمعنى ان قناة الجزيرة كانت منبر للراي و الراي الاخر خلافا لاعلامنا البصري الرسمي داخل جغرافيتنا الشاسعة .....
لقد تعاملت قناة الجزيرة مع قضايا بلدنا هذا المغرب بنوع من المشرقية باعتبار ان مغرب الحسن الثاني كان يقدم نفسه باعتبار بلد عربي يسعى الى إحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط بين العرب و الإسرائيليين في فلسطين بالخصوص لان ملكنا هو رئيس لجنة القدس الخ من هذه الاعتبارات الداخلة في اطار سياسة الدولة المغربية للتعريب السياسي و الأيديولوجي للشعب المغربي بدون ادنى شك.
اننا لن نستطيع انكار ان الجزيرة قد فتحت أبوابها الضخمة للحركة الثقافية الامازيغية و رموزها منذ صيف سنة 1998 من خلال استضافة رئيس جمعية تاماينوت آنذاك الأستاذ حسن ادبلقاسم في برنامج الاتجاه المعاكس المعروف مع قومي عروبي من ليبيا و كنت وقتها مازلت طفل يستعد للانتقال الى مرحلة المراهقة الاستثنائية بالنسبة لي على كل حال
..
لقد استضاف برنامج الاتجاه المعاكس المرحوم احمد الدغرني في يناير 2000 اذا كانت ذاكرتي قوية مع ضيف مصري حول وضعية الديمقراطية او شيء من هذا القبيل .......
و في صيف سنة 2000 قامت قناة الجزيرة بإنجاز برنامج مهم حول القضية الامازيغية اسمه نقطة ساخنة مع الأستاذ اسعد طه حيث كان برنامج رائع نسبيا بمقارنة مع جمود اعلامنا البصري الرسمي عن تناول هذه القضية بشكل صريح في بداية عهد الملك محمد السادس الجديد خصوصا بعد صدور البيان الامازيغي الشهير للأستاذ محمد شفيق حول امازيغية المغرب بتاريخ فاتح مارس 2000 ....
لكن قناة الجزيرة قد اتجهت شيئا فشيئا نحو دعم تيارات الإسلام السياسي و الجهادي بصريح العبارة من خلال الغزو الأمريكي المؤسف لأفغانستان سنة 2001 حيث نتذكر ظهور الإرهابي الكبير أسامة بلادن على شاشات الجزيرة ليقول سمومه لعامة المسلمين و خاصتهم بضرورة الجهاد ضد الكفار بغية تحرير فلسطين الخ من الشعارات العاطفية لبسطاء المسلمين ....
ان قناة الجزيرة في زمن ثورات الربيع الديمقراطي ناصرت تيارات الإسلام السياسي في مصر على الخصوص مع تجربة جماعة الاخوان المسلمين القصيرة في الحكم قبل انقلاب العسكر عليهم في يوليوز 2013 بطريقة بشعة مع انني ضد جماعة الاخوان المسلمين على طول الخط ...........
الى صلب الحوار الخيالي
يشرفني ان استضيف مراسل قناة الجزيرة بالرباط و هو من مواليد احدى القرى بإقليم افران سنة 1947 من ام جزائرية و اب من الاطلس المتوسط و عمل لسنوات طويلة داخل التلفزة المغربية قبل ان يعمل مراسل في مكتب قناة الجزيرة بالرباط صيف سنة 2000 .........
السؤال 1 من تكون؟
الجواب انني ادعى عبد القادر عسول حيث ولدت في احدى إقليم افران سنة 1947 داخل اسرة غنية و امازيغية بطبيعة الحال لان الوالد كان تاجر كبير في الرباط قبل الحماية و بعدها بسنوات عديدة حتى مات في حادثة السير سنة 1970 و اما الوالدة فانها من منطقة القبائل بالجزائر و هي باحثة في الثقافة الامازيغية منذ طفولتي .
لقد انتقلنا للعيش في مدينة الرباط سنة 1953 حيث دخلت الى كتاب المسجد مثل جميع الأطفال المغاربة و في البيت كانت امي تعلمني الامازيغية بحروفها الاصلية أي تيفيناغ و اللغة الفرنسية باعتبارها كانت تكتب بها ابحاثها و كتبها الى جانب اللغة العربية بطبيعة الحال......
و هكذا كبرت في العاصمة الإدارية بين أحضان معمارها الامازيغي الإسلامي في عهد الإمبراطورية الموحدية و كذا بين أحضان الانكار التام لوجود اسمه الهوية الامازيغية هنا او هناك على امتداد جغرافية هذا الوطن الغالي......
