حكومة مصر تحتفل "بفشل" الإضراب ومنظموه يدرسون بدائل

في الثلاثاء ٠٦ - مايو - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

بينما احتفل الإعلام الحكومي المصري "بفشل دعوات التحريض لتعطيل مسيرة التنمية"، في إشارة إلى ضعف الاستجابة الشعبية لإضراب 4 مايو/ أيار الجاري الذي تزامن مع العيد الثمانين لميلاد الرئيس حسني مبارك، أكد منظموه أنهم يدرسون بدائل احتجاجية جديدة.


وبدأ التلفزيون الرسمي منذ الأحد إذاعة الأغاني الوطنية والأفلام التسجيلية التي تستعرض إنجازات الرئيس مبارك، إضافة إلى جولته الميدانية صباح يوم الإضراب بإحدى المدن الصناعية في إطار "متابعته المستمرة لمشاريع التنمية الصناعية".


وأفردت نشرات الأخبار مساحات واسعة لتصريحات مبارك خلال الجولة التي أكد فيها "تقديره البالغ للعامل المصري", ووصفه بأنه عصب الصناعة والإنتاج في مصر, وكرر القول بأنه أصر على تعديل زيادة الأجور من نسبة الـ15% التي اقترحتها الحكومة إلى 30% لمواجهة الغلاء الفاحش والأزمة الاقتصادية التي يشهدها العالم.


وامتلأت صفحات الجرائد الحكومية بعناوين "تهنئ مصر بفشل محاولات المغرضين لوقف مسيرة العمل والتنمية"، وتنتقد دعاة الإضراب وتتهمهم مجددا بأنهم "شوية عيال"، في إشارة إلى أصحاب دعوتي الإضراب يومي 6 أبريل/ نيسان الماضي و4 مايو/ أيار الجاري من شباب موقع "فيس بوك" الإلكتروني.


وكثف شباب الحزب الوطني (الحاكم) حملاتهم الإلكترونية التي تهاجم دعاة الإضراب، ووزعوا في العديد من المحافظات المصرية -خاصة القاهرة- منشورات وعلقوا ملصقات تهاجم فكرة الإضرابات وتدعو إلى "عدم التجاوب مع دعوات المغرضين".



جانب من التدابير الأمنية التي اتخذتها السلطات المصرية يوم الإضراب (رويترز)
دور المعارضة
أما الصحف المستقلة فأرجعت فشل الإضراب إلى قرار زيادة الأجور بنسبة 30% الذي أعلنه الرئيس المصري قبل 48 ساعة من موعد الإضراب، وأجمعت على فشل قوى المعارضة -خاصة جماعة الإخوان المسلمين- في حشد الجماهير للإضراب.


ونال الإخوان قسطا كبيرا من الهجوم، حيث اتهمتهم بعض الصحف "بعدم الجدية في دعوة أنصارهم للإضراب"، وسخرت من إعلانهم نجاح الإضراب "من داخل منازلهم"، مذكرة أن نواب الجماعة في البرلمان (87 نائبا) لم يقاطعوا الجلسات يوم الإضراب.


تقييمات متباينة
أما منظمو الإضراب من شباب "فيس بوك" فقد اختلفوا في تقييم الإضراب، فبينما أكد البعض فشله وعزا ذلك إلى غياب ثقافة الاحتجاج الجماعي عن المجتمع المصري، رأى آخرون أنه حقق أهدافا عديدة حتى قبل انطلاقه، أهمها -برأيهم- أنها أجبرت الرئيس مبارك على رفع زيادة الأجور إلى نسبة 30% وهي الأعلى في تاريخ حكمه الممتد منذ عام 1981.



الإعلام الرسمي ركز يوم الإضراب
على عيد ميلاد حسني مبارك (الفرنسية)
وتعهد أحد أعضاء مجموعة "إضراب 4 مايو" بعدم التورط في الدعوة لإضراب جديد حتى لا تفقد الاحتجاجات الجماعية مصداقيتها، مشيرا إلى أن هناك أفكارا عديدة قيد الدرس تتفاوت ما بين القيام بحملة توعية سياسية واقتصادية للناس بحقوقهم، وصولا إلى دعوات جديدة للتظاهر والاعتصام في الميادين العامة.


وقال عضو آخر بالمجموعة التي أنشأت صفحة على موقع "فيس بوك" وصل عدد مشتركيها منذ الدعوة للإضراب قبل 3 أسابيع إلى نحو 74 ألف مشترك، إن "هناك اقتراحا بتدشين حملة تنادي بتحقيق الاكتفاء الذاتي من السلع الغذائية التي ارتفعت أسعارها، وهناك من يدعو لمظاهرة المليون في ميدان التحرير يوم 8 مايو الجاري.. نعتقد أن علينا التروي قبل الإعلان عن دعوة جديدة للناس".


واقترح آخرون الرد على الملصقات التي وزعها شباب الحزب الحاكم وتحمل عبارة "الشباب الجد.. يبني مش يهد" بتوزيع ملصقات مضادة تحمل شعار "الشباب الجد.. ُحر مش عَبد".

اجمالي القراءات 6184