سؤالان عن ( الحسبنة ) و ( التوكل على الله )

آحمد صبحي منصور في الأحد ٢٤ - سبتمبر - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً

سؤالان عن ( الحسبنة ) و ( التوكل على الله )

السؤال الأول : ما رأيك فى ( الحسبنة ) ؟ يعنى لما واحد يظلمنا ويفترى علينا ندعى عليه و نقول ( حسبنا الله ونعم الوكيل )؟

السؤال الثانى : هل هناك فرق بين ( وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلْ الْمُؤْمِنُونَ (11) الرعد ) و ( وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلْ الْمُتَوَكِّلُونَ (12) الرعد ) ؟ وهل لا يتوكل على الله إلا المؤمنون فقط ؟

وأقول :

أولا :

لا فرق بين ( وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلْ الْمُؤْمِنُونَ (11) الرعد ) و ( وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلْ الْمُتَوَكِّلُونَ (12) الرعد ). فالمؤمنون بلا إله إلا الله هم فقط الذين يتوكلون على الله جل وعلا وحده . ونعطى تفصيلا :

1 ـ ( وكيل ) إسم من أسماء الله جل وعلا الحسنى ، وهو صفة من صفات الله جلّ وعلا ـ لا يوصف بها غيره ، فالله جل وعلا ( الوكيل ) هو الذى عليه وحده نتوكل وبه وحده نستعين ونعتمد ، وهو وحده جل وعلا المستعان .: ( إياك نعبد وإياك نستعين ) وكما أنه ( لا إله إلا الله ) فايضا ( لا وكيل للمؤمن إلا الله ). وقد قال جل وعلا لبنى إسرائيل : ( أَلاَّ تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلاً (2) الاسراء ).

2 ـ  المشركون يؤمنون بالله جل وعلا ويؤمنون بغيره معه ، وبالتالى يتوسلون بالله جل وعلا ويتوسلون بغيره ، كان الجاهليون يتوسلون بالأولياء واسطة.

ثانيا :

1 ـ الأشد كفرا هم المحمديون الذين يرفعون إلاههم المزعوم الذى أسموه محمدا فوق رب العزة جل وعلا . ويجعلون رب العزة جل وعلا واسطة لهم عند إلاههم المصنوع هذا . الجاهليون كانوا يتخذون أولياءهم واسطة تقربهم الى الله جل وعلا زلفى . قال جل وعلا لخاتم النبيين : ( إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدْ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ (2) أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ (3)  الزمر ). تقديس البشر ينافى إخلاص الدين للواحد القهار . المحمديون يعتبرون الحج للقبر الرجسى فى المدينة أهم من الحج للكعبة ، ويعتبرون الصلاة على النبى تقديسا وعبادة لألههم المصنوع . وفى صلواتهم له  )  يطلبون من الله جل وعلا أن يصلّى عليه ( عدد كمالات الله وكما يليق بكماله ) والأغنية المشهورة الكافرة تقول ( لأجل النبى تقبل صلاتى على النبى ) .

إنّ ( صلّى ) تعنى الرحمة وليس التقديس ، وسريعا ولمجرد التذكير :

1 / 1 :  الله جل وعلا يصلى على النبى ويأمر المؤمنين بالصلاة عليه. قال جل وعلا : ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً (56)الأحزاب ).

1 / 2 ـ الله جل وعلا يصلى على المؤمنين ، وجاء هذا مرتين . قال جل وعلا :( هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً (43)الأحزاب ). ( وَبَشِّرْ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُهْتَدُونَ (157)  البقرة )

1 / 3  ـ كان النبى مأمورا بالصلاة على المؤمنين التائبين : ( وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (103) التوبة ).

ثالثا :

1 ـ  النبى محمد لا وكيل له إلا الله جل وعلا . قال له ربه جل وعلا  ثلاث مرات:  ( وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً (81) النساء ) ( الاحزاب  (3) ( 48 ) ).   

2 ـ النبى محمد ليس وكيلا على أحد . قال جل وعلا : ( قُلْ لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ (66)  الأنعام )  (  وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ (107) الانعام ).(  قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ (108)  يونس ) (  إِنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ فَمَنْ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ (41) الزمر ).( وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَولِيَاءَ اللَّهُ حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ (6) الشورى )

3 ـ النبى محمد كان مأمورا بالتوكل على الله جل وعلا وحده . قال جل وعلا : ( رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلاً (9) المزمل ). ( قُلْ هُوَ رَبِّي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ (30) الرعد )، (  ذَلِكُمْ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (10) الشورى )، ( وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (217) الشعراء )( فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ (79)النمل )، (  وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ( 123 ) هود ) ، ( قُلْ هُوَ الرَّحْمَنُ آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (29) الملك ) (  وَرَبُّنَا الرَّحْمَنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ (112) الأنبياء )

رابعا : الأنبياء قبل خاتم النبيين كانوا يتوكلون على الله جل وعلا وحده :

1 ـ ذكر الله جل وعلا حديثا موحّدا جرى بين كل نبى وقومه مع إختلاف الزمان والمكان واللسان، كان منه :( قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُكُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَمَا كَانَ لَنَا أَنْ نَأْتِيَكُمْ بِسُلْطَانٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلْ الْمُؤْمِنُونَ (11) وَمَا لَنَا أَلاَّ نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلْ الْمُتَوَكِّلُونَ (12) ابراهيم )

2 ـ فى قصة نوح : ( وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلا تُنْظِرُونِ (71) يونس ). هنا التحدى بالتوكل على الله جل وعلا.

