الحريري يرد على رافضي وصفه للعسكري بأتباع مبارك: مفيش شيخ منصر بيجيب حواليه أولياء الله الصالحين
- البرلمان لا يعبر عن الشعب والعسكري هو المجلس الأعلى للثورة المضادة ويجب أن يلتف اليسار وراء مرشح توافقي واحد
- الحريري :تحالف إخواني سلفي عسكري يؤيده تحالف أمريكي إسرائيلي خليجي يهدف القضاء على الثورة
- ما نخفضه لإسرائيل وغيرها في سعر الغاز يعادل 10أضعاف المعونة الأمريكية
الإسكندرية-أحمد صبري
وصف النائب أبو العز الحريري المجلس الأعلى للقوات المسلحة بأنه قد تحول إلى المجلس الأعلى لقيادة الثورة المضادة مشيرا غلى أنه قد بدأ ولايته في أيام الثورة الأولى بتأدية أحد أفراده التحية العسكرية لأرواح الشهداء الذين قاموا بها ولكنه مع الوقت تحول إلى محاولة الحفاظ على بقاء نظام مبارك ..وفيما اعترض أحد حضور الندوة المنعقدة بالنادي السوري والتي نظمها روتاري المدينة على هجوم الحريري على المجلس العسكري قام الأخير بالرد عليه قائلا: يا أستاذ مفيش حد ممكن يقنعني إن فيه شيخ منصر – في إشارة للرئيس المخلوع حسني مبارك- ممكن يجيب حواليه أولياء الله الصالحين ليعاونوه في عمله ويضعهم في أعلى المناصب
وقال الحريري أنه وغيره من معارضي المجلس العسكري لم يكن لديهم مانع من أن تطول الفترة الانتقالية إلى عامين لكن ذلك كان مشروطا بأن يكمل المجلس العسكري إدارته للبلاد بروح الثورة كما بدأها بأداء التحية العسكرية لها مبديا تعجبه من تحول المجلس العسكري إلى العمل علانية بكل قوة على إعادة نظام مبارك وإحيائه مرة أخرى مشيرا إلى أنه حتى ولو بالمنطق النفعي كان لابد لهم من تأييد الثورة والعمل من أجل صالح البلاد إلا أن ذلك لم يحدث
ووصف الحريري مجلس الشعب الذي يسيطر عليه أغلبية إخوانية وسلفية بأنه لا يعبر عن الشعب مشيرا إلى أن هناك 50بالمائة من الشعب المصري لم يشارك بانتخابات مجلس الشعب ..وأضاف أن مجلس الشعب يتخذ العديد من المواقف الظلامية والطائفية ذاكرا موقف السلفيين والإخوان من رفض رئاسة سيدة مسيحية طبيبة من أعضاء مجلس الشعب للجنة متابعة أسر الشهداء والمصابين وكذلك رفضهم تولي عدد من النائبات لأي مهمة واصفا ذلك بأنه موقف ظلامي وطائفي وأنه لا يمكن أن يكون معبرا عن موقف أغلبية الشعب المصري
وأرجع الحريري التربص بالثورة ومحاولة إحياء نظام مبارك إلى قيام تحالف بين ثلاث قوى داخلية وثلاث قوى خارجية جميعها تسعى لهدف وحيد هو القضاء على الثورة وإجهاض استكمالها لأهدافها مشيرا إلى الصراع بين هؤلاء وبين الثوار من غالبية الشعب المصري الذي خرج من قمقم العبودية والإذلال كالمارد سوف سيستمر حتى يحكم الثوار ويحققون أهداف ثورتهم بأنفسهم
وقال الحريري أن التحالف الذي أشار إليه يتكون من القوى الداخلية الثلاثة: العسكري والإخوان والسلفيين والذي تربطهم بحسب تعبيره ما يشبه الزواج الكاثوليكي الآن لتحقيق مصالح مشتركة هي القضاء على روح الثورة في نفوس المصريين ومحاولة إحياء نظام مبارك لكن بوجوه جديدة..
