كان ضمن معاشر الخنازير، خنزير يدعى "ناخر" عرف عنه الشجاعة، والطموح بالسمو بعالم الخنازير لينتقلوا إلى حياة أفضل.
فخاطب الخنزير "ناخر" معاشر الخنازير، وسألهم : ما رأيكم إن طلبت من الأسد الملك أن أنضم لجنود الغابة المقاتلين، وسأكون أنا البادئ بالأمر وأنتم من ورائي تطلبون، فنرتقي رويداً رويدا ونخرج من براثن الخدم.
وهنا بدأت معاشر الخنازير تحلم بيوم العزة والكرامة، والخلاص من خدمة كل حيوانات الغابة، وإذا بمعاشر الخنازير تهتف قائلة :
(سر يا خنزير "ناخر" ونحن من ورائك)
فتشجع الخنزير "ناخر" وطلب لقاء مع الأسد الملك ليصعده من مرتبة الخدام إلى مرتبة المقاتل.
فتعجب الأسد من جرأة الخنزير "ناخر" على مجرد طلب اللقاء !، فالأسد يرى الخنازير قد خلقت لتطيع لا لتناقش أو تتحاور مع أسيادها، بيد أن الفضول قد تملك من الأسد الملك، فسمح للخنزير "ناخر" بالتقدم لسماع ما لديه.
ودار الحوار التالي :
قال الأسد الملك 🦁 : مالك يا خنزير تطلب لقاء مع الملك، وقد كنت وقومك خدامين مطيعون، وما بخلنا عليكم يوماً بالعطاء من (القمامة، والفضلات، والروث)، لتنعموا معاشر الخنازير بالأمن والأمان في الدنيا من دون مشقة.
رد الخنزير "ناخر" 🐷 : مولاي عفواً، فلولا سماحتك وكرم خلقك، وعدلك، ما تجرأت على طلبي هذا، فإن وجدت بي نقيصة، فتلك رأسي أقدمها إليك طعاماً.
قال الأسد الملك 🦁 : ويحك أيها الخدام الوضيع، أأنت من تقدم لي رأسك، أم أنا من يقرر متى أنزل رأسك من على جسدك.
رد الخنزير "ناخر" 🐷 : انت يا مولاي من تقرر فلك السيادة، ونحن خدامك.
قال الأسد الملك 🦁 : ماذا تريد يا خدام.
رد الخنزير "ناخر" 🐷 : منذ أن خلقت وانا خدام، ولكن .. بداخلي قوة، تمنحني ان أكون مقاتل في سبيل الأسد الملك، أفلا تمنحني فرصة الإنضمام إلى الجنود المقاتلين.
قال الأسد الملك 🦁 : أنت خنزير، والخنازير خدم، فإن سمحت لك بالإنضمام إلى الجنود المقاتلين من الوحوش، فمن سيخدمنا، يا خدام.
رد الخنزير "ناخر" 🐷 : حقاً أنا خدام أطمح للحياة بشكل أفضل، وأسألك مولاي، أن تمنحني الفرصة.
قال الأسد الملك 🦁 : حتى وإن وافقتك، سيظل لشجاعتك وقوتك حدود، ولن ترتقي يوماً لتصبح كباقي وحوش الغابة، فجيناتك الوراثية لن تتغيير، ومثلك لن يقدر على رفع رأسه أبداً، وحتى وإن تملكت يوماً، فستظل خدام يلعنه الجميع.
رد الخنزير "ناخر" 🐷 : ألتمس منكم إعادة النظر في طلبي.
قال الأسد الملك 🦁 : قد تجرأت في طلبك، وقبل ذلك تجاوزت حدك حين طلبت لقائي، فالخدامين أمثالك لا يجب أن يتجاوز في حق الملوك، وقد حكمت عليك بأن تكون وجبتي ليومي هذا، فتصبح عبرة لكل خنزير خدام تسول له نفسه، أن يفعل مثل صنيعك.
رد الخنزير "ناخر" 🐷 : ولكن قومي من معاشر الخنازير لن يسمحوا بأن يمسني السوء، فقد بايعوني وهم من ورائي، ونحن كثرة، ونفوقكم عددا، وسيحدث إضطراب في الغابة، إن آذيتني.
قال الأسد الملك 🦁 : سنرى يا خنزير ماذا سيفعل الخدامين من قومك، وأنا ألتهم لحمك أمامهم، وبعد ذلك توالت ضحكات الأسد كثيراً .
ثم أحضر الأسد الملك، هذا الخنزير "ناخر" أمام كل عشائر الخنازير، وقال : هذا مصير من يتجرأ من الخدامين ولا يرضى بقسمة أسياده.
وأكل الأسد الملك، هذا الخنزير "ناخر" أمام أعين كل معاشر الخنازير التي وقفت تشاهد تنفيذ حكم الأسد الملك.
إلا أن المشهد كان وسط صيحات كل الخنازير التي كانت تهتف :
(عاش الأسد الملك، واللعنة على الخنزير "ناخر")
شادي طلعت