حوار صحفي خيالي مع معتقل سياسي إسلامي بالمغرب ؟
مقدمة متواضعة
ان التيار الإسلامي في مجموع دول الشرق الأوسط و دول شمال افريقيا قد أسس مشروعيته الدينية و السياسية على عوامل كثيرة في تاريخ الإسلام السياسي بالمشرق العربي أي منذ تأسيس ما يسمى بالخلافة الإسلامية في العهد الاموي الى سقوطها سنة 1923 ميلادية و قد شكلت هذه القرون مساحة تاريخية هامة لتقوية مشروعية التيار الإسلامي الدينية و السياسية لدى عامة المسلمين في جغرافيتنا الإسلامية الشاسعة و لدى نخبتنا الدينية الرسمية من خطباء منابر الجمعة و علماء الشريعة الإسلامية الخ...
ان هذه المشروعية الدينية و السياسية للتيار الإسلامي في جغرافيتنا الإسلامية الشاسعة جعلته حامل امين لتراثنا الإسلامي ببعده الجميل أي اركان الإسلام الخمس و قيمه الحضارية الكبرى من قبيل العدل و الاحسان و بر الوالدين و العطف على اليتيم و رفع من شان المراة من درجة جارية لإشباع غرائر الرجال الى درجة سيدة محترمة في بيت زوجها معززة و مكرمة .
و ليس معنى كلامي هذا باي شكل من الاشكال ان المراة لم تكن فاعلة في صدر الإسلام الأول من خلال نشر الدعوة الإسلامية و الاستشهاد من اجلها في مكة و مشاركتها الفاعلة الى جانب شقيقها الرجل في بناء دولة الرسول الإسلامية بشهادة مراجع التاريخ الإسلامي نفسها .
لكن بالمقابل قد حملت هذه المشروعية الدينية و السياسية للتيار الإسلامي منذ سنة 1928 أي تاريخ تأسيس جماعة الاخوان المسلمين بمصر الى يوم الناس هذا مجموعة من القيم التي لبست ثياب الإسلام بشكل رسمي ليس في صدر الإسلام الأول مع الرسول الاكرم صلى الله عليه و سلم بالدرجة الأولى...
او في عهد الخلفاء الراشدون بالدرجة الثانية كما أقوله دائما عبر مقالاتي حول التنوير الإسلامي احتراما لمقام الرسول العظيم عندنا او لمقام صحابته العظيم لدى وعينا الجمعي كمسلمين داخل هذه الجغرافية الشاسعة لانني لست مثل الاخرين الذين يشككون في كل شيء لدرجة مرضية مثل الأستاذ رشيد ايلال الذي احترمه لكنني اختلف معه في المسائل الجوهرية لا داعي للخوض فيها الان .
لقد لبست هذه القيم المشارة عليها اعلاه ثياب الإسلام بشكل صريح منذ الدولة الاموية الفاجرة في عز الظهر و ليس في عز الظلام الدامس لان هذه الأخيرة كانت معتزة بعروبتها الاصيلة و قيمها الجاهلية التي جاء الإسلام ليحاربها من قبيل العصبية للعرب و للعربية و احتقار الاجناس الأخرى و هوياتها اللغوية و الثقافية و الحضارية رغم انها اعتنقت الإسلام عن الاقتناع العميق مثل اجدادنا الامازيغيين على سبيل المثال...
و من قبيل احتقار المراة او الفتاة المسلمتان عبر السبي أي الاغتصاب بلغة العصر في ما يسمى بالفتوحات الإسلامية أي ان جنود الخلافة المسماة بالاسلامية زورا و بهتانا عندما يدخلون الى قرية ما مثلا فان نساءها و فتياتها يصبحن حلال لهؤلاء الجنود في الممارسة الجنسية مثل الأفلام الإباحية بدون ادنى شك ..
بل اخطر من هذا او ذاك كان امير المؤمنين و خليفة المسلمين في الدولة الاموية او العباسية الخ يامر جنوده بدون اي استحضار لقيمة الحياء او لقيمة الحشمة باحضار هؤلاء السبايا الى جنابه الموقر قصد الاستمتاع بهن في عز النهار و ليس في الظلام الدامس أي ان الكل كان يعلم ذلك حتى الفقهاء باعتبارهم حماة الدين و اخلاقه الرفيعة مثل هذه علما ان الإسلام قد امرنا بالستر اذا كان احدنا يفعل هذه المعاصي المخجلة بينما كان سلفهم الصالح يجاهرون بها في الأسواق او في الحانات لشرب الخمر و ليس لذكر الله او الصلاة على الرسول حيث ان الحديث عن هذا الباب سيطول و نكتفي بهذا القدر.........