وأشار الحريري إلى أن هناك تحالف ثلاثي آخر خارجي تهمه إجهاض الثورة في مصر يتكون من الولايات المتحدة وإسرائيل ودول الخليج حيث بات نجاح الثورة المصرية يهدد مصالحها الحيوية مشيرا إلى أن دول الخليج تخشى انتقال الثورة إليها حال نجاحها بمصر وأن ذلك تلاقى مع مصالح إسرائيل وأمريكا اللتين تدركان جيدا انه حال استكمال الثورة فإن ذلك سيحمل معه بدء العد التنازلي لنهاية الصهيونية العالمية ودولة إسرائيل ذات التوجهات العنصرية
وحول إلغاء المعونة الأمريكية قال الحريري أن أمريكا تعطينا المعونة وتستردها منا أضعافا مضاعفة مشيرا إلى أن الفارق في أسعار تصدير الغاز المصري لإسرائيل وغيرها من الدول – والذي تصدره مصر بأقل من سعر إنتاجه – يبلغ14مليار دولار وهو ما يوازي أكثر من عشرة أضعاف المعونة الأمريكية مشيرا إلى أن ذلك لا يعني أنه يطالب بمعاداة أمريكا لكنه فقط ينادي أن تكون علاقة مصر بها علاقة صداقة لا تبعية أو عمالة ..وتابع:فكرة المعونة في حد ذاتها تقضي على الإبداع والابتكار وتجعل الناس تركن إلى الاستسهال وهو أمر لا ينطبق على المصريين
وقال الحريري إن المجلس العسكري والولايات المتحدة الأمريكية قد توافقا على رحيل مبارك مبكرا حتى لا تنضج الثورة المصرية ويعلو سقف مطالبها أكثر فأكثر وحتى يشاع أن الثورة خلاص قد حققت أهدافها وعلى الناس أن تذهب إلى بيوتها ..
ولفت الحريري إلى أن الشرعية الحقيقية في مصر ما تزال للميادين ولأصوات المظلومين من الشعب الذي بات صعبا على كائن من كان السيطرة عليها أو الالتفاف على مطالبها.
وأضاف:الناس خلاص معدش يسكتها لا أمن الدولة ولا صراصير الدولة انتهى عهد العبودية والإذلال والناس من لابد أن تنال كل حقوقها مشيرا إلى أن هناك مئات المليارات بل التريليونات التي ربحها رجال النظام السابق بالسرقة والتلاعب وبيع أراضي الدولة وبيع السلع بأضعاف أثمان تكلفتها مثل حديد التسليح الذي كان يربح أحمد عز في كل طن منه 5850 جنيه حيث كان يبيعه ب8850 بينما سعر تكلفته لم يكن يتعدى ثلاثة آلاف جنيه..
وكشف الحريري عن أن مصر تقوم بتصدير السيراميك بأقل من سعر إنتاجه من عدد من المصانع الخاصة المملوكة لرموز النظام السابق وفي مقابل ذلك يتم إعفاؤهم من الضرائب والجمارك ويحصلون على حافز تصدير بينما يكون لهم شركات ملكهم في الدول التي يصدرون إليها فيحصلون على السيراميك ويصدرونه من هذه الدول وتدخل الأموال خزائن البنوك الأوروبية والأمريكية.
وفيما اعتبره البعض تلميحا عن تراجعه عن الترشح للرئاسة قال الحريري ردا على سؤال للبديل حول بعد إعلان خالد علي ترشحه للرئاسة :أنا من مؤيدي أن يكون للقوى التقدمية مرشح واحد فقط يجب علينا جميعا أن نلتف حوله.., وهو ما فسره مصدر مقرب من الحريري بأنه يعني أنه لن يترشح وهو الأمر الذي لم يذكره الحريري صراحة