الخنفشار
يحكى عن قرية في مصر من الأمصار
كان بها أحد المشايخ الأجلاء الكبار
وقد اخذ ما اخذ من عقول الناس الصالحين منهم والأشرار
وكان أمره مطاع من كل فاجر وبار
وكلمته مسموعة بالليل قالها أو بالنهار
الكل يشهد له بالتقوى وانه من الأخيار
,وفي احد الأيام جاء إلى هذه القرية احد المتنورين
وجلس إلى مجلس الشيخ الأمين
واستمع إليه وكان خير السامعين
, أدرك ذلك الرجل ان كل ما يقوله هذا الشيخ اللعين
إنما هو فرية على الله الرحمن الرحيم
وعلى نبيه وعل&ie;ى أصحابه الصالحين
فقام إليهم فقال لهم أيها الناس
إن هذا شيخكم كذاب دجال دساس
وكل ما قاله افتراء على الله وعلى خير الناس
فصرخ الشيخ بان هذا زنديق
وان جزاؤه يوم القيامة عذاب الحريق
فاضربوه بنعالكم الجديد منها والعتيق
جلس الرجل بعدها في مكان غير بعيد
وقد ناله ما ناله من أذى العبيد
وبينما هو على هذا الحال
أتاه عدد من الرجال
فقالوا ما دفعك إلى ذلك المقال
فقال اسمعوني وافرضوا أني كذاب
ولأثبتن لكم صدق الخطاب
دعونا نؤلف كلمة من الكلمات
مالها من شرح بالمفردات
ولم يقلها قبلنا حي ولا من مات
فقالوا فلتكن الخنفشار
فلنذهب إلى شيخنا في وضح النهار
ولنسأله عنها ولا نعطه فرصة انتظار
فقالوا يا شيخنا ماهر الخنفشار
قال هو نبات يخرج في ارض الصين
إذا أكله البقر أضحى الغث منه سمين
ويدر لبنا كثيرا يعجب الشاربين
وقد قال فيه شاعر الملوك والسلاطين
لقد فاض اللبن كمدرار حين أكل البقر من الخنفشار
وقد قال فيه رسول الله
فقال احدهم يكفي أيها الشيخ اللعين
فلن تستحي أن تنسب قولا لرب العامين