المحرمات من النساء قد حددها الله تعالى في الآية 24/23/ النساء.

Brahim إبراهيم Daddi دادي في الأربعاء ٣٠ - أغسطس - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً

عزمت بسم الله،

حدد الله سبحانه المحرمات من النساء لعدم الزواج منهن في قوله سبحانه:

 

حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالاتُكُمْ وَبَنَاتُ الأَخِ وَبَنَاتُ الأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ الَّلاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُم مِّنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ الَّلاتِي فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَائِكُمُ الَّلاتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ فَإِن لَّمْ تَكُونُواْ دَخَلْتُم بِهِنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلابِكُمْ وَأَن تَجْمَعُواْ بَيْنَ الأُخْتَيْنِ إِلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا* وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاء إِلاَّ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَأُحِلَّ لَكُم مَّا وَرَاء ذَلِكُمْ أَن تَبْتَغُواْ بِأَمْوَالِكُم مُّحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُم بِهِ مِن بَعْدِ الْفَرِيضَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا. النساء 24/23.

فهل بعد هذه الآيات المحكمات يمكن لمخلوق مهما كان أن يزيد أو ينقص من النساء المحرمات للزواج شيئا، سواء بالقياس أو بغيره؟؟؟

طبعا المؤمن المصدق لكتاب الله تعالى المبين، لا يمكن أن يقبل زيادة أو نقصانا لما جاء في الآيتين المحكمتين من المحارم التي حرمها الله تعالى بعلمه.

لكن رجال الدين المشركين كتاب الله تعالى بكتب البشر، أضافوا إلى المحرمات من النساء ما بدا لهم، كأنهم شركاء مع الله تعالى في التشريع !!! وكان ذلك بالقياس أو بغيره.

في هذا المقال المتواضع أسلط الضوء على حليلة إبن البنت وحليلة الرضيع، التي أضافها الفقهاء إلى المحرمات من النساء، بينما لو تدبرنا كتاب الله بصدق لوجدنا أن حليلة إبن البنت وحليلة الرضيع ليستا من المحارم أبداً، لأن الله سبحانه حرم حليلة الإبن من الصلب فقط، فعرفه بلام التعريف (وَحَلائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلابِكُمْ). فهل هذه العبارة غير واضحة وغير مبينة؟؟؟

أنتقل بكم إلى الآيات التي تؤكد أن إبن البنت  ليس من صلب جده من الأم، وأعرض عليكم الآيات التي تبين مما خُلق الإنسان، فهو خلق من ماء دافق يخرج من بين الصلب والترائب، ومن مني الرجل والماء المهين.

  1. بما أن الله تعالى قد حرم ما شاء من النساء في الآية 23/24 النساء، وتحديدا قوله سبحانه: وَحَلائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلابِكُمْ. نلاحظ أن الله تعالى عرَّف الأبناء (الذين من أصلابكم ). ولم يذكر بويضة المرأة.
  2. فَلْيَنظُرِ الإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ* خُلِقَ مِن مَّاء دَافِقٍ*يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ الطارق 7/5. وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِن مَّاء. النور 45. إن الماء الدافق يخرج من صلب وخصيتي الذكر. أَيَحْسَبُ الإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى* أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِّن مَّنِيٍّ يُمْنَ. القيامة.37/36. وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالأُنثَى* مِن نُّطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى. النجم 46/45. (ملاحظة في هذه الآية أن الله تعالى خلق الزوجين الذكر والأنثى من النطفة التي تمنى.) فليس للأنثى دخل في نوعية الجنس أبداً، مادامت النطفة التي تمنى تخرج من صلب الذكر لا غير. وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن سُلالَةٍ مِّن طِينٍ* ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ. المؤمنون 13/12. والقرار المكين هو الرحم الذي تستقبل فيه الأنثى الحيوان المنوي لتحضنه. لأن الأنثى مثل الأرض التي تنبت ما يوضع فيها. لذلك قال تعالى: نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُمْ وَاتَّقُواْ اللَّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُم مُّلاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ. البقرة 223.
  3. إن إبن البنت لا يرث جده من الأم، ولا الجد يرث إبن بنته، لأن الميراث يتبع الصلب، إلى آدم عليه السلام. وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ. الأعراف 172.
  4. علميا إذا وقع خلاف بين رجلين مثلا لمن ينسب الولد، فإن الذكر هو الذي سيخضع للفحص عن طريق ADN، وليست الأنثى، لأن أصل خلق الإنسان هو من الماء المهين الدافق.أَلَمْ نَخْلُقكُّم مِّن مَّاء مَّهِينٍ. المرسلات20. والغريب أن الله تعالى لم يذكر بويضة الأنثى ولو إشارة واحدة. وهذا في نظري يدل على أن الماء الدافق من الذكر هو أصل خلق الإنسان بعد أن خلق الله تعالى آدم عليه السلام من تراب. الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الإِنسَانِ مِن طِينٍ* ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلالَةٍ مِّن مَّاء مَّهِينٍ. السجدة 8/7.
  5. هل يمكن لمخلوق مهما كان أن يضيف إلى المحرمات من النساء التي حددها الحكيم العليم وذكرهن بأوصافهن ( أمهاتكم بناتكم...) إلى أن قال سبحانه: وَأُحِلَّ لَكُم مَّا وَرَاء ذَلِكُمْ أَن تَبْتَغُواْ بِأَمْوَالِكُم مُّحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ... النساء 24.

ختاما أستشهد بقول شاعر: بنونا بنو أبنائنا وبناتنا بنوهن أبناء الرجال الأباعد.

وقالت: زوجة أبي حمزة الضبي.

ما لأبي حمزة لا يأتينا * يظل في البيت الذي يلينا

غضبان أن لا نلد البنينا * تالله ما ذلك في أيدينا

وإنما نأخذ ما أعطينا * ونحن كالأرض لزارعينا.

فهل بعد هذه الآيات يمكن لمخلوق مؤمن معتقد أن القرءان من عنده سبحانه، يمكن أن يحرم حليلة إبن البنت، التي لم يحرمها الله تعالى مع المحارم، لأنه سبحانه حرم حليلة الإبن من الصلب فقط ولا غير، ولم يقل سبحانه مثلا: ( وحلائل أبنائكم) وسكت، ولم يُعرِّف من هم الأبناء التي تحرم حليلتهم، لأنه سبحانه قال: وَحَلائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلابِكُمْ.ثم أحل الله تعالى الزواج بغير النساء المحرمات المذكورات في الآية 24/23 النساء. بقوله سبحانه: كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَأُحِلَّ لَكُم مَّا وَرَاء ذَلِكُمْ أَن تَبْتَغُواْ بِأَمْوَالِكُم مُّحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ. معنى ذلك لا يمكن لمخلوق مهما كان أن يزيد أو ينقص من النساء المحرمات شيئا أبداً. هذا لمن كان يوقن بأن القرءان هو أحسن الحديث ويؤمن بيوم الحساب. يقول سبحانه:  فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ* وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ* وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِن دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ. الزخرف 45/43. صدق الله العظيم.

اجمالي القراءات 3369