كيف لا نرى الشيطان وهو لديه القدرة على الظهور لنا ؟؟

عثمان محمد علي في الأربعاء ١٦ - أغسطس - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً

كيف لا نرى الشيطان وهو لديه القدرة على الظهور لنا ؟؟
في سؤال بعد اذن حضرتك لو ميضايقش حضرتك.
بأجي عند الايه ( انه يراكم هو وقبيله من حيث لاترونهم ) دي صعبه عليا شويه . بفسرها إزاي اني اكون مستخبي من حضرتك وقاصد مظهرش نفسي فكدا اسمي شايفك من حيث لا تراني انما لو عايزك تشوفني هتشوفني ؟؟
إنتهى السؤال ..وهذه صيغة السؤال بصورة أُخرى ::
(أليس لدى الشيطان المقدرة على أن يظهر لنا ونراه لو أراد هو ذلك ،وإذا كانت لدية المقدرة على هذا فلماذا نرفض أن يقال أنه ظهر وتحدث مع بعض الناس ؟؟ )
==
التعقيب ::
جاءت هذه الآية الكريمة (يٓابنى ءَادَمَ لَا يَفۡتِنَنَّكُمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ كَمَآ أَخۡرَجَ أَبَوَيۡكُم مِّنَ ٱلۡجَنَّةِ يَنزِعُ عَنۡهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوۡءَٰتِهِمَآۚ إِنَّهُۥ يَرَىٰكُمۡ هُوَ وَقَبِيلُهۥ مِنۡ حَيۡثُ لَا تَرَوۡنَهُمۡۗ إِنَّا جَعَلۡنَا ٱلشَّيَٰطِينَ أَوۡلِيَآءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُون) الأعراف 27 لتُقرر لنا حقيقتين :: الإولى ::
إختلاف طبيعة خلق وتكوين جسد الشيطان والقدرات التى أودعها الله جل جلاله فيه عن طبيعة خلق جسد الإنسان وتكوينه وقدراته بما فيها المجال البصرى للعين البشرية وقدرتها على رؤية الأشياء التي أمامها. فمثلا قوة الإبصار ومستوى الرؤيا عندنا لا ترى إلا الأشياء التى يكون ترددها بين (380 إلى 740 نانو متر) والشيطان يقع في مستوى تردده الموجى إما أقل أو أعلى من ذلك ،فلذلك لا يُمكن للإنسان أن يراه . ويسرى هذا أيضا على قدرتنا على رؤية الملائكة .فالملاكئة عندما نزلت بأوامرمن الله لإبراهيم ولمريم عليهما السلام تحولت بأمر من الله إلى صورة خلق جديد مؤقت ليستطيع إبراهيم ومريم عليهما السلام أن بروهما ،فكانوا في مجال قدرة وتردد بصريهما فتمثلوا لهم وكأنهم بشراعاديين ( فتمثل لها بشرا سويا ). وكذلك عندما أُسرى بالنبى محمد عليه السلام ليقابل جبريل عليه السلام على صورته الملائكية ليتلقى منه الوحى القرءانى تغيرت قدرته البصرية ومجال رؤيته رؤيته عليه السلام مؤقتا ليستطيع رؤية الروح الأمين جبريل عليه السلام على صورته الملائكية،وبعدما إنتهى اللقاء عاد بصره عليه السلام إلى طبيعته الأولى وإلى مجال تردده الذى كان عليه قبل الإسراء (مَا زَاغَ ٱلۡبَصَرُ وَمَا طَغَىٰ ) . وفى الآخرة سيتغير بصرالإنسان ومجال رؤيته ليستطيع أن يرى بمجال رؤية أوسع وأكبر وأكثر دقة بما يتناسب مع ما هو موجود في اليوم الآخر (وجآءَتۡ كُلُّ نَفۡسٖ مَّعَهَا سَآئِقٞ وَشَهِيدٞ (21) لَّقَدۡ كُنتَ فِي غَفۡلَةٖ مِّنۡ هَٰذَا فَكَشَفۡنَا عَنكَ غِطَآءَكَ فَبَصَرُكَ ٱلۡيَوۡمَ حَدِيدٞ )
ومن هُنا فإن قدرة ومدى المجال البصرى للشيطان أعلى وأقوى من مدى المجال البصرى للإنسان فيستطيع هو أن يرى الإنسان دون أن يراه الإنسان .
والحقيقة الثانية ::
هي أنه ليست لدى الشيطان خاصية الإختيارفى التحول الذاتي في أن يختفى عن أنظارنا أو يظهر لنا بمحض إرادته بمعنى (لوعايز يظهر لنا فيقدر يعمل كده ،ولو مش عايز فيقدر كمان على كده ، يعنى الموضوع بمزاجه هو :لا لا لا ) فالشيطان مثله مثل الإنسان لا يستطيع أن يتشكل ويتحول إلى مخلوق آخر.فمثلا كما لا يستطيع الإنسان أن يتحول إلى أن يكون كوكبا من كواكب المجموعة الشمسية فإن الشيطان لا يستطيغ أن يُغير نفسه ويظهر للإنسان . فهذا قانون قد خلق المولى جل جلاله الشيطان والإنسان عليه بأن يرى الشيطان الإنسان ولا يستطيع الإنسان أن يرى الشيطان مهما حاول أحد الطرفين فعل هذا ولا الخروج عن ناموس هذا القانون مهما حاول فإن محاولاته كلها ستبوء بالفشل الذريع .
ومن كُل ما سبق فلابد أن نؤمن ونتأكد من أن كُل مقولات أن فلانا يتعامل مع الجن والشياطين،أو أن فلانا يُسخر الجن في إيذاء فلان ، أو أن فلانا يُسخر الجن في إستخراج كنوز من كنوز الأرض ،او أن فلانا أو فلانة متزوجا أو متزوجة من جن فكل هذا كُله كلام وقول كاذب ولا أساس له من الصحة على الإطلاق ،ومن يؤمن به فلابد أن يُعالج نفسه أو تُعالجه عائلته عند أقرب طبيب نفسى أو لو كانت حالته خطيرة فليودعوه في مستشفى للأمراض النفسية . وعلى الدولة أن تواجه النصابين والمشعوذين الذين يستغلون جهل العوام والبسطاء بدجل السحر وفك الأعمال وإخراج الجن من الملبوسين بالجن وووووو بالإصلاح الفكرى أولا ،فإن لم يرتدعوا فليكن بالمحاكمات القضائية والسجن المُشدد بتُهم النصب والإحتيال .
==
الخلاصة::
الإنسان من آدم عليه السلام إلى آخرمولود سيولد قبل قيام الساعة يوم القيامة لا ولن يستطيع أن يرى الشيطان ،ولا أن يتكلم معه نهائيا. وهذه حقيقة قرءانية ومن يُنكرها ولا يؤمن بها من المُسلمين والمؤمنين بالقرءان فقد كفر بآيات الله في القرءان وسيأتى ربه خاسرا يوم القيامة وقد حبط عمله الصالح كُله وأصبح صفرا كبيرا وهو لا يدرى .
اللهم بلغت اللهم فإشهد .
اجمالي القراءات 1558