هل طاعة النبى وأولى الأمرتكون في الإيمان أم في المعاملات ؟؟
سؤال طرحه أخ عزيز قال فيه::
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ)
طاعة أولي الأمر واجب..فمن هم أولي الأمر وكيف نطبقها على أرض الواقع؟
التعقيب .
عقبت على سؤاله بقولى :أولو الأمر هم الخبراء المختصون فى تخصصاتهم مثل (العلميون والأطباء و المهندسون والزراعيون و التجاريون – ووووو ) .
فرد على تعقيبى بالأتى :
استاذ الخطاب للمؤمنين.......فقط
فرددت عليه ::
يا أخى الكريم الخطاب هنا عام ،والإيمان هنا ليس الإيمان القلبى وإنما الإيمان السلوكى (إيمان وآمان المعاملات بين الناس). لأن الإيمان القلبى (الإيمان بالله جل جلاله ) تكون الطاعة فيه لله رب العالمين وحده لاشريك له من خلال ما ورد فى رسوله ورسالته القرءان العظيم فقط لا غير. فلا تتدخل فيه ولا تتداخل وتشترك معه طاعة ولى لأنها ممكن أن تكون في أمورخاطئة .ولوكان الأمرهنا فى الطاعة بمعنى الطاعة الإيمانية القلبية فهنا يكون القرءان العظيم قد أمرنا بالإشراك بالله (والعياذ بالله).ولكن القرءان الكريم نزل لإقرار (لا إله إلا الله وحده لاشريك له) ولإخلاص الدين كُله لله رب العالمين، وحذرنا من الإشراك، وإلا ستُحبط أعمالنا كُلها وتُصبح صفرا كبيرا، ونكون يوم القيامة من الخاسرين والعياذ بالله (﴿وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾
==
وأضيف :
الأية الكريمة وردت في سياق حديث آيات سورة النساء من الآية 58 إلى الآية 65 والتي تتحدث حول أوامر في المعاملات المدنية ،والإحتكام فيها وفى الخصومات حولها للقضاء القائم على العدل الذى كان يقضى به النبى عليه السلام بين الناس جميعا بما فيهم (أهل الكتاب ،والمُسلمين ، والمنافقين من المُسلمين) ،فمنهم من كان يعترض على حُكم النبى عليه السلام اذا جاء مُغايرا لما كان يهواه ويتنماه لنفسه ،فأمرهم القراءن للإنصياع لحُكم النبى عليه السلام القضائى لأنه يحكم بينهم بما أراه الله في القرءان ،وأنهم لن يكونوا في آمان تام إلا إذا رضوا بالحُكم القضائى الذى حكم به ،وإلا ستتحول المدينة وما حولها بإستمرار خصوماتهم ونزاعاتهم إلى قنبلة موقوتة ربما ستُشعل بينهم حروبا ستلتهم الأخضر واليابس.(﴿إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا﴾ النساء 105
وهُنا نسأل أيضا سؤالا مهما ::هل من حق النبى عليه السلام أو ولاة الأمر (الحُكام أوالإختصاصيون ) أن يتقاضى الناس أمامهم فيما يخُص إيمانهم القلبى ؟؟؟ بكل تأكيد لا والف لا . لأن الإيمان القلبى علمه عند الله وحده علام الغيوب ،ومرده والحساب عليه والقضاء فيه موكول لرب العزة جل جلاله وحده لاشريك له يوم الدين ، وكان من الصحابة مُنافقين يعيشون مع النبى عليه السلام ليل نهار ولم يكن يعلمهم ،فكيف ستكون الطاعة فيه للرسول وإلى أولى الأمر ؟؟؟؟
ومن هُنا فإن الآية الكريمة (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ) تتحدث عن الطاعة لأولى الأمر(أولى الإختصاص ) في الأمورالدنيوية تطبيقا لفريضة الشورى بينهم التي قال عنها القرءان الكريم ( وشاورهم في الأمر) و ( وأمرهم شورى بينهم ) .