السؤال 2 كيف دخلت الى التلفزة المغربية ؟
الجواب كان الوالد تاجر معروف و عضو بارز في حزب الحركة الشعبية أي انه كثير الأصدقاء و المعارف داخل التلفزة المغربية حيث دخلت للعمل بها صيف سنة 1975 كمقدم نشرة الأخيرة حوالي الساعة 11 ليلا باللغة العربية و كنت معروف بصاحب اخبار الليل لدى العامة وقتها و كنت ابكي في خاطري للحصار الرهيب على هويتي الامازيغية داخل تلفزتنا الوطنية و الوحيدة آنذاك في ذلك الزمان القاسي على امازيغي المغرب رغم حزب الحركة الشعبية الذي يدعي باستمرار الى يوم الناس هذا انه حزب يدافع عن القضية الامازيغية و عن قضية البادية المغربية......
السؤال 3 هل انخرطت في هذا الحزب ؟
الجواب بطبع نعم باعتباري ابن عضو بارز و ابن منطقة الاطلس المتوسط باعتبارها مهد رموزه من قبيل المرحوم المحجوبي احرضان و ابنه الأستاذ اوزين احرضان الخ ..
السؤال 4 ما هو سبب خروجك من التلفزة المغربية؟
الجواب كانت التلفزة المغربية لسنوات طويلة جهاز لتصريف خطاب السلطة الأحادي تجاه الهوية الوطنية و تفضيل ثقافة اهل فاس الاندلسية على ثقافنا الامازيغية الاصلية و المتنوعة على امتداد ترابنا الوطني في صباح اعيادنا الدينية و بعد اذان صلاة المغرب في شهر رمضان أي كنا نفطر على إيقاع الطرب الاندلسي كانه سادس اركان الإسلام
السؤال 5 لماذا عملت في قناة الجزيرة ؟
الجواب ان الكل يعرف كيف انطلقت قناة الجزيرة كمنبر للراي و الراي الاخر و كمنبر لتناول مختلف قضايا ما يصطلح عليه بالعالم العربي السياسية و الأيديولوجية و الدينية حتى بمعزل عن تيارات الإسلام السياسي و لو بشكل مؤقت الى حين.
لقد كنت اعجبت بمضمون قناة الجزيرة الاخباري و التحريري آنذاك فقدمت طلبي الى مكتبها بالرباط قصد العمل كمراسل لها بوطني هذا و فعلا قبلت هذه القناة طلبي فعملت منذ صيف سنة 2000 على اظهار صورة المغرب الذي بدا يتحرك في ظل العهد المحمدي المبارك نحو فتح مسلسل المصالحات مع الامازيغية و مع حقوق المراة الخ من المصالحات الشاقة بفعل تراكمات الماضي الثقيل على مختلف المستويات و الأصعدة...
السؤال 6 ما رايك في ظهور الإرهابي الكبير أسامة بلادن على شاشات الجزيرة ؟
الجواب لن نضحك على انفسنا لان الدولة الوطنية قد سمحت بدخول الوهابية الينا و الى مساجدنا منذ أواخر سبعينات القرن الماضي بهدف تربيتنا على كره الاصالة الامازيغية الإسلامية كما تسميها و الاتجاه نحو محاربة العالم بغية نصرة الفرقة الناجية أي بني عبد الوهاب و جماعة الاخوان المسلمين الخ....
و بالتالي فان ظهور هذا الإرهابي وقتها كان عادي للغاية في سنوات 2000 و 2001 و 2002 لان المسلم البسيط كان يعتبره مجاهدا في سبيل الله و في اعلاء كلمة التوحيد و محاربة أعداء الإسلام الخ ...
السؤال 7 ما هو سبب خروجك من القناة القطرية ؟
الجواب لقد قامت قناة الجزيرة باخطاء كثيرة سمت بها وحدة وطننا الترابية من قبيل اعداد برنامج كامل حول جبهة البوليساريو الانفصالية حوالي سنة 2000 حيث قلت في نفسي ان شعار القناة هو الراي و الراي الاخر و في نونبر 2010 حاولت قوات الامن تفكيك خيام اكديم ايزيك بالحسنة فوقعت الاحداث المعروفة فدافعت قناة الجزيرة عن أعداء الوحدة الترابية للمغرب فقررت تقديم الاستقالة من هذه القناة .......
السؤال الأخير ماهية كلمتك الأخيرة
شكرا لكم
توقيع المهدي مالك