3 ـ فى قصة هود مع قومه عاد ، قال لهم  : (  مِنْ دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعاً ثُمَّ لا تُنْظِرُونِ (55) إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (56) هود )

4 ـ فى قصة ابراهيم : ( إِلاَّ قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لأَبِيهِ لأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنْ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (4) الممتحنة )

5 ـ فى قصة مدين هدده قومه بالإخراج فقال لهم متحديا على ربه جل وعلا متوكلا : ( عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ (89) الاعراف )

6 ـ فى خوف يعقوب على بنيه وهم يدخلون الحدود المصرية ( وَقَالَ يَا بَنِي لا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنكُمْ مِنْ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِنْ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلْ الْمُتَوَكِّلُونَ (67) يوسف ). وفى معاناته قال إن ربه جل وعلا هو المستعان : ( قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ (18) يوسف )

7 ـ حين إشتدّ إضطهاد فرعون بقوم موسى إستعانوا بالتوكل على الله جل وعلا :( فَمَا آمَنَ لِمُوسَى إِلاَّ ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ عَلَى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَنْ يَفْتِنَهُمْ وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنْ الْمُسْرِفِينَ (83) وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ (84) فَقَالُوا عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (85) وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنْ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (86) يونس ) .

خامسا : المؤمنون والتوكل على الله جل وعلا وحده

1 ـ من صفات المجتمع المسلم : ( فَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (36) الشورى )

2 ـ فى الهجرة فى سبيل الرحمن جل وعلا :

2 / 1 : عند الاضطهاد الدينى تجب الهجرة على القادر ، ومن يتكاسل عنها مع قدرته عليها يموت كافرا . قال جل وعلا ( إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمْ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيراً (97) إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنْ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلا يَهْتَدُونَ سَبِيلاً (98) فَأُوْلَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوّاً غَفُوراً (99) النساء )

2 / 2 : الهجرة تستلزم معاناة وصبرا ، وتنتهى بالسعة والراحة . قال جل وعلا : (وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَماً كَثِيراً وَسَعَةً وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِراً إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً (100) النساء ).  

2 / 3 : والتوكل على الله جل وعلا والصبر من صفات المهاجرين فى سبيل الرحمن جل وعلا  ، قال جل وعلا عن أجرهم فى الدنيا والآخرة: ( وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلأَجْرُ الآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (41) الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (42) النحل ).

2 / 4 : والدعوة لهجرة المضطهدين مستمرة . قال جل وعلا : ( يَا عِبَادِي الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ (56) كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ (57) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنْ الْجَنَّةِ غُرَفاً تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (58) الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (59) العنكبوت ). الأرض واسعة أما العُمر فهو قصير ومحدد ويتقاصر مع كل يوم ، ومن الظلم للنفس أن تقضى عمرك القصير ذليلا تحت إضطهاد بينما أرض الله جل وعلا واسعة .

 3 ـ فى غير الهجرة ، قال جل وعلا عن المؤمنين :

3 / 1 : ( إِنَّمَا النَّجْوَى مِنْ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئاً إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلْ الْمُؤْمِنُونَ (10) المجادلة ).

3 / 2 : ( اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلْ الْمُؤْمِنُونَ (13) التغابن ).

أخيرا :  الحسبنة ( حسبنا الله / حسبى الله ) والتوكل

تأتى مرتبطة بالتوكل على الله جل وعلا فى الاستعانة به فى موقف عسير .

1 ـ بالنسبة لخاتم النبيين عليهم السلام . قالها فى مواجهة الكافرين فى مكة :

1 / 1 : ( وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ  ) 38 ) الزمر).

1 / 2 : وقالها لو تخلّى عنه أصحابه  : ( فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِي اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (129) التوبة )

بالنسبة للمؤمنين :

1 ـ فى موقف خاص :

( الَّذِينَ قَالَ لَهُمْ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنْ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ  عَظِيمٍ (174) إِنَّمَا ذَلِكُمْ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِي إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (175) آل عمران ).

  بعد النصر السريع للكافرين أسرعوا بالفرار حفاظا عليه ، وصمّم بعض شجعان المؤمنين الجرحى على مطاردتهم برغم تخويف البعض لهم . ورجعوا لم يمسسهم سوء وقد فازوا برضى الله جل وعلا . والدرس المستفاد : إنك إذا خفت ربك جل وعلا كنت فى أمن ، أما إذا لم تخفه فإن الشيطان يُخيفك من أى شىء . هذا درس للمؤمنين جميعا ليكونوا متقين ..

 2 ـ مكافأة تنتظر المتقين المتوكلين على ربهم جل وعلا :  ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً (3) الطلاق ).

اجمالي القراءات 2226