أما ما يقوله فقهاء السوء والضلال عن أن الطاعة هنا للرسول بمعنى (السُنة البخارية ،والكلينية الشيعية ،والصوفية الغزالية ووووو) و(لأولى الأمر) من مشايخهم ورؤساء مؤسساتهم الكهنوتية الرسمية وغيرالرسمية فهذا تلاعب بالقرءان ،وجدال بآيات الله وخوض فيها ليُتاجروا بها ويشترون بها ثمنا قليلا ،ويأكلون بها أموال الناس بالباطل ،وليرفعوابها ذواتهم وأقوالهم البشرية فوق (اصدق الحديث ) و(احسن الحديث ) حديث الله في القرءان العظيم ،وهذا يؤدى بصاحبه بالكُفر بالقرءان (والعياذ بالله ) .ونقول لهم هذا من باب النُصح والوعظ والإرشاد لعلهم يرشدون ويعقلون ويتفقهون
==
الخُلاصة ::
أن الآية الكريمة تتحدث عن طاعة الرسول وأولى الأمر في الأمور والشئون المدنية الدنيوية ،وأن الطاعة الإيمانية القلبية هي طاعة لرب العزة جل جلاله وحده لا شريك له ...ونتمنى من كُل دارس ومُتدبر لأيات الله في القرءان ألا ينشر تدبره أو نتائج تدبره قبل أن يعرضها أولا على حقائق القرءان في الموضوعات المُشتركة معها ليتأكد من أنها لا تتعارض معها ولا تُخالفها ..فالقرءان لا إختلاف فيه ولا عوج فيه وبالتالي لا يُمكن أن تخرج عنه نتائج وحقائق تُخالف وتناقض بعضها بعضا . ولا تنسوا القاعدة القرءانية الذهبية فى الحرية الدينية التى تقول (﴿لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ﴾ وتقول ((﴿وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ﴾.
وإقرأوا إن شئتم هذه الآيات الكريمات التي وردت الآية الكريمة في سياقها من سورة النساء .
۞إِنَّ ٱللَّهَ يَأۡمُرُكُمۡ أَن تُؤَدُّواْ ٱلۡأَمَٰنَٰتِ إِلَىٰٓ أَهۡلِهَا وَإِذَا حَكَمۡتُم بَيۡنَ ٱلنَّاسِ أَن تَحۡكُمُواْ بِٱلۡعَدۡلِۚ إِنَّ ٱللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِۦٓۗ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ سَمِيعَۢا بَصِيرٗا (58) يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَأُوْلِي ٱلۡأَمۡرِ مِنكُمۡۖ فَإِن تَنَٰزَعۡتُمۡ فِي شَيۡءٖ فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ إِن كُنتُمۡ تُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۚ ذَٰلِكَ خَيۡرٞ وَأَحۡسَنُ تَأۡوِيلًا (59) أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ يَزۡعُمُونَ أَنَّهُمۡ ءَامَنُواْ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيۡكَ وَمَآ أُنزِلَ مِن قَبۡلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوٓاْ إِلَى ٱلطَّٰغُوتِ وَقَدۡ أُمِرُوٓاْ أَن يَكۡفُرُواْ بِهِۦۖ وَيُرِيدُ ٱلشَّيۡطَٰنُ أَن يُضِلَّهُمۡ ضَلَٰلَۢا بَعِيدٗا (60) وَإِذَا قِيلَ لَهُمۡ تَعَالَوۡاْ إِلَىٰ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ وَإِلَى ٱلرَّسُولِ رَأَيۡتَ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودٗا (61) فَكَيۡفَ إِذَآ أَصَٰبَتۡهُم مُّصِيبَةُۢ بِمَا قَدَّمَتۡ أَيۡدِيهِمۡ ثُمَّ جَآءُوكَ يَحۡلِفُونَ بِٱللَّهِ إِنۡ أَرَدۡنَآ إِلَّآ إِحۡسَٰنٗا وَتَوۡفِيقًا (62) أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ يَعۡلَمُ ٱللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمۡ فَأَعۡرِضۡ عَنۡهُمۡ وَعِظۡهُمۡ وَقُل لَّهُمۡ فِيٓ أَنفُسِهِمۡ قَوۡلَۢا بَلِيغٗا (63) وَمَآ أَرۡسَلۡنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذۡنِ ٱللَّهِۚ وَلَوۡ أَنَّهُمۡ إِذ ظَّلَمُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ جَآءُوكَ فَٱسۡتَغۡفَرُواْ ٱللَّهَ وَٱسۡتَغۡفَرَ لَهُمُ ٱلرَّسُولُ لَوَجَدُواْ ٱللَّهَ تَوَّابٗا رَّحِيمٗا (64) فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤۡمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيۡنَهُمۡ ثُمَّ لَا يَجِدُواْ فِيٓ أَنفُسِهِمۡ حَرَجٗا مِّمَّا قَضَيۡتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسۡلِيمٗا 65) النساء.