ان التيار الإسلامي قد استغل العاطفة الدينية القوية لدى عامة الناس لتسويق حلم تأسيس الخلافة الإسلامية العادلة و الحاكمة بالشريعة الإسلامية و حدودها الخ من هذه الشعارات البارقة لاي مسلم ذو مستوى محدود من العلوم الشرعية او دون ذلك لان العامة من الناس تسمع من افواه خطباء منابر الجمعة او في درس ديني كلام يفيد بصريح العبارة او في بين السطور ضرورة عودة الخلافة الإسلامية او تطبيق الشريعة الإسلامية ك ان الخلافة الإسلامية ركن اصيل من اركان الإسلام او فرضها الله تعالى بتفاصيلها في القران الكريم الخ من هذه الاحتمالات الباطلة في الشكل و في المضمون لان الخلافة الإسلامية هو نظام بشري قهري و ليس نظام منصوص به في القران الكريم لان الله تعالى قد جعلنا شعوبا و قبائل للتعرف و بالتالي فان الاختلاف في العقول و النظم السياسية هو اية من ايات الله في هذا العالم ..
و كما استغل التيار الإسلامي طيلة عقود من الزمان الدعم المالي و السياسي و الإعلامي التي تقدمه المملكة العربية السعودية بغية نشر مذهبها الوهابي المتوحش باعتباره النسخة الاصيلة للاسلام في مختلف انحاء العالم منذ أواخر سبعينات القرن الماضي على الخصوص مع ما يسمى بالصحوة الإسلامية و مع التحالف الأمريكي السعودي على طرد الاتحاد السوفياتي من أفغانستان وقتها باستعمال التراث الديني لتحقيق هذا الهدف المشترك.
غير ان هذا الهدف المشترك قد انجب لنا بعد سنوات ما يسمى بتنظيم الإرهاب العالمي ذات أيديولوجية وهابية صريحة بدون ادنى شك لان الأيديولوجية الوهابية هي الشقيقة الشرعية للايديولوجية الاموية في العروبة كعصبية نحو العرب و العربية و كتقاليد جاهلية تحتقر المراة و الفتاة المسلمتان او من الديانات الأخرى كما شرحته سالفا في هذه المقدمة المتواضعة....
الى صلب الحوار الخيالي
يشرفني عظيم الشرف ان استضيف معتقل سياسي إسلامي سابق في اعقاب احداث 16 ماي 2003 الإرهابية بالدار البيضاء حيث كم أرسلت اليه من رسالة عبر الايميل لأقناعه بضرورة هذا الحوار الصحفي المتواضع و قد استجاب في نهاية النطاف .
السؤال 1 من تكون ؟
الجواب أولا انني من شرفاء الادارسة ادعى عمر الادريسي من موالد سنة 1953 في مدينة فاس في اسرة متدينة حتى النخاع حيث كان ابي فقيه سلفي بارز في الحركة الوطنية المجيدة و كانت امي ربة البيت التي لا تخرج الا باذن ابي و جدتي فاطمة الادرسية .
و لحسن حظي قد دخلت الى التعليم العتيق و انا ابن سبع سنوات الى 18 سنة أي أصبحت فقيه سلفي مثل الوالد الحاج عبد الكبير الادريسي الذي كان يشجعني على طلب العلم الشرعي و الالتزام بمنهج السلف الصالح و عملت اماما في عدة مساجد في مدينة فاس و في مدينة الرباط ......
قد انطلقت في نشاطي السياسي مع حزب الاستقلال العظيم باسم زعيمه الخالد علال الفاسي و المعروف بمواقفه الوطنية ضد فرنسا و سياساتها التنصيرية الخ حيث قلت لي لك كامل الحرية في التعبير عن ارائي ...
و تركت حزب الاستقلال سنة 1975 باعتباره لم يطالب بتطبيق الشريعة الإسلامية بالمغرب بصريح العبارة منذ الاستقلال الوطني علما ان تأسيس الحركة الوطنية في سنة 1930 قد جاءت ضد الظهير البربري الذي أصدرته فرنسا لتنصير البرابرة و إعطاء الأفضلية لعرفهم الجاهلي على شريعة الله في الأرض ..
السؤال 2 هل انضمت الى الشبيبة الإسلامية وقتها ؟
الجواب وقتها قد سافرت الى السعودية للعمل في مجال الامامة بأحد مساجد مدينة الرياض بتزكية من عمي الحاج المهدي الادريسي و المقيم في هذه البلاد الطاهرة منذ سنة 1950 و كان يطوف في بلدان المسلمين بغية التبشير بمذهب الامام محمد ابن عبد الوهاب الوسطي و المحارب لمظاهر الظلال و الشرك بالله سبحانه و تعالى ...
