انسحب ثلاثة من أبرز الدعاة السلفيين في مصر من فضائية "الناس" ذائعة الصيت، وأوقفوا التعامل معها، احتجاجا على رفض إدارة القناة الاستجابة لمطالبهم فيما يتعلق بحظر ظهور شخصيات على شاشتها، يتحفظون على منهجهم الدعوي، أبرزهم الداعية الشهير عمرو خالد، والدكتور أحمد عبده عوض.
المشايخ الثلاثة، هم: محمد حسان ومحمد حسين يعقوب وأبو إسحاق الحويني كانوا من أعمدة الفضائية، المملوكة لرجل الأعمال السعودي منصور بن كدسة، منذ بداية بثها الرسمي في مطلع العام 2006، وكانوا سببا في انتشارها في أوساط المشاهدين المصريين على وجه الخصوص.
وجاء انسحابهم منذ ثلاثة أسابيع اعتراضا على استضافة مدير القناة عاطف عبد الرشيد في برنامجه للداعية عمرو خالد للحديث عن حملة مكافحة الإدمان التي يقودها تحت شعار: "أوقف المخدرات .. غير حياتك"، والتي تدعو لمحاربة الإدمان بالعالم العربي.
كما كان من أسباب انسحابهم وامتناعهم عن مواصلة تقديم برامجهم بالفضائية الدينية، هو عودة الشيخ أحمد عبده عوض للظهور على شاشتها لتقديم البرنامج اليومي "صباح الإيمان" بعد فترة انقطاع قصيرة، حيث أنهم يعتبرونه صاحب ميول صوفية مرفوضة من جانبهم.
وكان الثلاثي السلفي قد طالب مؤخرا بتشكيل لجنة شرعية ذات مرجعية سلفية لمراجعة برامج القناة على أن يكون لها القرار في الموافقة على إنتاجها وعرضها أو رفضها، لكن طلبهم قوبل بالرفض.
وعلمت "المصريون" إن إدارة قناة "الناس" رفضت الرضوخ لشروط التيار السلفي التقليدي داخل القناة، رغم التكتل الذي شكله المشايخ الثلاثة في محاولة لإجبارها على الامتثال لضغوطهم، وشددت على أن سياستها المعتمدة "ترحب بكل الكفاءات بغض النظر عن انتماءاتها".
كما رفضت الاستجابة لشروط هذا التيار بمنع الشيخ أحمد عبده عوض من تقديم برامجه، نظرا لشعبيته الكبيرة والاتصالات الكثيرة التي تلقتها إدارة القناة من مشاهدين يستفسرون عن سر انقطاعه عن تقديم برنامجه.
وجاء قرارهم بالانسحاب بشكل جماعي في محاولة لإحراج القناة ودفع المشاهدين لممارسة ضغوط عليها من أجل إعادتهم، في ضوء تمتعهم بشعبيتهم كبيرة بين المشاهدين، لكن مساعيهم في استقطاب الداعية السلفي محمود المصري إلى صفهم باءت بالفشل بعد رفضه الانضمام إليهم في مطالبهم والانسحاب معهم.
وتقوم القناة منذ انسحاب المشايخ الثلاثة بإذاعة حلقات مسجلة لهم، لحين البحث عن بدائل لملء الفراغ الذي سينشأ جراء انسحابهم، وقامت في هذا الإطار بالاتفاق مع الداعية الإسلامي والمحامي حازم صلاح أبو إسماعيل على تكثيف ظهوره على شاشتها، كما أن هناك أنباء عن فكرة برنامج سيقدمه الداعية عمرو خالد على شاشتها خلال الفترة القادمة.
يذكر أن المشايخ الثلاثة كانوا وراء قيام القناة في بداياتها الأولى باستبعاد الفتيات من العمل كمذيعات واستبدالهن بشباب، وكان لهم الفضل في معرفة الجماهير بالقناة وتدفق الإعلانات عليها وجعلها القناة الأولى في نسبة المشاهدة إسلاميا، وأسهمت القناة في المقابل في تزايد شعبيتهم بين المصريين، وخاصة البسطاء الذين ارتبطوا ببرامجهم وباتوا بالنسبة لهم الدعاة المفضلين.