80 قتيلاً بسوريا.. وقوات الأسد تقصف حمص لإرغامها على الاستسلام

في الأربعاء ٢٢ - فبراير - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً


 

 

80 قتيلاً بسوريا.. وقوات الأسد تقصف حمص لإرغامها على الاستسلام

 
 

آخر تحديث يوم الخميس 23 فبراير 2012 - 4:55 ص ا بتوقيت القاهرة

 
 
 
عمان – رويترز

أمطرت قوات الرئيس السوري بشار الأسد بالصواريخ والقنابل الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة بمدينة حمص أمس الأربعاء، وحولت المباني إلى أنقاض وقتلت أكثر من 80 شخصًا بينهم صحفيان غربيان.

 

 

ويأتي هذا القصف تكثيفًا لهجوم مستمر منذ نحو ثلاثة أسابيع لسحق المقاومة في حمص، وهي من النقاط المحورية في الانتفاضة المتأججة في أنحاء البلاد على حكم الأسد المستمر منذ 11 عامًا، وأثارت شدة القصف غضبًا دوليًا.

 

 

وقال نشطاء إن أكثر من 60 جثة لمقاتلي المعارضة والمدنيين انتشلت من منطقة واحدة هي حي بابا عمرو بعد القصف الذي وقع بعد ظهر اليوم، ورفع عدد الضحايا الذي كان 21 قتيلاً في وقت سابق من النهار.

 

 

وقال الناشط بحمص أبو أبي، لرويترز، إن طائرات الهليكوبتر قامت بطلعات استطلاع فوق المنطقة ثم بدأ القصف.

 

 

وأظهرت لقطات فيديو وضعها ناشطون من المعارضة على الانترنت، المباني المدمرة والشوارع المهجورة وأطباء يعالجون المدنين الجرحى في أحوال بدائية في حي بابا عمرو الهدف الرئيسي لغضب الأسد.

 

 

ووصف الرئيس الفرنسي- نيكولا ساركوزي، مقتل صحفيين أحدهما المصور الفرنسي ريمي أوشليك والأمريكية ماري كولفن التي تعمل لدى صحيفة صنداي تايمز البريطانية، بأنه كان عملية اغتيال وأن حكم الأسد يتعين أن ينتهي.

 

 

وأضاف ساركوزي "كفى. النظام يجب أن يرحل وما من سبب يمنع السوريين من حقهم في أن يعيشوا حياتهم ويختاروا مصيرهم بإرادتهم. إذا لم يكن هناك صحفيون فإن المجازر كانت ستزداد سوءًا".

 

 

وقتل الصحفيان الأجنبيان حين سقطت صواريخ أطلقتها القوات الحكومية على المنزل الذي كانا فيه بالمدينة، بعد أن تسللا عبر الحدود اللبنانية إلى حمص.

 

 

وفي آخر رسالة بعثت بها كولفن وصفت البؤس داخل حي بابا عمرو.

 

 

وقالت في الإذاعة البريطانية "إن النساء والأطفال يحتشدون في الأقبية يتملكهم الخوف، وأن طفلاً في الثانية من العمر مات أمامها".

 

 

واستدعت وزارة الخارجية البريطانية السفير السوري إلى لندن، للتشديد على مشاعر الحزن بسبب مقتل كولفن وأوشليك وللمطالبة بأن يتلقى المصور البريطاني بول كونروي الذي أصيب في الهجوم نفسه علاجًا طبيًا.

 

 

وفي الهجوم نفسه أصيبت أيضًا الصحفية الفرنسية اديت بوفييه -وهي صحفية حرة تسللت إلى سوريا لإعداد تقرير لصحيفة لو فيجارو الفرنسية. وأصيب أيضًا المصور وليام دانييلز ومقره باريس.

 

 

وقال نشطاء إن بوفييه (31 عامًا) تتلقى العلاج في مستشفى ميداني سيء التجهيز في حي بابا عمرو المحاصر بمدينة حمص، والتي تتعرض لقصف من الجيش السوري منذ أكثر من ثلاثة أسابيع تقريبًا.

 

 

وقال عضو في جماعة أفاز -وهي جماعة حقوقية عالمية تعمل مع الصحفيين والنشطاء داخل سوريا- "هناك خطورة كبيرة من أنها (بوفييه) ستنزف حتى الموت دون رعاية طبية عاجلة. نحاول باستماتة نقلها للخارج نعمل كل ما في استطاعتنا في بيئة خطيرة للغاية".

 

 

وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، إن "القوات الحكومية قتلت 21 مدنيًا في حمص اليوم الأربعاء، معظمهم في قصف حي بابا عمرو وهو منطقة سنية تعارض الطائفة العلوية التي تحكم سوريا". وقتل عدة مئات في عمليات القصف اليومية من جانب قوات الحصار التي تستخدم المدفعية والصواريخ ونيران القناصة ودبابات تي-72 السوفيتية الصنع.

 

 

واستنكرت متحدثة باسم مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان- نافي بيلاي، قصف المناطق المدنية، وقالت "إن الجيش السوري فيما يبدو زاد بشدة من استخدام المدفعية والأسلحة الثقيلة الأخرى".

 

 

ويخشى السكان أن تلقى مدينة حمص من قوات الأسد نفس المعاملة التي لقيتها مدينة حماة في عهد والده حافظ الأسد حينما قتل أكثر من 10 آلاف شخص.

 

 

وتحجم القوات البرية عن دخول المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، لأن المقاتلين المتحالفين مع المعارضة مستعدون للانقضاض عليهم.

 

 

ويقول ناشطون إن "الجيش يمنع وصول الامدادات الطبية والكهرباء مقطوعة 15 ساعة يوميًا. والمستشفيات والمدارس ومعظم أماكن العمل والمتاجر مغلقة، كما أن المكاتب الحكومية مغلقة أيضًا".

 

 

ومثلما شرح المسؤول اللبناني "يريد الأسد إجبار حمص على الاستسلام قبل الاستفتاء الذي يجري يوم الأحد القادم على دستور جديد، يقود إلى انتخابات متعددة الأحزاب كوسيلة لحل الأزمة".

 

 

وتحظى خطته بتأييد حلفائه الروس والصينيين، لكن القوى الغربية رفضتها باعتبارها مثيرة للسخرية في ظل الظروف الحالية، ودعت المعارضة السورية إلى مقاطعتها.

 

 

وقال المسؤول اللبناني القريب من الحكومة السورية لرويترز في بيروت، إن "الرئيس الأسد يريد إنهاء الوضع في حمص بحلول الأحد، للتحضير للاستفتاء على الدستور ثم سيتحول إلى إدلب".

اجمالي القراءات 7223