لقد بقيت في هذا البلد الحرام الى سنة 1979 و من خلال تلك الفترة جلست مع العديد من المشايخ و الدعاة الإسلاميين و حجت اكثر من مرة ثم رجعت الى المغرب بتكليف رسمي من الدولة السعودية لترسيخ المذهب الوهابي في وطني البعيد عن شريعة الإسلام رغم ان ملك المغرب يحمل لقب امير المؤمنين و رغم ان المغرب هو بلد عربي إسلامي منذ الفتح الإسلامي من طرف اجدادنا الامويين.....
السؤال 3 هل وجدت اية مشاكل مع الدولة المغربية في سبيل تحقيق هدفكم آنذاك ؟؟
الجواب وقتها كان اليسار المغربي الملحد يخلق العديد من المتاعب للنظام ببلادنا لدى قرر فتح الأبواب امام اتجاهنا الوهابي للتجذر في وزارة الأوقاف و الشؤون الإسلامية و من خلالها الى مساجد البلاد طولا و عرضا و من خلال وزارة الداخلية و الاعلام انذاك عبر اعداد برامج دينية في الإذاعة و في التلفزة لنشر الوهابية تحت شعارنا الخالد الا و هو العروبة و الإسلام حيث كنت اطار في وزارة الأوقاف و الشؤون الإسلامية مكلف بالاعلام و التواصل أي احضر في الدروس الحسنية الرمضانية مع وزير الأوقاف السابق ..
السؤال 4 هل انخرطت في احدى تنظيمات الإسلام السياسي بالمغرب ؟
الجواب من طبيعة الحال قد انخرطت في حركة التوحيد و الإصلاح في بدايات التسعينات من القرن الماضي و كنت عضو ناشط في هذا التنظيم عبر الأنشطة والندوات حول قضايا الامة العربية و الإسلامية من قبيل القضية الفلسطينية و قضية تهويد المسجد الأقصى المبارك لان المغرب يقود لجنة القدس منذ ستينات القرن الماضي ..
السؤال 5 ما رايك في مصطلح الإرهاب الإسلامي ؟
الجواب يا أستاذ مالك انني لاحظت ان مقالاتك تتحمل على تيارنا الإسلامي الأصيل في هذه الأرض منذ 14 قرنا من كلمة التوحيد و توحيد الكلمة باعتبارك عبد لاساتذة الظلال و الجاهلية البربرية و كلامي هذا يدخل في نطاق حرية التعبير...................
ان الإسلام هو دين و دولة منذ عهد رسول الله الى الان في السعودية او في أفغانستان منذ صيف 2021 بفضل حركة الطالبان ..
السؤال 6 ما هو سبب اعتقالك بعد احداث 16 ماي 2003 الإرهابية ؟؟
الجواب منذ احداث 11 شتنبر 2001 اصبح الغرب المسيحي بقيادة الولايات المتحدة الامريكية اكثر عداء للاسلام و المسلمين ...
لقد وصل هذا التأثير الى المغرب مع العهد الجديد كما يسمى و قراراته الجديدة من قبيل انشاء معهد ملكي للثقافة البربرية تفيدا لأجندة فرنسا الفرنكونية الخ من هذه القرارات المضادة لمرجعيتنا الإسلامية كحركة إسلامية بالمغرب العربي مثل حركة الاخوان المسلمين بمصر و الحركة الوهابية بالسعودية و لهذا تم اعتقالي على خليفة تلك الاحداث المشارة عليها أعلاه بسبب ارائي التي تقلها لقناة الجزيرة في مارس 2003 ...
السؤال 7 كم قضيت في السجن ؟
الجواب 8 سنوات حيث خرجت في ماي 2011 و سافرت مباشرة الى السعودية للاستقرار مع عائلتي الكبيرة من الأبناء و الاحفاد..
السؤال 8 هل تراقب ما يجري في بلدك المغرب ؟
الجواب دائما منذ الخريف العربي الى الان حيث ان تجربة تسيير الإسلاميين للشان العام لم تعطي النتائج المرجوة منها من قبيل تطبيق الشريعة الإسلامية في المغرب و الحد من أطماع
حركات التغريب في محو اثر للاسلام في التشريع المغربي الكافر أصلا لان الإسلام لا يعترف بمصطلح الوطن او مصطلح المواطنة الخ من مصطلحات التغريب .
السؤال الأخير ما هي كلمتك الأخيرة ؟؟
شكرا
توقيع المهدي مالك