هل تقتسم الزوجة مع زوجها إيمانه لتدخل به الجنة؟

عثمان محمد علي في الأربعاء ٠٦ - سبتمبر - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً

هل تقتسم الزوجة مع زوجها إيمانه لتدخل به الجنة؟
إيه الحكاية ؟؟
في فتوى لشيخ مغربى شهير يقول فيها (من رحمة الله بعباده إلحاق الأزواج بأزواجهم في الجنة .فزوجة الإمام أحمد معه في الجنة ،وقد قدم للإسلام ما يعجز عنه آلاف الرجال قال تعالى – إدخلوا الجنة أنتم وازواجكم تُحبرون—لذلك لا تحتاج المرأة أن تُقدم ما قدمه الرجال من أعمال عظيمة في الإسلام .يكفيها أن تكون له سكنا في الدُنيا لتكون له أنسا في الآخرة، وتكون عه في نفس المقام في الجنة).
==
التعقيب :
الشيخ المغربى يُعدد بعضا من مناقب أحمد بن حنبل فأضاف لها أن زوجته ستكون معه في الجنة ،وكأنه معه دفتر دخول الجنة وأسماء أهل اليمين ،بل إنه جعل من نفسه إلاها ومالكا ليوم الدين مع رب العالمين .وفى فتواه خُبث مُبطن بدعوته بأن تظل المرأة مجرد وعاءا جنسيا وخادمة وساجدة لزوجها كما تقول رواياتهم .
فهذا الشيخ يفترى على الله جل جلاله وعلى القرءان العظيم. فالأزواج هنا (يا عِبَادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ.الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ.ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ.يُطَافُ عَلَيْهِم بِصِحَافٍ مِّن ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الأَنفُسُ وَتَلَذُّ الأَعْيُنُ وَأَنتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ.وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ.لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْهَا تَأْكُلُونَ ) ليسوا ازواج الدُنيا على إطلاقها بل ليسوا هم أزواج الدنيا من الأساس . ولكنهم أزواجهم فى الجنة سواء ممن كُنا مؤمنات فى الدُنيا أو من الحورالعين.لأن خاتمة الآية تقول ( وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) أى انهم جميعا (الرجال والنساء )الذين دخلوا الجنة دخلوها بأعمالهم وليس بعمل أحدهم فأخذ معه الآخر في يده وهو داخل ،أوبشفاعته له كما يتوهمون .
وذلك الشيخ بفتواه تلك يكون أيضا قد أسقط التكليف والمسئولية الشخصية فى الإيمان والعمل الصالح عن المرأة لكى تفوز برضوان الله وجنته .
وكذلك نسى وتجاهل قول الله جل جلاله عن صفات لرجال ونساء على قدم المساواة فى سورة الأحزاب (ان المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات اعد الله لهم مغفرة واجرا عظيما ) .
ونسى وتجاهل وأسقط كُل التشريعات التى كُلفت بها المرأة على قدم المساوة مع الرجل فى الإيمان والعبادات والمُعاملات ،وتفاصيل هذه النشريعات كثيرة ومُتعددة في القرءان الكريم.
وقد أسقط ذلك الشيخ في فتواة قاعدة تشريعات أن السكن والمودة يجب أن يكون مُتبادلا بين الزوجين وليس فريضة على طرف دون الآخر.فهو معادلة من طرفين ذهابا وإيابا بينهما ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ).
فالزوج مسئول عن نفسه والزوجة مسئولة عن نفسها يوم القيامة ولا يُمكن لإيمان أو صلاح أحدهما أن ينفع الآخر ف(كُل نفس بما كسبت رهينة )
وقال جل جلاله فى آية أُخرى .(يوم تاتي كل نفس تجادل عن نفسها وتوفى كل نفس ما عملت وهم لا يظلمون) .
اجمالي القراءات 1643